الأمور تزداد تعقيدا في فريق روما وسط أزمة مالية خانقة

الخسارة المذلة أمام الإنتر في السوبر الإيطالي ما زالت تلاحق فريق العاصمة

TT

تزداد الأمور تعقيدا في روما، وبدأت النيران الصديقة تطلق وهو مؤشر على أن الأزمة باتت مفتوحة رسميا، حيث منحت الهزيمة أمام إنترميلان في كأس السوبر السبت الماضي الضوء الأخضر للجميع ليفعلوا ما يحلو لهم، والآن أصبح مستقبل النادي غير واضح والخزائن خاوية وبدأت رواتب اللاعبين في التراكم (منذ مايو/أيار الماضي)، ولا جديد بعد في سوق الانتقالات والمسؤولون يتشاجرون. لا يعرف رانييري هل يكون أكثر قلقا أم أكثر غضبا فعقده موجود في درج مغلق فيما تتهاوى الحالة البدنية للاعبين. ومنذ يومين طلبت الرئيسة سينسي من جان باولو مونتالي المسؤول بالنادي التدخل من أجل وضع المركب على الطريق الصحيح، وكان هناك اجتماع امتد لفترة طويلة مع برادي وكونتي وماتزوليني مسؤولي النادي.

غير كاف.. قد يضم برادي مدير الكرة إلى صفوف الفريق الظهير باولو كاستيلليني، لاعب بارما. بالطبع هي مشكلة أموال فروما يطلب الإعارة المجانية وبارما يريد تربح أي شيء من الصفقة، لكن اللاعب المفترض أن يكون بديلا لريزه لن يكون كافيا من أجل طمأنة رانييري. فما زال ينقص الفريق ظهير الأيمن وخصوصا أن مشكلة نيكولا بورديسو المدافع الأرجنتيني المعار من نادي الإنتر إلى نادي روما ما زالت عالقة. الموقف هنا مأساوي، فالإنتر توحش وإذا كان بإمكانه في الماضي قبول 6 ملايين يورو أو أكثر قليلا، فالآن من الصعب أن ينزل عن 8 ملايين، وليس أمام روما بدائل، حيث إن لوغانو ولويساو يخرجان عن إمكانت النادي. أفضل فرضية إذن هي أن تتحرك الرئيسة سينسي طلبا للشفقة (وهو الأمر الذي تكرر كثيرا من قبل) من الرئيس موراتي ويتم ترك بورديسو نهائيا في النهاية. كل شيء معقد، أيضا بخصوص الراحلين عن الفريق، على الأقل مع اللاعبين الكبار (وخصوصا بسبب الراتب)، فدوني تلقى فقط جسا للنبض، وسيسينهو خارج الأفق، فيما لم تأت أي اتصالات لبابتيستا من ألمانيا وفي المقابل هناك عروض تركية لكن اللاعب يرفض ومتمسك بنادي العاصمة.

من جهة أخرى، وجه رانييري أمس توبيخا آخر للاعبيه، فمشكلات الفريق (قلة التركيز، هشاشة الحماس وقلة الطاقة) هي، على أي حال، أدنى القلاقل التي يعاني منها النادي. لكن لا بد من الانطلاق مجددا من هنا ووضع اللاعبين في ظروف تجعلهم يعبرون عن أنفسهم بالشكل الأفضل من دون منحهم أعذارا. في انتظار مالكين جدد، للموسم السادس على التوالي منذ عام 2004 وبداية التمويل الذاتي، ترتبط نتائج الفريق بمتغيرين ضخمين. الأول هو التماسك الذهني والقدرة التكتيكية للمدير الفني، فالبداية لم تكن من بين الأفضل وبدا رانييري يعاني تخبطا. أما الثاني فهو أداء بعض اللاعبين المهمين والذين يحسمون الفوز أو الإخفاق في رهانات بعينها عديدة.

شكوك.. هل سيواصل جوليو سيرجيو منافسته التي تجددت مع دوني (لو لم يتم الاستغناء عنه، فبإمكانه المنافسة من جديد)؟ هل سيكون كاسيتي وروزي في قمة أدائهما؟ هل سيعود دي روسي قائدا للفريق أم سيواصل التأثر بتقدمه في السن؟ هل ستدعم الحالة الصحية توتي أم سيقضي وقتا أكثر على سرير طبيب العلاج الطبيعي؟ كما أنه لم يتدرب أول من أمس بسبب كدمة في الكاحل، وها هي البداية جيدة. هل سيصبح مينيز لاعبا مهما؟ هل سيعود أدريانو لاعبا للكرة؟ «المعجزات نادرا ما تقع وإلا فلن تكون معجزات». إنها حكمة كلاوديو رانييري. نتمنى حظا سعيدا للفريق.

والسؤال الذي يجب طرحه في مثل هذه الظروف هو: هل كانت هزيمة فريق روما أمام فريق الإنتر في مباراة كأس السوبر الإيطالية تنم عن الاستسلام للفريق الأقوى أم أنها جاءت صدفة أم أنها جاءت لتشير إلى مستقبل صعب سيشهده الفريق؟ فقد حقق لاعبو الإنتر الفوز ببطولة السوبر الإيطالي تاركين وراءهم لاعبي فريق روما ليبحثوا عن الإجابة الصحيحة لهذا التساؤل. ولكن من المؤكد أن فريق روما سيستهل موسمه الجديد وهو يشعر بالضعف الذي يتضح في أمرين يتعلقان بالفريق وهما موقف بورديسو وموقف حارس المرمى.

بورديسو وبابتيستا.. وعودة إلى الحديث عن موقف المدافع الأرجنتيني بورديسو، اللاعب المعار من نادي الإنتر إلى نادي روما، فبالنسبة إلى مسؤولي نادي روما يمكننا القول إن الموقف يبعث على التفاؤل. فإذا كان برانكا مسؤول سوق الانتقالات في نادي الإنتر أكد قائلا: «حتى الآن ليس هناك اتفاق بشأن بورديسو» فإن اللاعب الأرجنتيني قد قام بتصرف مهم، حيث إنه بعد الاتصالات التي تمت مع مسؤولي نادي اليوفي جاء رد بورديسو على النحو التالي: «يشرفني اللعب في اليوفي ولكنني أعطيت كلمتي لفريق روما». لذلك يبدو أن الصفقة، ربما بفضل الاتصال المباشر الذي سيتم مباشرة بين موراتي رئيس الإنتر وبين روزيلا سينسي رئيسة نادي روما، ستتم بين الناديين من خلال مبلغ يقدر بنحو 6 ملايين يورو وهو المبلغ الذي في استطاعة نادي روما دفعه لشراء اللاعب وإنهاء مسألة الإعارة، لا سيما وأن هناك أنباء قادمة من ألمانيا تفيد بان نادي شالكة على استعداد لتقديم عرض للحصول على خدمات بابتيستا (مقابل 5 ملايين يورو؟) حتى يشكل ثنائيا إلى جانب راؤول. وقد يشعر اللاعب البرازيلي بإغراء شديد لخوض هذه التجربة الجديدة.

دوني: «أريد العودة».. إن موقف الحارس دوني يبدو أكثر تعقيدا. فقد أخفق الحارس بوغدان لوبونت الذي خاض لقاء السوبر أمام فريق الإنتر فضلا عن عدم التأكد من عودة جوليو سيرجيو (الحارس الأساسي) من الإصابة قبل أولى لقاءات الفريق في بطولة الدوري أمام فريق تشيزينا. وبالتالي تتوجه الأنظار الآن في نادي روما نحو البرازيلي دوني الذي، رغم كراهية بعض الجماهير له، عاد من مونديال جنوب أفريقيا 2010 وهو يرغب في أن يعود بطلا. وقد صرح جان باولو مونتالي مدير الكرة في نادي روما بشأن دوني في ميلانو قائلا: « إذا لم ننجح في التعاقد مع ناد يتمكن دوني عن طريقه من إظهار قدراته فسيكون اللاعب تحت التصرف التام لرانييري». وفي الواقع يفكر رانييري مدرب نادي روما أيضا في إشراك دوني في المباراة القادمة للفريق، إذا لم يكن هناك مجال لمشاركة سيرجيو في ذلك اللقاء. وقد أعرب دوني عن امتنانه قائلا: «إنني ارغب بشدة في العودة إلى المشاركة وفي الشعور بأنني لاعب هام في هذا الفريق. لقد مررت بلحظات سيئة بعد التعرض للإصابة في الركبة ولكني أشعر الآن أنني على استعداد لتقديم أفضل ما عندي. أريد أن أعيش الحاضر، خاصة أن المستقبل يتوقف على نادي روما الذي يربطني به عقد ينتهي في 2012. ويتعين عليهم أن يخبروني ما إذا كانوا يريدون بقائي مع الفريق أم لا. وبالنسبة إلي فأنا ارغب في البقاء مع الفريق واستعادة مكاني به. وأعمل حاليا من أجل ذلك». ولكن إذا لم تنجح عملية العودة هذه وانتهى الأمر ببيع اللاعب (في الدوري الإنجليزي على سبيل المثل يتردد بشأن دوني ذكر أندية مثل آرسنال ومانشستر سيتي) فسيكون يكون هناك سيناريو أخير. ما هو؟ في ظل إصابة سيرجيو والأداء غير المطمئن للحارس البديل لوبونت فثمة احتمال بشأن التعاقد مع سيرجو روميرو حارس مرمى منتخب الأرجنتين الذي سينتهي عقده مع نادي إيه زد الكمار. إنه أمر صعب ولكن التقاعس في إتمام مثل هذه الصفقات الجيدة سيكون بمثابة جريمة في حق نادي روما.