ألمانيا تسعى لإنهاء مشوارها بين الكبار على حساب الأوروغواي

المركز الثالث فرصة للماكينات لتعويض ما فات.. وللأوروغواي لإثبات الذات

TT

يلتقي المنتخبان الألماني والأوروغواياني اليوم على ملعب «نيلسون مانديلا باي» في بورت إليزابيث في مباراة الترضية لتحديد صاحب المركز الثالث في نهائيات كأس العالم لكرة القدم في جنوب أفريقيا.

كان المنتخبان الألماني والأوروغواياني يمنيان النفس ببلوغ المباراة النهائية في جوهانسبورغ غدا لكنهما خرجا من الدور نصف النهائي، الأول أمام إسبانيا بطلة أوروبا صفر/1، والثاني أمام هولندا 2/3.

ولن يكون المركز الثالث طموحا بحد ذاته بالنسبة إلى المنتخبين، لكن المباراة تمثل فرصة لتأكيد المشوار الناجح لكل منهما في البطولة حيث كان الأول قريبا من الانفراد بالرقم القياسي لخوض المباريات النهائية (8 مرات)، والثاني على وشك بلوغ النهائي للمرة الأولى منذ عام 1950.

وفي الوقت الذي فاز فيه المنتخب الألماني على نظيره البرتغالي 3/1 قبل أربعة أعوام في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع وكانت هناك احتفالات كبيرة بين الجماهير، فإن هذه المرة تدرك ألمانيا أن مباراة المركز الثالث ستكون «أكثر كآبة». وعلى عكس 2006، لن يكون هناك موكب في برلين بعد انتهاء البطولة، حيث أكد قائد الفريق الألماني فيليب لام أن المركز الثالث والميدالية البرونزية، ليس شيئا يتم الاحتفال به.

وقال مدافع بايرن ميونيخ قبل الظهور الخامس لألمانيا في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع: «هذا الفريق كان لديه هدف أكبر من اللعب على المركز الثالث».

والتقى المنتخبان الألماني والأوروغواياني من قبل في مباراة المركز الثالث للمونديال في عام 1970، حين أحرز هيلموت شوين هدف الفوز لألمانيا 1/صفر، وجاء الفوز الوحيد لفريق أوروغواي على منافسه الألماني على المستوى الرسمي في عام 1928 في أولمبياد أمستردام، وانتهت المباراة بفوز أوروغواي 4/1.

ويعتبر تأهل الأوروغواي إلى نصف النهائي إنجازا بحد ذاته لأنها غابت عن المربع الذهبي منذ عام 1970، لكن الأمر ليس مشابها للمنتخب الألماني الذي كان يأمل في بلوغ المباراة النهائية على الأقل لتعويض خيبة أمل الخروج من المربع الذهبي في النسخة الأخيرة التي استضافها على أرضه عندما كان يطمح إلى إحراز اللقب بين جماهيره، ولن يعوض المركز الثالث بالتالي تبخر آمالهم بإحراز منتخبهم اللقب للمرة الرابعة في تاريخه بعد أعوام 1954 و1974 و1990. وأنهت ألمانيا العرس العالمي 3 مرات في المركز الثالث اعوام 1934 و1970 و2006، وفشلت مرة واحدة في مباراة الترضية وحلت رابعة عام 1958. أما الأوروغواي حاملة اللقب عامي 1930 و1950، فتخوض مباراة الترضية للمرة الثانية في تاريخها بعد الأولى عام 1970 عندما خسرت أمام ألمانيا بالذات صفر/1.

وكان مشوار المنتخبين الألماني والأوروغواياني رائعا، فتصدر الأول مجموعته الرابعة بفوزين على استراليا 4/صفر وغانا 1/صفر وخسارة أمام صربيا صفر/1، وبدورها احتلت الأوروغواي المركز الأول في المجموعة الأولى بفوزين على جنوب أفريقيا المصيفة 3/صفر والمكسيك 1/صفر وتعادل مع فرنسا صفر/صفر.

وفي الدورين الثاني وربع النهائي سحقت ألمانيا إنجلترا 4/1 والأرجنتين 4/صفر، قبل أن تسقط أمام إسبانيا صفر/1 في نصف النهائي. أما الأوروغواي، فأقصت كوريا الجنوبية 2/1 في الدور الثاني، وأخرجت غانا من ربع النهائي بفوزها عليها بركلات الترجيح 4/2 بعد تعادلهما 1/1 في الوقتين الأصلي والإضافي، ثم سقطت أمام هولندا 2/3.

ولم تنخفض معنويات اللاعبين في المعسكرين حيث يسعى كل منهما إلى الفوز بالمباراة وإنهاء مشاركته بإحراز ميدالية المركز الثالث. وقال مدرب ألمانيا يواكيم لوف: «اللاعبون مستاؤون جدا بالخروج من نصف النهائي لأنه كانت لدينا طموحات كبيرة في تلك المباراة. سنحاول رفع معنوياتهم لأنه لا تزال أمامنا مباراة المركز الثالث أمام الأوروغواي»، مضيفا: «يجب أن نمحو هذه الخيبة، لا يتعين على أي لاعب أن يطأطئ رأسه بل العكس يجب أن نتطلع إلى الأمام». وتابع: «معنوياتنا ليست محطمة وسنتطلع إلى المستقبل، هذا المنتخب قدم بطولة رائعة وسيكون أفضل في المستقبل». ويعود مهاجم بايرن ميونيخ توماس مولر إلى صفوف ألمانيا بعدما غاب عن المباراة أمام إسبانيا بسبب الإيقاف، لكن الشك يحوم حول مشاركة زميله في الفريق البافاري ميروسلاف كلوزه بسبب الإصابة في ظهره.

وتعرض المهاجم البولندي الأصل والبالغ من العمر 32 عاما لهذه الإصابة منذ الأربعاء الماضي خلال مواجهة إسبانيا، وأكد مساعد مدرب الـ«مانشافت» هانزي فليك أن مهاجم بايرن ميونيخ يعاني بسببها. وإذا كان هناك لاعب تهمه مباراة المركز الثالث فهو كلوزه لأنه يحتاج إلى هدف واحد لمعادلة الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة في تاريخه النهائيات والذي يوجد بحوزة البرازيلي رونالدو. ويتخلف كلوزه بفارق هدف واحد فقط عن رونالدو (15 هدفا) بعد أن سجل في النسخة الحالية أربعة أهداف أضافها إلى الأهداف العشرة التي سجلها مناصفة في نسختي 2002 و2006 عندما توج هدافا للأخيرة.

وغالبا مع شهدت مباريات المركز الثالث غزارة في الأهداف حيث شهدت 16 مباراة (لم تقم مباراة المركز الثالث في نسختي 1930 و1950) تسجيل 63 هدفا بمعدل 3.9 أهداف في المباراة الواحدة، وهي نسبة تهديفية عالية انعكاسا على تقلص الضغوط على طرفي المباراة. وتوج العديد من اللاعبين بلقب الهداف بفضل مباراة الترضية فالفرنسي جوست فونتين لا يزال يحمل الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة في نسخة واحدة برصيد 13 هدفا بينها 4 أهداف في مباراة المركز الثالث أمام ألمانيا (6/3) عام 1958، كما أن مباراة الترضية كانت مناسبة في مونديال 1990 لحسم لقب الهداف حين سجل الإيطالي سيلفاتوري سكيلاتشي هدف الفوز في مرمى إنجلترا (2/1) رافعا رصيده إلى 6 أهداف في البطولة، وكذلك الأمر في 1998 حين سجل الكرواتي دافور سوكر هدف الفوز في مرمى هولندا (2/1) وكان السادس له أيضا ليهدي بلاده أفضل إنجاز في تاريخها الكروي خلال مشاركتها الأولى في كأس العالم.

وعموما شهدت 12 مباراة ترضية تسجيل طرفيها للأهداف، فيما انتهت أربع فقط بتسجيل طرف واحد ثلاث منها بنتيجة 1/صفر إلى جانب الفوز الأكبر الذي تحقق بفارق أربعة أهداف (4/صفر) للسويد على حساب بلغاريا في 1994، وكانت مباراة فرنسا وألمانيا عام 1958 الأكثر أهدافا وسجل فيها 9 أهداف.

في المقابل، يعود مهاجم اياكس أمستردام الهولندي لويس سواريز إلى صفوف الأوروغواي بعدما غاب عن مباراة هولندا لطرده أمام غانا في ربع النهائي عندما أبعد كرة رأسية لدومينيك اديياه بيده من باب المرمى في الثانية الأخيرة من الوقت بدل الضائع. لكن الشك يحوم حول مشاركة قائد وهداف الأوروغواي دييغو فورلان بسبب الإصابة. وخاض فورلان المباراة أمام هولندا وهو مصاب وأجبر مدربه أوسكار تاباريز على استبداله في الشوط الثاني باللاعب سيباستيان فرنانديز. ورغم تسجيله هدف التعادل لبلاده في الشوط الأول من المباراة التي انتهت بفوز هولندا 3/2 رافعا رصيده إلى 4 اهداف، إلا أن فورلان الذي رفض عرض توتنهام هوتسبر للعودة إلى الدوري الإنجليزي، خاض المباراة مصابا منذ بدايتها.

وقال تاباريز عن نجم أتلتيكو مدريد الإسباني: «عانى فورلان من المشكلات منذ الدقيقة الأولى. كان مصابا ولم يكن بإمكانه المتابعة. كان موجوعا وخلال المباراة اتخذنا قرار استبداله بلاعب آخر لياقته أفضل». وتابع تاباريز: «لم تكن الإصابة جدية لكن من الواضح أنه لم يكن جاهزا 100% في الفترة الأخيرة من المباراة». ويعول فورلان على تعافيه لزيادة رصيده والمنافسة على لقب الهداف حيث يتخلف بفارق هدف واحد عن المتصدرين الإسباني دافيد فيا والهولندي ويسلي سنايدر.