كاسانو يعد باستعادة تألقه وتعويض الهزيمة أمام بريمن

هدف باتزيني أبقى على الأمل في التأهل لدور المجموعات في دوري الأبطال

TT

فاز فريق فيردر بريمن الألماني على فريق سمبدوريا الإيطالي بنتيجة 1 - 3 في المباراة التي أقيمت بينهما في ألمانيا في ذهاب الدور التمهيدي الثالث المؤهل لدور المجموعات ببطولة دوري أبطال أوروبا. وأحرز أهداف فريق فيردر بريمن فريتز في الدقيقة 6 وفرينغز في الدقيقة 22 وبيتزارو في الدقيقة 24 من الشوط الثاني، بينما حمل هدف فريق سمبدوريا الوحيد توقيع باتزيني في الدقيقة 90 من اللقاء.

لولا وجود باتزيني لأصبح حلم التأهل لدور المجموعات في بطولة دوري أبطال أوروبا ضربا من الخيال بالنسبة لفريق سمبدوريا. لكن باتزيني استطاع في الدقيقة 90 من اللقاء أن يحرز هدفا، وبالتالي أصبح التأهل، الذي كان قبل ذلك الهدف يندرج تحت بند المعجزات، شديد الصعوبة لكنه غير مستحيل، حيث يكفي الفوز على فريق فيردر بريمن بنتيجة 0 - 2 في مباراة العودة للتأهل. لقد كان باتزيني هو من أحرز الهدف ومنح فريق سمبدوريا بصيص الأمل، وليس كاسانو.

فبعيدا عن أرض الوطن وأمام أوروبا بأكملها وملايين المتابعين لبطولة دوري أبطال أوروبا ومع البداية الجديدة لكرة القدم الإيطالية، التي تفوق عليها الألمان بشدة في تصنيف الاتحاد الأوروبي للأندية، لم يظهر أنطونيو كاسانو على الإطلاق بسبب سوء حالته البدنية وعناده وتوتره الشديد بسبب الاحتجاجات المتعددة والسقوط المتكرر على الأرض، وهي الأشياء التي قد يحتسبها الحكام في إيطاليا أخطاء لصالحه، لكن ذلك لا يحدث في الخارج. وقد حصل كاسانو أيضا على إنذار. وسيتعين على كاسانو أن يظهر موهبته في مباراة العودة يوم الثلاثاء المقبل من أجل منح فريق سمبدوريا بطاقة التأهل لدور المجموعات في بطولة دوري أبطال أوروبا ولاستعادة الحماس والثقة قبل بداية الدوري الإيطالي.

الأسباب: لقد غرق فريق سمبدوريا في الشوط الثاني، في الاستاد المجاور للنهر، بسبب ارتكاب لاعبيه عددا كبيرا من الأخطاء، بينما لم يستغل الفريق تراجع أداء الفريق الألماني وتمريراته الخاطئة الكثيرة في الشوط الأول. لقد ارتكب لاعبو فريق سمبدوريا أخطاء بالجملة في الشوط الثاني، فأهدى تيسوني لفريتز الكرة التي جاء منها الهدف الأول وقام لوكيني، الذي كان قد تلقى إنذارا لتوه، بعرقلة بروديل داخل منطقة الجزاء (واحتسب الحكم ضربة الجزاء الذي جاء منها الهدف الثاني وقام أيضا بطرد لوكيني)، وبعد ذلك فقد فريق سمبدوريا توازنه تماما لتتلقى شباكه الهدف الثالث في 18 دقيقة فقط. وإذا كان القائم قد رد هدفا محققا لباتزيني كان كفيلا بتحقيق التعادل 1 - 1 فإن الهدف الذي أحرزه اللاعب في الدقيقة الأخيرة من اللقاء جاء بمثابة النقطة الإيجابية الوحيدة في مباراة سيئة للغاية أداها فريق سمبدوريا.

انهيار سمبدوريا: لقد لعب فريق سمبدوريا بالطريقة التي كان يطبقها تحت قيادة مدربه السابق ديل نيري، وهي طريقة 4 - 4 - 2 البحتة، بينما لعب المدرب دي كارلو في المباراة الودية أمام فريق كييفو بلاعب خط وسط (بينزي) في مركز لاعب الوسط المهاجم ودفع بلاعب خط وسط آخر أمام الدفاع. وبالإضافة إلى التجديد في مركز حراسة المرمى، حيث انضم كورتشي للفريق هذا الصيف خلفا لستوراري، لعب فولتا مع الفريق في الجانب الأيمن لأول مرة. وبعد أن حصل فولتا الظهير الأيمن على إنذار مع أول خطأ يرتكبه ترك الملعب لهونت لاعب فريق فيردر بريمن وأصبح يجد صعوبة كبيرة في إغلاق الطريق أمام هجمات الفريق الألماني. وبعد خروج لوكيني انتقل فولتا إلى وسط الملعب، بينما لعب ستانكيفيشيوس (الذي مرر لباتزيني كرة الهدف) في الجانب الأيمن. ولعب تيسوني إلى جانب بالومبو في وسط الملعب وبعد الخطأ الذي سمح للفريق الألماني بإحراز الهدف الأول لعب بولي بدلا منه، بينما لعب سيميولي ومانيتي كظهيري جنب كما كان يحدث في الماضي. وكان عليهما الاهتمام بالشق الدفاعي بصورة خاصة. وبعد أن شارك غوبرتي كبديل لمانيني فتح في نهاية المباراة جبهة جيدة في دفاعات فريق فيردر بريمن وكان واحدا من القلائل الذين أجادوا في فريق سمبدوريا، بالإضافة إلى بالومبو.

فيردر بريمن دون تغيير: لم يخسر فريق فيردر بريمن في 14 لقاء لعبهما على ملعبه أمام الفرق الإيطالية، وتفوق الفريق في تلك المباراة الأخيرة بفضل تألقه في الشوط الثاني، ورغم أن استحواذه الكبير على الكرة (بنسبة 64% مقابل 36% فقط لفريق سمبدوريا) كان بعيدا عن منطقة الجزاء، فإن هذا الاستحواذ تحول إلى عمق هجومي وخطورة. فقد هاجم فريق فيردر بريمن بشدة ودون رحمة (وكان فرينغز وبيتزارو هما أصحاب الخطورة) مستغلا تشجيع الجماهير. ومن دون أوزيل، الذي تم بيعه لفريق ريال مدريد مقابل مبلغ كبير من المال (18 مليون يورو)، اختفت التمريرات الرائعة التي كانت تميز الفريق في الموسم الماضي، والتي وصل عددها لـ16 تمريرة قاتلة (أسفرت عن 13 هدفا). لكن هناك لاعب يحل محل أوزيل، وهو آرون هونت، الذي انعدمت خطورته في البداية عندما كان يلعب في المنتصف، لكنه أصبح أكثر قدرة على الاختراق عندما كان ينتقل إلى الجانب الأيمن أو الأيسر. وكان من المعروف أن نقطة الضعف في فريق فيردر بريمن هي خط الدفاع. وقد غاب نالدو عن الدفاع وتمكن الثنائي ميتيزاكر وبرودل من إنقاذ هجمة لفريق سمبدوريا من داخل منطقة الست ياردات. وكان برودل هو أكثر لاعبي الدفاع ارتباكا لا سيما عندما كان يتقدم لدعم بازانين، الظهير الأيمن الذي كان يلعب في الجانب الأيسر ولذلك قلت خطورته كثيرا. وعندما كان لاعبو الفريق الألماني يعانون من الإرهاق كانوا يلجأون للوسائل غير المشروعة كالخشونة المتعمدة من أجل إتمام هجماتهم. وجاءت الدقائق الأولى من الشوط الثاني لتحمل لهم الأهداف والسعادة، لكن فريق سمبدوريا هو الذي ساعدهم على ذلك.

لقد تنازل الملك كاسانو عن عرشه في تلك المباراة. ورغم أنه نزل لأرض الملعب وهو مفعم بالأمل فإنه في نهاية المباراة لم يبق له سوى الندم. ورغم أن الأمر لم ينته بعد، حيث يحتفظ فريق سمبدوريا بالأمل في التأهل بعد 5 أيام في مباراة العودة باستاد فيراريس، فإن الأمر سيكون صعبا للغاية. إن أنطونيو كاسانو ملك تعيس، لأن تلك المباراة كان من المفترض أن تكون فرصته للتألق. لكنها على العكس لم تكن المباراة التي حلم بها كاسانو وجماهير فريق سمبدوريا. وكانت الليلة قد بدأت بطريقة تشبه القصص الخيالية، حيث كان كاسانو ينظر إلى مدرج جماهير سمبدوريا قبيل ساعة من بداية اللقاء وينظر حالما إلى تلك اللافتة الكبيرة التي كتب عليها: «أريد حياة جريئة.. أريد حياة مع نادي سمبدوريا». وكانت موسيقى بطولة دوري أبطال أوروبا تمثل خلفية موسيقية لتلك القصة الجميلة، التي لم يشهدها نادي سمبدوريا حتى في عصره الذهبي.

يجب الثقة في إمكانية التأهل: وبعد ساعتين فقط من تلك الأجواء كان كل شيء يبعث على الكآبة والحزن. فقد أنهى كاسانو المباراة برأس منحنى للأسفل وكان آخر من خرج من الملعب بنظرة مليئة بالمرارة وبكثير من الأفكار الحزينة التي تعصف برأسه. وقد ابتسم كاسانو بصعوبة لفريتز الذي توجه نحوه ليسلم عليه قبل أن يتبادلا قميصيهما. ورغم أن المباراة انتهت بنتيجة سيئة لفريق سمبدوريا فإن كاسانو الذي بدا تائها في الملعب توقع أن يكون أداؤه مختلفا في لقاء العودة بل ووعد بذلك. إنها لم تكن ليلة سعيدة بالنسبة لفريق سمبدوريا، رغم أن فريق فيردر بريمن قد عانى في البداية من قلق غريب (ربما بسبب رحيل أوزيل؟) لم يتمكن لاعبو الفريق الإيطالي من استغلاله. وقد تعرض كاسانو للضرب من برودل وحصل على إنذار بسبب الاعتراض.هدف الأمل لباتزيني: ولحسن الحظ تمكن باتزيني من تعديل النتيجة وإحراز هدف الأمل، بعد 3 محاولات لم تسفر عن شيء. وقد صرح المهاجم قائلا: «إنه هدف هام لأن نتيجة 1 - 3 ستمنحنا إمكانية التأهل. وبغض النظر عن الهزيمة الثقيلة، فإن هذه النتيجة أفضل بالتأكيد من الهزيمة بثلاثة أهداف دون مقابل». ولكن ماذا حدث لفريق سمبدوريا في ذلك اللقاء؟ يجيب باتزيني عن هذا التساؤل قائلا: «لقد كانت مباراة يصعب وصفها، حيث سنحت لنا الكثير من الفرص. وبالنظر إلى اللقاء من داخل الملعب لا أستطيع أن أصدق أن مرمانا تلقى 3 أهداف. ولكن اطمئنوا، فسنؤدي مباراة رائعة في استاد ماراسي، وستكون مباراة العودة طويلة ومليئة بالأحداث». وداعا بريمن والأمر لم ينته بعد.