منتخبات أميركا الجنوبية تخطف أنظار العالم في جنوب أفريقيا

احتراف لاعبيها في أوروبا.. والمدربون الأكفاء.. والأجواء الأوروبية ضمن العوامل

TT

تشهد النسخة الحالية من منافسات كأس العالم تألقا كبيرا لمنتخبات أميركا الجنوبية، حيث ضمنت منتخبات الأرجنتين وأوروغواي والبرازيل تأهلها لدور الـ16، وقد تفعلها باراغواي. أما منتخب تشيلي، فعلى الرغم من خطورة المواجهة المرتقبة مع المنتخب الإسباني اليوم، فإنه نجح في التربع على قمة المجموعة الثامنة بست نقاط.

جدير بالذكر أن الفرق الأميركية خاضت 12 مباراة حتى الآن، وحققت فوزا ثمينا في عشر مباريات وتعادلت في مباراتين فقط، في حين وصل رصيدها من الأهداف إلى 21 هدفا واستقبلت شباكها 4 أهداف. وهكذا أثارت منتخبات أميركا الجنوبية دهشة العالم أجمع بتفوقها غير المعهود في مونديال جنوب أفريقيا، خصوصا أن أيا منها لم ينجح في الصمود حتى الدور نصف النهائي في ألمانيا 2006، مما يعني أنها تتمتع بحظ وافر في القارة السمراء.

غير أن سر هذا التحول الخطير يكمن في بعض التغيرات التي طرأت على المنافسات المحلية في بلدان أميركا الجنوبية، وهو ما سنتناوله بالتحليل في الأسطر التالية.

1- الاحتراف في أوروبا: غزا لاعبو أميركا الجنوبية صفوف الأندية الأوروبية الكبرى، وعلى رأسها نادي إنترناتسيونالي الإيطالي الذي يضم سبعة لاعبين من أصل 11 لاعبا في الفريق، فيما يضم برشلونة لاعبين فقط هما ليونيل ميسي وداني ألفيس، وكذلك ريال مدريد (ريكاردو كاكا وهيغوين). ويضم الميلان كلا من باتو، رونالدينهو، تياغو سيلفا. وفي ليفربول هناك ماسكيرانو، في حين يمثل أغويرو وفورلان أحد الأعمدة الرئيسية في أتلتيكو مدريد، ويضم مانشستر سيتي كلا من تيفيز وسانتا كروز. أما بالنسبة إلى تشيلسي الإنجليزي، فهو يعتمد على الأفارقة بشكل أكبر، على عكس فيرغسون المدير الفني لمانشستر يونايتد الذي يميل للتعامل مع لاعبي أوروبا.

2- المديرون الفنيون: ترك مدربو أميركا الجنوبية بصمتهم في كل مكان، حيث يعد الأرجنتيني مارتشيلو بيلسا، المدرب الحالي في منتخب تشيلي، مصدر الإلهام الأول لغوارديولا، فيما وصف المدير الفني في برشلونة دييغو مارادونا بالمعلم. أما كارلوس دونغا، فعلى الرغم من الضجة الإعلامية التي يثيرها مع الصحافة البرازيلية التي تطالب بتقديم كرة قدم ممتعة، فإنه نجح في تعليم فنون الاستحواذ على الكرة للاعبيه، محققا النتائج المطلوبة حتى الآن. ومع اختلاف أساليب وخطط اللعب، تظل السمة المميزة لفرق أميركا الجنوبية هي اللعب الهجومي.

3- الأجواء: تتميز جماهير أميركا الجنوبية بالحماس الشديد لفرقها ومنتخبات بلادها، حتى إنهم يطلقون الأعيرة النارية في الهواء احتفالا بالفوز. ولم يكن إخفاق ميسي في المباريات التي خاضها المنتخب الأرجنتيني في تصفيات المونديال مجرد صدفة، حيث وجد نجم برشلونة صعوبة كبيرة في اختراق جبهات دفاع الفرق اللاتينية، لما يتمتعون به من صلابة وعزيمة لم يعتد عليها اللاعب الشاب الذي هاجر إلى إسبانيا في سن صغيرة. وفي هذا الشأن، صرح اللاعب الأوروغواني السابق إنزو فرانشسكولي قائلا: «التأهل للمونديال عندنا أصعب من أوروبا بكثير، ولكن الصعوبات التي نواجهها تزيد من صلابتنا».