قمة مبكرة بين ليفربول وآرسنال.. ومانشستر سيتي «الطموح» في ضيافة توتنهام

الدوري الإنجليزي يبدأ اليوم.. والمنافسة لن تقتصر على الأربعة الكبار

TT

بينما يسعى تشيلسي إلى الدفاع عن لقبه في الدوري الإنجليزي لكرة القدم الذي تنطلق فعالياته اليوم، يرى العديد من المدربين أن المنافسة على لقب البطولة ستكون مفتوحة وستكون في غاية الصعوبة. وستكون المنافسة مستعرة على لقب الدوري الذي يشهد قمة مبكرة بين ليفربول وآرسنال غدا على ملعب انفيلد رود.

خصوصية الموسم الجديد هي أن المنافسة لن تقتصر على الأربعة الكبار فقط تشيلسي حامل اللقب ومانشستر يونايتد وصيفه وآرسنال الثالث وليفربول، بل ستشمل فرقا أخرى أبانت عن علو كعبها في الموسم الماضي وخصوصا توتنهام الذي أنهى الموسم في المركز الرابع وبالتالي المشاركة في مسابقة دوري أبطال أوروبا، ومانشستر سيتي الخامس وأكبر مستفيد من سوق الانتقالات الصيفية بتعزيز صفوفه بأكثر من لاعب من مستوى عال ما يشير إلى دخوله طرفا قويا في التتويج باللقب، وأستون فيلا.

وأكد مدرب مانشستر يونايتد السير اليكس فيرغسون على ضراوة المنافسة على اللقب والمراكز الأربعة الأولى المؤهلة إلى المسابقة الأوروبية العريقة الموسم المقبل، قائلا: «ستكون المنافسة قوية جدا على المراكز الأربعة الأولى، لن تكون مهمة الأربعة الكبار سهلة في الموسم الجديد على غرار الموسم الماضي الذي كان مختلفا تماما عما كانت عليه الأمور في المواسم السابقة. حدث ما لم نشاهده قط في السابق». وسينتظر مانشستر يونايتد حتى بعد غد ليبدأ مسيرته في الدوري بالموسم الجديد من خلال المواجهة مع ضيفه نيوكاسل.

وأضاف فيرغسون «الأربعة الكبار وجدوا صعوبة كبيرة الموسم الماضي وأهدروا نقاطا لم تكن في الحسبان، كل ذلك دليل على رغبة وتصميم الفرق الأخرى في فرض نفسها بقوة في الدوري ومقارعة الكبار على الألقاب، وبالتالي أتوقع منافسة ضارية على المراكز الأربعة الأولى هذا الموسم». وأردف قائلا: «يجب أن نتوخى الحذر من أندية مثل أستون فيلا وايفرتون وتوتنهام ومانشستر سيتي لأنها جميعا ستخوض تحديا من أجل احد المراكز الأربعة الأولى».

وشدد فيرغسون على أن فريقه سيبذل كل ما في وسعه من أجل تعويض فشله في التتويج باللقب الموسم الماضي بعدما كانت الفرصة سانحة أمامه للانفراد بالرقم القياسي في عدد الألقاب الذي يتقاسمه وليفربول (18 لقبا لكل منهما) خصوصا وأن الأخير قدم أحد أسوأ المواسم في تاريخه.

واستهل مانشستر يونايتد موسمه بفوز مستحق وغال على تشيلسي حامل اللقب في مباراة درع المجتمع 3-1 الأحد الماضي، علما بان الفريق اللندني تغلب على مانشستر يونايتد ذهابا وإيابا الموسم الماضي. وقال فيرغسون في هذا الصدد «نحن سعداء كوننا بدأنا الموسم بفوز ثمين على تشيلسي، إنها دفعة معنوية كبيرة للاعبين. إذا لم تتعرض صفوفنا إلى إصابات فإننا نملك حظوظا كبيرة للفوز باللقب». لكن فيرغسون اعترف بقوة تشيلسي مشيرا إلى أن الأخير سيكون منافسه الأخطر للفوز باللقب، وقال: «لقد أحرزوا الدوري والكأس الموسم الماضي، إنهم فريق قوي ولن يتنازل عن لقبه بسهولة».

ويعول مانشستر يونايتد كثيرا على مهاجمه الواعد الدولي المكسيكي خافيير هرنانديز «تشيتشاريتو» البالغ من العمر 22 عاما الذي كشف عن موهبة كبيرة منذ قدومه إلى أولد ترافورد حيث سجل له هدفين حتى الآن أحدهما في مرمى تشيلسي في درع المجتمع. وتعاقد مانشستر يونايتد أيضا مع مدافع فولهام كريس سمولينغ، وجدد عقد قطب دفاعه الدولي الصربي نيمانيا فيديتش من جهته، لم يعزز تشيلسي صفوفه بأكثر من لاعبين هما الدوليان الإسرائيلي يوسي بنعيون من ليفربول والبرازيلي راميريس من بنفيكا البرتغالي. وخسر تشيلسي جهود أكثر من لاعب بسبب انتهاء عقودهم مع النادي ورفض بعضهم التجديد لعدم حصولهم على مطالبهم المالية أبرزهم جو كول المنضم إلى ليفربول والألماني ميكايل بالاك العائد إلى باير ليفركوزن الألماني وديكو المنتقل إلى فلومينينزي البرازيلي.

ويستهل تشيلسي بقيادة مديره الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي رحلة الدفاع عن لقبه في البطولة بمواجهة ضيفه ويست بروميتش ألبيون اليوم. ويمني انشيلوتي النفس بالاحتفاظ باللقب لتكرار الإنجاز الذي حققه المدرب البرتغالي القدير جوزيه مورينهو عامي 2005 و2006، لكنه يدرك أن مهمته لن تكون سهلة خصوصا وأنه سيركز كثيرا على مسابقة دوري أبطال أوروبا التي تبقى الهدف الأوحد لمالك النادي الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش، بالإضافة إلى محاربته على أكثر من جبهة حيث سيدافع أيضا عن لقبه بطلا لمسابقة كأس الاتحاد الإنجليزي، ويخوض كأس رابطة الأندية المحترفة.

وكانت استعدادات تشيلسي للموسم الجديد مخيبة للآمال، حيث فاز في مباراة واحدة وكانت على كريستال بالاس 1-صفر، وخسر 4 مباريات متتالية أمام أياكس الهولندي 1-3 واينتراخت فرانفورت الألماني 1-2 وهامبورغ الألماني 1-2 ومانشستر يونايتد 1-3. وعلى الرغم من ذلك أوضح انشيلوتي أنه متأكد بان فريقه سيستعيد التوازن وسيكون أفضل في الموسم بأكمله، وقال: «لست قلقا سنتحسن مع مرور المباريات».

ويدخل آرسنال موسمه السابع على التوالي وكله أمل في وضع حد لصيامه عن التتويج بلقب الدوري والمستمر منذ عام 2004. ولم يغير النادي اللندني بدوره جلده كثيرا واكتفى بالمهاجم الدولي المغربي مروان الشماخ من بوردو الفرنسي ومدافع لوريان الفرنسي لوران كوسيلني. وحاول مدربه الفرنسي أرسين فينغر التعاقد مع قطبي دفاع لتعويض رحيل السويسري فيليب سنديروس إلى فولهام وسول كامبل إلى نيوكاسل والفرنسي وليام غالاس الذي رفض النادي التجديد له لأكثر من موسمين.

ونجح فينغر في الاحتفاظ بقائده وصانع ألعابه الدولي الإسباني فرانسيسك فابريغاس بعدما رفض عرضين من برشلونة الإسباني علما بأن اللاعب كان يرغب في العودة إلى ناديه الكتالوني. ويعقد آرسنال آمالا كبيرة على فابريغاس ويرغب في أن يساهم تتويج الأخير بلقب كأس العالم مع منتخب بلاده في تفجير موهبته الموسم الحالي وقيادة «المدفعجية» إلى الألقاب الغائبة عن خزائنهم منذ عام 2005 عندما توجوا بلقب الكأس.

ولم تكن قرعة الدوري رحيمة بآرسنال لأنها وضعته في مواجهة حامية الوطيس منذ المرحلة الأولى أمام مضيفه ليفربول الساعي إلى محو خيبة أمل الموسم الماضي الذي أنهاه في المركز السابع وخرج من خلاله خالي الوفاض من جميع المسابقات بما فيها دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي (يوروبا ليغ).

ووضع ليفربول حدا لارتباطه مع المدرب الإسباني رافايل بينيتيز المنتقل إلى إنترميلان الإيطالي، وتعاقد مع روي هودجسون الذي قاد فولهام إلى أفضل موسم منذ تأسيسه حيث أهله إلى المباراة النهائية لمسابقة يوروبا ليغ. وعزز ليفربول صفوفه بلاعب وسط تشيلسي الدولي جو كول الذي كان سببا كبيرا في بقاء القائد ستيفن جيرارد في صفوف الحمر إلى جانب المهاجم الدولي الإسباني فرناندو توريس.

والأكيد أن مانشستر سيتي سيكون في مقدمة المنافسين للأربعة الكبار كونه الوحيد في الدوري الإنجليزي «البريمر ليغ» الذي أبرم صفقات مدوية في سعيه إلى معانقة الألقاب الغائبة عنه منذ فترة طويلة. وصرف مانشستر سيتي نحو 90 مليون يورو حتى الآن للتعاقد مع الإيفواري يحيى توريه والإسباني دافيد سيلفا والروسي الكسندر كولاريف والألماني جيروم بواتنغ وهو في طريقه إلى ضم الإيطالي ماريو بالوتيلي والإنجليزي جيمس ميلنر. وتضاف هذه الكتيبة إلى الأرجنتيني كارلوس تيفيز والتوغولي ايمانويل اديبايور وغاريث باري والفرنسي باتريك فييرا والبرازيلي روبينهو الذي عاد إلى صفوف الفريق، ما يشكل قوة ضاربة ستقول كلمتها لا محالة. ولن تقف أندية توتنهام واستون فيلا وايفرتون مكتوفة الأيدي خصوصا أنها حافظت على ركائزها الأساسية.

وبالعودة إلى المرحلة الأولى، تبرز أيضا المواجهة بين توتنهام ومانشستر سيتي في لندن، وهي مواجهة ثأرية بالنسبة إلى الأخير كون الفريق اللندني قضى على آماله في إنهاء الموسم في المركز الرابع الموسم الماضي. وفي باقي المباريات، يلعب أستون فيلا مع وست هام، وبلاكبيرن روفرز مع ايفرتون، وبولتون مع فولهام، وسندرلاند مع برمنغهام سيتي، وولفرهامبتون مع ستوك سيتي.