الهولنديون يرون أن هيوارد ويب سبب هزيمتهم

زوجة حكم مباراة نهائي كأس العالم ترفض الاتهامات الهولندية.. وكرويف يؤيدها

TT

ربما لا يكون الحكم هيوارد ويب، الذي أدار مباراة نهائي كأس العالم، الشخصية الأكثر قبولا في هولندا لكن زوجته لا تزال تعتقد أنه «عبقري».

وتقول كاي ويب (35 عاما) إنها كانت غاية في القلق خلال مشاهدتها المباراة، ولم تتشكك في قدرة زوجها على التعامل مع الضغط. وقالت في مقابلة مع قناة «جي إم تي في»: «كنت أثق فيه ثقة مطلقة». كما تعاطفت معه والدته، سلفيا، وقالت خلال المقابلة: «لقد أدار المباراة المتوترة باقتدار».

لكن واجه ويب انتقادات كبيرة في هولندا بعد إخراجه 14 بطاقة صفراء وبطاقة حمراء واحدة في المباراة، فأطلق المشجعون الهولنديون الموجودون في المدرجات صيحات الاستهجان خلال تسلمه ميداليته واندلعت أعمال الشغب في لاهاي مع خسارة الفريق للمرة الثالثة في نهائي كأس العالم. ويب الذي كان ضابطا في قوة شرطة ساوث يوركشاير، بات ذائع الصيت في الصحافة الهولندية، حيث زعمت إحدى الصحف أن هزيمة الفريق كانت نتيجة «لحكم أحمق».

لكن سيب بلاتر، رئيس الفيفا، قال إن «ويب كان يواجه مهمة صعبة جدا في إدارة المباراة».

لقد تصاعدت حملة التشهير الهولندية ضد الحكم ويب بصورة كبيرة عندما تم اتهامه بأنه «عار على كرة القدم، وأحمق». حتى إن العنف طغى على الشوارع، حيث استدعيت الشرطة لمواجهة 200 مشجع هولندي في لاهاي وهو ما أدى إلى اعتقال 40 شخصا. كما غادر الآلاف من المشجعين أمستردام بعد إلغاء المسيرات التي تم التخطيط لتنطلق على ضفاف قنوات العاصمة.

وقال سيب بلاتر، رئيس الفيفا، إن ويب واجه مهمة صعبة للغاية من قبل اللاعبين والمدربين. لكن ويسلي شنايدر قال إن الحكم الإنجليزي ارتكب «فضيحة» بإدارته للمباراة التي فازت فيها إسبانيا بهدف من دون مقابل في الوقت الإضافي.

وذهب لاعب خط الوسط إلى الزعم بأن الحكم الرابع، يوتشي ناشيمورو، أخبره بأنه شاهد اللعبة التي اصطدام فيها أندريه إنييستا بمارك دي بوميل، وقال: «كان على الحكم طرد اللاعب الإسباني خارج الملعب. وما أضاف الشعور بالظلم أن إنييستا هو من أحرز هدف الفوز!». وقال شنايدر عن ويب: «لقد سرقنا».

وعلى الرغم من إحساس الفريق الهولندي بالظلم فإن يوهان كرويف نجم الفريق الهولندي في كأس العالم عام 1974 اتهم فريق بيرت فان مارفيك بـ«القبح والعدوانية والخشونة» وقال: «لم يقدموا كرة قدم جيدة في المباراة النهائية في سوكر سيتي».

بطبيعة الحال ستكون هناك تساؤلات حول دور فان مارفيك، على الرغم من أنه وقع عقدا لمدة عامين فقط كمدرب للمنتخب الهولندي الشهر الماضي في أعقاب أداء المنتخب القوي.

دافع الكثير من حكام الدوري الإنجليزي الممتاز عن ويب، ومنح غراهام بول أداءه في المباراة 9 من عشرة مشيرا إلى أنه كان قادرا على طرد ثلاثة لاعبين هولنديين بسهولة. فيما قال ديرموت غالاغر: «إن أي حكم كان سيواجه مهمة شاقة في مباراة كهذه، ولا أعتقد أن مستقبله التحكيمي مهدد كما يردد البعض».

ونقل عن ويب قوله لأحد أصدقائه: «إن ليلة الأحد شهدت أصعب ساعتين في حياتي، فقد استنزفت بدنيا ونفسيا فيهما».

أخرج ويب البطاقة الصفراء 14 مرة خلال المباراة - وهي الأولى التي يديرها حكم إنجليزي منذ نهائي عام 1974 - وطرد المدافع الهولندي جوني هتينغا.

وتساءل فان بيرسي قائلا عن ويب: «ماذا كان يفعل الرجل؟ لقد ارتكب ثلاثة أخطاء كبرى في الوقت الإضافي لنهائي كأس العالم. صدقوني إنه لأمر مؤلم حقا. كان المفترض أن يطرد إنييستا من المباراة بعد أن ركل فان بوميل. كما كان عليه أن يخرج بطاقة صفراء ثانية لبيول لمحاولته إعاقة روبن».

وشكا روبن أيضا بشأن تلك الحادثة، التي اعترضه فيها بيول أثناء فرصة له لتسجيل هدف، وقال: «كان عليه أن يطرده وأن أحصل على ركلة حرة. بعد مباراة كهذه عندما تجلسون معا في غرفة تبديل الملابس تتحدث فقط عن الحكم وقراراته الخاطئة. إذا لعبت نهائي كأس عالم فأنت بحاجة إلى حكم من طراز عالمي ولا أعلم إن كان هذا أداء من طراز عالمي من حكم. لكني على يقين من أنه كانت هناك بعض القرارات الخاطئة».

وانضم لاعب مانشستر سيتي نيغل دي يونغ - الذي اعترف بأنه كان محظوظا لأنه لم يتعرض إلى الطرد في أعقاب الركلة التي وجهها إلى زافي ألونسو في الشوط الأول - إلى قائمة المنتقدين بالقول: «كانت لدينا ركلة جانبية قبل نهاية المباراة بأربع دقائق ورآها كل من بالاستاد ومن شاهدوا المباراة على شاشة التلفزيون لقد كانت ركنية واضحة. لكنه احتسب الكرة للفريق الإسباني الذي سجل في الهجمة التالية. ماذا يمكنك أن تفعل بشأن ذلك؟».

وأضاف دي ينوغ: «إن قواعد الفيفا لم تنصفنا، فهيوارد حكم سيئ، لكنك أحيانا قد لا تكون في أفضل أحوالك، وهيوارد لم يكن في أفضل حالاته في المباراة».

تولى ويب (38 عاما) الشرطي السابق في قوة يوركشاير، إدارة المباراة النهائية في العام نفسه الذي تولى فيه إدارة المباراة النهائية في دوري أبطال أوروبا على الرغم من أن هذه أول كأس عالم بالنسبة إليه. وقد أثار الإعجاب في مبارياته الثلاث السابقة التي أخرج فيها البطاقة الصفراء 17 مرة ولم يبد مخطئا بالنسبة إلى المشاهدين.

بيد أن لاعب هولندا ديرك كوت والمحترف في فريق ليفربول اتهم ويب بـ«محاباة إسبانيا». وقال: «حصلنا على الكثير من البطاقات الصفراء كما أثرت قراراته الخاطئة في إحباط الفريق».

وأوضح بلاتر في مؤتمره الصحافي في أعقاب البطولة أن المباراة أطاحت بمستوى اللعب النظيف في كأس العالم، وقال: «لم تكن على المستوى الذي توقعنا من اللعب النظيف، يجب عليكم أن تتحلوا بالأخلاق الرياضية في المباراة، فهذه لعبة لا تدار بالعلم، إنها كرة قدم. يجب عليكم أن تتقبلوا أخطاء اللاعبين والحكام، فلا وجود للكمال في هذا الكون. والأمر ليس عائدا لي لتقييم أداء الحكام وإدارة المباراة. لا يمكنني سوى القول بأنها كانت مهمة صعبة للغاية على الحكام الثلاثة، الذين لم يتلقوا مساعدة في مهمتهم». لم يسلم ويب أيضا من الانتقادات الإسبانية، حيث شنت صحيفة «ماركا» الرياضية الإسبانية هجوما لاذعا عليه قائلة: «إن ويب نرجسي يرغب في تقمص بطولة لا تتلاءم معه. لقد كان الحكم الأسوأ وربما على الإطلاق».

وفي السياق نفسه أضافت صحيفة «إل موندو ديبورتيفو»: «كان بمقدور هولندا الاعتماد على حليف غير متوقع، الحكم هيوارد ويب، الذي سمح للهولنديين بالنجاة بالأخطاء الوحشية التي ارتكبوها مرة تلو الأخرى».