اتحاد الكرة الأرجنتيني يتراجع ويبقي الباب مفتوحا أمام عودة مارادونا

الأرجنتيني بييلسا «المجنون» يقطف ثمرة جهوده في المونديال ويمدد عقده مع تشيلي

TT

يبدو أن قضية التخلي عن خدمات دييغو مارادونا مدربا لمنتخب الأرجنتين لم تنته خيوطها حتى الآن، ذلك لأن مدير المنتخب الوطني كارلوس بيلاردو أبقى الباب مفتوحا أمام عودة «الأسطورة» على رأس الجهاز الفني للمنتخب البرازيلي.

وقال بيلاردو في تصريح لإذاعة راي سبورت: «يمكن أن يعود مارادونا، لم أغلق الباب. لا ندري ما الأبواب المفتوحة، لكن هناك إمكانية لاجتماع جديد». وكان مارادونا قد وصف بيلاردو بالخائن ورئيس الاتحاد الأرجنتيني خوليو غروندونا بالكاذب في أول تصريح علني له بعد قرار الطلاق مع الاتحاد الأرجنتيني الذي اشترط على النجم السابق التخلي عن بعض مساعديه للاستمرار في منصبه، وذلك بعد أسابيع من خروج الأرجنتين من ربع نهائي مونديال 2010.

ورد بيلاردو على مارادونا قائلا: «أنا متأكد أنه (مارادونا) ليس المذنب، بل إنهم المحيطون به. دافعت وسأواصل دفاعي عن مارادونا حتى الموت». ووجه مارادونا اتهاما لبيلاردو بأن الأخير كان يعمل خلف الكواليس للإطاحة به، بينما تطرق إلى رئيس الاتحاد المحلي للعبة قائلا: «قال لي غروندونا في غرف الملابس بعد الإقصاء في جنوب أفريقيا (في ربع النهائي أمام ألمانيا «0/4»)، أمام شهود ولاعبين إنه سعيد جدا من العمل المنجز وإنه يتمنى استمراري». وكان بيلاردو الذي أشرف كمدرب على مارادونا في المنتخب خلال مونديالي 1986 و1990 عندما توجت الأرجنتين باللقب ثم حلت وصيفة بعد أربعة أعوام، هو الشخص الوحيد في الطاقم الإداري والفني للمنتخب الذي لم يستغن عن خدماته وعقده لا يزال ساريا حتى العام المقبل.

من جهة أخرى، قطف المدرب الأرجنتيني مارسيلو بييلسا ثمرة وصول منتخب تشيلي إلى الدور الثاني في مونديال جنوب أفريقيا 2010 لكرة القدم، إذ مدد الاتحاد التشيلي عقده حتى عام 2015، حسب ما ذكر الأخير. وسيشرف بييلسا البالغ من العمر55 عاما مدرب تشيلي منذ 2007، على المنتخب الأميركي الجنوبي في كوبا - أميركا 2011 المقررة في الأرجنتين وتصفيات مونديال 2014 المقررة في البرازيل ولغاية كوبا أميركا 2015 في حال بقي في منصبه. ولم يتطرق إعلان الاتحاد المحلي إلى التفاصيل المادية لعقد المدرب الأرجنتيني، لكن بعض الصحف ذكرت أن راتبه سيرتفع وسيناهز 1.5 مليون دولار أميركي سنويا.

وعلق رئيس الاتحاد هارولد ماين - نيكولز: «لقد اتفقنا على جميع النقاط»، واعتبر أن بييلسا سيوجد بفعالية مع منتخب ما دون 20 عاما والمؤسسة الوطنية لكرة القدم.

وتغلبت تشيلي على هندوراس وسويسرا وخسرت أمام إسبانيا في الدور الأول من المونديال الأخير قبل أن تخسر أمام البرازيل (0/3) في الدور الثاني. وتلعب تشيلي في بطولة المكسيك الدولية، حيث ستواجه الدولة المضيفة في 4 سبتمبر (أيلول) المقبل والأوروغواي في 7 وكولومبيا في 11 منه.

ويتميز بييلسا الملقب «أل لوكو» أي المجنون، بأفكاره الغريبة وطبيعته الاستحواذية وتركيزه على الانضباط وقام بثورة في كرة القدم التشيلية من خلال تغيير عقلية اللاعبين. استهل مشواره في الدرجة الأولى في مدينته روزاريو مع نيو ويلز أولد بويز، الفريق الذي شجعه في صغره بدلا من غريمه روزاريو سنترال وأصبح مدربا له عام 1990، لكن المدافع السابق اعتزل اللعب في عمر الخامسة والعشرين.

قاد الفريق إلى لقبين في الدوري مطلع تسعينات القرن الماضي وإلى نهائي كأس ليبرتادوريس عام 1992. انتقل بعدها للتدريب في المكسيك مع فريقي أطلس وأميركا، لكنه قرر العودة إلى الأرجنتين، حيث أشرف على فيليز سارسفيلد محرزا لقبا جديدا عام 1998.

بعد فترة قليلة أمضاها مع أسبانيول الإسباني، حصل بييلسا على شرف قيادة منتخب الأرجنتين الأول عام 1998 بدلا من دانيال باساريلا. وبعدما حقق نتائج باهرة في التصفيات صرح بأن عودة فريقه من دون الكأس تعتبر فشلا، لكن المنتخب الأزرق والأبيض عجز عن تجاوز الدور الأول بفوزه على نيجيريا (1/0)، وخسارته أمام إنجلترا (0/1) وتعادله مع السويد (1/1)، إلا أن الاتحاد المحلي مدد له عقده بدلا من إقالته.

عوض بييلسا جزئيا هذه الخيبة من خلال إحرازه الميدالية الذهبية في ألعاب أثينا الأولمبية عام 2004 في تشكيلة ضمت أمثال كارلوس تيفيز وخافيير ماسكيرانو، وقاد الفريق مجددا إلى نهائيات كأس العالم، لكنه فاجأ الكل واستقال قبل نهائيات 2006، بسبب «فقدان الطاقة». يحب بييلسا اعتماد ثلاثة مهاجمين ويفضل طريقة (3 - 3 - 1 – 3) أو (3 - 1 - 2 - 1 – 3) على طريقة الماسة.