الإنتر يعلن عن نفسه بطلا قبل بداية الموسم الجديد في إيطاليا

تفوق على الميلان ويوفنتوس في دورة «تيم» الودية

شنايدر (وسط) يحتفل بهدفه في مرمى يوفنتوس (أ.ب)
TT

فاز فريق إنترميلان الإيطالي بدورة «تيم» الثلاثية الودية استعدادا للموسم الجديد وذلك بعدما تغلب على يوفنتوس بهدف نظيف سجله الهولندي ويسلي شنايدر في الدقيقة 26، وعلى الميلان بركلات الترجيح بعد انتهاء المباراة بالتعادل السلبي. يذكر أن البطولة تقام بنظام ثلاث مباريات، كل منها 45 دقيقة وفي حالة التعادل يتم اللجوء لركلات الترجيح، ويفوز بها من يحقق أكبر عدد من النقاط في اللقاءات الثلاثة ويشارك فيها الأندية الثلاثة الأكثر تتويجا في إيطاليا: يوفنتوس وإنترميلان والميلان.

وحل الميلان ثانيا بفوزه على فريق السيدة العجوز بركلات الترجيح بعدما انتهى الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق، حيث سجل رونالدينهو للميلان في الدقيقة 21 ثم تعادل دييغو ليوفنتوس في الدقيقة 33.

وهكذا، أعلن نجوم الفرق الثلاثة عن أنفسهم في أول تذوق لكرة القدم التي سنراها في الموسم الجديد، وفوق كل شيء تأتي موهبة العبقري الهولندي، شنايدر، الذي يلمس أزرار الإنتر كما لو كان لعبته الخاصة. إن الزواج لم يضعفه. ورد على كرة الهولندي الإبداعية كل من رنالدينهو ودييغو الذي أحرج إدارة اليوفي التي تريد بيعه. إنها ثلاثة أهداف جديرة بالإشادة وبالنسبة لبطولة «تيم» التي تؤكد احتفاظ الإنتر بقوته، أيضا من خلال «الشوط» الذي لعبه أمام يوفنتوس ليؤكد به أن لا يزال متفوقا على الجميع، بفوزه بالبطولة (حتى وإن كان تفوق على الميلان بركلات الترجيح) وبات جاهزا لمباراتي كأس السوبر الإيطالية والأوروبية. الانطباع هو أن يوفنتوس والميلان سيواصلان الزحف خلفه بتعب، الأول يطبق طريقة لعب ديل نيري، لكنه أبدى غيابا مقلقا للمهارة والإبداع. في هذا الفريق، أي السيدة العجوز، يظهر دييغو لا غنى عنه، أما الفريق الثاني، أي الميلان، فيبدو لا يزال مرتبطا بإلهامات رونالدينهو. بالطبع قد تكون هذه مجرد انطباعات صيفية، لكن الأيام القادمة ستظهر لنا ما يخبئه الموسم الجديد للدوري الإيطالي من حقائق أو مفاجآت. ولنحاول الآن تحليل أداء كل فريق من الفرق الثلاثة على حدة.

الإنتر جاهز.. كان بينيتز قد طلب ستة لقاءات ودية على الأقل استعدادا لمباراتي كأس السوبر المقبلتين، وإذا ما اعتبرنا «شوطي» بطولة «تيم» مباراتين كاملتين، فهذا هو الحد الأدنى، لكن يبدو تحديدا أن الإنتر لم يتأثر بقلة اللقاءات التجريبية. وأظهر أمام يوفنتوس مثلا جملا تكتيكية ذات انسيابية، التي أضافت إليها عودة شنايدر السوبر في مكانه ليمنح الوقت واللعب. ليس بإمكان المدرب الإسباني سوى الابتسام أيضا لأداء لاعبين عديدين آخرين في الفريق أمام يوفنتوس مثل بانديف، الخطير دائما ومايكون وكذلك أوبينا الذي منح تقدمه على الجانب قيمة كبيرة، وكذلك كامبياسو، السد المنيع بالفعل، والدفاع الذي في غياب صامويل الأرجنتيني لم يسمح بمرور سوى كرات قليلة أو لا شيء تقريبا. طريقة اللعب هي 4 - 2 - 3 - 1 التي يعرفها لاعبو الإنتر جيدا منذ عصر مورينهو وهي ذاتها تقريبا التي استخدمها بينيتز. إذن، لا مشكلة من حيث التكتيك، الباقي تقوم به المهارة المتوافرة في الفريق، أيضا في الشوط الثاني مع الميلان، فحينما قام المدير الفني الإسباني بوضع خطوط فرعية (علاوة على ميليتو في مرحلة الإعداد البدني) احتفظ الإنتر بالملعب وحسم البطولة لصالحه. التفوق تمثل في كوتينهو، الفتى البرازيلي الذي تم اكتشافه في فريق فاسكو دا غاما، تألق في بعض الفترات وأكثر قليلا، لكن في وجود شنايدر بإمكانه أن ينضج مطمئنا.

يوفنتوس.. مازال هناك عمل ينبغي القيام به في يوفنتوس، وعلى جوانب عدة. حسنا، إن كان فريق ديل نيري قد بدأ الإعداد مبكرا، لكن على الأقل أمام الإنتر بدا وكأنه غير مستعد. بعدما فاز في مباراة الدور التمهيدي للدوري الأوروبي الأخيرة، ينبغي على المدير الفني العمل على العمق، وبالتالي فلا تفسير لمعاناة فريقه في كل كرة. بدا اليوفي مركزا على الاحتفاظ بمراكزه في طريقة 4 - 4 - 2 التي طلبها المدير الفني الجديد لخلق اللعب، ولكن كان الإنتر هو الأكثر استحواذا على الكرة. استيقظ يوفنتوس بعد ذلك مع الميلان، بفضل الثنائي دييغو - أماوري. وسبب أداء دييغو في هذه المباراة والمباريات الودية السابقة مشكلة بالنسبة لإدارة النادي التي تسعى لبيع دييغو، فقد قدم اللاعب البرازيلي أداء كبيرا، وحمل هدف التعادل توقيعه، وألهب حماسة جماهير اليوفي بأدائه، كما فعل هو نفس الشيء. وأصبح هناك شيء واحد لا يمكن إخفاؤه، وهو أن اليوفي يفتقد إلى المهارة، أو بمعنى أدق مهارة دييغو.

بالطبع، لا تزال سوق الانتقالات قائمة، لكن الآن لا نعتقد أنه يمكن بيع دييغو دون وجود بديل حقيقي. الفريق يحتاج لاعبا قادرا على تغيير الإيقاع، ويبدع في اللعب. ويشكل دييغو وأماوري ثنائيا متفاهما وخطيرا، خاصة مع ما يتميز به أماوري من نشاط، رغم أنه افتقد في هذه الدورة الودية الدقة أمام المرمى. وبالنسبة لموتا فقد كان جيدا إلى حد ما، على الرغم من تركه حرية زائدة لرونالدينهو، ولانزافامي الذي قدم كرة جميلة سجل منها دييغو هدفا ووجوده المستمر على الأطراف. ميلو أيضا، في أول ظهور له هذا الموسم، لم يكن سيئا لكن عليه تطوير أدائه وتحمل مسؤولية قيادة خط الوسط، لكنه كان الأكثر حضورا في الوسط من سيسوكو وأيضا ماركيزيو البعيد عن أفضل حالة له.

الميلان.. أليغري الذي يبدأ مسيرته مع الفريق ترك خلفه العديد من النجوم (باتو، تياغو سيلفا وسيدورف). الفريق كله يحتاج لتحديد ملامحه، لكن هكذا، للوهلة الأولى، تبدو طريقته 4 - 3 - 3، مع بيرلو المتراجع للخلف كثيرا، تركز على السرعة أكثر من الاستحواذ المعتاد على الكرة. كما عانى الميلان من غزوات يوفنتوس، وتألق الحارس أميليا وتصدى لركلتي ترجيح. وكان أجمل ما في الميلان هدف رونالدينهو الأشبه بضربات لعبة البلياردو. وأمام الإنتر، أبقى أليغري أيضا على بيرلو وأمبروزيني في الوسط، مع تغيير فلاميني مكان غاتوزو. كما جرب الناشئين ميركل (وهو لاعب مثير للانتباه بالفعل) خلف رأسي الحربة إنزاغي وهونتيلار وستراسير (مكان بيرلو) وهو أحد الصفقتين الجديدتين لكن عموما عانى الميلان مع يوفنتوس أقل كثيرا مما كان عليه مع الإنتر الذي شهد قفزات لدى كل اللاعبين، باستثناء ميليتو وستانكوفيتش.