روما بلاعبي الصف الثاني يتعادل مع فريق بوردو

باتو ينقذ الميلان من هزيمة أمام الأرسنال في كأس الإمارات

TT

«أين توتي؟»، كان هذا هو السؤال الذي سرى بين الصحافيين والجماهير الفرنسية عندما نزل فريق روما إلى الملعب لأداء المباراة الودية أمام فريق بوردو الفرنسي في إطار البطولة الرباعية الودية المقامة حاليا في فرنسا. وجاءت الإجابة المحرجة إلى حد ما: «توتي على مقعد البدلاء». لقد شعر الفرنسيون، الذين كانوا يريدون مشاهدة توتي لأول مرة في باريس، ببعض الاستياء لعدم مشاركة توتي، ولذلك ابتكر المسؤولون عن تنظيم البطولة الودية التي تقام للاحتفال بمرور 40 عاما على تأسيس نادي باريس سان جيرمان، مشهدا طريفا بين شوطي اللقاء، حيث نزل توتي إلى الملعب وأخذ يسدد الكرة محاولا إصابة العارضة من على مسافة 50 مترا. وكانت الكرة تكاد تلامس العارضة وتوتي يظهر إحباطا (زائفا). وأعطى توتي موعدا للجماهير الفرنسية في المباراة الودية القادمة التي سيلعب خلالها فريق روما أمام فريق باريس سان جيرمان.

المخاطرة: لقد تعرض فريق روما بالأمس لخطر الخسارة أمام فريق بوردو، بعد أن لعب الفريق بتشكيل غير مسبوق من خلال الدفع بالثنائي باروس وفاتي في وسط الملعب وعدد كبير من لاعبي الصف الثاني بالفريق ولم يشارك من الأساسيين سوى اللاعب كاسيتي. لكن المباراة انتهت بالتعادل الإيجابي 1/1 وظهر فريق روما بشكل جيد ومتماسك. ورغم ذلك لم ترق المباراة للأداء الرائع، ومن حسن الحظ أن الاستاد لم يكن به سوى 6 آلاف مشجع فرنسي وعدد من مشجعي فريق روما الذين جاءوا أيضا لتشجيع فريق روما رغم لعبه للمباراة بلاعبي الصف الثاني، وغادرت تلك الجماهير الملعب وهي راضية عن النتيجة.

شريط المباراة: لقد تركزت جميع الأحداث المهمة في الشوط الثاني، حيث شهد هذا الشوط تسجيل الهدفين والألعاب الخطيرة (القليلة) وبعض الهفوات من جانب حكم اللقاء وبوادر مشاجرة بين لوريا وكافيراجي. وتقدم فريق بوردو بهدف من ضربة جزاء إثر خطأ ارتكبه لوريا ضد ويندل ولم يتردد الحكم في احتسابه ضربة جزاء. وتلقى جوبرتي وسيسينهو إنذارين لاعتراضهما على قرار الحكم. وسدد ويندل نفسه، الذي يسعى نادي لاتسيو لضمه، ضربة الجزاء داخل مرمى الحارس لوبونت الذي تألق في الشوط الأول وأخرج تسديدة متقنة من اللاعب الأرجنتيني كافيانجي بعد تمريرة متقنة من غوركوف. وبعد تأخر فريق روما بهدف ظهر معدن الفريق بقيادة مدربه الكفء رانييري. إن هذه الروح التي جعلت فريق روما يصارع الإنتر حتى آخر نصف ساعة من عمر بطولة الدوري الموسم الماضي تتوافر أيضا بفضل لاعبي الصف الثاني والثالث بالفريق. ويعتبر هذا نجاحا كبيرا بالنسبة إلى رانييري مدرب الفريق.

وأدى رد فعل فريق روما إلى إحراز هدف التعادل عن طريق بريجي بعد 9 دقائق من إحراز فريق بوردو هدف التقدم. فقد أطلق أوكاكا تسديدة صاروخية تصدى لها أوليمبا حارس مرمى فريق بوردو لترتد سهلة إلى بريجي، الذي ارتدى شارة قائد الفريق لأول مرة، ولم يتوان الأخير في إيداعها داخل المرمى. وبعد فترة وجيزة كاد لوريا يحرز هدف التقدم لفريق روما. لقد أنهى فريق روما، الذي قام بهجمتين خطيرتين في الشوط الأول عن طريق اللاعب أوكاكا، المباراة بصورة جيدة وهو ما يعطي إشارة إيجابية عن اللياقة البدنية للفريق، لا سيما بالنظر إلى أن فريق بوردو الذي سيلعب أولى مبارياته في الدوري الفرنسي الأسبوع القادم ولا بد أنه أكثر استعدادا من الناحية النظرية. وكانت هناك ضربة جزاء لصالح فريق روما إثر لمسة يد من اللاعب ديارا، لكن الحكم لم يرغب في إفساد الاحتفال ووضع الفريق الفرنسي في موقف حرج! وفي مباراة أخرى تعادل فريق الميلان مع فريق الأرسنال بنتيجة 1/1 في المباراة الودية التي أقيمت بينهما في إطار كأس الإمارات الودية المقامة في العاصمة البريطانية لندن. وتقدم الفريق الإنجليزي بهدف في الدقيقة 37 من الشوط الأول، بينما تعادل باتو للميلان في الدقيقة 32 من الشوط الثاني.

لقد حصل ديفيد بيكام الذي كان يتابع المباراة مع أبنائه من المدرجات على مكافأة نظير شجاعته، وحمل التعادل غير المتوقع للميلان أمام فريق الأرسنال أيضا درسا صغيرا في الأخلاق مفاده أن المرء عندما يكون مستعدا لتحمل المعاناة فإنه في النهاية يستحق السعادة. وعلى هذا النحو، بعد أن تسيد الفريق الإنجليزي بقيادة مدربه فينغر اللقاء بصورة كبيرة لمدة ساعة كاملة وأحرزوا هدف التقدم وأضاعوا ما لا يقل عن 4 فرص محققة للتهديف، حملت الدقيقة 32 من الشوط الثاني مفاجأة سارة لبيكام وأبنائه في المدرجات عندما انقض باتو برأسه على كرة لعبها سيدورف من ضربة ليحرز هدف التعادل لفريق الميلان. ورغم أن النتائج في الفترة الحالية ليس لها أهمية كبيرة، فإن التعادل أفضل دائما من الخسارة. وقد حقق فريق الميلان بعض التقدم بعد مباراته الودية الأولى التي خسرها أمام فريق فاريزي (بنتيجة 0/2). فقد تمكن الميلان في مباراته أمام الأرسنال من لعب 3 جمل تكتيكية متتالية في هجمة واحدة، وهو ما يبشر ببداية وجود مشروع خططي لأداء الفريق في الفترة المقبلة. ورغم أن أليغري مدرب الميلان الجديد ما زال لديه الكثير من العمل فإن المهمة الصعبة لا تخيفه، وسيكون المجهود الأكبر الذي يجب أن يبذل من نصيب لاعبي الميلان، حيث يتعين عليهم القيام بتدريبات مكثفة ومرهقة بعد سنوات من الإيقاع الهادئ والبطء الذي ميز أداء الميلان في المواسم السابقة.

الأرسنال يسيطر: لقد بدأ فريق الأرسنال استعداده للموسم الجديد قبل فريق الميلان بخمسة عشر يوما، وظهر ذلك بوضوح في فارق اللياقة البدنية بين الفريقين، حيث كان لاعبو الفريق الإنجليزي ينطلقون في الملعب برشاقة كبيرة. فتسيد اللاعب الشاب ويلشير وسط الملعب وسبب روزكي الكثير من المتاعب لأنطونيني في الجانب الأيمن، بينما تلاعب أرشافين بباباستاتاوبولوس، كما يحلو له، فقد كان يتخطاه ويراوغه ويسقطه أرضا ويخطف منه الكرة وفي الدقيقة 37 مرر أرشافين كرة حريرية لشماخ الذي أحرز هدف التقدم لفريق الأرسنال. ولم يظهر دفاع فريق الميلان حصينا بدرجة كبيرة، ولا سيما أنه يعاني في بعض الألعاب (مثل التمريرات البينية) ويجب عليه تحسين أدائه فيها. وبالتالي كان فريق الأرسنال هو المتحكم في إيقاع المباراة، بينما اكتفى الميلان بالتصدي لهجمات الفريق الإنجليزي. ولولا تألق أبياتي لخرج فريق الميلان من اللقاء بهزيمة ثقيلة، حيث أنقذ أبياتي في الشوط الأول هدفين من فيرمايلين وروزكي، وتألق حارس مرمى الميلان بشدة في الشوط الثاني أيضا وأخرج هدفين محققين لأرشافين وراندال. وأثبت أبياتي في ذلك اللقاء أنه حارس مرمى متميز.

الميلان يشكل خطورة: لكن الغريب في هذه المباراة هو أن فريق الميلان، رغم ترنحه كملاكم تلقى سيلا من اللكمات في وجهه، تمكن من احتمال الضغط الهجومي وأيضا من تشكيل بعض الخطورة على فريق الأرسنال. فقد أطلق فلاميني في الشوط الأول تسديدة قوية اصطدمت بالعارضة التي ردت أيضا هدفا من تسديدة صاروخية لزامبروتا في الشوط الثاني. إن هذا هو حال كرة القدم، إذا لم تستيقظ من غفلتك وتدخل الكرة داخل شباك المنافسين (وقد ظل فريق الأرسنال في تلك المباراة متقاعسا عن التهديف فترة كبيرة)، فإن الأمور قد تنتهي لصالح المنافسين. وكان باتو هو الذي أفسد فرحة فريق الأرسنال بالفوز بإحرازه هدف التعادل.

ضعف في الجانب الفني: رغم التعادل تبقى بعض الظلال القاتمة التي تحيط بأداء فريق الميلان. فيبيز يواجه صعوبة كبيرة في الدفاع وعندما يتم تمرير الكرات على الأرض فإنه لا يراها مطلقا. وفي خط الهجوم غاب بوريللو تماما، حيث لم ينطلق ولو لمرة واحدة في العمق من أجل تسلم الكرة أو من أجل خلخلة دفاع المنافسين ولم يلعب أي كرة خطيرة طوال اللقاء. ومقارنة بفريق الأرسنال، لم يظهر خط وسط فريق الميلان أي لمحات فنية مما أثر على أداء الفريق خلال اللقاء. إن الأداء الجيد في كرة القدم يحتاج إلى لياقة بدنية كبيرة وقدرة على اللعب طوال اللقاء. وما زال نادي الميلان يفتقد بعض الأشياء من هذه الناحية. وستكون مسؤولية المدرب أليغري سد هذا النقص الذي يعاني منه الفريق في بعض الجوانب.

لقد أدرك الميلان التعادل عن طريق الهدف الذي أحرزه مهاجمه الشاب باتو، الذي يبدو مستعدا لأداء موسم قوي يعوض به غيابه عن الفريق فترات طويلة خلال الموسم الماضي. لقد شاهد باتو المونديال في التلفزيون، وهو يسمع الآخرين يتحدثون عن الألقاب وعن بطولة دوري الأبطال، بينما لا أحد يتحدث عن نادي الميلان إلا من أجل انتقاد صفقات النادي الضعيفة في سوق الانتقالات، ورواتب اللاعبين التي تم تخفيضها. لكن باتو لا يعاني من أي عقدة نقص. وعلق اللاعب البرازيلي على ذلك قائلا: «ما هو شعوري وأنا ألعب في ناد كبير بالاسم فقط؟ إن هذا الفريق كبير على الدوام ويعتبر دائما من الفرق المرشحة لحصد البطولات».