يخطو تشيزاري برانديللي أولى خطواته مع المنتخب الإيطالي خلفا لمارتشيللو ليبي، محاولا التعلم من الأخطاء التي أدت إلى ظهور الفريق بالصورة الكارثية التي بدا عليها في مونديال جنوب أفريقيا، وباحثا عن الأشلاء التي قد تساعده في تأسيس فريق جديد أكثر قدرة على المنافسة. وفي الوقت نفسه، يحرص برانديللي على الاتصال بمدربي فرق الدرجة الأولى بشكل دوري للاستعلام عن مستوى اللاعبين، واضعا في اعتباره تأثير اختياراته الفنية على الجماهير التي لا تكف عن السؤال عن موقف المدرب الجديد من كاسانو وبالوتيللي. وكانت المفاجأة هي أن المدير الفني الجديد قد قام بالفعل بإدراج اسميهما ضمن القائمة المبدئية للمنتخب، تمهيدا لاختيار 22 لاعبا فقط للانضمام إلى معسكر التدريبات في كوفيرتشانو استعدادا للمباراة الودية الأولى أمام كوت ديفوار. من جهة أخرى، يضع برانديللي مسألة المردود الإعلامي والجماهيري في اعتباره بشكل كبير، فهو يسعى لتقديم كرة قدم ممتعة في المقام الأول لإسعاد الجماهير المتعطشة للفوز، كما أنه يبحث عن الحماس المفقود متبعا كل الطرق الممكنة لخلقه من جديد في نفوس اللاعبين. وسعيا وراء تحقيق هذا الهدف، عقد المدير الفني ثلاثة اجتماعات مغلقة مع معاونيه، حاول من خلالها التنقيب عن اللاعبين القادرين على تنفيذ المهمة الصعبة بأفضل شكل ممكن، فجاءت اختياراته على النحو التالي:
حراس المرمى: اجتمع برانديللي بمدرب حراس المرمى إنزو دي بالما لاختيار عدد من حراس المرمى لتعويض غياب قائد يوفنتوس جيجي بوفون بسبب الإصابة، فوقع اختيارهما بشكل مبدئي على كل من ستوراري وفيفيانو وسيريغو وميرانتي وماركيتي، بينما سيتم الاكتفاء بثلاثة حراس فقط للانضمام إلى معسكر كوفيرتشانو في الثامن من أغسطس (آب) الحالي. جدير بالذكر أن أسهم كل من ستوراري وفيفيانو في ارتفاع مستمر لدى المدير الفني، بينما يفضل برانديللي الاستعانة بميرانتي لاستكمال الثلاثية، نظرا لافتقاد ماركيتي للياقة البدنية في الوقت الحالي.
جبهة الدفاع: تأثرت اختيارات المدير الفني بالحالة البدنية للاعبين بشكل كبير، بيد أنه قرر الاحتفاظ بثنائي بونوتشي - كيلليني، نظرا لحالة التناغم التي تجمع بين اللاعبين، كما أنهما يبدوان في لياقتهما البدنية الكاملة. أما في ما يتعلق بالجهة اليمنى من الملعب، فقد تم استدعاء كل من كاساني وزاكاردو، ماجيو وموتا ودي سيلفيستري. وفي الجناح الأيسر هناك كل من جامبريني، بوكيتي ورانوكيا، بيد أن هذه الجبهة ما زالت تمثل مشكلة كبيرة لدى المدير الفني نظرا لإصابة كريشيتو، بينما يفتقد ديفيد سانتون للياقة، وهو ما قد يدفع برانديللي إلى التفكير في أنطونيني في حال تعذر الحصول على خدمات زامبروتا.
خط الوسط: لم يستقر المدير الفني على خطة اللعب بعد، ولكنه يفضل استخدام أساليب تكتيكية وفنية أكثر مرونة، وهو ما يشير إلى إمكانية تطبيق الخطة (4/2/3/1) مع تغييرها إلى (4/3/3) و( 4/3/2/1)، بحيث يتم الدفع بمونتوليفو وماركيزيو في خط الوسط إلى جانب كل من بيرلو (مع مراعاة حالته البدنية)، دي روسي، بالومبو، جالوبا وبيبي. من جهة أخرى، يضع المدير الفني عينيه على أكويلاني وكاندريفا وبولي، وكذلك بعض اللاعبين الذين ينتمون إلى أصول أجنبية مثل لديزما وتياغو موتا، كما يتابع برانديللي حاليا كل من داغوستينو ولانزافامى.
جبهة الهجوم: يدخل كاسانو وبالوتيللي ضمن خطط برانديللي بشكل كبير، حيث أبدى المدير الفني استعداده للدفع بهما في مواجهة كوت ديفوار إذا كانا في حالة بدنية جيدة. وفي الهجوم أيضا، هناك كل من ألبرتو جيلاردينو( تلميذ برانديللي المدلل) وبوريللو وباتزيني وماركيوني وجوسيبى روسي وكولياريلا وبلادينو. ومن المنتظر أن يكتفي المدير الفني بستة لاعبين فقط في القائمة النهائية، ولكنه لم يصرف النظر عن أماروي أيضا بعد البداية الجيدة للاعب مع فريق يوفنتوس في الموسم الماضي.
وفي سياق متصل، بادر برانديللي بالاتصال بالمدير الفني في المنتخب الإيطالي للشباب تحت 21 عام للاستعلام عن موقفه من استدعاء بالوتيللي للمشاركة مع المنتخب الإيطالي للشباب خلال الفترة المقبلة، حيث يتزامن ميعاد مباراة إيطاليا - كوت ديفوار مع المباريات التي يخوضها منتخب الشباب أمام منتخبي البوسنة وويلز للتأهل لمنافسة الأولمبياد في لندن، الأمر الذي يضع اتحاد الكرة في حيرة شديدة بين الخوف من تدمير خطط برانديللي الذي يشق طريقه مع الفريق وآمال منتخب الشباب في الـتأهل لمنافسة عالمية بهذا الحجم.
يشار إلى أن الاتحاد الإيفواري لكرة القدم أعلن أمس أن منتخب بلاده سيلاقي نظيره الإيطالي وديا في 10 أغسطس (آب) الحالي على ملعب وستهام في لندن. ويغيب عن كوت ديفوار قائدها مهاجم تشيلسي ديدييه دروغبا بسبب خضوعه لعملية جراحية الأسبوع الماضي ستبعده عن الملاعب لمدة 3 أسابيع. ويستعد المنتخب الإيفواري لمواجهة رواندا في 4 سبتمبر (أيلول) المقبل في أبيدجان في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثامنة ضمن تصفيات كأس أمم أفريقيا المقرر نهائياتها في الغابون وغينيا الاستوائية.