الإنتر يضع عينه على فورلان أفضل لاعب في المونديال

عجلات صفقة انتقال مايكون من الفريق الإيطالي لريال مدريد تدور من جديد

TT

لقد وضع الإنتر عينيه على أفضل لاعب في المونديال. ويسعى موراتي للتعاقد مع فورلان لاعب منتخب الأوروغواي، انتظارا لمعرفة ما ستسفر عنه الأمور بالنسبة لبالوتيللي، وأيضا بالنسبة لمايكون. فقد استأنف مبعوثو ناديي الإنتر وريال مدريد العمل فيما يتعلق بمايكون. ويجب أخذ الإنذار النهائي الذي أعطاه النادي الملكي في الاعتبار إلى حد معين (حيث أوضحت صحيفة «ماركا» الإسبانية تصريحات بيريز رئيس النادي التي قال فيها «إننا نعرض 22 مليون يورو، وعليهم القبول أو الرفض»)، وكذلك رد فعل المقربين من اللاعب البرازيلي. فقد صرح كاليندو وكيل أعمال مايكون قائلا «ثمة بعض الأشياء التي لا تحظى بقبولنا. إن مايكون يستحق المزيد من الاحترام، وفي رأيي أنه عند هذا الحد سيبقى مع نادي الإنتر». وفي الواقع بدأت عجلات الصفقة تدور من جديد، ولم يعد الخلاف بين الناديين حول مايكون بشأن 8 ملايين يورو، بعد أن قام بيريز رئيس نادي ريال مدريد برفع العرض إلى 25 مليون يورو، أي أقل بـ5 ملايين يورو مما يطلبه موراتي. باختصار، هناك احتمالات جيدة للتوصل لاتفاق بين الناديين. فهل سيلتقي الطرفان عند نقطة الـ28 مليون يورو بالإضافة إلى المكافآت؟ ومن المفترض أن ينضم اللاعب البرازيلي ذو الـ29 عاما إلى فريق الإنتر بقيادة بينيتز الأسبوع القادم مباشرة في الولايات المتحدة، لكن من المحتمل أنه «ينتظر» الآن معرفة مستقبله مع النادي. وفيما يتعلق ببالوتيللي صرح روبرتو مانشيني مدرب نادي مانشستر سيتي قائلا من الولايات المتحدة «بالوتيللي؟ إننا نهتم بكل اللاعبين الجيدين. ما زالت سوق الانتقالات طويلة، ولدينا الكثير من الوقت. لقد دفعت ببالوتيللي لأول مرة قبل 3 سنوات، وكان صغيرا للغاية. والآن تحسن مستواه ويمكنه اللعب في أكثر من مركز».

بالوتيللي يرفع من سقف مطالبه: لقد انعكس الموقف فيما يتعلق ببالوتيللي ومايكون في ساعات قليلة. فبعد أن بدا ماريو بالوتيللي أكثر قربا من اللاعب البرازيلي لترك نادي الإنتر، تبين أن اللقاء المباشر بين مسؤولي نادي مانشستر سيتي ومينو رايولا (وكيل أعمال بالوتيللي) تسبب في عرقلة كبيرة لمفاوضات انتقال اللاعب للنادي الإنجليزي. والمشكلة تتمثل في راتب اللاعب، فالنادي الإنجليزي يعرض 2.5 مليون يورو في الموسم الواحد لمدة 5 سنوات، بينما يطالب بالوتيللي بـ4 ملايين يورو على الأقل في الموسم الواحد، وهو المبلغ نفسه الذي يبدو أن السير أليكس فيرغسون ونادي مانشستر يونايتد مستعدون لدفعه كراتب لبالوتيللي، وفق ما قاله رايولا. فهل نادي مانشستر يونايتد هو إذن المنافس الأول لمانشيني على ضم بالوتيللي؟ يبدو هذا، لأن أنشيلوتي قد خرج أمس بنادي تشيلسي من الصراع على اللاعب بشكل حاسم ونهائي.

فكرة رئيس النادي: وهناك فكرة لا بد من التأكيد عليها بقوة، وهي أن ماسيمو موراتي رئيس نادي الإنتر لن يتردد كثيرا في بيع اللاعبين الفذين لديه في حالة عرض 65 مليون يورو ثمنا لهما. فسياسة اللعب المالي النظيف لا تترك سوى طريق واحد يجب على النادي اتخاذه في الوقت الحالي، يتمثل في شراء اللاعبين الجدد من سوق الانتقالات من حصيلة اللاعبين الذين يتم بيعهم. لقد تم بناء فريق الإنتر الذي فاز بجميع البطولات الموسم الماضي بعد رحيل إبراهيموفيتش، وسيخرج فريق الإنتر الذي يسعى للفوز بكأس السوبر الأوروبية وكأس العالم للأندية للنور بعد بيع بالوتيللي ومايكون. وهناك بدائل جاهزة بالفعل، وتتمثل هذه البدائل في ماسكيرانو في وسط الملعب وإيفرا في الدفاع ورأس حربة ثان. ويبدو كويت على قمة أولويات المدرب بينيتز في هذا المركز، ويدور الحديث أيضا عن جوسيبي روسي وبودولوسكي، لكن اللاعب الذي تردد اسمه كثيرا في الساعات الماضية كان دييغو فورلان. فقد سحر لاعب الأوروغواي ذو الـ31 عاما موراتي بأدائه في المونديال، وكان رئيس نادي الإنتر قد أوضح قبل بداية معسكر الفريق أن فورلان «لاعب يتحسن باستمرار على جميع الأصعدة عاما بعد عام. إنه لاعب قوي حقا ومهاجم متكامل ولاعب يمثل فريقا بأكمله و(مثلما يقولون لي عنه) محترف مثالي». وبعد حصوله على جائزة أفضل لاعب في المونديال ولعبه دورا حاسما في فوز نادي أتليتكو مدريد بلقب بطولة الدوري الأوروبي، قد يشعر فورلان بإغراء كبير للعب في نادي الإنتر. إن موراتي مستعد لدفع مبلغ 18 أو 20 مليون مقابل مَن يعتبر حاليا واحدا من أفضل المهاجمين في العالم، واللاعب الأفضل لتعويض غياب بالوتيللي عن فريق الإنتر. فهو يجيد فعل كل شيء واللعب في كل مكان. لقد وصل دييغو فورلان وهو في سن الحادية والثلاثين إلى حيث لم يتوقع أحد له أن يصل، ليصبح واحدا من ضمن أفضل 5 أو 10 مهاجمين في العالم في الوقت الحالي.

لقد كانت هناك فترة تعرض فيها فورلان للانتقاد وللسخرية. وحدث ذلك في المواسم التي لعب خلالها لنادي مانشستر يونايتد، بين عامي 2002 - 2004. فقد كان فورلان لا يسجل إلا قليلا، وكانت الجماهير تطلق عليه اسم «فورلورن» وهي كلمة تعني بالإنجليزية منعزلا أو تعيسا. وذات يوم طبعت بعض الجماهير الساخرة على قمصانهم عبارة تقول «لقد شاهدت هدفا لفورلان»، وكأنه حدث استثنائي. وقام نادي مانشستر يونايتد ببيعه لنادي فياريال من أجل إفساح المجال أمام روني، وهو لاعب متميز وفذ.

الانتقام: وأقنعت السنوات الثلاث التي لعبها فورلان في نادي أتليتكو مدريد والمونديال الأخير أصحاب القمصان بإزالة تلك العبارة الساخرة منها. ولم يكن ذلك فقط بسبب الأهداف التي سجلها اللاعب، والتي كانت رائعة وغزيرة، حيث سجل فورلان 86 هدفا في ثلاثة مواسم مع نادي أتليتكو مدريد و5 أهداف في مونديال جنوب أفريقيا. وكذلك لم تكن الشهرة التي حازها اللعب فقط بسبب النجاحات والبطولات التي حققها فورلان، والمتمثلة في حصوله على لقب الدوري الأوروبي مع نادي أتليتكو مدريد والمركز الرابع في المونديال مع منتخب أوروغواي في كأس العالم. إن أكثر ما أثار الاهتمام والإعجاب بشأن فورلان هو نضجه. فقد أصبح قائدا ويعترف زملاؤه بسلطته. ويظهر ذلك بوضوح في الطريقة التي يبحثون بها عنه ويعتمدون عليه في الملعب. فهم يمررون الكرة لفورلان ويتخلصون من المشكلة. وأظهر الموسم الأخير أن فورلان مهاجم متكامل وعالمي. فهو يلعب بكلتا قدميه ويتميز بالسرعة والشخصية المميزة داخل الملعب وإجادة ضربات الرأس وقدرة عالية في لعب الضربات الثابتة ومرونة خططية كبيرة، فلا ينقصه شيء ليصبح مهاجما عالميا. ومن المحتمل أن يسيل لعاب رافا بينيتز مدرب نادي الإنتر لضم فورلان بفضل قدرته الكبيرة على اللعب في جميع المراكز. فهو يلعب كقلب هجوم وكرأس حربة ثان وكظهير هجومي وكلاعب خط وسط مهاجم، ويجيد في كل تلك المراكز. وكان تاباريز مدرب منتخب الأوروغواي يمنحه حرية الحركة في المونديال، وكافأه فورلان بأداء راق ومتكامل. فقد كان فورلان يستخلص الكرة من المنافسين في نصف ملعبهم ويمرر الكرات على الجانبين وينطلق داخل منطقة الجزاء ويسجل. لقد كان فورلان يقوم بدور العقل المدبر لهجوم المنتخب ويتحدث مع سواريز وكافاني اللذين كانا يلعبان أمامه على الجانبين، وكان يضغط في عمق دفاعات المنافسين. باختصار كان بمثابة إعجاز رائع داخل الملعب.