توديع ماسيمو موراتي رئيس نادي إنترناسيونالي لماريو بالوتيللي قد يعني أنه سيسعد بينيتز المدير الفني الجديد بضم الهولندي ديرك كاوت لاعب ليفربول الإنجليزي لكن من دون أن يسقط نجم منتخب الأوروغواي وأتليتكو مدريد دييغو فورلان من حساباته، وهو ما أعرب عنه موراتي بقوله «فورلان من اللاعبين القلائل الذين حلمت بضمهم إلى صفوف الإنتر». ويأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه ماسكيرانو لمسؤولي ليفربول رغبته في الانضمام إلى صفوف الفريق الإيطالي.
أسباب رحيل بالوتيللي: وتحدث موراتي يوم أمس إلى برنامج «speciale calciomercato» على شبكة «سكاي» التلفزيونية، موضحا أنه كان بالفعل هناك اتصال مع كابيللو مدرب المنتخب الإنجليزي بشأن تولي قيادة فريق الإنتر عقب انتهاء مهمته مع المنتخب الإنجليزي في بطولة كأس العالم قائلا «احتمال واقعي، لكن الأمر لم يستغرق سوى يومين ونصف اليوم». وفيما يتعلق بمورينهو مدرب الفريق السابق، صرح رئيس النادي مازحا «إنه أمر ممتع أن يعيش المرء دائما هكذا في أقصى الحدود، فلم يرهقني مطلقا». وبدا موراتي واضحا في حديثه بشأن صفقة بيع ماريو بالوتيللي مهاجم الفريق حيث قال «هل تعد هذه الصفقة هزيمة بالنسبة إلي؟ لماذا؟ قد يكون الأمر هكذا، وسنرى. غير أنني، أفضل التفكير حاليا في تواصل الرهان مع كوتينهو. ماريو يتمتع بالموهبة، لكنه الآن لم يعد يبدو ذلك اللاعب الذي لا غنى عنه من أجل مصلحة الفريق، فضلا عن أن علاقته بالنادي التي لم تعد جيدة. لدينا عروض مهمة وأهداف ذات طابع اقتصادي، ونحن ملزمون بالخروج بهذه الطريقة».
صفقة مؤثرة: وفيما يتعلق بكاوت لاعب ليفربول، فلم يُسَمِّ موراتي اللاعب الهولندي بعينه كهدف للنادي، بل لكونه مثالا للاعب يتمتع بأداء مؤثر حيث قال «لا بد من التحرك وفقا لاحتياجات الفريق الحقيقية، فلا ينبغي البحث عن نجم للفريق، بل عن لاعب فعال». يذكر أن موراتي يعلم أن بينيتز قد أعرب بوضوح عن تفضيله للاعب الهولندي. وقد وصف رئيس النادي الإيطالي المدرب الإسباني قائلا «إنه ليس ممن يتبعون سياسة الضغط، حتى فيما يتعلق بصفقات الشراء». وقد يصبح إرضاء المدرب الإسباني بضم ماسكيرانو الهدف الآخر الأكثر تعقيدا أمام نادي الإنتر. رغم أن هودغسون مدرب الحمر صرح يوم الثلاثاء قائلا «أخبرني ماسكيرانو يوم الاثنين بوضوح بأنه يريد الرحيل عن ليفربول».
ورقة مونتاري: أجرى هودغسون بالفعل محادثاته الأولى مع برانكا مسؤول الانتقالات بنادي الإنتر بصدد مونتاري لاعب النادي الإيطالي، بيد أن المسافة بين الطرفين لا تزال بعيدة، لدرجة أن الإنتر لم يتحدث بعد مع اللاعب بشأن الجانب المادي.
من جهة أخرى، يرغب ماسكيرانو في العودة للعمل مع بينيتز، إذن من المفترض ألا تكون هناك مشكلة في إتمام الصفقة، لا يزال هناك وقت. على أي حال، قد يؤول الأمر إلى نهاية سعيدة للطرفين، لكن من الصعب حل المعضلة في فترة وجيزة، فالنادي الإنجليزي المثقل بديون تزيد على 420 مليون يورو قد يرغب في الحصول على 25 مليون يورو مقابل الاستغناء عن لاعب وسطه. وهو المبلغ الضخم بالطبع بالنسبة إلى الإنتر الذي كان قد اختار نظاما في إبرام الصفقات بما يتوافق مع نظام تساوي النفقات والإيرادات الذي أقره الاتحاد الأوروبي وسيتم العمل به بدءا من عام 2012. انطلق الإنتر في مفاوضات ماسكيرانو من مبلغ 15 مليون يورو وربما يريد أن تضمن قيمة الصفقة الغاني مونتاري، وقد يهتم النادي الإنجليزي بفكرة المبادلة. حلم ضم فورلان: يمضي الإنتر في الطريق نحو ماسكيرانو بخطى ثابتة مقارنة بالتحركات نحو كاوت، حيث تصريحات موراتي لا تعني استعجال الإنتر إتمام صفقة اللاعب الهولندي. أيضا لأن رئيس النادي، بعد أن استسلم لاستحالة ضم شفاينشتايغر لاعب البايرن في الوقت الحالي، لم يتخل مطلقا عن فكرة ضم دييغو فورلان، الذي يعد نجما أكثر منه لاعبا فعالا ومؤثرا، لكنه يتملك سحرا قد يدفع مسؤولي النادي الإيطالي إلى الحصول عليه في اللحظات الأخيرة. مايكون: على أي حال، من المقرر أولا إتمام صفقات اللاعبين الراحلين عن النادي، فمن المتوقع أن يتم الانتهاء من صفقة بالوتيللي - مانشستر سيتي في غضون في الأيام القليلة القادمة، الأمر الذي يمد من انتظار اللاعب كي ينتقل إلى ناديه الجديد. يذكر أن بالوتيللي قد تدرب بمفرده الثلاثاء الماضي في الصالة الرياضية نظرا لشعوره بألم في الفخذ. وعلى صعيد آخر، شنت الصحافة البريطانية حملة هجوم ضد بالوتيللي. فقد سبقت سمعة اللاعب الإيطالي صاحبها إلى لندن الأمر الذي لا يحمل دائما الخير. وركزت الصحف البريطانية في حملتها على علاقة اللاعب الإيطالي بالجهاز الفني لناديه الأسبق الإنتر وبجماهيره وبوالديه. وقدمت صحيفة «ديلي ميرور» اللاعب إلى جماهير الكرة الانجليزية تحت عنوان «إذا كنتم تعتقدون أن روبينهو كان فوضويا فعليكم أن تنتظروا أفعال ماريو المجنون»، ليتضمن المقال بعد ذلك قائمة من الأفراد الذين تشاجر معهم بالوتيللي صاحب التسعة عشر عاما.
علاقات مختلفة: واستهلت الجريدة حديثها عن لاعب الإنتر بتناول علاقاته بالمدربين. ففي المنتخب الإيطالي تحت 21 عاما بقيادة كازيراغي، وبدلا من أن يوجد بالوتيللي صباحا في معسكر الفريق في مدينة ترييستي، وصل في الظهيرة معللا ذلك التأخير بأنه لم يسمع المنبه. ثم تأتي بعد ذلك علاقته بمورينهو مدرب الإنتر الأسبق، الذي انتهى به الأمر بعد عامين من العلاقات الصعبة بينهما واتباع المدير الفني سياسة العصا والجزرة مع اللاعب، باضطرار مورينهو إلى استبعاده من قائمة الفريق على سبيل العقاب عشية لقاء ربع النهائي أمام تشيلسي.
والداه وقميص فريقه: أبواه الحقيقيان هم توماس وروز باروا، وكان اتهمهما بالوتيللي بأنهما «انتهازيان» بحثا عن الأموال، حيث إنهما يحاولان الآن الاقتراب مجددا من الابن بعد أن صار لاعب كرة قدم مشهورا بعدما كانا قد تركاه في المستشفى فور ولادته.
أما فيما يتعلق بمشجعي الإنتر، فقد دخل ماريو في صراع مع جماهير الإنتر عقب ارتدائه لقميص فريق الميلان أمام كاميرات أحد البرامج الإيطالية الساخرة. وفي لقاء الإنتر أمام برشلونة الإسباني في الدور نصف النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا، وعقب الشعور بخيبة آمل بسب صيحات الاستهجان التي صدرت من جماهير الإنتر ضده، خلع بالوتيللي قميص فريقه وألقى به على الأرض.
تحت الأضواء: لم تغفل الصحافة البريطانية أيضا إلقاء القبض على لاعب الإنتر في يونيو (حزيران) الماضي بسبب مزاحه مع زملائه بمسدس لعبة في أحد الميادين. رجال الصحافة الإنجليزية على استعداد للبحث في الحياة الشخصية للمشاهير والوصول إلى أبعد التفاصيل. واختتمت الصحافة البريطانية حديثها عن بالوتيللي الوافد الجديد إلى نادي مانشستر سيتي قائلة «إن بالوتيللي سيصل إلى الفريق وهو يحمل خلفه حقائب ثقيلة، غير أن مواصلته لمسيرته الكروية في ناد إنجليزي ستضعه في بؤرة الاهتمام كل يوم».