مورينهو يسعى للتخلص من كاكا

المدير الفني لريال مدريد يرى أن وجود اللاعب مع رونالدو يبعث على القلق

TT

إن كرة القدم حقا مخلوق غريب. فقد أخذ الجميع يئنون ألما لرحيل كاكا وإبراهيموفيتش العام الماضي ويتساءلون عما سيصير إليه الدوري الإيطالي بعد رحيلهما. لكن الدوري الإيطالي نجا من أزمة رحيل اللاعبين الكبيرين. وقد حقق نادي الإنتر الفوز بالثلاثية وتأهل الميلان لبطولة دوري الأبطال (وهو أقل ما يمكن للفريق أن يحققه حتى يبقى في الصورة على الصعيد القاري). لكن هذين اللاعبين يمران بفترة سيئة للغاية. وقد كان ذلك متوقعا بالنسبة لإبراهيموفيتش، فهم يعتبرونه في نادي برشلونة فيروسا يعطل طريقة الأداء التي يلعب بها بيب غوارديولا مدرب الفريق وقاموا بشراء ديفيد فيا من أجل إيقاف أثره السيئ على أداء الفريق. وتتمنى جماهير نادي برشلونة أن يعثر اللاعب السويدي على ناد يدفع له مليون يورو خالصة الضرائب شهريا (لكن ذلك بالأمر الصعب). وفيما يتعلق بكاكا فكتبت صحيفة «صنداي تايمز» الإنجليزية يوم الأحد الماضي أن جوزيه مورينهو المدرب الجديد لفريق ريال مدريد يريد التخلص من اللاعب الحاصل على جائزة الكرة الذهبية عام 1997 وبيعه لأحد الأندية الإنجليزية. ومن النظرة الأولى يتضح أن ناديي تشيلسي ومانشستر سيتي هما الناديان الوحيدان القادران على تحمل صفقة شراء اللاعب البرازيلي. فقد دفع نادي ريال مدريد 67 مليون يورو لشراء كاكا في صيف عام 2009 ولا يمكنه الآن بيعه بمقابل ضعيف. وبالتالي لن تبلغ صفقة بيعه أقل من 50 مليون يورو بأي حال من الأحوال.

إن مورينهو المدرب الجديد يفكر في تكوين فريق ريال مدريد على الطريقة الألمانية. وقد قام بضم اللاعب سامي خضيرة من نادي شتوتغارت ويحاول حاليا ضم أوزيل من نادي فيردر بريمن. ويبدو أن كاكا لن يكون مجديا في مشروع مورينهو مع النادي الملكي. ولا علاقة للجانب الفني والخططي بالأمر. فالمدرب قد يستغني عن لاعب فذ مثل كاكا لأسباب «أخرى». إن مورينهو مدرب دقيق للغاية، وقد أخذ في اعتباره أمرين، الأول هو المشكلات البدنية التي يعاني منها كاكا (إصابته بآلام مزمنة في الفخذ) والثاني هو وجود كريستيانو رونالدو، وهو برتغالي مثل مورينهو، مع فريق ريال مدريد. ومن الصعب تحقيق التوازن في الفرق التي يتواجد بها الكثير من اللاعبين الأفذاذ. وهناك عامل ثالث قد يؤثر في قرار مورينهو بالتخلي عن كاكا ويتمثل هذا العامل في عدم الانسجام المزعوم بين شخصيتي مورينهو وكاكا. فريكاردو كاكا شخص مهذب للغاية وهادئ، وهو ما قد لا يروق لمورينهو الذي يبحث عن لاعبين يستطيعون تحمل هواجسه وإلحاحه وتحويلهما إلى طاقة إيجابية. إن كاكا يدرس اللاهوت ويريد أن يصبح راعيا كنسيا، بينما يحمل مورينهو وجها يبدو أبعد ما يكون عن الدين ورجاله.

لقد كان الموسم الذي لعبه كاكا مع نادي ريال مدريد سيئا بكل المقاييس. فلم يحقق اللاعب أي ألقاب مع النادي ولعب 33 مباراة سجل خلالها 9 أهداف، 8 منها في الدوري الإسباني وهدف وحيد في بطولة دوري أبطال أوروبا. ولم يظهر اللاعب في المونديال بشكل جيد، حيث لم يحرز أي أهداف وتعرض للطرد أمام منتخب كوت ديفوار وخرج مع منتخب بلاده من دور الثمانية أمام المنتخب الهولندي. ويعتبر إخفاق المونديال هو أكثر ما يؤلم اللاعب في ذلك الموسم المنصرم. إن مونديال جنوب أفريقيا هو المونديال الثاني الذي يهدره اللاعب البرازيلي بعد مونديال ألمانيا 2006. لقد حقق كاكا الفوز بلقب المونديال في كوريا واليابان عام 2002، لكنه بالنسبة له كان لقبا شرفيا حيث لم يشارك سوى لمدة 20 دقيقة أمام منتخب كوستاريكا في الدور الأول. ومع بلوغه سن 28 عاما لا يبدو أن كاكا يمكنه إهدار المزيد من الفرص.

ففي المونديال المقبل الذي ستجري أحداثه في البرازيل سيكون عمر اللاعب 32 عاما. وانتظارا لحلول ذلك المونديال يبدو التحرر من مورينهو هو التصرف الأفضل لكاكا. وفي حوار له مع قناة «سكاي» صرح كارلو أنشيلوتي مدرب فريق تشيلسي الإنجليزي قائلا: «لا يمكن لكاكا الانتقال لنادي تشيلسي، فهو لاعب في نادي ريال مدريد. وسيقرر مصيره مع نادي ريال مدريد، ليس معي أو مع نادي تشيلسي». وتتميز تلك التصريحات بالذكاء الشديد. فلو أعلن أنشيلوتي رغبته في ضم كاكا لارتفع ثمنه. لكن مدرب الفريق الإنجليزي يفضل الحصول على بعض الوقت ومحاولة إقناع رومان أبراموفيتش مالك نادي تشيلسي بضم اللاعب البرازيلي لصفوف الفريق.