ذكرت تقارير إعلامية في العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس أن أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييغو مارادونا وافق على عقد يبقى بموجبه مديرا فنيا للمنتخب الوطني حتى 2014، إلا أنه ليس هناك تأكيد رسمي. واكتفى خوليو غروندونا، رئيس الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، بالقول إنه يعتزم مقابلة مارادونا شخصيا يوم الاثنين المقبل.
وكان الفتى الذهبي للأرجنتين في كأس العالم 1986 في المكسيك قد تولى تدريب فريق تأهل بصعوبة لمونديال جنوب أفريقيا 2010، حيث مني بهزيمة مذلة أمام ألمانيا بنتيجة صفر/4 في دور الثمانية، اعتبرها كثيرون من المحللين المحليين محبطة.
وتردد أن مارادونا البالغ من العمر 49 عاما وافق من حيث المبدأ، خلال اتصال هاتفي مع غروندونا، على تمديد تعاقده مع اتحاد بلاده للعبة لمدة 4 أعوام، ما يعني أنه سيقود المنتخب الأرجنتيني في تصفيات كأس العالم المقبلة المزمع تنظيمها في البرازيل.
وكان غروندونا قد صرح في وقت سابق بأن اللقاء المقرر بينه وبين مارادونا قد تأجل إلى يوم الاثنين المقبل. وكان مقررا أن يحصل اللقاء هذا الأسبوع لبحث مستقبل مارادونا مع المنتخب الأول بعد خروج المنتخب البرازيلي من ربع نهائي مونديال جنوب أفريقيا.
هذا والتقى مارادونا أمس في فنزويلا الرئيس هوغو شافيز تنفيذا لموعد حدد قبل مونديال 2010. وكان الاتحاد المحلي أعلن الأسبوع الماضي أنه طلب من مارادونا الاستمرار في منصبه حتى مونديال 2014، على الرغم من الخروج الفاضح في مونديال 2010.
وقال أرنستو شركيس بيالو المتحدث باسم الاتحاد: «سيطلب منه الاتحاد البقاء في منصبه». ولا يزال المدرب ملتزما الصمت منذ عودته من جنوب أفريقيا، وبحال رحيله عن المنتخب، يبرز من الأسماء المرشحة لخلافته خيراردو مارتينو الذي قاد الباراغواي إلى ربع النهائي أيضا (خسرت أمام إسبانيا صفر - 1)، أو مدرب فريق استوديانتس أليخاندرو سابيا.
من جهة أخرى أظهرت جميع الأطراف المرتبطة بلعبة كرة القدم ارتياحها لتجديد المدرب الألماني يواخيم لوف عقده مع الاتحاد الألماني لكرة القدم ليظل في منصب المدير الفني للمنتخب حتى نهائيات كأس الأمم الأوروبية المقبلة (يورو 2012)، وذلك بعد أقل من أسبوعين من قيادة الفريق إلى إحراز المركز الثالث في كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. وصرح ثيو زفانتسيغر، رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم، في مؤتمر صحافي بمقر الاتحاد في فرانكفورت، بأن لوف وأوليفر بيرهوف مدير المنتخب والمدرب المساعد هانسي فليك وأندرياس كويبكه مدرب حراس المرمى، وقعوا عقودا جديدة مع الاتحاد.
وقال زفانتسيغر «لدي أخبار سارة لجماهير الكرة الألمانية.. لقد جددنا العقود.. سيواصل يواخيم (لوف) عمله الرائع. لدينا لاعبون شبان، وموهوبون، ولدينا مدرب يناسب هذا الفريق». وقال لوف «لدينا قاعدة رائعة من اللاعبين الشبان الذين يمكنهم التطور بشكل أكبر. نرى إمكانيات هائلة.. وهناك حماس كبير للمزيد من التطور في هذا الفريق».
وكان لوف البالغ من العمر 50 عاما صار مدربا مساعدا للمدير الفني السابق للمنتخب الألماني يورغن كلينسمان عام 2004 ثم تولى منصب المدير الفني إثر رحيل كلينسمان عن المنصب بعد قيادة المنتخب لإحراز المركز الثالث في كأس العالم 2006 بألمانيا.
وقاد لوف المنتخب الألماني للوصول إلى الدور النهائي بكأس الأمم الأوروبية (يورو 2008) قبل أن يخسر الفريق أمام نظيره الإسباني.
وفي كأس العالم 2010 التي اختتمت يوم 11 يوليو (تموز) في جنوب أفريقيا، حقق المنتخب الألماني المليء باللاعبين الشبان انتصارات كبيرة على منتخبات أستراليا 4/صفر وإنجلترا 4/1 والأرجنتين 4/صفر قبل أن يخسر أمام نظيره الإسباني صفر/1 في الدور قبل النهائي.
وفي ظل غياب النجم مايكل بالاك وعدد آخر من اللاعبين بسبب الإصابات، حصل لاعبون شبان مثل مسعود أوزيل البالغ من العمر 21 عاما وتوماس مولر البالغ من العمر 20 عاما على فرصة المشاركة في البطولة وقد خطف المنتخب الألماني الأضواء بعد الأداء الهجومي السريع الذي قدمه. وحصل مولر على جائزة هداف البطولة كما فاز بجائزة أفضل لاعب شاب في كأس العالم 2010.
وطالب زفانتسيغر وأغلب أعضاء الاتحاد المدير الفني لوف بالبقاء والعمل على تطوير الفريق بشكل أكبر حيث يتوقعون مستقبلا مشرقا للمنتخب الألماني. جاء ذلك على الرغم من أن ملامح مستقبل لوف لم تكن واضحة خلال كأس العالم بعد المحادثات التي بدأت في فبراير (شباط) الماضي حول العقود عندما أبدى لوف وبيرهوف، الذي تولى إدارة المنتخب عام 2004، عدم رضائهما عن التفاصيل التي سربت إلى وسائل الإعلام.
واتخذ القرار النهائي الجمعة الماضية عندما اجتمع لوف وبيرهوف وفليك وكويبكه لمناقشة مستقبلهم. وقال لوف وزفانتسيغر إن الاتفاق على تفاصيل العقود بدأ يوم السبت الماضي من دون عقبات كبيرة. وقال لوف «نشكر قطاعات الشباب الممتازة في أندية الوري الألماني (البوندسليغا) وكذلك قطاعات الناشئين بالاتحاد الألماني، إننا واثقون من أن المنتخب الوطني يمكنه مواصلة التقدم من خلال تقديم كرة قدم حديثة وجذابة».
ويخوض المنتخب الألماني مباراة ودية أمام مضيفه الدنماركي في 11 أغسطس (آب) وسيبدأ مشواره في تصفيات «يورو 2012» في الثالث من سبتمبر (أيلول) بلقاء نظيره البلجيكي. ثم يلتقي المنتخب الألماني في التصفيات مع منتخبات تركيا والنمسا وأذربيجان وكازاخستان، حيث يتأهل الفائز بصدارة المجموعة في التصفيات مباشرة إلى النهائيات التي تقام ببولندا وأوكرانيا.
وكان مايكل بالاك البالغ من العمر 33 عاما الذي غاب عن كأس العالم الماضية بسبب إصابة في الكاحل، والذي انتقل من تشيلسي الإنجليزي إلى باير ليفركوزن، من بين الذين رحبوا بتجديد عقد لوف. وقال بالاك «إنني سعيد باستمرار الفريق ككل. فقد قام بعمل جيد.. يثق الفريق بيواخيم لوف بشكل كبير». جاء ذلك على الرغم من أن لوف لم يعد بالاك بالعودة إلى صفوف المنتخب، أو استعادة شارة القيادة التي ارتداها فيليب لام خلال كأس العالم، وقال إنه لن يتطوع بالتنازل عنها.
وقال لوف «مايكل (بالاك) دائما ما كان لاعبا مهما ومتميزا. ولكنه من المهم بالنسبة لي أن يستعيد إيقاع لعبه مجددا ويتغلب على إصابته. وبعدها سنتحدث». وعن شارة القيادة، قال لوف «لم أتوصل إلى قرار نهائي حتى الآن.. وسأعلن عن القرار قبل الإعلان عن قائمة المنتخب لمباراة الدنمارك».