مارادونا مستمر مع منتخب التانغو حتى مونديال 2014 وسط صمت الجميع

الدعم الأكبر حصل عليه من السياسيين وليس من اللاعبين أو مسؤولي الرياضة

TT

رغم إعلان الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم عزمه تقديم عرض لدييغو مارادونا بالاستمرار مع الفريق لأربعة مواسم مقبلة، فلا تزال الشكوك تحيط بمستقبل المدير الفني لمنتخب التانغو جراء صمت جميع الأطراف، وكان الدعم الأكبر الذي حصل عليه المدير الفني حتى الآن من السياسيين وليس من اللاعبين أو المسؤولين.

فقد اختار رئيس الاتحاد الأرجنتيني خوليو غروندونا المتحدث باسم المؤسسة الكروية إرنستو تشيركيس بيالو، كي يعلن أن مارادونا سيحظى بفرصة للاستمرار. ومع ذلك، فإن غروندونا نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) فضل ألا يدلي بتصريحات وأن يحتفظ بأفكاره وآرائه، من دون أن يعلن طبيعة العقد الجديد الذي سيقدمه للقائد الأسبق للمنتخب. وأضاف المتحدث أن رئيس الاتحاد سيطلب من مارادونا إعداد تقرير شامل للعرض على اللجنة التنفيذية للاتحاد لتحديد خطة تجهيز المنتخب عبر السنوات الأربع المقبلة وتقديم تقرير حول وضع المنتخب وأدائه في الفترة السابقة. يذكر أن اللجنة التنفيذية لاتحاد الكرة هي الجهة التي ستحدد مصير مارادونا مع المنتخب ولكن أعضاء اللجنة سيوافقون غالبا على قرار رئيس الاتحاد.

في هذه الأثناء، لا يزال النجم السابق حبيس بيته بضواحي بيونس أيرس، منذ انتهاء مشوار الفريق في مونديال جنوب أفريقيا ولم يدل بكلمة حول أي قرار سيتخذه. وكان الدعم الأكبر الذي حصل عليه المدرب من حكومة البلاد، وهو ما فسر على أنه وسيلة ضغط كي يقوم الاتحاد الأرجنتيني بتجديد تعاقده. وبدا مارادونا، الذي قاد منتخب بلاده عندما كان لاعبا، للفوز بكأس العالم عام 1986 في المكسيك، منفعلا بعد خروج فريقه من البطولة التي أقيمت هذا العام إثر خسارته أمام ألمانيا صفر/4 في دور الثمانية، وقلما تحدث لوسائل الإعلام منذ العودة إلى بيونس أيرس.

وقبل أيام أكد رئيس الحكومة أنيبال فرنانديز «من هذه التجربة، يمكن استخلاص أمور جيدة كان (الفريق) يعجبني»، معتبرا أنه يجب استمرار المدير الفني في منصبه لأنه «لا بد من المراهنة على الوقت، الذي سيعطي فيه ثمارا طيبة». وعقب الخسارة التي منيت بها الأرجنتين أمام ألمانيا التي أطاحت بالفريق من البطولة، انقسم الرأي العام في استطلاعات رأي كثيرة حول ما إذا كان على مارادونا الاستمرار أم لا، بغض النظر عن الاستقبال الحاشد الذي حصل عليه الفريق لدى عودته إلى البلاد.

ويبدو من غير المحتمل أن يقوم أحد اللاعبين بإعلان رغبته في رحيل مارادونا علنا. وكذلك لم يقم أي منهم، عدا المهاجم مارتين باليرمو، بإظهار تأييد واضح لبطل العالم في المكسيك عام 1986. وقبل أيام قال النجم ليونيل ميسي: «بالنسبة لي ليستمر دييغو، لكنه هو الذي عليه أن يقرر»، قبل أن يقوم بتغيير الموضوع على الفور «لا بد من التفكير فيما هو قادم: المباريات الودية، كوبا أميركا، علينا المضي قدما والنضوج وتحقيق الإنجازات» على العكس جاء الدعم الأكبر من الرئيسة كريستينا فرنانديز دي كيرشنر، التي طالبته «بالتحمل» خلال كلمة عامة لها الأسبوع الماضي، وقالت الرئيسة التي تعرضت لانتقادات بسبب ما يفترض أنه استغلال سياسي للوضع المحيط بأسطورة الكرة في البلاد: «أعتقد أنني أتكلم باسم الأغلبية العظمى من الأرجنتينيين عندما أقول إننا ممتنون لدييغو».

ورغم أن رئيس الحكومة نفى أن يكون لوجود مارادونا في المنتخب «أهمية سياسية» لدى الحكومة، فإنه تدور تكهنات حول ضغوط تمارسها الأخيرة على الاتحاد الأرجنتيني كي يستمر المدير الفني في منصبه، على الأقل حتى بطولة كوبا أميركا التي تستضيفها البلاد العام المقبل، ولا يمثل موقف الحكومة مجرد رأي، فهي أحد المساهمين الرئيسيين في الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم بأكثر من 600 مليون بيزو سنويا (أي نحو 151 مليون دولار) عبر عقود بث تلفزيوني. وحتى الآن، لم يقل غروندونا سوى إن مارادونا هو «الوحيد الذي يمكنه أن يفعل ما يريد»، رغم أنه يبدو أن رئيس الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم ليس مستعدا لدفع الثمن السياسي للإطاحة بالمدير الفني، وقال تشيركيس بيالو إن رئيس الاتحاد سيطلب من المدير الفني للمنتخب الوطني تقريرا يتضمن تقييما للموقف، وكذلك خطة لأربعة أعوام مقبلة.

ومن المنتظر أن يقدم غروندونا عرضه لمارادونا خلال الأيام المقبلة، لكن تدور أنباء حول اعتزامه وضع شروط أمام المدير الفني، من بينها أن يغير جهازه المعاون، وهو الأمر الذي عارضه المدرب حتى الآن، وأن يبعد زميله السابق في الملاعب أوسكار روجيري، وهو ما لم يحدث في جنوب أفريقيا، حيث ظل الأخير يتجول بحرية وسط تدريبات الفريق.

ووفقا لصحيفة «لاناسيون» المحلية، فإن مارادونا لو بقي «فسيكون هناك مزيد من التعديلات داخل الجهاز الفني»، كما تؤكد أن غروندونا اعترف للمقربين منه بأن المنتخب لم يتمتع باللياقة البدنية أمام ألمانيا، ويعتبر الشخص الأقرب للرحيل عن الجهاز الفني هو أليخاندرو مانكوسو مساعد مارادونا، الذي يعتقد بأنه تشاجر مع اللاعب المخضرم خوان سباستيان فيرون في جنوب أفريقيا، بحسب الصحافة المحلية، وأمام هذه الروايات، أكد بيالو أنه لن تفرض شروط على مارادونا ولا تعديلات في جهازه الفني قبل أن يناقض نفسه لاحقا بقوله «قد تحدث تعديلات».