السامبا البرازيلية تسعى لتعطيل الطاحونة الهولندية في لقاء اليوم

البرازيل وهولندا مرة أخرى.. والتأهل للمربع الذهبي هو الهدف

TT

يشهد استاد «نيلسون مانديللا باي» بمدينة بورت إليزابيث في جنوب أفريقيا مواجهة ساخنة ومثيرة اليوم بين اثنين من أكثر المنتخبات كفاءة في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، حيث يلتقي المنتخبان البرازيلي والهولندي في واحدة من مباريات دور الثمانية بالبطولة.

وتأهل المنتخب البرازيلي (راقصو السامبا)، الفائز بلقب كأس العالم خمس مرات من قبل، إلى دور الثمانية بعد التغلب على نظيره الشيلي بثلاثة أهداف نظيفة في دور الستة عشر للبطولة. أما المنتخب الهولندي (الطاحونة البرتقالية) فحقق الفوز في مبارياته الأربع التي خاضها في البطولة حتى الآن وكان آخرها الفوز 2/1 على نظيره السلوفاكي في دور الستة عشر والتي حقق فيها الفريق مكسبا آخر وهو العودة القوية للاعبه آرين روبن من خلال التشكيل الأساسي للفريق وتسجيله لهدف الفريق الأول في المباراة.

وتميز الفريقان بالكفاءة، التي لا تعرف هوادة أو رحمة، حيث يتمتع كل منهما بدفاع قوي وتماسك في خط الوسط بالإضافة للهجوم القوي. ويراود الأمل كثيرين في أن يشاهدوا اليوم أول مباراة كلاسيكية حقيقية بالبطولة الحالية.

ويعتمد المنتخب البرازيلي بشكل كبير على دفاعه المتماسك وخط الوسط المتميز. وبعد البداية المتذبذبة أمام منتخب كوريا الشمالية في مباراة فاز فيها المنتخب البرازيلي 2/1 ثم التعادل السلبي مع المنتخب البرتغالي، ظهر المستوى الحقيقي للمنتخب البرازيلي بقيادة مديره الفني كارلوس دونغا من خلال المباراة التي فاز فيها على المنتخب الشيلي 3/صفر في دور الستة عشر للبطولة.

وكان دونغا قائدا للمنتخب البرازيلي الفائز بلقب مونديال 1994 بالولايات المتحدة. وحذر دونغا المنتخب الهولندي من المواجهة مع فريقه، مشيرا إلى ارتفاع الروح المعنوية والثقة لدى لاعبي المنتخب البرازيلي. وقال دونغا: «نعلم أن هناك دائما توقعات بأن المنتخب البرازيلي سيكون الفائز ولكن الترشيحات القوية لا تساعد فريقا على الفوز بلقب كأس العالم.. بعض الناس شككوا في قدرتنا على تقديم عروض قوية ولكن مع تقدمنا في البطولة، زادت ثقتنا تدريجيا ونأمل في أن نواصل مسيرة نجاحنا حتى المباراة النهائية».

ونجح دونغا في أن يخرج من نجومه، مثل كاكا وروبينيو، أفضل ما لديهم من أجل خدمة فعالية الفريق، ولكن المواجهة مع المنتخب الهولندي ستكون الاختبار الأصعب والأقوى للمنتخب البرازيلي وفعاليته. وأضاف دونغا: «هولندا لديها تاريخ عريق في بطولات كأس العالم، كما أن أسلوب لعب المنتخب الهولندي يتشابه مع منتخبات أميركا الجنوبية ولذلك يجب أن نتوخى الحذر التام.. يجب أن نستعد جيدا لمواجهة أداء خططي متكامل ولاعبين متميزين. المنتخب الهولندي فريق متماسك». وقد يتأثر اتزان المنتخب البرازيلي بغياب لاعبي خط الوسط، إيلانو وفيليبي ميلو، بسبب إصابة كل منهما في الكاحل. كما يغيب عن صفوف الفريق اللاعب راميريس بسبب الإيقاف بعدما حل مكان ميلو في لقاء الفريق أمام شيلي.

وأشار بيرت فان مارفيك، المدير الفني للمنتخب الهولندي، إلى أن فريقه سيكون الفريق الأقل ترشيحا لتحقيق الفوز في مباراة اليوم، لكنه أكد في الوقت نفسه أن الفريق لديه فرصة فعلية للفوز بلقب البطولة الحالية بعدما أهدر الفرصة أكثر من مرة سابقة رغم أنها كانت قريبة للغاية منه.

وقال فان مارفيك: «أمام المنتخب البرازيلي ربما نصبح الفريق الأقل ترشيحا للمرة الأولى في جميع المباريات التي خضناها بالبطولة الحالية.. لكننا هنا من أجل سبب واحد وهو الفوز بالجائزة الكبرى. يجب أن نثق في ذلك. ربما يسخر منا الناس عندما نقول إننا نستطيع الفوز بلقب كأس العالم. ولكن عليك أن تظهر عقلية حقيقية وتركيزا مستمرا. أعتقد أننا نظهر ذلك».

ومثل المنتخب البرازيلي، يتمتع المنتخب الهولندي بدفاع صلد ومنظم وخط وسط فعال.

وقال فان مارفيك: «قدم دفاعنا أداء جيدا حتى الآن. تلقت شباكنا هدفين فقط.. في جميع المباريات التي خضناها بالبطولة حتى الآن، أظهرنا قدرتنا على السيطرة على مجريات اللعب. وسجلنا سبعة أهداف».

ويتوقع فان مارفيك أداء أروع من روبن الذي هز شباك المنتخب السلوفاكي في دور الستة عشر للبطولة، علما بأنها كانت المباراة الأولى التي يخوضها ضمن التشكيل الأساسي للمنتخب الهولندي في البطولة الحالية بعدما شارك كلاعب بديل في لقاء الفريق أمام الكاميرون. وقال فان مارفيك: «أعتقد أنه عبر لتوه مرحلة الخوف، حيث عاد لصفوف الفريق بعد تعافيه من الإصابة مؤخرا. من الرائع أن يعود روبن إلى صفوف الفريق ويكون جاهزا للمباريات».

وقال البرازيلي غيلبرتو سيلفا، لاعب أرسنال الإنجليزي سابقا، إن فريقه سيكافح بجدية للتغلب على لاعبي هولندا، مضيفا: «نعلم أننا إذا منحنا المنتخب الهولندي المساحات، سيكون الأمر صعبا وقد نواجه مشكلة». وتابع: «من المهم أن تكون قويا في الدفاع وكنا كذلك.. هذا هو الاتزان الذي نحتاجه حتى نهاية البطولة».