برتغالي متشرد ينضم إلى مانشستر يونايتد

قصته هزت عالم الكرة وتشبه القصص الخيالية

TT

هزت قصة تشبه القصص الخيالية عالم كرة القدم مؤخرا. فقد دفع نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي تسعة ملايين يورو (11.5 مليون دولار) لضم لاعب كان يلعب حتى العام الماضي في بطولة كأس العالم للمشردين.

فقد كان تياغو مانويل دياس كوريا، البالغ من العمر 20 عاما، الذي يطلق عليه جمهوره اسم بيبي، ينام إلى جانب صناديق القمامة وعلى أوراق الصحف والجرائد منذ وقت ليس ببعيد وعلى الرغم من أنه يستطيع الآن أن يعيش حياة رغدة في إنجلترا، فقد احتفظ بغرفته في دار «كاسا دو جاياتو» للأيتام في ضاحية لوريس بمدينة لشبونة البرتغالية. وقالت آنا ماريا، إحدى أمهات الدار، لوكالة الأنباء الألمانية: «عندما جاء ليودعنا، بكينا جميعا».

ومنذ أن أعلن مانشستر يونايتد عن ضم بيبي، دأبت جماهير النادي على ترديد السؤال نفسه: «من هو؟». فالاطلاع على سجل الأندية السابقة التي لعب لها، لا يقدم الكثير من المعلومات، فهو لم يلعب في أي قطاع من قطاعات الشباب بالأندية، وبعدما أمضى موسما واحدا فقط بصفوف فريق الدرجة الثانية البرتغالي أستريلا دا أمادورا، انتزعه فريق الدرجة الأولى فيتوريا جيمارايش قبل أسابيع قليلة مقابل 50 ألف يورو، ليبيعه بعدها مباشرة محققا أرباحا طائلة.

وسجل بيبي خمسة أهداف لفيتوريا جيمارايش في سبع مباريات ودية قبل الموسم، وقد أكد سير أليكس فيرغسون، المدير الفني لمانشستر يونايتد، أنه: «إذا قرأتم قصة حياته ستعتقدون أنكم تقرأون قصة خيالية». ولم ير فيرغسون، بيبي البالغ طوله 190 سنتيمترا وهو يلعب ولو لمدة ثانية واحدة، ولكنه قرر ضمه بناء على توصيات مكتشفي المواهب في مانشستر يونايتد، وكذلك صديقه ومساعده السابق كاروس كيروش.

ويرى أنطونيو ماتشادو، مدرب جيمارايش، أن فيرغسون، وكذلك مدرب البرتغال كانا علي صواب في اختيارهما وقال: «ربما لم يبق (بيبي) بصفوف فريقي سوى لأسابيع معدودة، ولكنني أتابعه منذ وقت طويل.. بوسعه أن يصبح أحد نجوم العالم».

كما أعرب مدرب بيبي السابق في أمادورا، خورخي بايكساو عن ثقته في أن بيبي سيتمكن من إثبات جدارته في إنجلترا وقال: «إنه طراز مختلف تماما من اللاعبين، فقد تعلم مهاراته في مناطق مريبة، ولكنه الآن لاعب مبدع». وتصف الجماهير التي رأت أداء بيبي اللاعب البرتغالي، بأنه مزيج بين الهولندي رود خوليت والبرتغالي كريستيانو رونالدو، ولكن نظرا لمحدودية عدد الجماهير التي رأته علي نحو كبير، فقد ظل بيبي كيانا مجهولا في البرتغال.

وقال أنطونيو ماجالايس، نائب رئيس تحرير صحيفة «ريكورد» الرياضية في البرتغال: «حتى عهد قريب جدا لم أكن سمعت به على الإطلاق». وحتى بيبي نفسه يواجه مشكلة في التأقلم مع القفزة الكبيرة التي حدثت له بحياته من العدم إلى الثراء، حيث قال في مقابلة حديثة بإحدى المحطات الإذاعية: «إنه حلم تحقق».

ويقول الأب أرسينيو، الذي يدير دار رعاية الأيتام في لوريس، عن بيبي: «لقد أصابه الانتقال إلى مانشستر بصدمة، فقد ظل يبكي لمدة يومين، ولم يكن يريد ترك المكان، حيث كان يتنقل من أحد أركان الدار إلى الآخر». وأضاف: «لقد تحول بيبي إلى مثل أعلى، ومصدر إلهام بالنسبة لأطفال وشباب الدار ولكنه ما زال مصدوما».

وعلى الرغم من أن عمر بيبي لم يتجاوز العشرين عاما، فقد رأى اللاعب الشاب في سنواته الماضية من الصعاب، أكثر مما قد يراه آخرون طوال حياتهم. فعندما كان في العاشرة من عمره تخلى عنه أبواه اللذان كانا مهاجرين من كاب فيردي (الرأس الأخضر). وأمضى بيبي السنوات التالية من عمره يصارع في الشوارع من أجل البقاء، وقد استغل مبلغ الـ1300 يورو، الذي تلقاه من ناديه السابق أمادورا في مساعدة أصدقائه في دار الأيتام وفي الشارع.

ومنذ انضمامه إلى مانشستر يونايتد الذي يطلق على استاده «أولد ترافورد» اسم «مسرح الأحلام» يتقاضى بيبي 65 ألف يورو شهريا. وقال الأب أرسينيو: «يجب عليه أن يتعلم كيفية الحياة تحت أضواء الشهرة والثروة من يوم إلى آخر، إنه ليس أمرا سهلا ولكنه تعلم الكثير معنا».