الأوروغواي تحطم آمال محاربي التايغوك وتعود إلى ربع نهائي المونديال بعد غياب 40 عاما

فرقة «لا سيليستي» كسبت كوريا الجنوبية بهدفين لهدف في ملعب نيلسون مانديلا

TT

قاد لويس سواريز منتخب الأوروغواي إلى التأهل إلى الدور ربع النهائي للمرة الأولى منذ 40 عاما بعدما سجل هدفي الفوز على كوريا الجنوبية 2 - 1 أمس السبت على ملعب «نيلسون مانديلا باي» في بورت إليزابيث في الدور الثاني من مونديال جنوب أفريقيا 2010.

وفرض سواريز نفسه نجم المباراة بامتياز بعدما افتتح التسجيل في الدقيقة الثامنة، ثم خطف الفوز وبطاقة التأهل لبلاده في الدقيقة 80 بعد أن عادل لي تشونغ يونغ النتيجة للمنتخب الآسيوي في الدقيقة 68 ورفع سواريز رصيده إلى ثلاثة أهداف أضافها إلى الأهداف الـ49 التي سجلها مع فريقه إياكس أمستردام الهولندي في جميع المسابقات التي خاضها خلال الموسم المنصرم، وحمل «لا سيليستي» إلى ربع النهائي للمرة الأولى منذ 1970.

ولحق سواريز بالأرجنتيني غونزالو هيغوين والإسباني ديفيد فيا والسلوفاكي روبرت فيتيك إلى صدارة لائحة الهدافين. وفي المقابل، لم يودع «محاربو التايغوك» النهائيات دون معركة حتى الرمق الأخير، وهم كانوا يخوضون الدور الثاني للمرة الأولى خارج أراضيهم بعد أن سجلوا مفاجأة مدوية عام 2002 عندما استضافوا النهائيات مشاركة مع اليابان بوصولهم إلى الدور نصف النهائي على حساب إيطاليا وإسبانيا قبل أن يسقطوا أمام الحاجز الألماني في دور الأربعة وأنهوا البطولة في المركز الثالث. ولم يجر تاباريز سوى تعديل واحد على التشكيلة التي تغلبت على المكسيك (1 - صفر) في الجولة الثالثة من الدور الأول بعودة مدافع فياريال الإسباني دييغو غودين إلى التشكيلة الأساسية على حساب ماوريتسيو فيكتورينو الذي عاد ودخل في الشوط الثاني بدلا من الأول، فيما لعب دييغو فورلان خلف ثنائي الهجوم أدينسون كافاني وسواريز الذي كان سجل هدف الفوز على المكسيك.

وفي الجهة المقابلة، التزم المدرب الكوري الجنوبية ها جونغ مو بتشكيلته السابقة دون أي تعديل على خط الدفاع على الرغم من أن منتخبه تلقى 6 أهداف في مباراتيه الأخيرتين أمام الأرجنتين (1 - 4) ونيجيريا (2 - 2)، وكان تعديله الوحيد في خط الوسط عبر إشراك كيم جاي سونغ بدلا من يوم كي - هون لأن الأول يتولى مهاما دفاعية بشكل أفضل من الثاني.

وكانت البداية سريعة وحصل الكوريون على فرصة ذهبية لافتتاح التسجيل من ركلة حرة نفذها مهاجم موناكو الفرنسي بارك تشو يونغ لكن الحظ عانده لأن القائم الأيمن لمرمى حارس لاتسيو الإيطالي فرناندو موسليرا ناب عن الأخير وحرم المنتخب الآسيوي من افتتاح التسجيل (5).

وجاء الرد الأوروغوياني سريعا ومثمرا إذ نجح سواريز في وضع رجال تاباريز في المقدمة مستفيدا من خطأ الحارس جونغ سونغ ريونغ الذي أخفق في اعتراض عرضية فورلان فوصلت الكرة إلى نجم إياكس أمستردام الهولندي الذي أودعها الشباك الخالية (8)، مسجلا هدفه الثاني حتى الآن. وحاول المنتخب الآسيوي أن يتدارك الموقف فانطلق نحو المنطقة الأوروغويانية سعيا خلف التعادل لكنه فشل في الوصول إلى مرمى موسليرا في أي مناسبة حتى الدقيقة 32 عندما أطلق بارك تشو يونغ كرة صاروخية من خارج المنطقة مرت قريبة جدا من القائم الأيمن، ثم أتبعها مدافع فرايبورغ الألماني تشا دو ري بتسديدة أخرى من خارج المنطقة لكنها علت العارضة (41).

وفي بداية الشوط الثاني كان الكوريون قريبين جدا من التعادل بتسديدة صاروخية من بارك تشو يونغ لكن محاولة لاعب موناكو علت العارضة بقليل (51)، ثم واصل المنتخب الآسيوي ضغطه وحاصر منافسه في منطقته تماما وكاد مجددا أن يدرك التعادل برأسية من لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي بارك جي سونغ بعد عرضية من تشا دو ري، لكن موسليرا كان في المكان المناسب لينقذ الموقف (58).

وعجز رجال تاباريز منذ صافرة بداية الشوط الثاني عن تجاوز منتصف الملعب وأن يستفيدوا من الفراغات التي خلفها الكوريون من أجل الانطلاق بالهجمات المرتدة ما وضعهم تحت ضغط كبير لدرجة أنهم اضطروا في بعض الأحيان إلى تشتيت الكرة وحسب دون أي نية في إيصالها إلى الخط الأمامي فدفعوا الثمن غاليا لأن لاعب وسط بولتون الإنجليزي لي تشونغ يونغ أدرك التعادل بكرة رأسية مستغلا خروجا خاطئا لموسليرا إثر ركلة حرة من الجهة اليسرى أحدثت معمعة داخل المنطقة ما سمح للكوريين في إطلاق المواجهة من نقطة الصفر (68). وكاد اللاعب ذاته أن يضع الكوريين في المقدمة عندما توغل في الجهة اليمنى وانفرد بموسليرا لكن تسديدته كانت ضعيفة ولم يجد الأخير صعوبة في التعامل معها (71).

واستعاد الأوروغويانيون رباطة جأشهم تدريجيا وكاد سواريز أن يضعهم في المقدمة مجددا عندما كسر مصيدة التسلل وتوغل في الجهة اليمنى قبل أن يسدد كرة صاروخية من زاوية ضيقة أبعدها الحارس الكوري ببراعة (73)، ثم فرط نجم إياكس بفرصة ذهبية أخرى عندما كسر مصيدة التسلل بعد تمريرة طولية من خورخي فوسيل لكنه لعبها برأسه إلى جانب القائم الأيمن على الرغم من أن الفرصة كانت متاحة أمامه للسيطرة على الكرة ووضعها بهدوء داخل الشباك لأن الدفاع الكوري كان بعيدا عنه بعدما فشل في تطبيق مصيدة التسلل (74). لكن سواريز عوض هذه الفرصة في الدقيقة 80 عندما منح بلاده هدف التأهل إثر ركلة ركنية فوصلت الكرة إلى نجم إياكس على الجهة اليسرى للمنطقة الكورية فتلاعب بمدافعين ثم سددها قوسية رائعة من حدود المنطقة إلى الزاوية اليسرى لمرمى جونغ سونغ ريونغ، قبل أن يترك مكانه لالفارو فرنانديز.

وحصل البديل لي دونغ يونغ على فرصة ذهبية لإدراك التعادل وجر المنتخبين إلى التمديد عندما كسر مصيدة التسلل وانفرد بالحارس قبل أن يسدد كرة قوية صدها الأخير لكنها مرت بين ساقيه وكادت تتهادى داخل الشباك لولا تدخل دييغو لوغانو في اللحظة الحاسمة لإبعادها عن خط المرمى (87).