يوفنتوس يتألق خارج أرضه ويقترب من التأهل في الدوري الأوروبي

أماوري ودييغو صنعا الفوز وأثبتا أن الاستغناء عنهما خطيئة

TT

حقق نادي يوفنتوس فوزا ثمينا خارج ملعبه بنتيجة 2/0 على فريق شامروك روجرز الآيرلندي في مباراة الذهاب في الدور التمهيدي لبطولة الدوري الأوروبي. وحمل الهدفان توقيع المهاجم البرازيلي أماوري. لقد تعددت الأسباب التي مكنت فريق اليوفي من تحقيق هذه النتيجة الجيدة في مستهل مشواره الأوروبي لهذا الموسم، بغض النظر عن تواضع مستوى الفريق الآيرلندي، الذي ظهر كفريق تقليدي يتمتع بقوة بدنية وسرعة كبيرة دون مهارات أو لمحات فنية تميز لاعبيه.

مفتاح النصر: لقد أظهرت تلك المباراة الكثير من الأمور المتعلقة بفريق اليوفي في الموسم الجديد التي ساهمت في فوزه أيضا بذلك اللقاء. ويتمثل الأمر الأول في أن الفريق لم يخسر أي مباراة في فترة الإعداد التي تسبق بداية الدوري الإيطالي. وقد يبدو هذا أمرا محدود التأثير، لكن من المعروف أن عدم الخسارة يساعد على الفوز (بالإضافة إلى أن الفوز في تلك المباراة يضمن بنسبة كبيرة لليوفي تخطي الأدوار التمهيدية لبطولة الدوري الأوروبي ويدفع به إلى دور المجموعات). والأمر الثاني يتضح عند تذكر الحالة السيئة التي كان عليها فريق اليوفي في الربيع، فقد كان الفريق عبارة عن مجموعة من اللاعبين الفاقدين الثقة والعاجزين عن الأداء بشكل جيد. والأمر الثالث الذي ظهر واضحا في أداء الفريق يتمثل في أن ديل نيري المدرب الجديد للفريق قد بدأ مع اللاعبين من الأساسيات، وهو ما يتضح من الأشياء الصغيرة، مثل عودة اللاعبين للتحرك من أجل الحصول على الكرة (بعد أن كان جميع اللاعبين يتوقفون في انتظار أن تصل إليهم الكرة). ويبقى الأمر الرابع وهو أن نادي اليوفي قد لا يفوز بدرع الدوري هذا الموسم، فالإنتر ما زال أقوى الفرق المرشحة للقب، لكن العمل يجري في نادي اليوفي اليوم من أجل وضع الأساس وسيتم حصد النتائج في المستقبل.

المتألقان: لم تكد المباراة تبدأ حتى تقدم اليوفي بفضل تمريرة رائعة بين دييغو وأماوري، وهما اثنان من أكثر لاعبي الفريق تعرضا للانتقادات في الموسم الماضي. ورغم هشاشة دفاع الفريق الآيرلندي وقلة خبرته، فقد بحث دييغو وأماوري عن بعضهما في كل الأوقات ولعبا تمريرة رائعة لم يلعبا مثلها طوال الموسم الماضي بأكمله عند إحراز هدف جميل. وعاد اللاعبان بعدها بدقائق قليلة ليلعبا كرة مشابهة، مما يؤكد على وجود تفاهم كبير بينهما. ولعل هناك تدريبات خلف ذلك التفاهم الواضح الذي ظهر بين اللاعبين في تلك المباراة. وربما لم يكن ديل نيري يمزح عندما قال إن دييغو يمكنه أن يمثل مزيجا من دوني وكاسانو، وهما المهاجمان اللذان كان ديل نيري يدربهما في فريقي أتالانتا وسامبدوريا في السابق. ولعل نادي اليوفي لم يعد في حاجة إلى بيع دييغو بثمن منخفض والتفكير في غيره من المهاجمين. وإذا تلقى اللاعب عرضا مغريا، فقد يقوم النادي ببيعه وإلا فإن النادي يمكنه أن يسعى لإعادته إلى مستواه. والجميع يعرف أن ديل نيري يجيد إعادة اللاعبين الجيدين إلى مستواهم المرتفع.

إن من الواضح أن فريق اليوفي قادر على الأداء بشكل أفضل. وجاء أداء فريق المدرب ديل نيري في مباراة أول من أمس جيدا على فترات. فعلى سبيل المثال لم يهاجم الفريق من الأجناب بالطريقة التي كان يأملها ديل نيري، لكن الجميع أدرك أن فريق اليوفي الجديد بدأ يعي طريقة اللعب ويتحسن. وسيحتاج الأمر بالطبع إلى شهور وإلى اللعب مع منافسين أكثر قوة لكن نادي اليوفي لن يظهر بعد الآن بالمستوى السيئ الذي ظهر عليه من قبل. وقد لا يحصل الفريق على بطولة الدوري الإيطالي أو بطولة الدوري الأوروبي هذا الموسم لكنه لن يتعرض لإخفاقات الموسم الماضي المريعة. وإذا تم تهيئة المجال لديل نيري للعمل في هدوء ولم يتم إزعاج ماروتا مسؤول الانتقالات بالإلحاح لضم دزيكو فسيتألق اليوفي في الفترة القادمة، حيث إن دييغو وأماوري ما زال لديهما ما يقدمانه للفريق وجماهيره.

وجاءت تصريحات ديل نيري لتعبر عن رضاه عن الأداء، حيث قال المدير الفني للفريق عقب اللقاء: «لقد ظهرت بالفعل سمات الفريق من الهجوم الضاغط والسرعة». لكن المدير الفني لليوفي لم ينسب الفضل في تألق فريقه الجديد إلى نفسه، حيث قال: «إن التألق لم يكن بفضلي، بل بفضل اللاعبين». وخص المدير الفني لليوفي أماوري بتصريحات خاصة، حيث قال: «لقد أحرز هدفين وردت العارضة هدفا آخر له وأظهر جدية كبيرة في الأداء. إن هذا هو أماوري الحقيقي، وعندما يكون في حالة جيدة فإنه يظهر السرعة والقوة البدنية والخطورة في منطقة الجزاء. إنني سعيد به وببقية أفراد الفريق، فالفوز بهذه الطريقة يمنحنا الثقة بالنفس والشعور بالأمان». وأعرب مدرب اليوفي أيضا عن رضاه عن أداء خط الدفاع. وفيما يتعلق بديل بييرو فقد صرح ديل نيري قائلا: «ستتاح له الفرصة والوقت ليظهر قدراته». لكن ديل نيري لم يبالغ في التضخيم من حجم هذا الفوز عندما قال بشأن بطولة الدوري الإيطالي: «إن موراتي على حق، ففريق روما سيكون هو المنافس الأول للإنتر هذا الموسم».

لا شك في أن تـألق الثنائي البرازيلي دييغو وأماوري في المباراة كان أبرز الأحداث. لقد كان دييغو يبلغ من العمر 11 عاما ويحلم باللعب في فريق الناشئين بنادي سانتوس البرازيلي عندما أحرز ديل بييرو هدفا رائعا حصل به فريق اليوفي على لقب كأس الإنتركوتيننتال في عام 1996. واليوم يتعرض ديل بييرو لخطر الابتعاد عن الفريق وانطفاء بريقه بسبب ذلك اللاعب الذي انضم إلى فريق اليوفي قبل عام واحد مقابل 25 مليون يورو. إن إعادة دييغو للمشاركة والتألق، من أجل بيعه أو الاستفادة من مشاركته الفعالة، ربما من خلال الدفع به في مركز جديد، هو مسؤولية ديل نيري مدرب اليوفي، الذي منح ديل بييرو فرصة اللعب لـ9 دقائق في أولى مباريات الفريق في بطولة الدوري الأوروبي هذا الموسم.

لقد أكد ديل نيري مدرب اليوفي في أول مباراة رسمية له مع الفريق، الانطباع الذي كان سائدا ببقاء ديل بييرو على مقعد البدلاء والدفع بدييغو كرأس حربة ثان والدفع بأماوري كلاعب قلب هجوم، في ظل بقاء تريزيغيه أيضا على مقعد البدلاء بسبب إصابة في كاحله. وكأن أماوري كان ينتظر دييغو للتألق. فقد أحرز أماوري هدفي اليوفي في ذلك اللقاء، والطريف أن آخر هدفين له كانا في بطولة الدوري الأوروبي الموسم الماضي أمام فريق أياكس الهولندي في 18 فبراير (شباط) الماضي.

لقد بدأ دييغو الموسم الحالي بشكل جيد، حيث سجل هدفا في أولى المباريات الودية للفريق ومرر كرة لبيبي أحرز منها هدفا أمام فريق ليون وصنع هدفا آخر لأماوري في أولى مباريات الدوري الأوروبي. وما زال الجميع ينتظر من دييغو إحراز الأهداف. وقد تسبب عدم الدقة في إضاعته لبعض الأهداف في المباراة الأخيرة، كتلك الكرة التي توغل فيها إلى منطقة الجزاء، في الدقيقة 40، لكنه بدلا من أن يسددها قوية في المرمى المفتوح أمامه، لعبها بينية لتضيع خطورتها. لقد كان دييغو يلعب كصانع ألعاب أكثر من رأس حربة ثان في ذلك اللقاء. وهو ليس بالأمر السيئ، بالنظر إلى أن نادي اليوفي يجب أن يدعم الفريق في خطوط أخرى، وإلى أن دييغو ليس لديه أي نية في ترك الفريق. وقد صرح اللاعب البرازيلي معلقا على أحداث المباراة: «إنني سعيد للغاية بنتيجة المباراة. لقد كان من المهم بداية الموسم بشكل جيد. يتحدث الكثيرون عن قرب رحيلي عن نادي اليوفي لكنها مجرد تكهنات. إنني سعيد وأريد الالتزام بعقدي واكتساب ثقة المدرب بشكل كامل».