أن يظهر السويسريون حنقهم تجاه الحكم السعودي الدولي، خليل جلال، فإن الأمر يبدو للوهلة الأولى مألوفا بالنظر إلى غضبهم الكبير من محصلة اللقاء الذي أداره قانونيا، بين منتخب بلادهم وتشيلي، الذي انتهى لصالح الأخير بهدف، ولكن أن تصوب سهام النقد من طرف الإعلام الإسرائيلي فإن الأمر يخرج عن إطاره الرياضي ليأخذ بعدا سياسيا تجاه كل ما هو عربي.
وليس أدل من ذلك ما خطه الحكم الإسرائيلي الدولي سابقا، إبراهيم كلاين، والذي تواجد كحكم بمونديالات كأس العالم أعوام 70 و78 و82، في عموده اليومي بصحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية، الذي أتهم فيه خليل جلال بالتخلف، وأنه فاقد للأهلية الرياضية التي تخوله التواجد في محفل دولي مهم كمونديال كأس العالم، وتبنت الصحيفة رأي كلاين بإبرازه، وفتح باب الهجوم العلني على جلال، واصفة إياه بالحكم الأسوأ، وبأنه يمكنه - أي جلال - المنافسة على لقب أسوا حكم في المونديال.
وزعمت الصحيفة في معرض انتقادها لخليل بأنه لا يعرف السيطرة على اللاعبين، ولا يفهم كيفية قراءة تحركاتهم، وأن اللاعبين في لقاء تشيلي وسويسرا مثلا فهموا محدودية إمكانيات جلال، الأمر الذي تمكنوا من خلاله من خداعه وإيقاعه في الكثير من الأخطاء، مستشهدة بالخدعة التي قام بها أحد لاعبي تشيلي، الذي تسبب من خلالها في طرد مهاجم المنتخب السويسري بيرهامي.
وأضافت: «يمكن لجلال أن يحصل على لقب أسرع حكم يخرج بطاقات حمراء وأكثرهم استخداما للبطاقات فمعدل ثماني بطاقات صفراء وواحدة حمراء في ظرف ساعة هو أمر مبالغ فيه».
وتوقع كلاين أن يتم إبعاد خليل جلال من التواجد في بقية منافسات كأس العالم الحالية: «بالنظر إلى البدائية والتخلف التي أظهرها خلال صافرته التي نشرت الفوضى والعدوانية بين اللاعبين المتنافسين في أرض الملعب»، وقال كلاين متسائلا: «من أحضر مثل هذا الحكم إلى مناسبة كبيرة مثل كأس العالم».
ويبدو أن القائمين على التحكيم في المونديال يخالفون كلاين في ما ذهب إليه، حيث كشف لـ«الشرق الأوسط» مصدر في لجنة الحكام التابعة للفيفا، أن خليل جلال الغامدي أصبح قريبا للغاية من قيادة لقاء الدور ربع النهائي، الذي سيجمع منتخبي غانا وأوروغواي، حيث باتت مهمة إسناد اللقاء تحكيميا لجلال مسألة وقت. وأوضح المصدر حالة الرضا التي يبديها القائمون على اللجنة تجاه أداء السعودي خليل جلال التحكيمي، الذي من الممكن معه أن يقود لقاءه الثالث والرابع، أو أن يتواجد كحكم رابع في اللقاء النهائي، في حال واصل الوتيرة ذاتها من الأداء التحكيمي الواثق، حسب تأكيدات ذات المصدر.