الكبار باقون في الميلان

غاتوزو يقرر عدم الرحيل.. ورونالدينهو يتدرب بجدية.. وتياغو سيلفا يرفض عرض ريال مدريد

TT

إن الأبطال لا يتركون نواديهم، وإلا ما اعتبروا أبطالا. وعلى الرغم من الإجهاد والمتاعب البدنية، والإحباط الأخير بسبب إخفاق إيطاليا في المونديال والحيرة الشديدة بشأن مستقبلهم ومسيرتهم التي قاربت على الانتهاء، ينطلق الأبطال من جديد ويعودون إلى بؤرة الأحداث ويقبلون التحدي الجديد. لقد أعطى رينو غاتوزو، في لقاء طويل بعد العشاء بمقر معسكر الفريق في ميلانيللو، كلمته ووعده لأدريانو غالياني، نائب رئيس نادي الميلان: «سأبقى مع الميلان ولن أرحل». وسيلتزم غاتوزو إذن بعقده مع النادي الذي يمتد حتى 30 يونيو (حزيران) 2012. وعلى الفور، نظرا لأن الأبطال يجب أن يكونوا قدوة ومثالا للآخرين، ارتدى رينو غاتوزو حذائه الرياضي وذهب إلى الملعب للتأكد من حالته البدنية. وقام اللاعب باختبارات بدنية وتجارب تحت مجهود شديد وعدو لمسافات كبيرة في الغابات. وصرح مسؤولو الجهاز الطبي ومدربو الأحمال أن حالته البدنية على ما يرام عقب تلك الاختبارات. وبالتالي يمكن لأليغري، مدرب فريق الميلان، أن يشعر بالاطمئنان، فقد عاد إلى صفوف الفريق لاعبا متحمسا وجاهزا للمشاركة.

المهمش: لقد كانت هناك بعض الإغراءات على أي حال، أمام رينو غاتوزو. ولم يقم كلاوديو باسكوالين وكيل أعمال اللاعب بإخفائها عندما صرح بأن غاتوزو تلقي عرضين كبيرين من ناديي أوليمبياكوس اليوناني والأهلي السعودي. وكان من الصعب تخيل غاتوزو بقميص آخر غير قميص الميلان، إلا أنه لم يكن من الممكن تجاهل أنه الموسم الأخير للاعب مع الفريق، في ظل وجود ليوناردو على مقعد تدريب الميلان، لم يكن موسما رائعا. فقد كان غاتوزو مهمشا خلال الموسم الماضي وبعيدا عن الفريق الذي أسهم هو نفسه في تكوينه خلال فترة تدريب أنشيلوتي للميلان ودافع عنه في الكثير من المناسبات. لقد كان غاتوزو يشعر بالكثير من الحذر بشأنه ولم يكن يشعر بالثقة الكاملة التي يحتاجها لاعب مثله. ولم يصرح ليوناردو بذلك في ديسمبر (كانون الأول) عام 2009، عندما لاحظ أن اللاعب يريد أن يشعر بأهميته وأنه لم يعد يتحمل البقاء خارج الفريق دون سبب وجيه. وبعد ذلك نجح ليوناردو في إعادته إلى صفوف الفريق، لكن ذلك لم يتم أبدا بشكل كامل ونهائي (ربما أيضا بسبب المشكلات البدنية التي عانى منها اللاعب وإصابة الركبة التي أثرت على أدائه طوال الوقت). وكانت هذه الشكوك الأخيرة حول حالة اللاعب هي السبب في التردد الذي أحاط بتأكيد بقائه مع الميلان في الفترة الأخيرة.

التدخل: لقد أزال الحوار الذي دار بين غاتوزو وغالياني جميع الشكوك والظلال القاتمة المحيطة بالأمر، لكن ماسيميليانو أليغري مدرب الفريق كان هو من أقنع غاتوزو بالبقاء بشكل نهائي. فقد قال المدرب الجديد لفريق الميلان لغاتوزو بروح حماسية: «كيف هذا يا رينو؟ هل تريد الرحيل الآن بعد أن توليت أنا تدريب الفريق؟ ألا تذكر عندما كنا نلعب معا في بيروجيا؟ أوه، لا تتصرف بغباء». واقتنع رينو بكلمات المدرب حيث تذكر هو أيضا هذين الموسمين الذين قضاهما في بيروجيا (من عام 1995 إلى 1997)، عندما كان أليغري لاعب خط وسط ومهاجما بارعا (41 مباراة و10 أهداف) وكان فتي صغيرا يحاول جاهدا أن يصبح لاعب كرة قدم. وافترق كلاهما عندما قام نادي غلاسجو رينجرز الاسكوتلندي بشراء غاتوزو (عام 1997)، لكن ذكريات تلك الفترة لم تمح من الذاكرة. وكان لهذه الذكريات أثر كبير في ذلك الاختيار الهام الذي قام به غاتوزو. لقد أغلق نادي الميلان، مع بقاء غاتوزو في صفوف الفريق، الأبواب أمام اللاعبين بلازي ودوناديل، ويبقى النادي مترقبا لإمكانية عقد صفقة أخرى هامة في سوق الانتقالات. وربما تتم تلك الصفقة هذا الشهر عندما سيتعين على الأندية الإنجليزية أن تقلل من عدد اللاعبين في صفوفها.

وفي سياق منفصل، أظهر رونالدينهو لياقة بدنية جيدة وركض كلاعب خط وسط مهاجم وهو يعتبر خبرا هاما وسارا لجماهير ومسؤولي نادي الميلان. وقد تعجب كل من رآه في تدريب الفريق مؤخرا، فقد كان يعدو منطلقا في مركز ميلانيللو الرياضي، إلى جانب غاتوزو، وكان يستريح لثوان قليلة ويعود بعدها للجري بحماس لم يظهر عليه من قبل. وفي نهاية الجلسة التدريبية قام الأطباء والمدلكون بإزالة الأجهزة التي تم تركيبها على جسد اللاعب لقياس مستوى لياقته البدنية وأعربوا عن رضاهم الشديد للنتائج. وقد قام أليغري بتجربته في المثلث الهجومي، حيث كان رونالدينهو يلعب في الجانب الأيسر، وبوريللو في المنتصف وباتو في الجانب الأيمن. ويعتبر هذا هو التشكيل المثالي، إذا سمح برلسكوني.

الكبار الباقون: وهناك لاعب برازيلي آخر يجري النقاش بشأنه في معسكر ميلانيللو، وهو تياغو سيلفا. واعترف أدريانو غالياني نائب رئيس النادي قائلا في هذا الصدد: «لقد طالبت عدة أندية بضمه». وفي مقدمة هذه الأندية يأتي نادي ريال مدريد الذي عرض 25 مليون يورو مقابل بطاقة اللاعب. لكن غالياني أوضح قائلا: «لن يرحل أي من اللاعبين الكبار. ومثلما يقول موراتي، إذا كان عليك أن تقدم بعض التضحيات، فالأفضل أن تقدمها للاعبين الذين تطلبهم الأندية الأخرى لا للاعبين الذين لا يطلبهم أحد. ونحن لن نبيع اللاعبين الذين تطالب بهم الأندية الأخرى، واللاعبون الآخرون لم يطالب أحد بشرائهم». وبالتالي يمكن لنادي ريال مدريد أن يهدأ، فتياغو سيلفا سيبقى مع نادي الميلان، كما صرح اللاعب نفسه. وأكد غالياني بعد ذلك أن ضم اللاعب الياباني هوندا «يمثل مشكلة، لأن شراءه من الفريق الروسي أمر صعب بسبب عدم انتمائه لدول الاتحاد الأوروبي. ولتسألوا اتحاد كرة القدم الإيطالي عن الأمر».

الاستعداد: وبغض النظر عن سوق الانتقالات، يجب على فريق الميلان في الوقت الحالي التركيز على الاستعداد للموسم الجديد. وتمثل اللقاءات الودية التي سيلعبهما الفريق اختبارات جدية في هذا الصدد. وأوضح سيدورف قائلا: «إن أليغري يجعلنا نتدرب بشكل جيد للغاية، وسياسته واضحة جدا، ونحن بالطبع نحاول استيعاب أفكاره في أسرع وقت ممكن».