لقد وصل العرض.. وهو عرض منخفض بشدة في نظر نادي الإنتر، لكنه يبقى عرضا جديا على أي حال، مثلما أكد مسؤولو نادي الإنتر. إنه العرض الذي قدمه نادي مانشستر سيتي لضم اللاعب بالوتيللي، فقد وصل بعض مندوبي النادي الإنجليزي إلى ميلانو عصر الخميس الماضي وهم يحملون شيكا بقيمة 30 مليون يورو يحمل (افتراضيا) توقيع المدرب روبرتو مانشيني. وبعد أن غادر مسؤولو النادي الإنجليزي مقر نادي الإنتر ومسؤولوه يقولون بصورة مهذبة لكنها حاسمة «كلا، شكرا، بهذه الشروط لن تتم الصفقة»، ذهبوا لتناول العشاء مع مينو رايولا وكيل أعمال بالوتيللي، الذي استمع لعرض النادي الإنجليزي باهتمام وأوضح للمسؤولين الإنجليز أنه يمتلك بالفعل عرضا بقيمة 5 ملايين يورو في العام الواحد، بينما يستمر المقربون من اللاعب في الاتصالات مع نادي ريال مدريد.
البدائل: باختصار لم يغلق نادي الإنتر واللاعب الأبواب في وجه روبرتو مانشيني ونادي مانشستر سيتي، لكنهما لم يبديا أيضا استعدادهما لقبول العرض المقدم منه، حيث يتبقى راتب اللاعب بالإضافة إلى العامل الفني هما أساس حسم الصفقة. ولهذا السبب أيضا، رغم أن الأمر يبدو غريبا في ظل ذكرى العلاقة غير الطيبة التي كانت تجمع بين مورينهو وبالوتيللي، قد يكون نادي ريال مدريد هو وجهة اللاعب القادمة. وبالتأكيد يدخل أيضا نادي مانشستر يونايتد كطرف أساسي في هذه الصفقة، رغم أن الترشيحات والمراهنات تصب أكثر في صالح انتقال اللاعب لنادي مانشستر سيتي.
اللقاء: لقد صرحت إدارة نادي الإنتر بشأن ذلك الأمر قائلة «نعم، لقد التقينا بممثلين عن نادي مانشستر سيتي». وأضاف المسؤولون «وكان اللقاء وديا وهادئا ويتعلق بالانتقال المحتمل لماريو بالوتيللي للنادي الإنجليزي، وفي نهاية الاجتماع تم اعتبار عرض النادي الإنجليزي، الذي يقترب من 25 مليون يورو، غير مناسب. ولا يعني ذلك استحالة استئناف المفاوضات في المستقبل». وفي الحقيقة يشتمل عرض نادي مانشستر سيتي لضم بالوتيللي، بالإضافة إلى مبلغ الـ25 مليون يورو نقدا، على مكافآت أخرى لنادي الإنتر ترتبط بأداء اللاعب، وهي المكافآت التي أصبحت الآن سمة أساسية في جميع العقود المهمة، وهي تتعلق بعدد المباريات والأهداف التي يسجلها اللاعب في فريقه الجديد. وتصل هذه المكافآت بمجموع ما قد يحصل عليه نادي الإنتر من الصفقة إلى 30 مليون يورو. لكن نادي الإنتر على أي حال يريد أن يحصل من صفقة بيع بالوتيللي على مبلغ أكبر من ذلك، ولهذا فإن المزاد الرسمي لبيع اللاعب قد بدأ بالفعل.
من جانبه صرح ماسيمو موراتي، رئيس نادي الإنتر، قائلا «إن ماريو، اللاعب الموهوب، مطلوب دائما في الكثير من الأندية. ونحن ندرس معه في الوقت الحالي الحل الأمثل لهذه المسألة». لقد كانت هذه العبارة التي صرح بها ماسيمو موراتي يوم الخميس بعد أن نجحت قناة «سكاي» في اصطياده أثناء خروجه من معسكر بينيتينا في فترة ما بعد الظهيرة بعد زيارته لرافا بينيتز في وقت الغداء تبدو كعبارة مجاملة، لكنها على العكس كانت مؤشرا واضحا على تطورات الصفقة، فقد كان مسؤولو نادي مانشستر سيتي على وشك الوصول لمقر نادي الإنتر. وكان موراتي قد أضاف قائلا «أعتقد أن ناديي مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد ناديان يتميزان بالجدية وسيجيدان وضع اللاعب في قيمته الصحيحة. إنني أشعر بأسف شديد لبيعه، لكن لا بد من الاهتمام أيضا بالحسابات والميزانية». تصريحات موراتي لا تختلف كثيرا عما صرح به ماريو برانكا المدير التنفيذي لنادي الإنتر «ماريو بالوتيللي ليس للبيع» لكن «إذا جاءت عروض للاعب سنقوم بتقييمها». إن تفسير تصريحات برانكا، التي تبدو متناقضة ظاهريا (فإذا كان هناك لاعب ليس للبيع فإنه لا يمكن تقييم أي عرض يأتي إليه)، طبقا لأحوال سوق الانتقالات يجعلها تبدو أكثر وضوحا، ففي الوقت الحالي لا يوجد عرض مناسب لأهمية الصفقة.
ماريو لا يقدر بثمن: وأضاف المسؤول عن المنطقة الفنية في نادي الإنتر قائلا بشأن بالوتيللي «إن ماريو لا يقدر بثمن». وهو ما يعني أن قيمة بيع اللاعب الشاب ستتحدد في حالة وجود مفاوضات أولية في صفقة كبيرة بشأنه. والنتيجة هي أنه رغم أن المراهنين الإنجليز ما زالوا يمنحون قيمة «منخفضة» لانتقال مهاجم الإنتر الشاب إلى نادي مانشستر سيتي بقيادة مانشيني (إذا راهنت بيورو واحد على ذلك فإنك تكسب 2.88 يورو، وإذا راهنت بيورو واحد على انتقاله لنادي مانشستر يونايتد فإنك تكسب 9 يوروهات) فإن السباق على ضم بالوتيللي لم يبدأ بعد. ولا يعني هذا أن ماريو بالوتيللي، الذي نضج لتوه على مقعد البدلاء سيبقى مع نادي الإنتر. فما زال هناك وقت لانتقاله، ومدير أعماله رايولا هو أستاذ في الصفقات المفاجئة غير المتوقعة. وإذا تلقى النادي عرضا لشراء بالوتيللي بقيمة 40 مليون يورو ووافق موراتي رئيس الإنتر عليه، فقد حدد رافا بينيتز مدرب نادي الإنتر ديرك كويت، الذي لعب معه في نادي ليفربول منذ عام 2006، كبديل مثالي لبالوتيللي.
ماسكيرانو: وما زال نادي الإنتر يسعى خلف اللاعب ماسكيرانو، وتأكد هذا الأمر بعد تصريحات برانكا قائلا بشأن ماسكيرانو «يمكننا القول إنه لاعب ممتاز. وهناك لاعبون ممتازون يمكن ضمهم وآخرون لا يمكن ضمهم. وهناك مطالب معينة من جانب الأندية. لكن الحساب الختامي يتم على أي حال في 31 أغسطس (آب)». ولم يشر برانكا في تصريحاته إلى إمكانية التعايش بين ماسكيرانو وكامبياسو في صفوف الفريق. فقد علق برانكا على الأمر بقوله «من وجهة النظر الفنية ينبغي أن يكون المدرب هو الذي يجيب عن هذا التساؤل. وما رأي بينيتز في الأمر؟ إنني لم أسأله عن ذلك». لكن من الصعب جدا تصديق ذلك. وتحدث بصراحة أكبر في هذا الصدد زانيتي قائد فريق الإنتر. فقد أوضح زانيتي أن «ماسكيرانو لاعب خط وسط رائع، يستعيد الكثير من الكرات من المنافسين. وهو سيكون إضافة كبيرة لأي فريق». وعلى العكس لم يتحدث كامبياسو عن الأمر باستفاضة حيث صرح قائلا «إنني أتفق مع زانيتي على أمور كثيرة، لكنني لن أتحدث عن لاعب ليس في تشكيلة الفريق».
مايكون: إن مايكون يعتبر موضوعا ساخنا آخر في نادي الإنتر. فالشائعات تتحدث منذ أسابيع عن قرب انتقال اللاعب البرازيلي لنادي ريال مدريد. وقد وردت من إسبانيا في الساعات الأخيرة إشارات على إعادة مورينهو للنظر في الأمر، بعد أن تولدت لديه النية في منح الثقة لسيرجيو راموس. وقد أوضح برانكا رؤيته في هذا الأمر «إذا كانت هناك اجتماعات تتم في مدريد فأعتقد أنهم يقومون بها فيما بينهم. وإذا توصلوا لقرار ما فسيخبروننا حينها».
بورديسو: وما زال الجمود سائدا أيضا فيما يتعلق ببورديسو. وهو ما أعلنه برانكا نفسه في نهاية حوار عام عن سوق الانتقالات «إن سوق الانتقالات صعبة هذا الموسم، فهناك القليل من الأندية التي تنفق على شراء اللاعبين. لقد دعمنا صفوفنا ببيبياني وكاتسيلاتسي وكوتينهو. وسنقوم بتخفيض عدد اللاعبين بنهاية شهر أغسطس القادم. بورديسو؟ ثمة علاقة طيبة للغاية تربطني ببرادي وهو يعرف ما نطلبه. ونظرا لأهميته الكبيرة بالنسبة لنادي روما، وبعد صفقة الإعارة المجانية في الموسم الماضي، كيف يفكر مسؤولو نادي روما أن قيمته 3.5 مليون يورو؟ وماذا عن رغبته في ارتداء قميص نادي روما؟ إنه أيضا يشعر بالامتنان لنا لأننا جئنا به إلى إيطاليا واعتنينا به وساعدناه على تحسين مستواه».