يايا.. انضم لسيتي ليلعب بجوار أخيه ويصنع تاريخا لناديه الجديد

رحل عن برشلونة برغبته ولم يكن المال دافعه

يايا ورغبة ملحة في الانضمام إلى أخيه (أ.ب)
TT

يرى البعض أن المال وحده هو الذي يمكنه جذب لاعب دولي يتمتع ببعض الشهرة من برشلونة إلى مانشستر سيتي. ويقول يايا توريه ومسؤولوه الجدد إن الدافع هو رغبة قوية في كتابة التاريخ من خلال اللعب مع النادي الجديد.

لكن، الحقيقة أبسط من ذلك كثيرا. صحيح أن 30 مليون جنيه إسترليني وفرصة لأن يكون أول لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز يحصل على 200.000 جنيه إسترليني أسبوعيا هدأت من مخاوف توريه عندما كان يدير ظهره إلى الفريق حائز لقب دوري أبطال أوروبا، وأضف إلى ذلك فإنه كان يشعر بالإحباط في الفترة الأخيرة داخل برشلونة، لكن لم يكن المال والإحباط بالقدر نفسه من الأهمية بالنسبة إلى اللاعب الذي يبلغ من العمر 27 عاما.

إنها فكرة الحصول على فرصة للعب مع أخيه الأكبر، كولو، هي التي دفعت يايا في نهاية المطاف إلى ترك نو كامب. كما تحدوه رغبة في جعل النادي الأكثر ثراء في العالم قوة كروية تنافس مانشستر يونايتد وتشيلسي وحتى برشلونة في يوم من الأيام؛ إضافة إلى الحاجة إلى اللعب بصورة منتظمة في ذروة قوته، أو رغبة شديدة في اللعب إلى جوار شقيقه داخل الملعب.

ويقول توريه «شاهدت الكثير من الأشياء في الصحافة لدى مغادرتي برشلونة. لكن بالنسبة لي، كنت أريد اللعب مع شقيقي كولو. وأنت لا تعرف ماذا سيحدث غدا، وقد كان ذلك (اللعب مع كولو) شيئا مهما بالنسبة لي». يفصل بين يايا وكولو عامان اثنان فقط، وقد تخرجا الاثنان في «أسيك ميموزا» داخل أبيدجان، وهو المكان الذي أخرج سالومون كالو وبكاري كونيه والكثيرين من الجيل الذهبي الذي تجمع داخل ساحل العاج. وقد مضت نحو عشرة أعوام قبل أن يتمكن الاثنان من تحقيق طموحهما ويلعبا معا داخل الفريق نفسه. ومن الواضح أن يايا يستمتع بذلك. وعلى الرغم من أنه في البداية كان متحفظا في مناقشة طفولته مع كولو، حيث نشأ إلى جانب سبعة أطفال داخل مدينة بواكيه، في ساحل العاج، فإنه لا توجد شكوك في أنه يقدّر شقيقه كثيرا.

وقد نشأت بينهما علاقة من نوعية العلاقة التي تربط بين صبيان اعتادا على العمل من أجل مساعدة أسرتيهما - كان كولو يلمع الأحذية لتوفير بعض الدخل إلى عائلة توريه - ليتمكنا في النهاية من الخروج من الفقر بفضل موهبتهما. ويقول يايا «كانت عائلتي فقيرة جدة، وماتت أمي (عام 2003) ولم يبق لي سوى والدي (ضابط في الجيش). عائلتي كروية، حيث يلعب شقيقي إبراهيم في تونس، ويعمل ثلاثة داخل أوروبا، لكن لم تكن حياتنا المعيشية جيدة». ويضيف «الحياة داخل أفريقيا صعبة، وكنا نأكل وجبة واحدة في اليوم، وعندما وقعت أول عقد لي داخل أوروبا، قلت لكولو إنه يمكن لأسرتنا الآن أن تشعر بالسعادة».

ويقول «عندما تبدأ حياتك تتغير وتحصل على بعض المال، حتى لو كان مقداره صغيرا، تحدوك رغبة في مساعدة العائلة، وهذا ما أفعله. نحن أناس عاديون، ولم نأت من أسرة لديها الكثير من المال، ولهذا السبب أحب شقيقي. إنه شاب طيب جدا، ودائما ما يرغب في مساعدة الآخرين».

ويضيف يايا «أريد أن أقوم بشيء مهم مع شقيقي، سوف نضع الأساس لمساعدة الشباب». وقال «في العام الماضي، عندما كنت أجدد عقدي داخل برشلونة، كانوا مهتمين بالتوقيع معي. إنه من أكبر الأندية في العالم لكني اخترت سيتي لأنهم لم يفوزوا بشيء. شيء جيد أن تشاهد كل شيء يتغير. وأريد مع أخي أن نحدث أشياء عظيمة في هذا النادي معا».