توتي: أتمنى أن تنتقل ملكية نادي روما لمستثمر عربي

في ظل تحركات مسؤولي نادي العاصمة الإيطالية للبحث عن مشتر

TT

«نادي روما لأهل روما»، لم يعد هذا الشعار مقبولا أو رائجا، إنه مثل قصة الراعي الذي كان يصرخ «الذئب!.. الذئب!»: فمن الذي يصدق بعد الآن وجود بعض من أهل روما المهتمين حقا بشراء النادي والجادين الذين يمتلكون المال اللازم لذلك؟ على العكس، يبدو نادي روما حاليا أكثر قربا من انتقال ملكيته للعرب، فهناك احتمال أن يقوم بشرائه أحد المستثمرين العرب، وقد جاء ذلك على لسان أكثر لاعبي الفريق انتماء وحبا لمدينة روما، فرانشيسكو توتي، الذي لمح يوم الخميس الماضي قائلا «مَن سيشتري نادي روما؟ أتمني أن أعرف ذلك، لكن دعونا نأمل أن يكون أحد الأثرياء العرب». يبدو أن الفكرة تلاقي استحسانا لدى توتي الذي أضاف «لعل أحد الشيوخ العرب يقوم بشراء النادي وينفق 200 أو 300 مليون يورو على الفريق».

وإذا كان قائد الفريق هو الذي يقول ذلك، فهكذا تفكر الجماهير، وإنه يعرف شيئا ما من دون شك، وبالتالي فهناك مستثمر عربي حقا يسعى لشراء النادي. لكن هل كانت تصريحات توتي مجرد كلام، أم أنه سمع بعض الأمور من الإدارة بهذا الصدد؟. لا شك أن توتي يعرف جيدا من هو أليساندرو دافينا، العضو المنتدب في إيطاليا لبنك روتشيلد للأعمال (وللمصادفة هو بنك نشط للغاية في البلاد العربية) الذي يجب أن يجد ويختار مشترين جددا لنادي روما. ويبدو أن دافينا (50 عاما) هو الرجل المناسب في المكان المناسب، فهو صديق لعمدة روما جاني أليماني، الذي عهد له بالإجراءات المتعلقة بشركة الكهرباء الإيطالية، ويشجع نادي روما وكان أحد أبطال مسألة سوروس. وقبل عامين كان دافينا هو الذي أخبر نادي روما عن احتمال التوصل لاتفاق مع رجل الأعمال المجري. والآن، وسواء كان التصريح الساخر الذي أدلى به توتي مقصودا أو غير مقصود، فإنه يرفع من مستوى الصفقة - من مجرد الشائعات إلى مستوى دولارات بترول العرب - ويبدو كأنه يفتح الطريق أمام رجال الأعمال والأثرياء العرب للتقدم لشراء نادي روما. ولا يعتبر ذلك خطوة هينة، فروما ليست لندن، بل هي مركزا للمسيحية، وسيمثل دخول رؤوس الأموال الإسلامية إليها نقطة تحول مهمة.

إن التفاوض مع هذا العالم يحتاج إلى وسيط. وقد يتولى طارق بن عمار القيام هذا الدور. فالمنتج السينمائي التونسي، شريك وصديق برلسكوني ومستشار بنك ميديوبانكا، هو الشخص الوحيد الذي يستطيع العثور على مستثمرين عرب لشراء نادي روما بسهولة كبيرة. ويقول البعض إنه كان يقف خلف الاتصال الذي تم قبل بضعة أيام بين بنك أونيكريديت والعائلة المالكة في السعودية. وبالإضافة إلى ذلك، عهد جيرونزي، العضو المفوض للبنك قبل عام، في وقت زيارة القذافي لروما، إلى طارق بن عمار بالاتصال بالليبيين وجس نبضهم بشأن شراء النادي، لكن هذه المحاولة باءت بالفشل.

إن الوسيط في هذه الصفقة ستكون أمامه مهمة عسيرة. فيجب عليه العثور علي شخص مستعد لدفع 150 أو 200 مليون يورو (وهي قيمة نادي روما) في قطاع يدير فيه الآخرون حقوق البث التلفزيوني، وفي وقت ما زال فيه الاستاد الخاص بالنادي حلما خياليا. ويتساءل البعض في إيطاليا: من هم الإيطاليون الذين حاولوا شراء النادي من قبل؟ لقد حاول «مورغان ستانلي» قبل بضع سنوات جس نبض السوق الإيطالية، لكنه لم يصل لشيء. ودخل في العملية في ذلك الحين أيضا صندوق كليسيدرا للاستثمار الذي يمتلكه كلاوديو سبوزيتو الذي يشجع نادي روما، وتمت الاستعانة به في الشهور الماضية، أولا من أجل مساندة أنجليني وبعد ذلك من أجل البحث عن مستثمرين إيطاليين لشراء النادي. وبينما توجه بنك أونيكريديت - الذي سيوقع غدا مع روزيلا سينسي الاتفاق النهائي، الذي وافق عليه أيضا بنك مونتي دي باسكي - قبل البحث في الخارج، إلى مالك شركة «جيوكس بوليغاتو»، وإلى ليوناردو ديل فيكيو رئيس شركة «لوكسوتيكا»، فإنه لم يحصل منهما سوى على الرفض المهذب. وتسير الأمور بشكل أسوأ في روما، فبالنظر إلى التغيرات الحادة في مزاج فرانشيسكو أنجيليني وإلى الشائعات بشأن جامباولو أنجيلوتشي، وبالنظر أيضا إلى أن كرة القدم لا تهم كالتاجيروني، لم يعد نادي روما من نصيب أهل روما.