زوما رئيس جنوب أفريقيا: نجحنا.. وسنواصل النفخ في أبواق الـ«فوفوزيلا» احتفالا

نصف مليار مشاهد تابعوا النهائي.. والمضاربة رفعت سعر التذكرة إلى 2500 دولار

TT

بحضور قادة العالم ومشاهيره، وتحت أبصار نحو نصف مليار شخص في أنحاء المعمورة، قالت جنوب أفريقيا للعالم من مدينة جوهانسبورغ إنها نجحت في تنظيم الحدث الكروي الأضخم، واستطاعت الرد على أصوات المشككين في قدرة القارة السمراء على إنجاحه.

وقال رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما «فلنهنئ أنفسنا على عمل أنجزناه بنجاح، ولنستمر في الاحتفال، ولنواصل النفخ في أبواق الـ(فوفوزيلا). لقد كان هذا بالفعل شهرا ملهما ومؤثرا ومعززا للروح المعنوية».

وأضاف زوما «قبل 20 عاما، لم يكن أحد يريد زيارتنا، أما اليوم فأصبحت بلادنا مقصدا شعبيا. لقد شاهد العالم بلدنا بمنظار جديد»، بعد سنوات من سقوط نظام الفصل العنصري الذي هيمن على البلاد حتى عام 1994.

وشاركت كبريات الصحف العالمية زوما في رأيه، إذ حيت الصحف الألمانية تنظيم جنوب أفريقيا «عيدا كبيرا وناجحا»، فيما وصفت «واشنطن بوست» كأس العالم 2010 بأنها «احتفالية عالمية». أما صحف باريس فأشادت «بالتنظيم الجيد للمونديال».

من جهتهم، استمتع الوافدون الأجانب إلى جنوب أفريقيا، والذين لم يتسن لهم معاينة أحزمة البؤس في الدولة المضيفة بإقامة ممتعة على مدى شهر كامل، مستفيدين من التسهيلات «العصرية» في البلاد والمحال التجارية الضخمة إضافة إلى البنية التحتية الجديدة والملاعب الرياضية المميزة في هندستها.

وتأتي هذه الإشادة الدولية بمونديال جنوب أفريقيا لترد على من شككوا في قدرة هذه الدولة على إنجاح الحدث الرياضي العالمي.

وكانت أسعار البطاقات المباعة بالكامل للمباراة النهائية قد سجلت معدلا هو الأعلى، إذ بيعت البطاقات المسعرة أصلا بين 140 و900 دولار بنحو 2500 دولار على شبكة الإنترنت. وقام بعض المشجعين بأعمال جنونية للفوز ببطاقات للمباراة النهائية في مسابقة نظمتها إحدى الإذاعات المحلية، إذ سبح بعضهم في نهر يضيق بالتماسيح، وخاض آخرون مسابقات مثيرة وخطيرة.

وحجز عدد من قادة العالم ومشاهيره مقاعدهم في المنصة الأمامية لمدرجات ملعب سوكر سيتي التي شهدت حضور 17 رئيس دولة، فضلا عن اثنين من الفائزين بجوائز نوبل، وكوكبة من نجوم هوليوود، والملكة الإسبانية صوفيا، إضافة إلى أمير موناكو ألبير برفقة خطيبته الجنوب أفريقية.

وقال رئيس الفيفا جوزيف بلاتر عشية المباراة النهائية لمونديال 2010 «أفريقيا يمكنها أن تفتخر، وأكثر منها جنوب أفريقيا، وكذلك يمكن لكرة القدم الأفريقية الافتخار». وأشار المسؤولون التنظيميون إلى أن عدد الأشخاص الذين حضروا مباريات دورة جنوب أفريقيا الكروية قارب ثلاثة ملايين مشجع، في إنجاز لم يسبق تحقيقه إلا في دورتين سابقتين من الدورات الـ16 لكأس العالم في كرة القدم.

وكما بدأت البطولة باحتفال غنائي عالمي، اختتمت بحفل لا يقل روعة أحيته النجمة الكولومبية شاكيرا والفريق الغنائي الجنوب أفريقي «ليدي سميث بلاك مامبازو»، وأكثر من 700 مشارك.

لقد قدمت كأس العالم وجها جديدا لجنوب أفريقيا أمام باقي دول العالم، وتصدرت صور أفضل لاعبي كرة القدم ومشاهد المشجعين المغتبطين والمدرجات الضخمة عناوين صحف العالم أجمع بعدما علقت في الأذهان على مدى سنوات صور حقبة الفصل العنصري وأخبار الجرائم والفقر الذي لا يزال يعانيه الملايين في بلاد «بافانا بافانا».

وقالت صحيفة «صنداي ستار» المحلية: «لقد قالوا إن كأس العالم في جنوب أفريقيا ستكون إخفاقا كبيرا، وإن المشجعين سيتعرضون للاعتداء والقتل، وإن الفوضى ستكون مسيطرة، لكن لم يتم تسجيل أي إصابة لمشجع أجنبي خلال كأس العالم 2010، باستثناء إصابة أميركي واحد بالرصاص». ويعود الفضل في ذلك إلى انتشار كثيف للشرطة في مختلف المدن في البلاد. وقال الوزير المساعد للشرطة فيكيلي مبالولا «لقد خضنا الحرب وانتصرنا فيها». وحظي الزوار الأجانب أثناء المونديال باستقبال حار من جانب السكان المحليين، من أصحاب البشرة السوداء أو البيضاء على السواء، مقدمين بذلك صورة تصالحية عن شعب جنوب أفريقيا.

ورأى الفرنسي بول ديتشي، المتخصص في علم السياسة ومؤلف كتاب «كرة القدم والسياسة»، إنه «إجمالا، قدمت هذه المسابقة (الرياضية) صورة إيجابية عن البلاد التي أوحت بعودة الأمور فيها إلى طبيعتها». ودعا مع ذلك إلى الحذر في مقاربة التأثيرات الحقيقية للحدث الكروي «إذ لا يمكن حل المشكلات الخاصة لأي بلد عبر مسابقة رياضية عالمية».