عانقت أسبانيا حلما راودها طيلة تاريخها, عندما بلغت نهائي كأس العالم لأول مرة, بفوزها الصعب أمس على ألمانيا في الدور نصف النهائي لمونديال جنوب افريقيا 2010 بملعب «موزيس مابهيدا» في دوربن, لتجني ثمار عملها الدؤوب وتضحيات لاعبيها الأفذاذ منذ انطلاق المونديال.
وضربت أسبانيا موعدا تاريخيا ستكون المتعة عنوانه مع نظيرتها هولندا يوم الأحد المقبل, في الوقت الذي ستواجهة ألمانيا منافستها الأوروجواي يوم السبت لتحديد صاحب المركز الثالث. وبينما ظهر الماتادور الاسباني في أقوى حالاته, بدت الماكينات الألمانية وكأنها معطوبة أو يشوبها خلل عظيم, وتراجع لاعبوها بشكل لم يعهد منهم منذ أولى مبارياتهم في المونديال, لتفرض الثيران سطوتها وتعيد الكرة في المانشافت والذي سبق وتجرع مرارة الخسارة أمام ذات الفريق الأحمر في نهائي أوروبا 2008 الماضي.
دخلت اسبانيا بقائمة مكونة من: كاسياس «حارس مرمى» وراموس وبويول وبيكيه وكابديفيلا وألونسو وبوسكيتس وبيدرو وتشافي وانييستا وفيا.
فيما دخلت ألمانيا بقائمة مكونة من: نوير «حارس مرمى» وجيروم بواتنغ وميرتيساكر وفريدريخ ولام وخضيرة وشفاينشتايغر وتروخوفسكي واوجيل وبودولسكي وكلوزه.
انطلقت المباراة بأسلوب مفتوح دون أي تحفظ دفاعي من الطرفين، لكن الإسبان هاجموا بضراوه خلال الـ10 الدقائق الأولى واستفادوا من دقة التمريرات التي يطلقها نجوم الوسط انييستا وتشافي إلى رأس الحربة دافيد فيا الذي شكل قلقاً دائماً لدفاعات الخصم بتحركاته الدؤوبه ذهاباً وجيئه، بينما اقتصرت المحاولات الألمانيه على تمرير الكرات لرأس الحربه كلوزه الذي بدا حائراً بين كماشتي الدفاع الإسباني بويول وبيكيه.
وعند الدقيقة 29 كانت هناك أولى المحاولات الإسبانية للتسديد من بعيد وذلك عن طريق لاعب الوسط الونسو ومرت الكره قويه إلى جانب القائم الأيسر، وبعدها بدقيقة رد الألماني تروخوفسكي بتسديدة مماثله تصدى لها الحارس كاسياس ببراعه وأخرجها إلى ضربة زاوية لم يتم الإستفادة منها، ورغم محاولات الإسبان هز الشباك الألمانيه من خلال العرضيات المتعدده نحو المرمى الأبيض إلا أن ذلك لم يثمر عن أي نتيجة نظراً لفارق الطول الشاسع بين مدافعي المانشافت ومهاجمي الماتادور والذي يصب في صالح الأول.
وفي آخر دقائق الشوط سدد بيدرو كرة قوية نحو المرمى الألماني تصدى لها الحارس نويد ببراعه.
ومع بداية الشوط الثاني سيطر الاسبان على مجريات اللعب بشكل ملحوظ وانقذ الحارس الألماني نوير مرماه من أهداف محققة على مدار الربع ساعة الأولى.
وعند الدقيقة 69 كاد الألمان ان يسجلوا أول أهداف المواجهة عندما مررشفاينشتايغر كرة عرضية حولها كلوزه بقدمه نحو المرمى وتصدى لها كاسياس بصعوبة بالغة.
وفي الدقيقة 72 جنى الاسبان ثمار سعيهم الدؤوب في المواجهة عندما سجل المدافع بويول الهدف الأول عندما ارتقى لكرة قادمة من ضربة زاوية وحولها نحو الشباك من بين المدافعين الألمان.
بعد هذا الهدف بدأت الماكينات الألمانية في الدوران, وصالت أرجاء الملعب وهاجمت بضراوة بغية تعديل النتيجة , في الوقت الذي اعتمد الاسبان على الهجمات المرتدة.
وقبل النهاية بـ7 دقائق أضاع لاعب اسبانيا بيدرو هدفا محققا عندما انفرد بالمرمى الألماني ولم يحسن التصرف مع الكرة ليخطفها المدافعون من بين قدميه.