يفضل ماريو بالوتيللي التزام الصمت التام حيال رغبته في البقاء مع نادي الإنتر من عدمها. ويأتي ذلك بعدما التقى مينو رايولا، وكيل أعمال اللاعب، مسؤولي النادي الإنجليزي في مدينة أمستردام بعد حصول الأول على تصريح من إدارة النادي بفتح باب التفاوض بشكل رسمي انطلاقا من العرض المقدم من الإنجليز للتعاقد مع اللاعب الشاب مقابل 35 مليون يورو. من جهة أخرى، عززت إدارة الشياطين الحمر موقفها عن طريق تقديم ضمانات إضافية للاعب، فبالإضافة إلى قيمة التعاقد التي تبلغ 5 ملايين يورو قابلة للزيادة عن كل موسم له مع الفريق لمدة 5 سنوات، أكد أليكس فيرغسون على رغبته في الدفع ببالوتيللي ضمن التشكيل الأساسي للفريق. وفي حديثه إلى وسائل الإعلام المختلفة، أكد رايولا قائلا: «اهتمام مانشستر يونايتد بماريو بالوتيللي حقيقي، وهو ما أكد عليه كلا الناديين. أما بالنسبة إلى اللاعب، فهو سعيد باهتمام فيرغسون به، ولكن لا يمكننا استبعاد احتمال بقائه مع الإنتر في النهاية أو ربما يتم شراؤه من قبل ناد آخر. على أي حال، سنتخذ الخطوات اللازمة في هدوء تام، وسنقوم بتقييم الموقف من حين إلى آخر». جدير بالذكر أن ريال مدريد كان قد اقتحم صفقة بالوتيللي - مانشستر يونايتد فجأة بناء على رغبة جوزيه مورينهو الذي اقترح على فلورنتينو بيريز شراء اللاعب الشاب، وهو ما دفع إدارة الإنتر وكذلك مينو رايولا إلى اتخاذ الحذر اللازم في التعامل مع مسؤولي مانشستر يونايتد تحسبا لضم صفقة بيع بالوتيللي إلى صفقة البرازيلي مايكون. وفي الوقت نفسه، أبدى مانشستر سيتي استعداده لرفع قيمة اللاعب إذا ما تم عقد مزايدة عليه.
من جهة أخرى، لم يفقد الإنتر اهتمامه بالأرجنتيني ماسكيرانو، بيد أن إدارة ماسيمو موراتي لا تتعجل إتمام الصفقة إلى حين الانتهاء من حملة البيع المرتقبة، ويضع النادي الإيطالي عينيه على بالومبو، لاعب سمبدوريا، على الرغم من تمسك رئيس النادي غاروني به استعدادا لخوض الأدوار التمهيدية من دوري أبطال أوروبا.
من جهة أخرى يبدو التشابه واضحا بين رافائيل بينيتز، المدير الفني الجديد في إنتر ميلان، وخوسيه مورينهو حيث نجح الإسباني في لفت الأنظار إليه عن طريق أفكاره المتدفقة والسريعة، فضلا عن قدرته على التعبير عما يريده بكلمات قليلة. ولكن يبقى الاختلاف الأبرز والأهم على الإطلاق وهو أن بينيتز ليس مورينهو. وكان المدير الفني الجديد قد تحدث إلى اللاعبين قائلا: «سنناضل معا ضد الجميع، فلا يمني أحد نفسه بالفوز على الإنتر والتغلب عليه، ولكنني اعتدت على خوض المعارك عندما كنت في ليفربول. سوف نحافظ على الإنجازات التي حققها الفريق في العام الماضي، ولكن سيكون من الأفضل لنا أن نتعلم أشياء جديدة. إننا نسعى لتطبيق مشروع جديد بقيادة مدير فني جديد، وبالتالي سيكون هناك الكثير من الاختلافات مقارنة بالماضي، بينما سيبقى هدفنا الرئيسي هو الفوز من أول يوم. لقد تحدثت مع الرئيس ماسيمو موراتي والمدير العام برانكا زانيتي واللاعبين كامبياسو وميليتو وإيتو وشنايدر، وأخبروني جميعا أنهم يرغبون في تحقيق المزيد من الانتصارات. وهذه هي العقلية التي لا تعرف الهزيمة». وأضاف: «لن يكون هناك مدير للفريق، بل المدرب فحسب ولكنني في حاجة إلى المزيد من الوقت للتركيز على الأسلوب الجديد». وأكد بينيتز عزمه واللاعبون الاستمرار على درب الانتصارات الذي بدأوه في الموسم المنقضي وقال إن هذه المهمة تمثل «تحديا كبيرا وفرصة عظيمة أيضا» بالنسبة إليه. وشدد على أن «الجميع في معسكر الفريق لديه الرغبة في الفوز، أيضا مع اختلاف الظروف عن العام الماضي».
وتابع بينيتز: «الجماهير واللاعبون لديهم إرادة قوية تشبه إرادة ليفربول حينما كان يقاتل ضد الفرق كافة»، وعن طريقة اللعب التي سيتبناها مع إنتر ميلان قال: «الفريق لعب بطريقة 4-2-3-1، 4-3-3، و4-3-1-2، فالأمر يتوقف على إمكانات اللاعبين، لو كان هناك استحواذ على الكرة بشكل جيد فحسنا، وإن لم يكن كذلك سنختار طريقة أخرى. كما أن الأمر يتوقف أيضا على اللاعبين المتوافرين لدينا. كما أنني أفضل اقتباس بعض الأساليب الإسبانية التي تقوم على الاستحواذ على الكرة وكفاءة اللاعبين. وسيكون أمرا رائعا إذا نجحنا في المزج بين هذه الأساليب والطريقة الإيطالية. لقد جئت إلى الإنتر في أفضل أوقاته على الإطلاق بعدما حقق نجاحا كبيرا في العام الماضي، ولا أرى أن هناك تحديا أفضل من ذلك».
وأكد مدرب ليفربول الإنجليزي سابقا على أهمية دور اللاعبين ذوي المهارة وأن الفريق سيتدرب بالمتاحين أمامه غير أن هناك قائمة من اللاعبين الذين، بحسب قوله، سيصلون عاجلا أو آجلا إلى صفوف إنتر ميلان وأن هناك ثقة في قدرة الفريق على تحقيق كل ما هو ضروري وأنه «يتعين على اللاعبين المعارين من أندية أخرى أن يظهروا مستواهم مثل لاعبي فريق الشباب».
وعن سوق الانتقالات، عقب بينيتز قائلا: «موراتي وبرانكا هما المسؤولان عن ذلك، فأنا أعمل مع اللاعبين المتوافرين لدي فحسب. إنني أحاول التعرف عليهم بشكل أفضل، وأمضي وقتا طويلا معهم في الملعب من أجل استكشاف عقلياتهم. بالوتيللي.. إنه لاعب مهم جدا ولديه الرغبة في اللعب والفوز، ولذلك فأنا أريد أن أعرف كيف يلعب هذا الشاب، وسيكون سعيدا للغاية إذا قرر البقاء معنا في الفريق، وسينجح في تسجيل المزيد من الأهداف». واستأنف قائلا: «إيتو.. لقد أدى عملا كبيرا مع الفريق في الموسم الماضي، وأنا واثق في كفاءته وإمكاناته، وسوف نتحدث عن دوره مع الفريق في هدوء تام. أما بالنسبة إلى كامبياسو، فهو لاعب ذكي للغاية، وقد أبلى بلاء حسنا إلى جوار ستانكوفيتش وزانيتي وموتا، وبالتالي يمكنه اللعب إلى جانب أي شخص آخر».
وتطرق المدير الفني إلى الحديث عن موقف بالوتيللي ومايكون في الفريق في ظل العروض المقدمة إليهما من أندية أوروبية قائلا: «إنهما معنا الآن، وسيكون من الجميل أن يحتفظ الإنتر بلاعبيه الحاليين، خاصة مع انضمام بعض المواهب الصاعدة إلى صفوف الفريق الأول. إن إدارة الإنتر تعمل بشكل جيد للغاية في سوق الانتقالات، فهي لا تمل اقتفاء أثر اللاعبين المميزين أبدا، وعندما كنت في ليفربول، كان الإنتر يتابع بعض لاعبي النادي لمدة عامين أو ثلاثة. وإذا رحل أحد اللاعبين عن الفريق، فسوف تضطرنا الحاجة إلى شراء آخرين، ولكنني لا أتعجل ذلك نظرا إلى حالة البطء التي تصيب سوق الانتقالات في عام المونديال».
كما رفض بينيتز إبداء رأيه في سؤال بشأن استحقاق الهولندي ويسلي شنايدر في الحصول على الكرة الذهبية وقال: «لدي أصدقاء عدة في إسبانيا.. لكنه قدم مونديالا كبيرا وكان واثقا من الفوز بالبطولة حينما تحدث إلي قبل السفر إلى جنوب أفريقيا».
من جهة أخرى، أعرب المدير الفني الإسباني عن سعادته لفوز بلاده باللقب العالمي لأول مرة في تاريخها وإعجابه الشديد بالمستوى الذي ظهر به كل من تشابي وفيا، وكذلك إنييستا.