رابطة المدربين تقدم خارطة طريق لكابيللو

من أجل النهوض بالمنتخب الإنجليزي والتعرف على مشكلات اللاعبين

TT

سيعرض كبار مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز على فابيو كابيللو، المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، فرصة التقائهم كمجموعة بصورة منتظمة لمناقشة القضايا التي تخص الكرة الإنجليزية. ومن المقرر أن يطرح «اتحاد مدربي الدوري» الاقتراح عبر اتحاد كرة القدم الذي يضم في عضويته نجوما كروية لامعة أمثال السير أليكس فيرغسون مدرب مانشستر يونايتد وديفيد مويز مدرب إيفرتون وكارلو أنشيلوتي مدرب تشيلسي وهاري ريدناب مدرب توتنهام وأرسين فينغر مدرب آرسنال وروبرتو مانسيني مدرب مانشستر سيتي وروي هودجسون مدرب ليفربول، الذين بمقدورهم تقديم النصح إلى كابيللو بخصوص لاعبيهم.

وأصبحت الكلمة الرئيسة الدائرة حول اتحاد الكرة و«اتحاد مدربي الدوري» الآن هي «الدعم» لكابيللو، الذي يعد أعلى موظفي اتحاد الكرة شأنا ورئيس «اتحاد مدربي الدوري». ورغم أن كابيللو يجري اتصالات هاتفية بالفعل ببعض كبار مدربي الدوري، فإن بعض المدربين الآخرين الذين تسهم أنديتهم بلاعبين في المنتخب الإنجليزي يشعرون بتعرضهم للتجاهل. وعلى أدنى تقدير، ستسهم مثل هذه الاجتماعات المقترحة في بناء علاقات وتحسين قنوات الاتصال، وهما عنصران تتفق الآراء على أن كابيللو بحاجة للعمل بشأنهما.

حال إجرائه مشاورات أفضل، كان يمكن أن يعفى كابيللو من حرج التعرض لمواقف مثل جهله بما إذا كان مايكل كاريك لاعب خط وسط مانشستر يونايتد في حالة تسمح له بالمشاركة ببطولة «درع الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم»، أو أن ويس براون مدافع مانشستر يونايتد وبول روبنسون حارس المرمى طلبا إعفاءهما من اللعب الدولي.

وربما يقلص التبادل المنتظم لوجهات النظر مع المدربين، بما في ذلك منتقدو كابيللو مثل سام ألارديس، مدرب بلاكبيرن، التداعيات السلبية لديناميكيات المشاركة بالأندية مقابل المشاركة مع منتخب البلاد. حاليا، يعد السير تريفور بروكنغ هو الشخص الوحيد الذي يملك بصيرة تدريبية بمجال كرة القدم الذي يلتقيه كابيللو داخل اتحاد الكرة. يذكر أن بروكنغ تولى لفترة وجيزة منصب مدير شؤون التنمية الكروية في ويستهام.

الملاحظ أن اتحاد مدربي الدوري يملك مخزونا كبيرا من الفكر الكروي يمكن لكابيللو الاستفادة منه، خاصة أن الاتحاد يضم 200 عضو تكونت خبراتهم عبر أكثر من 95.000 مباراة. المعروف أن فيرغسون وهودجسون توليا التدريب دوليا (على الترتيب: اسكوتلندا، سويسرا، الإمارات العربية المتحدة، فنلندا)، مما يضيف فطنة كروية أكبر إلى طاولة المحادثات.

الأهم من ذلك أن كابيللو سيتمكن من الاستفادة من معرفة أولئك القادرين على استخلاص أفضل ما في داخل نجوم المنتخب الإنجليزي واين روني وستيفين جيرارد وفرانك لامبارد.

ويمكن لكابيللو عبر ذلك تناول معضلة كيف يبلي هؤلاء اللاعبون بلاء حسنا مع أنديتهم، بينما يتراجع مستواهم في ظل إدارته. ويمكنه معرفة ما إذا كان جاك رودويل لاعب خط وسط إيفرتون في مستوى مناسب للانضمام إلى صفوف المنتخب أم لا.

وحال عقد مثل تلك المحادثات مبكرا، ربما كان سيعلم كابيللو من فيرغسون بشأن تفكير بول سكولز في الاعتزال، وربما كان سيتمكن كابيللو من الاستفسار عن السبب وراء انتقال الكثير من المدربين والأندية والمنتخبات إلى خطة (4/5/1)، بدلا من (4/4/2) المفتوحة التي استخدمتها إنجلترا في بطولة كاس العالم.

وكان بإمكان المدربين إرشاد كابيللو لأفضل الحراس المرمى المناسبين للمشاركة بكأس العالم، بل وربما تحسنت قدرة كابيللو على الحديث بالإنجليزية.

أما ما إذا كان كابيللو لا يزال ينصت للآخرين فهي مسألة أخرى يجري جدال بشأنها. في الواقع، يبدو كابيللو شبيها بجنرال يتبع نهجا عسكريا قديما وهو غير راض عن تلقي نصائح من آخرين، وفي الوقت ذاته لا يبدي استعدادا لتغيير أسلوب عمله. إلا أنه في ظل عالم كرة القدم الإنجليزية المنطوي على أجندات عدة، يحتاج كابيللو إلى علاقة أكثر شمولية مع مدربي اللاعبين الذين يعتمد عليهم. وربما إلى توقف الانتقادات العلنية التي يوجهها ألارديس لكابيللو أو الشكاوى غير المعلنة من المدرب الإيطالي من قبل اثنين آخرين من المدربين البارزين.

في الواقع، تنبغي الإشادة بـ«اتحاد مدربي الدوري» للعرض الذي طرحه على كابيللو. والمؤكد أنه ما من أحد تروق له مشاهدة المنتخب الوطني في حالة تداع، خاصة عندما يكون الاتصال الأفضل وبعض التعديلات التكتيكية المتعقلة بمقدورهما تحقيق توازن في المنتخب. وينبغي كذلك العمل على تعزيز روح الجماعة داخل صفوف المنتخب.

ومن المعتقد أن الدعم سيأتي في صور مختلفة، مثلا، يرغب اتحاد الكرة في التعاقد مع مدرب إنجليزي للعمل مع كابيللو ودعمه. لكن يتعين على الاتحاد أولا تحديد دور هذا المدرب. هل يبحث مسؤولو الاتحاد عن مدرب متمرس، رجل يكن احتراما لأقرانه أمثال آلان كربيشلي مدرب ويستهام السابق؟ أم يرغبون في شخص أصغر سنا لديه القدرة على الامتزاج مع اللاعبين داخل غرفة الملابس؟

قطعا، يعد الخيار الأخير أفضل، ذلك أن التمتع بصلة مع اللاعبين يحمل أهمية محورية، ومن الصعب تخيل إقدام كابيللو على الموافقة على عمل مدرب بارز معه.

وبغض النظر عمن سيقع عليه الاختيار، يجب على اتحاد الكرة أن يوضح أمام الجميع - من لاعبين وجماهير ووسائل إعلام - دور المدرب الجديد على وجه التحديد وأنه لا يجري إعداده ليخلف كابيللو.

ويجب على اتحاد الكرة الحذر من استعداء ستيوارت بيرس، الذي يعمل بالفعل تحت قيادة كابيللو، بجانب كونه مدرب المنتخب دون الـ21. الآن، مع تأكيد اتحاد الكرة على أن المدرب القادم سيكن إنجليزيا، ربما يقرر بيرس أن فرصه سيجري تعزيزها حال عمله في أحد الأندية أولا. ومن أجل إرجاء اشتعال السباق حول خلافة كابيللو، يتعين على كابيللو إبداء تقبل للنصائح.