أثارت الأنباء الإعلامية التي نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية «أ.ف.ب» أمس، عن مشاركة الناشئة السعودية دلما محسن في دورة الألعاب الأولمبية للشباب التي تجرى حاليا في سنغافورة، انتباه الرأي العام السعودي. وأشارت الأنباء ذاتها إلى أن السعودية دلما ستخوض غمار مسابقة قفز الحواجز في أولمبياد الشباب الأول في سنغافورة اعتبارا من الاثنين وكذلك يوم الثلاثاء المقبلين.
وتستضيف سنغافورة الأولمبياد للأعمار ما بين 14 عاما و18 عاما، ويشارك فيها نحو 3500 رياضي ورياضية من 205 دول. وتستعد دلما محسن لمشاركتها في منافسات الفردي ضمن مسابقة قفز الحواجز.
وعلق مدير عام المجلس الأولمبي الآسيوي حسين مسلم على الحضور الأول لرياضية سعودية في الألعاب الأولمبية قائلا «جاءت مشاركة السعودية دلما محسن بناء على دعوة من اللجنة الأولمبية الدولية، وذلك للالتزام بالمتطلبات الدولية». وتابع أن «قانونا جديدا صدر بوجود كوتة نسائية في جميع الدورات الأولمبية، بحيث تشارك رياضية على الأقل من كل دولة في الألعاب».
وأضاف «اننا كمجلس أولمبي آسيوي سعداء بأن جميع الدول الآسيوية التزمت بشروط اللجنة الأولمبية الدولية بمشاركة رياضيين من الجنسين»، موضحا «كما أننا نرحب بإشراك ثلاث دول آسيوية وهي السعودية وقطر وبروناي رياضيات في دورات أولمبية للمرة الأولى». وختم مسلم «ترتدي دلما محسن الحجاب، وتشارك بلباس حسب التقاليد الإسلامية».
ومن ناحيته، أكد رئيس اللجنة الفنية التابعة للاتحاد السعودي للفروسية محمد الدوسري أمس أن الفتاة السعودية الناشئة المشاركة في الأولمبياد العالمي للشباب لم ترشح من قبل الاتحاد، ولا من قبل اللجنة الأولمبية السعودية، وأن الواضح أن الدعوة التي تلقتها هذه الفتاة إنما جاءت من اللجنة الأولمبية الدولية التي عادت ما توجه دعوات خاصة لعدد قليل من المشاركات أو المشاركين.
وبحسب معلومات «الشرق الأوسط» الموثوقة فإن دلما محسن شاركت من خلال علاقات والدتها الفارسة الشهيرة السعودية أروى مطبقاني، التي تشغل منصب عضو في الاتحاد السعودي للفروسية، وأن الفارسة السعودية دلما تتدرب في إيطاليا أو في مزرعة أسرتها في فرنسا.
وكشف الدوسري في تصريح خص به «الشرق الأوسط» أمس أن الاتحاد السعودي للفروسية لا يمثله في الأولمبياد سوى الفارس السعودي ناصر البقمي الذي يبدو أيضا أنه لن يشارك في المنافسات بسبب عدم توافر جواد مؤهل يكون قادرا من خلاله على الظفر بميداليات.
وشدد على أن مشاركة العنصر النسائي السعودي في الأولمبياد من قبل الاتحاد السعودي للفروسية غير موجودة، معتبرا أن متطلبات اللجنة الأولمبية الدولية التي تحض على ضرورة أن يكون هناك عنصر نسائي في أي دورة أولمبية موجودة في السعودية من خلال وجود عنصر نسائي في عضوية الاتحاد السعودي للفروسية والمتمثل في الفارسة أروى مطبقاني، لكنها ليست بالضرورة أن توجد على أرض الميدان حيث التنافس.
وقال «لا يمكن لنا بالطبع أن نمنع فارسة سعودية عن المشاركة لأن ذلك يبدو حساسا من قبل اللجنة الأولمبية الدولية، فهو من يوجه الدعوات لمن يريد من المشاركين أو المشاركات».
وأوضح مصدر موثوق في الاتحاد السعودي للفروسية أيضا أن أي فارس سعودي يشارك في الأولمبياد لا بد أن يحصل على خطاب رسمي يتضمن موافقة على المشاركة، لكن الفارسة السعودية الحالية لم تحصل على الموافقة، وبالتالي شاركت من خلال دعوة خاصة تلقتها من اللجنة الأولمبية الدولية. وأكد المصدر ذاته أنه رغم عدم وجود فارسات سعوديات يمثلن اتحاد الفروسية المحلي، فإن هناك دعما غير معلن لبطولاتهن ومنافساتهن، من دون أن يكون هناك تمثيل رسمي للاتحاد لأسباب اجتماعية بحتة.