أن ترى جوليو سيزار، حارس مرمى المنتخب البرازيلي، غاضبا هو أمر نادر للغاية. بيد أن الصحافة البرازيلية نجحت في ذلك. ففي أعقاب مباراة البرازيل وتشيلي التي أقيمت الاثنين الماضي، بدت أمارات الغضب واضحة على وجه الحارس البرازيلي أثناء مروره وسط حشد الصحافيين الذين تجمعوا في انتظار تصريحات كارلوس دونغا ولاعبيه، لكنه فضل السير صامتا اعتراضا على الإشاعات التي أطلقها بعض الصحافيين البرازيليين حول إصابته في الظهر، وهو ما يعقب عليه البرازيلي قائلا «لقد اختلقوا شائعات كاذبة من دون مبرر، فأنا أتحدث إليهم كلما سنحت لي الفرصة بذلك، وأجيب عن أسئلتهم بصدر رحب، كما أحرص على توضيح التفاصيل والأمور المهمة لهم. غير أنني أدركت أن ما أقوم به عديم الجدوى تماما بعد ما حدث في الأيام القليلة الماضية».
* فلنوجز أسباب هذه المشكلة، لقد ترددت بعض الأنباء حول الإصابة التي تعاني منها في الظهر. هل هذا صحيح؟
- لقد تعرضت لكدمة سطحية في أسفل الظهر أثناء المباراة الودية الثانية للفريق، وهي ليست بالمرة الأولى. لكنني حصلت على قسط من الراحة، وانتهى الألم تماما. وفي اليوم التالي، كتب أحد الصحافيين قائلا إن السبب في الإصابة هو عملية جراحية قديمة رغم أنني لم أخضع للجراحة في ظهري من قبل.
* وهل كانت أنباء الخلاف الذي نشب بينك وبين لوسيو مجرد إشاعات أيضا؟
- بالطبع، لقد كنا نمزح معا، واضعين أيدينا على أكتاف بعضنا بعضا. لقد اختلق الأرجنتينيون هذه الإشاعات من أجل إثارة القلاقل داخل معسكر البرازيل.
* ماذا عن الضمادة التي تضعها على ظهرك؟
- كنت أستخدمها دائما في إيطاليا، وهي مصرح بها من قبل الفيفا. هل تذكرون الخوذة واقية للرأس التي كان يرتديها كيفو بعد تعافيه من الإصابة؟ إنه لم يكن في حاجة إليها، لكنه كان يحرص على استخدامها على سبيل الاحتياط. الشيء نفسه بالنسبة لي، فأنا أشعر بالمزيد من الحماية هكذا.
* ألا تشعر بالحماية الكافية رغم صلابة جبهة الدفاع البرازيلية؟
- لقد استقبلت شباكنا هدفين في أول مباراتين، وكان يتعين علينا أن نعيد تنظيم أنفسنا مرة أخرى لإغلاق المرمى تماما أمام المنافسين كما كنا نفعل في الإنتر. وكان دونغا محقا حين نفى ما تردد حول تقليده لجوزيه مورينهو، فهو دائما ما يطالبنا بالانتباه إلى الجوانب الدفاعية منذ أن تولى الإدارة الفنية في المنتخب البرازيلي، بينما يظل لوسيو هو نقطة الالتقاء الوحيدة بين دونغا ومورينهو، فهو محور جبهة الدفاع في كلا الفريقين.
* لقد أظهر لوسيو براعة كبيرة في المباراتين الأخيرتين.
- أرأيتم مدى صلابته؟ إنه وحش كاسر وقد نجح في تكوين ثنائي ناجح مع جوان.
* هل كشف لكم المدير الفني عن خطته لإيقاف شنايدر؟
- نحن نعرفه جيدا، وهي إحدى الميزات التي ننفرد بها. كما أنني أعرفه بشكل شخصي، هل تعرفون كم هدفا أحرزه في شباكي أثناء تدريبات الإنتر؟ لقد تعلمت شيئا ما عن كيفية إيقافه بفضل هذه التدريبات.
* وهل يكفي هذا؟
- حسنا، إننا نعرف عنه كل شيء، لذلك فنحن نعلم مدى خطورته، خاصة عندما يكون في أحسن حالاته البدنية والفنية. لقد شددت على رفاقي أن يتجنبوا ارتكاب المخالفات مع شنايدر حتى لا نهديه ركلة جزاء تمهد له الطريق للفوز.
* ماذا عن روبين؟
- تكمن موهبة روبين في قدمه اليسرى، ومن الصعب أن يخطأ تسديد الكرة داخل المرمى إذا منحت له مساحة كافية. ولذلك، فعلينا ألا نمنحه المساحة والحرية لإحراز الأهداف كما حدث في مباراة سلوفاكيا. وآمل أن يكون هذا كافيا، خاصة أن روبين لديه الرغبة في الثأر بعد تغلبنا عليهم في نهائي دوري الأبطال.
* ما هي المباراة الأكثر صعوبة التي خاضها الفريق حتى الآن؟
- كنا نخشى منتخب تشيلي في البداية، لكن سرعان ما وجدنا الطريقة المناسبة للتغلب عليهم. من جهة أخرى، كان المنتخب البرتغالي جيدا للغاية، لكن هولندا تمتلك شيئا إضافيا مقارنة بالفرق الأخرى، بيد أننا لم نقدم أفضل ما لدينا بعد.
* ماذا قال لكم دونغا؟
- ما زلنا نخضع الفريق المنافس للدراسة، لكننا لسنا في حاجة إلى مشاهدة مبارياتهم السابقة لكي ندرك أنهم تغيروا كثيرا عن الماضي، حيث أصبحوا أكثر واقعية وقوة في خط الوسط، كما أنهم معتادون على حسم المباريات في وقت مبكر.
* هل سيجد الفائز بالمباراة الطريق ممهدا إلى النهائي؟
- الفريق الفائز سيتأهل لنصف النهائي. لا يمكننا توقع أي شيء في المونديال.
* من سيفوز بجائزة الكرة الذهبية من بين لاعبي الإنتر البرازيليين؟
- لا يمكنني التفكير فيما بعد الحادي عشر من يوليو (تموز).
* ألا تفكر في الإنتر؟
- لقد علمني فريقي أن الفوز هو الأهم، وأن الوصول إلى المونديال بعد موسم حافل بالإنجازات يعني أننا أصبحنا الأقوى في العالم، وسأعود إلى إيطاليا بعد الإجازة من أجل الفوز بكأس السوبر الإيطالي مع الإنتر، ومن بعده كأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية.
* لقد ترك لكم جوزيه مورينهو إرثا ضخما للغاية.
- هذا صحيح، والآن يتعين على بينيتز أن يواصل المسيرة معنا، فهو لا يستسلم بسهولة كما يبدو لي.