عباقرة «الوسط» في إسبانيا وهولندا ينبؤون بنهائي مونديالي ناري

ثنائي الطاحونة روبن وشنايدر يواجهان نجمي الماتادور إنييستا وتشافي

TT

بعد الفوز الثمين الذي حققه الماتادور على المنتخب الألماني 1/0 في الدور قبل النهائي، وتأهله إلى المباراة النهائية لبطولة كأس العالم للمرة الأولى، أدار المنتخب الإسباني لكرة القدم بصره وتفكيره إلى المنتخب الهولندي، الذي يلتقيه غدا (الأحد) في المباراة النهائية لمونديال 2010، المقام حاليا بجنوب أفريقيا.

ولم يستطع المدرب فيسنتي دل بوسكي، المدير الفني للمنتخب الإسباني، أن يخفي ابتسامته وسعادته لدى حديثه إلى الصحافيين، بعدما شاهد فريقه يتغلب على المنتخب الألماني مجددا، بفضل أسلوب التمرير المتقن والرائع، الذي يتسم به أداء الماتادور الإسباني، وقال دل بوسكي: «أعتقد أننا قدمنا مباراة رائعة، بداية من الدفاع، وحتى الهجوم».

ولم يسبق للمنتخبين الإسباني والهولندي أن التقيا معا في أي من البطولات الكبيرة، ولكن المباراة بينهما في جوهانسبورغ يمكن اعتبارها مواجهة بين عقول متماثلة أو متشابهة.

ومنذ بداية أسلوب «الكرة الشاملة» في كرة القدم الهولندية، بقيادة النجم السابق يوهان كرويف في السبعينات من القرن الماضي، وانتقال هذا الأسلوب لجيل ماركو فان باستن، ورود خوليت، في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات، اشتهرت الكرة الهولندية بالنزعة الهجومية.

ويبدو المنتخب الحالي، بقيادة المدير الفني بيرت فان مارفييك، أقل توهجا من نظيريه في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، ولكن لاعبي الفريق الحالي، مثل آريين روبن وويسلي شنايدر، يمكنهما مضاهاة عباقرة خط الوسط الإسباني، مثل أندريس إنييستا وتشافي هيرنانديز في المهارات والإمكانيات.

وصنع هدف الفوز 1/0، الذي سجله كارلس بيول للمنتخب الإسباني في الدقيقة 73 بمرمى ألمانيا بالدور قبل النهائي، الفارق بين الفريقين الإسباني والألماني، بعدما سيطر المنتخب الإسباني على المباراة، فكان الأكثر استحواذا على الكرة، كما سدد 13 كرة في اتجاه المرمى، مقابل خمس فقط لألمانيا.

وقال تشافي «مايسترو» خط وسط المنتخب الإسباني، الذي فاز بجائزة أفضل لاعب في المباراة «استحققنا الفوز.. الفريق أدى مهمة رائعة، سيطرنا على مجريات اللعب، الشخصية الإسبانية فرضت نفسها. استحوذنا على الكرة معظم الوقت، وشعرنا بالسهولة على أرض الملعب».

وربما قدم المنتخب الإسباني في هذه المباراة أفضل أداء لديه في هذه البطولة، ونال بهذا الفوز دفعة معنوية هائلة، وثقة كبيرة، قبل مواجهة الطاحونة الهولندية، التي حققت الفوز في آخر 14 مباراة خاضتها، وذلك منذ سبتمبر (أيلول) 2008.

وفشل المنتخب الألماني في تحقيق هدفه الذي سعى إليه، وهو بلوغ المباراة النهائية للمرة الثامنة في تاريخ مشاركاته بالمونديال، ليفقد فرصة مواجهة منافسه التقليدي القديم، وهو المنتخب الهولندي، الذي سقط في فخ الهزيمة 1/2 أمام ألمانيا، في نهائي مونديال 1974 بألمانيا الغربية.

وتزامنت مباراة المنتخبين الأسباني والألماني، الأربعاء، في الدور قبل النهائي للمونديال الحالي، مع الذكرى السادسة والثلاثين لمباراة المنتخبين الألماني والهولندي في نهائي مونديال 1974.

ولكن مباراة إسبانيا وألمانيا في دوربن لم تشهد أي ظلال للنجمين الألمانيين الأسطوريين فرانز بيكنباور وجيرد مولر، اللذين قادا ألمانيا للفوز الرائع في نهائي مونديال 1974.

ويمكن عقد مقارنات كبيرة بين المنتخب الألماني الحالي، ونظيره الذي خسر، بقيادة مديره الفني يورجن كلينسمان، أمام المنتخب الإيطالي في الوقت الإضافي، بمباراة الفريقين، في الدور قبل النهائي أيضا لمونديال 2006 بألمانيا.

وأكمل المنتخب الإيطالي مسيرته بعدها ليفوز بلقب البطولة.

وأظهر المنتخب الهولندي، الأكثر خبرة في مباراتيه أمام البرازيل بدور الثمانية وأمام أوروغواي، في الدور قبل النهائي، أن لديه الإصرار والهدوء الذهني، الذي يستطيع من خلاله تشكيل خطورة فائقة على المنتخب الإسباني.

وقال دل بوسكي «ربما كان المنتخب الألماني أقل قوة مما توقعنا، لأن فريقنا أدى مهمته بشكل رائع. المنتخب الهولندي قدم كرة متميزة، وحاول التتويج بلقب العالم لسنوات كثيرة، ويمتلك سجلا متميزا».

وقال المدافع الإسباني جيرارد بيكيه: «المنتخب الهولندي لديه مجموعة من اللاعبين الجيدين، مثل آريين روبن وروبن فان بيرسي، وشنايدر. يجب أن نحاول إيقافهم، ولكننا نحتاج في الوقت نفسه إلى أن نقدم أسلوبنا، وأن نحافظ على الكرة، ونسجل الأهداف».

وفي الوقت نفسه، توقع تشافي هيرنانديز، نجم خط وسط برشلونة، أن تكون المواجهة «مباراة ذهنية». وقال تشافي: «لديهم فريق رائع يضم لاعبين متميزين في خطي الوسط والهجوم. يجب أن نفرض شخصيتنا، وإذا لعبنا بالشكل نفسه الذي لعبنا به أمام ألمانيا، ستكون فرصتنا جيدة».