صالح الحميدي: وزارتنا ستدعم مدارس البنين والبنات بـ1200 صالة رياضية متعددة الأغراض

رئيس الوفد السعودي في بيروت مستاء من التنسيق بين الأندية و«التربية والتعليم»

TT

كشف صالح الحميدي، مدير عام الشؤون المالية والإدارية في وزارة التربية والتعليم ورئيس الوفد السعودي الرياضي المدرسي الذي شارك مؤخرا في دورة الألعاب المدرسية الرياضية ببيروت، عن دعم النشاط المدرسي الرياضي بنحو مليارين ونصف المليار ريال سعودي، من خلال مشروع الملك عبد الله للتطوير، ليكون أكبر داعم للنشاط اللاصفي، مشددا في الوقت ذاته على أن وزارة التربية والتعليم بصدد إنشاء 1200 صالة رياضية متعددة الأغراض للطلاب والطالبات في السعودية، ونحو 800 ملعب كرة قدم (نجيلة صناعية).

وأشار الحميدي في حوار خص به «الشرق الأوسط» إلى أنه راض عن النتائج التي حققتها المنتخبات السعودية المدرسية في دورة الألعاب الرياضية العربية المدرسية التي أقيمت مؤخرا وشارك فيها نحو 180 لاعبا سعوديا في مختلف الألعاب، ونجحوا في تحقيق 6 ميداليات ذهبية و16 ميدالية ما بين فضية وبرونزية.

وأبدى استياءه من التنسيق القائم بين الأندية السعودية ووزارة التربية (المدارس) بخصوص السماح للطلاب (اللاعبين) المتميزين بالانضمام إلى معسكرات المنتخبات المدرسية والمشاركة في الدورة العربية المدرسية، مشيرا إلى أنه سيعمل على أن يكون هناك تنسيق عال في المستقبل بهدف الارتقاء بالرياضة المدرسية، ولتكون النتائج والمشاركة أفضل وأكثر إيجابية.

* كيف تقيم مشاركة المنتخبات السعودية في دورة الألعاب المدرسية التي اختتمت فعالياتها في العاصمة بيروت؟

- كانت المشاركة ممتازة جدا لأبنائنا الطلاب، في هذه البطولة التي تقام كل عامين، ولا شك أن مشاركتهم مع أشقائهم العرب لها مردود تربوي وأبعاد كبيرة جدا في التقارب والتعارف، وهذه البطولة تتطور وتتقدم للأحسن والأفضل كل عام، وقدمت المنتخبات السعودية خلال مشاركتها في هذه البطولة نتائج مميزة، وحصلنا على جائزة الفريق المثالي في اللعب النظيف، وهذا في حد ذاته مفخرة لجميع أفراد البعثة، كما حققنا 22 ميدالية، منها 6 ميداليات ذهبية، وكانت آخرها برونزية كرة القدم، كما نجح اللاعب هتان باهبري في الحصول على أفضل لاعب في البطولة. وما يميز جميع اللاعبين السعوديين أنهم يتسمون بالأخلاق العالية، ومثلوا بلدهم خير تمثيل في هذه البطولة، وكان التركيز على جميع الألعاب وبالتحديد لعبة ألعاب القوى التي حصدنا فيها أغلب الميداليات، وفي السنوات المقبلة ستكون المشاركة فيها على أعلى المستويات حيث ستكون الاستعدادات والتحضيرات تليق بمستوى مشاركات السعودية في مثل هذا الحدث.

* كيف تصف لنا تجربتك في رئاسة بعثة المنتخبات المدرسية التي تعتبر هي المرة الأولى خلال مشوارك في الوزارة؟

- لا أخفي أنني سعيد بهذه التجربة، وتكليفي بهذه المهمة أعتبره شرفا بالنسبة لي، وقد أقيمت الكثير من المشاركات خلال رحلتي، منها ما عالجته خلال البطولة ومنها ستتم معالجته خلال الفترة المقبلة بعد الاطلاع على برامج جميع الألعاب التي شاركنا فيها، وقد أدخلت الكثير من التسهيلات، ووجدت الكثير من الملاحظات التي يجب إعادة النظر فيها سواء على لائحة الجوائز أو الاختيار أو على لائحة التدريب وعلى جميع النواحي، وما لفت نظري في الحقيقة هو موضوع التنسيق بين الأندية والوزارة الذي أجد أنه ضعيف، مما نتج عنه تدن في مستوى اللاعبين، حيث إن هناك لاعبين في الأندية لم يستطيعوا المشاركة مع زملائهم في هذه الدورة بحكم ارتباطاتهم في معسكرات أنديتهم، وأنا أعتبر هذه المشاركة مشاركة وطنية ويجب ألا يتأخر أي ناد في إرسال أي طلاب يمثلون بلدهم، ونتمنى أن يتحقق ذلك في المناسبات المقبلة لتحسين المشاركة في البطولات المدرسية، وأنا راض جدا عن المستوى الذي ظهر به أبناؤنا الطلاب.

* ما هي السلبيات والإيجابيات التي وجدتها في هذه الدورة، وكيف ترى مستوى التنظيم؟

- إذا تحدثنا عن مستوى التنظيم في الدورة فإنه يعتبر جيدا، والجامعة اللبنانية استعدت لاستضافة الضيوف من خلال الملاعب التي كانت مناسبة لإقامة جميع الألعاب، وبيروت وفرت جميع الإمكانيات المتاحة لإنجاح هذا التجمع العربي، إضافة إلى ذلك هنالك الكثير من الملاعب التي تكفي لهذه المشاركة.. وبالنسبة للسلبيات التي شاهدتها فهي لائحة تنظيم النشاط المدرسي، حيث يفترض إعادة النظر فيها، إلى جانب ذلك اختيار اللاعبين كان متواضعا جدا، وما حز في نفسي أيضا أن الألعاب لا تقام في المدارس، وما نشاهده في الوقت الراهن هو كرة القدم فقط، وبقية الألعاب للأسف شبه معدومة، والزملاء المدرسون تكون طريقة اختيارهم للاعبين عن طريق الأندية، وأنا أتصور أن المدرسة يفترض أن تكون النواة ومصدر الأندية في جميع الألعاب سواء ألعاب القوى أو كرة الطائرة أو كرة السلة أو كرة اليد أو كرة القدم، لأن المدرسة هي المنبع الذي يغذي الأندية، وليس العكس.

* لاحظنا أن هنالك توجها كبيرا من قبل القائمين لرفع مستوى الرياضة المدرسية، بدليل الحضور الكبير للوفود العربية التي حرصت على المشاركة في هذه الدورة لتحقيقها أهدافها..

- لا شك أن مشاركة السعودية بوفد يضم 180 لاعبا تؤكد على أهمية الرياضة المدرسية. والحقيقة كنت سعيدا للغاية وأنا أشاهد مشاركة أبناء الوطن العربي من أصل 15 دولة عربية في هذا المحفل العربي الكبير، يتنافسون فيما بينهم من خلال هذه البطولة التي كانت سماتها التلاحم والترابط، وقد اتفق الجميع على أنه ستتم إعادة النظر في مستوى الرياضة المدرسية وكيفية الوصول بها إلى أعلى المستويات، وأعتقد أن تجربتنا التي تخص مشاركة المنتخبات السعودية في هذه الدورة كانت ممتازة، لما حققناه من نتائج إيجابية، ولن يقف طموحنا عند هذا الحد، بل ستكون هنالك تحضيرات واستعدادات أكبر خلال المشاركات المقبلة.

* كيف رأيت متابعة واهتمام وزارة التربية والتعليم من خلال مشاركة المنتخبات السعودية في هذه الدورة؟

- كانت متابعة الأمير فيصل بن عبد الله دائمة ومستمرة ومتواصلة للمنتخبات المدرسية، وكان له دور كبير في تحفيز اللاعبين خلال مشاركتهم، وكان يتابع الأخبار يوميا والمستجدات عن وضع الطلاب ومستوياتهم ونتائجهم، ولن أنسى كلماته عندما قال لي بالحرف الواحد «لا يهمنا الفوز بقدر ما تهمنا المشاركة»، وكان حريصا على أن يظهر المنتخب السعودي بشكل رائع، وأن تكون الأخلاق الفاضلة واللعب النظيف سمة كل لاعب، مؤكدا في اتصالاته أن الهدف من هذه المشاركة ليس الفوز بقدر ما هو التعارف واكتساب الخبرة، كما طالب بألا يكون هنالك أي قصور على الطلاب من خلال توفير الجو الملائم ومن الناحية الترفيهية كذلك.

* ما هي خطط الوزارة المستقبلية لإقامة المنشآت والملاعب في المدارس للرفع من مستوى الرياضة المدرسية؟

- لا شك أن مشروع الملك عبد الله الذي رصد له ما يقارب مليارين ونصف المليار ريال سعودي خلال السنوات الخمس المقبلة سيكون هو الحدث الأبرز الذي سيعزز من تطوير الرياضة المدرسية، ويعتبر برنامج النشاط اللاصفي هو من أبرز برامج المشروع، ونتوقع أنه سيحقق نتائج إيجابية، وسيكون من أهم البرامج التي سيتم طرحها في هذا المشروع المراكز العلمية التي تحقق جزءا من النشاط العلمي للطلاب والطالبات، ولا ننسى الجهود التي بذلتها الوزارة وقدمتها هذه السنة التي سيتم فيها إنشاء ما يقارب 1200 صالة متعددة الأغراض للبنين والبنات، ستكون لها فائدة في تحسين البيئة التعليمية وتعزيز دور النشاط الرياضي والثقافي في المدارس، إضافة إلى ذلك أقيم في هذا العام والعام الذي قبله أكثر من 800 ملعب نجيلة صناعية وطبيعية في الملاعب والمجمعات المدرسية، وتم إنشاء أكثر من 800 صالة في المدارس القائمة خلاف المدارس الجديدة.

* هل سيتم تكريم الطلاب الذين حصلوا على ميداليات في الدورة العربية المدرسية؟

- بطبيعة الحال نحن دائما ننظر إلى مكافأة اللاعب المميز الذي يرفع علم بلاده في مثل هذه المحافل، ومن هذا المنطلق حرصنا على تكريم جميع الطلاب فور حصول أي طالب على نتائج مميزة خلال مشاركته في الدورة، وعلى حسب اللعبة التي يشارك فيها، وحرصت على الحضور في جميع مشاركات الألعاب للوقوف مع أبنائنا الطلاب.