اليمن يسعى لتجاوز تحديات عدة من أجل استضافة «خليجي 20» في موعدها

الملف الإيوائي أكثر إلحاحا من الملف الأمني بسبب تباطؤ الأعمال المتعلقة بالبطولة

TT

يواجه اليمن، مستضيف دورة كأس الخليج لكرة القدم في نسختها العشرين، تحديات عدة رغم إعلان أمناء سر الاتحادات الخليجية لدى زيارتهم مدينتي عدن وأبين في يوليو (تموز) الماضي جهوزية ملاعب التدريب، واقتراب الانتهاء من الملاعب الرئيسية والمنشآت الأخرى خصوصا الفنادق.

ويبرز من هذه التحديات الملفان الأمني والإيوائي، غير أن الأخير يبدو أكثر إلحاحا نظرا لتباطؤ الأعمال المتعلقة بالبطولة.

وأسندت إلى اليمن مهمة استضافة «خليجي 20» التي تقام في الفترة بين 22 نوفمبر (تشرين الثاني) و4 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين للمرة الأولى في تاريخه، لكن لغطا كبيرا يدور حول إقامة الدورة في موعدها المحدد نتيجة الأحداث الأمنية في اليمن، مما جعل رؤساء الاتحادات الخليجية يؤكدون على ذلك.

وشهدت مدينة عدن في الأيام الماضية حركة نشطة تتركز على وضع اللمسات الأخيرة لتلك المنشآت السياحية والخاصة بإيواء الوفود والمشاركين والزائرين من مختلف دول الخليج العربي، أبرزها فندق القصر الواقع على شاطئ الحسوة والذي أقيم خصيصا لهذه البطولة، ويتكون من خمسة طوابق واقعة على مساحة 250 ألف متر مربع، ويضم 240 غرفة وجناحا فندقيا من فئة الخمس نجوم بالمواصفات العالمية، ويستوعب أكثر من 2000 عامل، ويتوقع أن يتم افتتاحه نهاية أكتوبر (تشرين الأول) 2010 وفقا لمدير لمشروع فهد محمود في حديثه لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال محمود «إن نسبة الإنجاز في الفندق تجاوزت 75%، ويتوقع الانتهاء منه في الموعد المحدد أواخر أكتوبر».

وذكر تقرير رئيس اللجنة الفرعية للتحضير لبطولة «خليجي 20» أحمد الضلاعي أنه «يجري حاليا وضع اللمسات النهائية لإعادة تأهيل فندق عدن (خور مكسر) الذي يتكون من 155 غرفة و14 جناحا، وفندق بن شلوه السياحي (صيرة) الذي يتكون من 200 غرفة و54 جناحا وفيلتين فوق سطح المبنى ومطعم سياحي، وفندق النيل الأزرق المؤلف من 115 غرفة و7 أجنحة، ويتوقع الانتهاء منها في نهاية الشهر ذاته.

غير أن تقريرا حديثا صدر عن فرع وزارة السياحة في عدن أوضح أنه «يجري حاليا تنفيذ 14 مشروعا سياحيا ما بين فنادق ومنتجعات سياحية وترفيهية بمستويات 3 و4 نجوم استعدادا لبطولة (خليجي 20) التي ستسهم في زيادة السعة الإيوائية بنحو 1020 غرفة».

وأشار التقرير إلى أن «عدد الفنادق الموجودة في مدينة عدن يزيد على 170 فندقا، تتضمن ما يزيد على 4 آلاف و200 غرفة بسعة تصل إلى 12 ألف سرير».

وأوضح الضلاعي أن وزارة السياحة «تنفذ برنامجا يستهدف تأهيل وتدريب العاملين في مختلف المنشآت السياحية بعدن لتقديم أفضل الخدمات لزائري المدينة خلال فعاليات البطولة».

وعلى صعيد الاستعدادات الرياضية، قال عبد الرحمن السماوي، مسؤول مشروع إعادة تأهيل ملعب 22 مايو، الملعب الرئيسي الذي سيحتضن عددا من مباريات البطولة، وحفلي الافتتاح والختام، إن نسبة جاهزية الملعب تجاوزت 85 في المائة، وإنه في أواخر الشهر الحالي ستصل نسبة الإنجاز إلى أكثر من 90 في المائة. وأضاف السماوي «نحن ملزمون بتسليم المشروع أواخر أكتوبر المقبل وفقا للوثيقة التعاقدية المبرمة مع الوزارة، ونعمل بجهد على تنفيذ ذلك».

وفي ما يتعلق بالملاعب الأخرى المساعدة لوحظ جاهزية ملعب حقات الواقع على شاطئ البحر العربي من الأعمال الإنشائية بنسبة 100 في المائة، ويتسع لـ10 آلاف متفرج، ويضم ملحقات منها صالات لكبار الضيوف بالمدرج الغربي وغرف للعلاج الطبيعي وأخرى للمدربين والحكام ومرافق تقدر طاقتها الاستيعابية بأربعة منتخبات في وقت واحد وفقا لتقديرات أحد المشرفين التابعين لوزارة الشباب والرياضة. ويتوقع أن يحتضن هذه الملعب المباريات الرئيسية خلال البطولة.

وأكد مسؤول وزارة الشباب والرياضة في عدن وعضو لجنة استضافة البطولة جمال عبد الرسول اليماني أن «ملاعب التدريب المساعدة الخاصة بالبطولة والبالغ عددها خمسة ملاعب إلى جانب ملعب حقات جاهزة بنسبة 100 في المائة»، موضحا أن «تلك الملاعب هي ملعب نادي شمسان ونادي الشعلة ونادي شباب المنصورة ونادي الوحدة ونادي النصر، ويتسع كل منها لخمسة آلاف متفرج، وروعيت فيها المواصفات الدولية للفيفا».

وعلى صعيد الجانب الأمني أثناء فعاليات «خليجي 20»، كشف مسؤول أمني في عدن عن منظومة أمنية متكاملة لتأمين سير فعاليات البطولة. وأضاف أن «المنظومة تضمنت تأهيل وتدريب المئات من العناصر الشابة على كيفية حماية الوفود والفرق المشاركة في البطولة، ومهام الدفاع المدني في الإطفاء والإسعاف والإنقاذ والتدريب على مكافحة شغب الملاعب». وتابع «يتم تدريب العناصر الأمنية على التعامل مع أحدث وسائل الاتصالات والمراقبة للشوارع والطرقات الرئيسية، وكيفية استخدام الحاسوب وتجهيز قواعد البيانات وتشغيل منظومة الاتصالات السلكية».

وأعلنت وزارة الداخلية اليمنية الأسبوع الماضي أنها قامت بتجنيد 500 شاب من خريجي الثانوية العامة وألحقتهم بالمركز التدريبي العام لإعدادهم لتولي مهام تأمين «خليجي 20». وقالت الوزارة عبر موقعها الإلكتروني «إن هذه الدفعة من المجندين هم من أبناء المحافظتين اللتين تستضيفان البطولة، وستكون أول دفعة متخصصة في مجال الحفاظ على أمن الملاعب وتأمين المنشآت الرياضية».

وكان نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن رئيس اللجنة التحضيرية العليا لبطولة «خليجي 20» رشاد العليمي قد كشف في وقت سابق أنه «يجري تدريب 10 آلاف عنصر من قوات مكافحة الإرهاب والعناصر النسوية والأمن المركزي وقوة كبيرة من الحرس الجمهوري لتأمين البطولة، وذلك وفق الخطة الأمنية المعتمدة من اللجنة التحضيرية العليا للبطولة».