خليل جلال: لن أعتذر عن أي خطأ تحكيمي.. وإساءات الصحافة الإسرائيلية لم تهز شعرة واحدة من رأسي

الحكم السعودي الدولي أكد أنه صدم باستبعاده من الأدوار النهائية.. وشدد على بقائه إلى ما بعد مونديال 2014

TT

أكد الحكم السعودي الدولي خليل جلال أنه لم يكترث لما تناولته الصحافة الإسرائيلية، خلال إدارته تحكيميا لبعض مباريات مونديال جنوب أفريقيا 2010، وهجومها الشديد على شخصه، مشيرا إلى أن «الكيان الصهيوني لا يمثل لنا كعرب أي معنى في حياتنا، وهو يستهدف النجاح العربي بشكل عام والسعودي بشكل خاص، وهو لا يعني لي أي شيء ولا حتى أكلف نفسي عناء التفكير فيه». وبين جلال في حوار مطول مع «الشرق الأوسط» أن هجوم الصحف السويسرية ضده يأتي كونها كانت تبحث كغيرها من المنتخبات الخاسرة عن مبررات واهية «لكنهم كانوا متأكدين في قرارة أنفسهم أن الحكام العرب أثبتوا وجودهم في المحافل الدولية، ومنهم الحكام السابقون عبد الرحمن الزيد وعلي بوجسيم وسعيد بلقولة وجمال الغندور، ومؤمنين بأنه لولا تألق الحكم العربي ونجاحه لما وصل للمونديال».

وكشف جلال أن استبعاده من الأدوار النهائية في كأس العالم كان بمثابة الصدمة المفاجئة له، إلا أنه جدد تمسكه بالاستمرار حتى عام 2015 (أي بعد مونديال 2014 في البرازيل)، ممتدحا الدور الكبير الذي قام به عدد من المقربين منه وكذلك الصحف السعودية في قيادته نحو التألق والوصول إلى العالمية.

* بداية.. حدثنا كيف بدأت التحكيم في ملاعب كرة القدم..

- البداية كانت مصادفة، كعادتي أهوى التجربة وأتعايش مع أي شيء مستجد، ففي الفترة التي كنت فيها طالبا في كلية المعلمين بمدينة الباحة كانت هناك دورة لحكام كرة القدم المستجدين لزيادة الثقافة والمعرفة، وبحكم أنني كنت معلما للتربية البدنية ولاعبا في نادي السراة بالباحة، فقد كنت أقوم بالتحكيم وألعب مع الفريق الأول بحكم أن النظام آنذاك كان يسمح بذلك، حكمت في الفئات السنية للناشئين والشباب، وشعرت بعدها بأن التحكيم أكثر حياة لدى الرياضي. المجال كان حينها سانحا، والمردود المادي كان كبيرا حيث تصرف المادة أولا بأول، وكنت قد حكمت في بداياتي مباراة بين فريق زهران والسراة (فريقي الأساسي).

* مع خليل جلال ينقسم النقاد بين مؤيد حد التمجيد ومعارض حد التجريح.. أيهما يمثل الدافع الأكبر لنجاحك؟

- في الحقيقة كان نجاحي مبنيا على هدف داخلي، النقد يعني لي الكثير في حياتي، لكن إصراري وعزيمتي يساعدانني على تجاوز كل هذه الأمور بما فيها النقد المغلف الذي يؤثر سلبا، والنقد الصريح الموجه، والأمر الذي خدمني هو أنني كنت وسط نجوم التحكيم الكبار كعبد الرحمن الزيد وعمر المهنا ويوسف العقيلي والعمر، ففي المباريات التي شاركت فيها آنذاك كنت قد أديت بشكل جيد رغم صغر سني، فقد كان الحظ معي بعد الله تعالى.

* كيف يمكن للحكم تجاوز الضغط النفسي الواقع عليه في مباراة حاسمة وحساسة؟

- ليس هناك إنسان لا يتأثر، الضغوط النفسية لها أساليبها، ولكي يتجاوزها الإنسان فيجب أن يعرف أن حياته التحكيمية مبنية على الضغوط العالية، التي لها أثر إيجابي وسلبي، وبصراحة لم أكن مثل باقي النجوم الذين استجابوا للناحية الإيجابية فأخذتهم لطريق آخر.

* خليل شخص مجامل لدرجة تجعله يغلف الواقع بالكثير من المثالية، ما رأيك في هذا القول؟

- لا أبدا، فنظرتي للحياة إيجابية، ولو كان هناك إنسان يبحث عن النظرة السلبية السيئة فحياته ضيقة جدا ومغلقة ومحصورة في جزء معين.

* رضا الناس غاية لا تدرك.. عبارة تنطبق على الحكم الواثق من نفسه أم الضعيف أم المهزوز، من منهم برأيك؟

- هذه ليست حجة، فالحكم الذي يبحث عن رضا الناس لا يصل، والحكم الذي يبحث عن رضا نفسه على حساب أي شي آخر لا ينجح أيضا، نحن كحكام نبحث عن رضا القانون في الملعب فقط لا غير.

* هل وجدت نفسك يوما ما في صدام حقيقي يتطلب منك الرد بالمثل أو نحو ذلك؟

- حقيقة لم أر نفسي يوما في مكان سيئ، أو في مواجهة لا مكان لها في حياة الناس المنجزين، فالانتقاد دائما يأتي من أناس معروفين بفكرهم وآرائهم، ويبقى المهاجم والمسيء هو من يعتذر في الآخر، من دون أن أطلب منه ذلك، فثقتي في نفسي واحترامي لها يردان عني، فأنا دائما ما أكون في موضع قوة ويكون المهاجم في موضع ضعف ولله الحمد.

* كثرة توزيع البطاقات الملونة هل تراها دليل إحكام أم انفلات للسيطرة على رتم مباراة حاسمة وقوية؟

- لا على العكس، فبعض المباريات إيقاعها يفرض من الثواني الأولى أن يستخدم الحكم القانون الصارم، وهناك الكثير من المباريات لا تمضي سوى بروح القانون.

* هل تصادق على اعتقاد يذهب إلى أن نجاح خليل جلال وقوة حضوره ينبعث من نقطة انطلاق ذاتية مركزية؟

- غير صحيح، فوصولي لما أنا عليه لم يأت إلا بتضافر جهود كثير من الناس، أولهم المغفور له بإذن الله الأمير فيصل بن فهد، والأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل.

* اعتذار الحكم عن قرار كان قد اتخذه بشكل خاطئ للجهة المتضررة دليل ضعف أم قوة بالشخصية، وهل يخدمه أو يضر به مستقبلا؟

- أعتقد أن ذلك غير إيجابي بالنسبة لحكم يتعب ويجتهد في الأداء، فالكرة ليست مكانا للاعتذارات، كرة القدم إثارة وساحة للأخطاء ويجب أن نتقبل كل ذلك.

* وضع الاتحاد الآسيوي مقترحا لإنشاء رابطة للحكام تحت مظلته يتولى إدارتها حكام سابقون لإعداد جيل جديد.. ما رأيك في تلك الخطوة؟

- خطوة رائعة ومميزة ولها دور كبير في احترافية التحكيم وتطويره، والآن بدأت بشكل فعلي في دولة الإمارات الشقيقة حيث تم تشكيل رابطة للحكام بقيادة الحكم السابق الخبير علي بوجسيم، وهي خطوة احترافية من دون شك.

* لو كنت مسؤولا عن الحكام فما أبرز القرارات التي ستتخذها لحماية حكامك وتطوير مستوياتهم؟

- أول وأهم قرار يبحث عنه الحكم هو الاحتراف، لن أسمح لأي حكم بأن يدخل معترك التحكيم دون أن يحترف مهنة التحكيم.

* أفضل الحكام أقلهم أخطاء.. إلى أي مدى أسهمت أخطاؤك كحكم في حضورك وتميزك؟

- تميزت بقيادة المباريات بعيدا عن الأخطاء المؤثرة التي تغير مسارها أو نتائجها، والحمد لله ليست لدي أخطاء مؤثرة تخرج المباراة عن حيزها أو كان لها دور سلبي.

* بصراحة من الداعم الأكبر لك من بين هؤلاء: الاتحاد السعودي لكرة القدم، الاتحاد الآسيوي، أم خليل جلال نفسه؟

- في الحقيقة هي حلقة متصلة، فخليل جلال مستحيل أن يصل للاتحاد الآسيوي إن لم يرفعه اتحاده المحلي، ولن يتقبله الاتحاد الدولي إن لم يرفعه اتحاده القاري، وهكذا.. بمعنى أنها منظومة متواصلة.

* ذكرت في وقت سابق أن الحكم الذي يدخل التحكيم وهدفه المادة ليس بحكم، فما هدف خليل جلال من التحكيم بشكل عام؟

- في البداية كان التحكيم بالنسبة لي هواية واثبات وجود، والحمد لله حصلت على النجومية وحب الناس، وكونت جمهورا خاصا بي إلى أن وصلت لكأس العالم، وبالتالي أعلنت استمراري حتى عام 2015، كل ذاك بوجهة نظري ليس سوى واجب وطني وهو ما أسعى إليه عموما.

* هل الحكم السعودي مظلوم برأيك؟

- لا.. لا أتوقع أنه مظلوم إطلاقا.

* يقال إن الحكم خليل جلال يواجه الحرب النفسية بمثلها؟

- من الأشياء التي تعلمناها مع الاحترافية في التحكيم وبعد معترك المباريات المحلية القارية والدولية أن هناك جوانب تعنى بالإعداد النفسي، سابقا كان الحكم يدخل المباراة وهو في وضع نفسي صعب، حيث تتحدد هويته قبل المواجهة بيوم، لكن مع تقدم المباريات وزيادة الخبرة التراكمية أصبحت الحرب النفسية قليلة ومعدومة، لكن أحيانا الحكم هو من يدخل نفسه في تلك الضغوط حينما يحصر نفسه بمتابعة ما تكتبه الصحافة والإنترنت عنه، الأمر الذي يؤثر سلبا عليه. بالنسبة لي يقتصر الأمر على دراسة الفريقين والمباراة من خلال التهيئة النفسية ومراجعة الحالات التحكيمية المتوقعة.

* هل جاملكم الخبير التحكيمي البريطاني «كيث هيل» حينما ذكر أن الحكم السعودي جيد ولا ينقصه سوى إعادة الثقة؟

- لا بالعكس، فالخبير الانجليزي من الناس المؤمنين بقدرات الحكم السعودي، وهو على معرفه بمستوى حكام إنجلترا، ولم يتكلم من فراغ، لكنه عمل مقارنة بين الحكم هنا في السعودية وهناك في إنجلترا، فاستطاع أن يخرج عن صمته ويتحدث بصدق.

* خليل جلال أسوأ حكم في المونديال عبارة ذكرتها الصحافة الإسرائيلية.. فما رأيك؟

- في الحقيقة الكيان الصهيوني لا يمثل لنا كعرب أي معنى في حياتنا، وهو يستهدف النجاح العربي بشكل عام والسعودي بشكل خاص، وهو لا يعني لي أي شيء، ولا حتى أكلف نفسي بالتفكير فيه، ولم يهزني أو يؤثر في مسيرتي.

* أيضا هجوم الصحف السويسرية والأميركية والكندية عليك وانتقادك بشدة، هل تعتقد أن لذلك علاقة بمعاداة الثقافة العربية بعيدا عن الرياضة؟

- لا أتخيلها كذلك، عدا السويسرية التي كانت تبحث كغيرها من المنتخبات المهزومة عن مبرر للخسارة، لكنهم كانوا مقتنعين ومتأكدين في قرارة أنفسهم أن الحكام العرب أثبتوا وجودهم في المحافل الدولية، من أمثال الحكام المخضرمين السابقين عبد الرحمن الزيد، وعلي بوجسيم، وسعيد بلقولة، وجمال الغندور، ومؤمنين بأنه لولا تألق الحكم العربي ونجاحه لما وصل للمونديال.

* كيف ترد على من هاجم الاتحاد الدولي لاختياره حكام كرة قدم من الدول النامية؟

- أفضل حكم مساعد في عام 2002 كان من دولة المالديف التي لا تملك حتى أقل مقومات كرة القدم مقارنة بحكام بارزين ومحترفين في الدوريات العالمية، هذا أكبر رد على ذلك، فالتحكيم لا يخضع لمستوى بلد في مجال كرة القدم بقدر ما يخضع لموهبة الحكم نفسه فقط لا غير.

* الحضور العربي في جنوب أفريقيا كيف رأيته؟

- قياسا بالأقاليم والقارات الحمد لله كان لحضورنا بصمة جيدة، نحن 4 حكام، حكم ساحة وثلاثة مساعدين، وهو رقم جيد عموما.. بالنسبة لمنتخب الجزائر فقد قدم كل ما يستطيع وكان بمستوى متواز مع جميع الفرق المشاركة، ولعل مستوى أدائه أمام إنجلترا يشهد له بذلك.

* هل تعتقد أن وجودك بالمونديال الأخير كان قد غطى جزءا من الفراغ الوطني الذي خلفه عدم تأهل المنتخب السعودي لجنوب أفريقيا؟

- حقيقة ردود الفعل التي وجدتها هناك بجوهانسبورغ، وما لمسته هنا في السعودية، يرد على سؤالك بشيء ملموس ومحسوس، فالناس من خلال استقبالهم الحافل لي، وفرحتهم بحضوري ومشاركتي، والصحافة من خلال كتاباتها وأشياء كثيرة دلت على أنني أديت شيئا كان الناس في حاجة إليه.

* ما سر حفاظك الدائم على البقاء في قوائم الحكام الأبرز دوليا؟

- حقيقة مستواي وحرصي على البقاء بشكل مشرف ومتقدم يضاهي مستوى الحكام المحترفين الأجانب ربما هو السبب، فأنا من فرض على الجميع احترام مستوى الحكم خليل جلال وموهبته، فوجودي ضمن هذه القوائم شيء إلزامي بالنسبة لي كحكم يريد الوصول لكأس العالم.

* تم اختيارك لقيادة مباراة مصر والجزائر في تصفيات أفريقيا المؤهلة لمونديال 2010، وفجأة استبعدت، ما السر وراء ذلك؟

- في الواقع لم يصلني تكليف أو أي شيء رسمي فهذه مجرد إشاعة أثيرت في ذلك الوقت وانتشرت عن طريق الشبكة العنكبوتية.

* هل توقعت الاستبعاد من الأدوار النهائية بمونديال جنوب أفريقيا المنصرم؟

- لا لم أتوقع ذلك، فالمستوى الذي قدمته كان رائعا ومشرفا، لقد كان خروجي أشبه بالصدمة، في ظل جاهزيتي لإدارة إحدى المباريات في الأدوار النهائية، وكذلك الثالث والرابع.

* هل أنت جاهز لتكون ضمن القوائم التحكيمية في بطولة الخليج المقبلة باليمن؟

- أنا جاهز للمشاركة في أي بطولة مقبلة، وأتمنى أن أكون موجودا في بطولة كأس الخليج، وكذلك في نهائيات كأس الأمم الآسيوية المقبلة.

* جمال الشريف كان ينتقد قراراتك، فيما الفيفا ينصفك، كيف تفسر ذلك؟

- جمال دائما ما يقف مع الحكام، وقد أنصفني كثيرا، وأتذكر إنصافه لي في مباراة الكاميرون وزامبيا في بطولة الأمم الأفريقية الماضية، واعتقد أنه انتقد ضربة الجزاء التي احتسبتها ضد فرنسا وأنا احترم وجهة نظره وأحتاج إلى معرفة التفاصيل، فالجميع أنصفني حتى من داخل الاستوديو التحليلي نفسه كالحكم السابق علي بوجسيم على سبيل المثال.

* ما رأيك في كرة المونديال الجديدة «جابولاني»؟

- هي كرة حديثة تواكب التطور والتقدم الذي تعيشه كرة القدم العالمية السريعة، وتواكب أيضا إمكانيات اللاعبين والملاعب الحديثة. هي كرة متطورة في جميع العناصر المتعلقة بها.

* هل ترى أن الأندية السعودية تسقط فشلها أحيانا عليكم كحكام؟

- هذا حال كرة القدم، بالنسبة لنا كحكام ندرك تماما أن الحكم هو الشماعة الأولى للفريق الخاسر، ليس في الكرة المحلية فقط إنما في العالمية أيضا، فجميع النقاد يعرفون أن الفريق المهزوم يعلق فشله على الحكم إلا من بعض الاستثناءات وهي في طريقها للزوال من عقول بعض الإداريين والمدربين بشكل خاص.

* هل تعتقد أن ميول الحكم تؤثر سلبا أم إيجابا على قراراته تجاه فريق ما؟

- الحكم الذي يدخل ميوله في قيادته للمباريات من الأفضل ألا يحكم ولا يشارك في أي مباراة حتى لو كانت للناشئين.

* لماذا تصب أكثر الانتقادات على شخص خليل جلال لا على أخطائه؟

- هذا أكبر دليل على أنني عمليا أؤدي بشكل صحيح ومقنع، وعندما لا تكون هناك فجوة لمهاجمتي يلجأون للإساءة لشخصي.

* ما ردك على من يقول إن الحكم السعودي ناجح خارجيا.. وفاشل محليا؟

- غير صحيح البتة. التحكيم واحد، محليا أو خارجيا، لكن الصحف لدينا يبقى لديها ما لا يقل عن 4 أو 5 صفحات فارغة تحاول البحث عن ملئها بأي شيء كان.

* يصف البعض شخصية الحكم خليل جلال بالضعيفة والمهزوزة في اللقاءات الكبيرة كالديربي والكلاسيكو، فهل لذلك علاقة بالضغط النفسي الواقع عليك من أحد الأطراف المتبارية أو جميعها؟

- عندما لا يجد الشخص الذي يريد أن ينتقدني نقاطا حقيقية يعلق عليها سبب خسارته وأخطائه سيبحث عن مبررات تتعلق بشيء واحد هو الحكم.

* هل تشعر بأن الرياضة باتت مخبأ للقنابل العنصرية؟

- لا يتعلق الأمر سوى بأناس ضعفاء ليس لهم طريق إلى الناجحين سوى الإساءة فقط.

* إلى أي مدى نجحت لجنة الحكام السعودية في تطوير مستوياتكم كحكام؟

- في الحقيقة هناك من يعمل بجدية داخل اللجنة وقد بدأت النتائج تظهر، هناك دورات للحكام المبتدئين أقل من عشرين سنة، الأمور جميعها تصب في قالب تطوير التحكيم، وبدأنا نرى نتائجها، وسنرى أكثر مستقبلا.

* ما رأيك بانتقادات عبد الله القحطاني للجنة الحكام السعودية؟

- في الحقيقة لم أسمع بانتقاداته، ولم أتصل به أو ألتقيه كي أعرف السبب الحقيقي لخروجه من التحكيم، فهو حكم موهوب، ونحن بحاجة لأمثاله في الساحة فاستمراره ووجوده مطلوب بكل صراحة.

* هل تشعر بأن الإعلام الرياضي السعودي محايد أم انتقائي في مسألة تقييم الحكم؟

- بشكل عام إعلامنا مشهود له بالخير، وأنا من الناس الذين خدمهم الإعلام في بداية مسيرتهم، وكان آخر ذلك في كأس العالم، لكن هناك أقلاما تحارب التحكيم وتقف ضده لانتماءاتها وألوانها المعروفة بالنسبة للجميع، لكن يبقى إعلامنا واجهه مشرقة دائما.

* هل يعيش إعلامنا الرياضي حالة من الانفصال والازدواجية بين حضورك المحلي والعالمي؟

- حقيقة الإعلام معي دائما منصف، والإعلاميون مشهود لهم بذلك، بالذات الأقلام البيضاء الناصعة دائما ما تكون في صف خليل جلال بعيدا عن الانتقادات والجوانب السلبية، وأنا أحترم كل ذلك عدا الإساءة فهي مرفوضة بالنسبة لي.

* كيف تتوقع أن تكون عودتك لدوري المحترفين السعودي، في ظل الهجوم الذي تعرضت له خلال الموسم المنصرم؟

- الاتحاد السعودي دائما ما يقف معنا كحكام، حتى لو لم يظهر ذلك عبر الإعلام أو الصفحات الرياضية، فدائما ما تكون هناك لقاءات خاصة مع الاتحاد السعودي بالنسبة للدوري، وستكون هناك مواجهة مع الإعلام، فجميع الحكام يتقبلون ذلك، وهذا يصب في قالب تطوير الحكم ولا يسيء له، لكنه يرفع من مستواه.

* هل تضع طموح رئاسة لجنة الحكام السعودية نصب عينيك؟

- رئاسة لجنة الحكام ليست طموحي، أود حقيقة أن أعمل في مجال تطوير التحكيم السعودي، لكن في الوقت المناسب.

* الاعتزال فكرة تراود النجوم. هل تشعر بأن اعتزالك سيكون مرتبطا بالنجاح أو الإخفاق بشكل أكبر؟

- لا أخفيك، كنت قد حددت مونديال جنوب أفريقيا 2010 موعدا نهائيا لاعتزالي التحكيم، لكن ظروفا كثيرة جعلتني أغير من قراري ليصبح اعتزالي في عام 2015 بإذن الله تعالى، فعندما كنت في جنوب أفريقيا أحسست بأنني أقوم بدور وطني بحت وكبير جدا للرياضة السعودية، أيضا ردود الأفعال التي وجدتها ممن حولي والمسؤولين عن التحكيم، كل ذلك أدخل في حساباتي البقاء وتأجيل فكرة الاعتزال.

* بمنتهى الصراحة والشفافية، كيف تؤثر تهم التجريح والإساءات التي يحيطكم بها البعض كحكام على محيطكم العائلي والوظيفي؟

- أنا محظوظ كوني ألقى من يجد لي العذر بالأزمات التي أواجهها، فالجميع يقف بصفي بشكل أو بآخر ضد كل ما ذكرته، غير أن التجريح هو ما يحز في نفسي ويترك أثره على أطفالي وإخواني الصغار، فهم يقومون بنقل ما يسمعونه، ويقال لهم بالشارع أو بالمدرسة، المشكلة ليست هنا، الإشكالية في تغيير النظرة عن ذهن طفل صغير لم يفهم الحياة بعد.

* لو أراد ابنك خالد احتراف التحكيم مستقبلا فماذا ستفعل معه؟

- ابني خالد له حياة أخرى غير الحياة التي نعيشها نحن تماما، فعصره بعيد عن المجال الرياضي تماما، وأسعى لتهيئة حياة أخرى له، لكن إذا أراد بالمستقبل التحكيم أو الرياضة فله ذلك، أهم شيء اقتناعه ورغبته.

* والد خليل جلال كان من أوائل مستقبليه في مطار الملك عبد العزيز بجدة. ما الكلمات التي وجهها لك؟

- الوالد قال لي قبل سفري لجنوب أفريقيا «أنت خير سفير لوطنك»، هذه الكلمة وحدها كانت بالنسبة لي هاجسا، شعرت بالمسؤولية أكثر وأردت أن أكون عند حسن ظنه بالمرتبة الأولى، فهو والدي وأنا حريص على رضاه عني، وحينما وصلت استقبلني بالكلمة نفسه لكن بطريقة أخرى «لقد كنت سفيرا لوطنك يا خليل الحمد لله».

* كارت أصفر وآخر أحمر لمن يشهرهما خليل جلال خارج المستطيل الأخضر؟

- ليست لدي كروت ملونة خارج المستطيل الأخضر، ولا أستخدم سوى الكارت الأبيض وسياسة القلب المفتوح مع الجميع.

* أخيرا سأترك لك المساحة لتختم هذا اللقاء..

- الكلمة أنت من يكتبها وليس أنا، لكن كلمتي الحقيقية التي أود توجيهها بعد هذا اللقاء الصحافي الطويل الذي يشبه المباريات المرهقة الممتدة لـ120 دقيقة هو أن خليل جلال من دون الإعلام الرياضي ومن دون «الشرق الأوسط» لا يساوي شيئا.