تصدر النصر والرائد وأفضلية دفاعية هلالية اتحادية.. ومعاناة الشباب و47 هدفا الحصيلة الأهم

الخبيران الكرويان عنبر والمصري يرجعان التفوق للأداء الهجومي.. ويبرئان «جابولاني»

TT

واصل فريق الشباب (الذي كان إلى ما قبل انطلاق الجولة الأولى أبرز الفرق المرشحة لخطف لقب بطولة دوري زين السعودي للمحترفين) سقوطه المريع للجولة الثانية على التوالي وبدت خسارته في هذه الجولة مؤلمة بشكل أكبر حيث سقط برباعية مقابل هدف يتيم أمام فريق التعاون الصاعد حديثا لدوري زين، وذلك في المباراة التي جمعت الفريقين على ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية في بريدة، وتناوب على تسجيل هذه الأهداف محمد الراشد (هدفين) وبدر الخميس من ضربة جزاء والمقدوني منصور كورتيسي، بينما سجل للشباب ناصر الشمراني ليهوي فريق الشباب إلى مؤخرة ترتيب الدوري دون أي رصيد نقطي.

وفي الوقت الذي قدم فيه الشباب عطاءات ضعيفة كان فريقا الاتفاق والأهلي يقدمان المباراة الأكثر إثارة في هذه الجولة على ملعب الأمير محمد بن فهد في الدمام، حيث انتهى الشوط الأول بتقدم الأهلي بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد ولكن الفريق الاتفاقي تمكن من تحويل الخسارة إلى فوز في ظرف 19 دقيقة حيث تمكن صالح بشير من تسجيل الهدف الثاني مع انطلاقة شوط المباراة الثاني ليضيف بعد ذلك يحيى الشهري هدف التعادل بعد سبع دقائق من هدف بشير، وفي فترة زمنية لا تتجاوز الخمس دقائق استطاع الأرجنتيني سباستيان تيغالي إضافة الهدف الرابع لفريقه مؤكدين بذلك انتصارهم على الأهلي وخطفهم النقاط الثلاث وسط ذهول وصدمة من مسؤولي ومحبي فريق الأهلي.

ولم يجد النصر صعوبة في مواصلة تحقيق النتائج الإيجابية حينما تغلب على ضيفه فريق الفتح بأربعة أهداف مقابل هدفين، ولا يعني ذلك أن النصر قد وجد سهولة في تحقيق النتيجة.. رغم الأفضلية الميدانية التي كان عليها لاعبوه.. فالنصر تقدم في الشوط الأول بهدفين نظيفين أحرزهما غالب والسهلاوي من نقطة الجزاء.. ومع مطلع الشوط الثاني كانت هناك انتفاضة فتحاوية أفضت إلى هدفي تعادل، كانت بمثابة الصدمة للنصر.. لتفيقه ويعيد أفضليته المستحقة بهدفين آخرين من السهلاوي والزيلعي.

حامل اللقب الهلال استعاد بعض وهجه بعد أدائه المتواضع في الجولة الأولى، فكان المسيطر على لقائه مع الحزم رغم أنه قد لعب على أرض الأخير ليفوز عليه بهدفين دون مقابل سجلهما عيسى المحياني والبرازيلي تياغو نيفيز من ضربة جزاء ليحصد الفريق الأزرق ست نقاط وهي العلامة الكاملة للجولتين، ولعل ما يميز الهلال حتى هذه الجولة خلو شباكه من استقبال أي هدف على الرغم من الغياب الكبير في منطقة الدفاع المتمثل في قلب الدفاع ماجد المرشدي والظهير الأيسر عبد الله الزوري ومحور الارتكاز خالد عزيز الذي يقوم بأدوار دفاعية بشكل كبير، إلا أن الفريق حافظ على شباكه بتمكن القائد أسامة هوساوي في خط الدفاع وبقية زملائه إضافة إلى الحارس حسن العتيبي الذي يخلف الدعيع هذا الموسم بعد إعلان الأخير اعتزاله نهاية الموسم الماضي، حيث ما زال العتيبي يقدم نفسه بشكل مميز.

واستطاع الاتحاد خطف نقاط المباراة التي جمعته بمضيفه فريق الفيصلي الصاعد حديثا لدوري زين السعودي للمحترفين، وذلك بهدفين دون مقابل على الرغم من أن فريق الفيصلي كان ندا قويا لفريق الاتحاد وكاد يهز شباك الفريق في أكثر من فرصة ويأتي دفاع الاتحاد في المركز الثاني حيث لم يلج شباكه سوى هدف وحيد في الجولة الماضية.

وتمكن الرائد من مواصلة تقديم مستويات مميزة مقرونة بنتائج إيجابية، فبعد أن انتصر على الشباب في الجولة الماضية 2/1 تمكن في هذه الجولة من الفوز على ضيفه فريق نجران بثلاثة أهداف مقابل هدفين في مباراة مثيرة في أحداثها، كما ما زال مهاجمه الشاب موسى الشمري يقدم نفسه بصورة لافتة إضافة إلى كونه أحرز هدفين من أصل الأهداف الثلاثة المسجلة في مباراة نجران وبهذه النتيجة يضيف الرائد ست نقاط لرصيده ويتقاسم الصدارة مع فريق النصر، بينما يحتل فريق نجران المركز الحادي عشر، وأخيرا ظفر كل من فريقي الوحدة والقادسية بعد أن تعادل الفريقان 1/1 في المباراة التي جمعت بينهما على ملعب مدينة الأمير سعود بن جلوي في الخبر ليتراجع القادسية بهذا التعادل للمركز الخامس بعد أن تصدر جدول الترتيب في الجولة الماضية، بينما لم يتغير مركز فريق الوحدة حيث تعادل في الجولة الماضية مع فريق الفيصلي 3/3.

ولعل أبرز ما يميز هذه الجولة هو العدد الكبير من الأهداف حيث شهدت تسجيل 29 هدفا ويبدو هذا الرقم كبيرا مقارنة بالجولة الماضية التي شهدت تسجيل 18 هدفا ليصبح مجموع الأهداف في الجولتين الأولى والثانية 47 هدفا وهو في مجموعه رقم كبير.

قامت «الشرق الأوسط» بدورها بقراءة العطاءات الفنية للجولتين من خلال الخبيرين الفنيين، يوسف عنبر وخليل المصري، خاصة ما يذهب إلى الرقم التهديفي وهل هو عائد إلى تفوق هجومي أو ضعف دفاعي أو كرة كأس العالم «جابولاني» التي صاحبها جدل كبير من حيث عدم القدرة على التحكم فيها بشكل تام، في البداية قال يوسف عنبر: «بدأت الفرق تتحرر أكثر وكما يقال خير وسيلة للدفاع الهجوم، إضافة إلى ذلك توافرت الإمكانات البشرية في الأندية حيث شاهدنا اللاعبين الأجانب يقدمون إضافات للفرق وخاصة الصاعدة حديثا لدوري زين، إلى جانب مشاركة عدد من اللاعبين الذين كانوا يلعبون في فرق المقدمة مع فرق نجران والرائد والتعاون وغيرها من الفرق»، ويضيف عنبر: «وللخطط التدريبية دور كبير والأندية اتجهت إلى الهجوم ولعب الكرة الحديثة»، ويختم عنبر حديثه: «47 هدفا في جولتين رقم كبير ولكن لا نغفل وجود أخطاء دفاعية في بعض الفرق إضافة إلى وجود التفوق الهجومي في الجهة المقابلة، فهي ممزوجة بين التفوق الهجومي والأخطاء الدفاعية وعدم تنظيم الصفوف الخلفية».

وفي الشأن نفسه، قال خليل المصري: «اعتدنا عند بداية كل موسم وفي جميع المسابقات العالمية والمحلية أن نشاهد عددا كبيرا من الأهداف وهذا يعود إلى عدة أسباب يأتي في مقدمتها بعد اللاعبين عن أجواء المباريات الرسمية، إضافة إلى حاجة بعض الفرق واللاعبين إلى معرفة طريقة كل مدرب، كذلك الضعف اللياقي وعدم التغطية الجيدة وفقدان التركيز من قبل المدافعين».

ويضيف المصري: «المتابع للدوري الإسباني يجد أن نتائج البدايات تكون كبيرة مثل 6/4 أو نتيجة 5/3 أو حتى 3/2 وغيرها وهذه تعود إلى الأسباب التي ذكرتها، إضافة إلى كون بعض المدربين ليس لديهم وقت طويل لمعالجة أخطاء فرقهم، فهي بداية طبيعية وليس هناك غرابة، وسنشاهد عدد الأهداف يتقلص مع مرور الجولات، أيضا لو رجعنا للأهداف سنجد هناك أخطاء دفاعية متمثلة في عدم وجود رقابة لصيقة».

ويشير المصري إلى أن كرة كأس العالم «جابولاني» لم يكن لها تأثير واضح في الجولتين الأوليين، فلم نشاهد كرة تغير اتجاهها أو خادعت الحارس. ويختتم المصري حديثه: «قد تكون أخطاء دفاعية ولكنها أيضا طبيعية فشاهدنا أكثر الأهداف جاءت من منطقة العمق كهدف المحياني في مرمى الحزم وهدفي موسى الشمري في نجران كذلك هدف نجران إضافة إلى هدف عمر الخضري في مرمى الفيصلي، جميعها جاءت من العمق دون وجود أي رقابة مشددة».

وشهدت هذه الجولة تفوقا للاعبين المحليين في تسجيل الأهداف حيث كان لهم نصيب 19 هدفا مقابل عشرة أهداف للاعبين الأجانب، ويتربع على صدارة الهدافين العماني عماد الحوسني وموسى الشمري بثلاثة أهداف لكل منهما، فيما يأتي محمد الراشد ومحمد السهلاوي وسلمان صبياني والأرجنتيني سباستيان تيغالي والنيجري ماستر اندو في المركز الثاني برصيد هدفين لكل منهم، ويعتبر هجوم النصر والرائد والتعاون هو الأقوى بخمسة أهداف لكل فريق، بينما يعتبر فريق الحزم أسوأ هجوم حيث لم يتمكن لاعبوه من تسجيل أي هدف، في المقابل يأتي دفاع الهلال هو الأقوى حيث لم يلج شباك الفريق أي هدف، بينما يعتبر دفاع فريق الفتح هو الأضعف حيث ولج شباك الفريق سبعة أهداف.

وأشهر قضاة الملاعب في هذه الجولة 36 بطاقة صفراء، بينما غابت البطاقات الحمراء عن هذه الجولة، وتم الإعلان عن ثلاث ضربات جزاء في هذه الجولة تم تسجيلها جميعا، حيث كانت الأولى من نصيب فريق النصر في مباراته مع الفتح تقدم لها محمد السهلاوي وتمكن من تسجيلها، بينما كانت الثانية من نصيب فريق التعاون في مباراته أمام الشباب سددها بدر الخميس وتمكن من تسجيلها، بينما كانت الضربة الثالثة والأخيرة في هذه الجولة لفريق الهلال في المباراة التي جمعته ونظيره الحزم تقدم لها البرازيلي نيفيز وتمكن من تسجيلها، وفي نهاية هذه الجولة يتربع النصر إلى جوار فريق الرائد على صدارة الدوري، بينما يقبع الفريق الشبابي في مؤخرة الدوري في مركز لا يليق بفريق بطل كالشباب.