المواهب الشابة قادت إسبانيا إلى نهائي المونديال

الاعتماد على الحرس القديم آفة من آفات الكرة الإيطالية

TT

إن الشباب المتحمس يسير بسرعة. لكنه للأسف يذهب إلى مكان آخر. وإحدى آفات كرة القدم الإيطالية هي الاعتقاد بإمكانية تحقيق الفوز فقط عن طريق لاعبين في قمة النضج وأن المواهب الشابة يجب أن تمنح الفرصة للنضج رويدا رويدا. لكن المشكلة هي أن هذا يظل يحدث حتى يتقدم بهم السن. ويمكن الحديث بمثل هذا أيضا عن الأندية لكن الأمر هنا يختلف. وتكذب أحداث جنوب أفريقيا أيضا هذه النظرية. فأفضل المنتخبات أداء في المونديال هو منتخب ألمانيا، صاحب أقل متوسط في أعمار اللاعبين. وواجه المنتخب الألماني في الدور قبل النهائي منتخب إسبانيا، الذي يمتلك هو الآخر لاعبين من بين الأقل أعمارا (بمتوسط 25.9 عام) والأكثر تحقيقا للفوز. إن مجموع البطولات التي حصل عليها الــ23 لاعبا في منتخب ديل بوسكي يصل إلى 149 بطولة متنوعة بين بطولات الدوري وبطولات محلية وبطولات مع المنتخبات. وهو رقم كبير، بمتوسط 6.47 بطولة لكل لاعب. وبالطبع يوجد مع المنتخب الإسباني أيضا كارليس بويول وكابديفيلا، اللذان تجاوزا حاجز الثلاثين عاما، وكاسياس الذي اقترب هو الآخر من عامه الثلاثين (وإلا لأصبح متوسط أعمار لاعبي المنتخب الإسباني في سن الطفولة)، وثلاثتهم يتمتعون بمسيرة حافلة وبطولات كبيرة. لكن أكثر اللاعبين حصولا على ألقاب في إسبانيا هو أندريس أنيستا ويبلغ من العمر 26 عاما فقط، وحصل على 15 بطولة، 12 منها مع نادي برشلونة و3 مع المنتخبات الإسبانية (من بينها بطولة كأس العالم تحت 20 عاما). وهو يتساوى في هذا الرقم القياسي مع تشافي هيرنانديز زميله في الفريق.

بيكيه.. ومن الواضح أن أندية هؤلاء اللاعبين تصنع فارقا كبيرا بالنسبة إليهم. لكن هناك بعض الأندية التي لا تتردد في استغلال أفضل اللاعبين الشباب. وتعتبر حالة بيكيه حالة صارخة في هذا الصدد، فقد حصل اللاعب وهو ما زال في سن الثالثة والعشرين على 12 ميدالية، حصدها مع فرق مختلفة، ولكنه حصد معظم البطولات مع نادي برشلونة، كما توج أيضا بلقب بطولة الأمم الأوروبية تحت 19 عاما عام 2006. ولا ينقصه سوى بطولة الأمم الأوروبية للكبار التي أقيمت عام 2008، والتي حصل عليها الكثير من زملائه في المنتخب الحالي، لأنه بدأ اللعب في المنتخب الأول في فبراير (شباط) عام 2009، في مباراة إسبانيا وإنجلترا التي انتهت بنتيجة 2/0 لصالح المنتخب الإسباني.

الحلقة الناقصة.. وبصفة عامة يمتلك جميع اللاعبين في جعبتهم، من اللاعبين الصغار تشافي مارتينيز مرورا ببيدرو إلى جيسوس نافاس وصولا باللاعب الكبير ماركينا، من لقب واحد إلى 7 ألقاب. واللاعب الوحيد في المنتخب الإسباني الذي لم يحصل على أي ألقاب هو فيرناندو إيورينتي، الذي غابت عنه البطولات لأنه كان «منفيا» في نادي أتلتيك بيلباو الذي يمر بفترة عصيبة. وقد يبدأ اللاعب في حصد الألقاب ببطولة كأس العالم الحالية. إن جميع اللاعبين من تشافي هيرنانديز إلى فيا إلى كاسياس يهتفون جميعا بصوت واحد: «إنه وقتنا، ويجب أن نستغله». ويرغب الشباب الواعد أن يمنح نفسه الحلقة الوحيدة الناقصة في سجل البطولات الناصع، التي لم تغب عنهم فقط، بل عن جميع لاعبي إسبانيا على مر التاريخ.

وقال تشافي «مايسترو» خط وسط المنتخب الإسباني الذي فاز بجائزة أفضل لاعب في مباراة قبل النهائي أمام ألمانيا: «استحققنا الفوز.. الفريق أدى مهمة رائعة. سيطرنا على مجريات اللعب. الشخصية الإسبانية فرضت نفسها. استحوذنا على الكرة معظم الوقت. وشعرنا بالسهولة على أرض الملعب». وربما قدم المنتخب الإسباني في هذه المباراة أفضل أداء لديه في هذه البطولة ونال بهذا الفوز دفعة معنوية هائلة وثقة كبيرة قبل مواجهة الطاحونة الهولندية.

وبالعودة إلى قائد برشلونة قطب دفاع المنتخب الإسباني كارليس بويول نجد أنه أعلن أنه سيتخذ قراره باعتزال اللعب دوليا من عدمه بعد المباراة النهائية لنهائيات كأس العالم أمام هولندا غدا. وقال بويول صاحب هدف الفوز في مرمى ألمانيا (1/0) في نصف النهائي: «أمامنا مباراة نهائية رائعة، وبعد ذلك لدينا دائما الوقت الكافي للتفكير في المستقبل. لم أتخذ القرار حتى الآن، سأتخذه مع المايسترو و(فرناندو) هييرو بعد المباراة النهائية»، في إشارة إلى مدرب المنتخب الإسباني فيسنتي دل بوسكي والمدير الرياضي قائد ريال مدريد سابقا هييرو. واستهل بويول البالغ من العمر 32 عاما مسيرته الدولية بمواجهة هولندا في مباراة دولية ودية عام 2000، وقد لعب حتى الآن 90 مباراة دولية سجل خلالها 5 أهداف.