سيدي الأهلي.. إلى متى صبري؟

المدرجات الخضراء تلقت الصدمة الثالثة على يد نجران.. والخبراء يحللون الواقع المرير للفريق

TT

وضعت الخسارة الثالثة التي مني بها فريق الأهلي في دوري زين السعودي للمحترفين على يد نجران، إدارة النادي السعودي العريق أمام موقف لا تحسد عليه، وباتت «القلعة الخضراء» على موعد مع الجدل الجماهيري والإعلامي خلال الأيام المقبلة التي سيتوقف فيها الدوري حتى 16 سبتمبر (أيلول) المقبل، في الوقت الذي ستنعم خلاله الأندية الأخرى «الكبرى على الأقل» بقسط من الراحة والهدوء بعد أن استعادت توازنها وأحرزت قدرا لا بأس به من النقاط كدفعة جيدة للمنافسة على لقب الدوري.

وبالعودة إلى نقطة البداية، نجد أن الأهلي انطلق هذا الموسم بقيادة الأمير الشاب فهد بن خالد، وسط تعاقدات محلية وصفت بالمميزة، وبالأخص ثنائي الوحدة المدافعين: كامل المر، وكامل الموسى، ولكن الصدمة كانت في رحيل مدربه الشهير البرازيلي فارياس للوصل الإماراتي، في الوقت الذي كانت تعد فيه الترتيبات اللازمة للإعداد للموسم الحالي، ليغادر الفريق الأهلاوي لمعسكره الإعدادي في النمسا تحت إشراف المدرب التونسي خالد بدره، وأعلنت الإدارة بعد ذلك بأن النرويجي يوهان سوليد هو البديل للبرازيلي فارياس، في وقت بدا متأخرا.

انطلق الموسم الحالي وسط طموحات كبيرة للمنافسة على ألقاب هذا الموسم، ولعل الأهم هو درع دوري زين السعودي للمحترفين، حيث ظل الأهلي غائبا عن خطف هذا اللقب لمدة تزيد عن خمسة وعشرين عاما، انتصر الأهلي في مباراته الافتتاحية أمام الحزم وخسر في الثانية والثالثة لتصدر الإدارة قرار إقالة المدرب النرويجي سوليد، وتعيين التونسي خالد بدره بديلا له الذي خسر أيضا مباراة نجران في الجولة الرابعة، لتبدأ ملامح الإخفاق في التحصيل النقاطي واضحة منذ الوهلة الأولى مما يؤثر على المحصلة النهائية للدوري، وإن كان الوقت ما زال مبكرا لإطلاق الأحكام.

بناء على ذلك قامت «الشرق الأوسط» بتوجيه السؤال إلى مدربين سعوديين من أصحاب التجربة العريضة: خليل المصري، وجاسم الحربي، وبندر الجعيثن، وصالح المطلق، عما يحدث في الأهلي وأوضاعه الحالية.

المصري: تصريحات الإدارة ضد المدرب خاطئة والإقالة قرار متسرع

* في البدء شدد المدرب خليل المصري على تردي الوضع الحالي للأهلي وقال في هذا الشأن: «إعداد الأهلي لم يكن جيدا؛ لتأخر استعداداتهم للموسم الجديد لا سيما أن المدرب النرويجي يوهان سوليد لم يشرف على الفريق في فترته الإعدادية الأولى التي قضاها في التشيك، كما أن اختيار اللاعبين الأجانب لم يكن وفق منهجية واضحة، ولا أعتقد أن المقصد هو التعاقد فقط، ولا بد من تخطيط ودراسة وافية لاحتياجات الفريق وتحديد المراكز التي تعتبر نقطة ضعف وبحاجة لتقويتها، والأمر الآخر هو الضغط النفسي والجماهيري على اللاعبين، لما له من أثر كبير على عطائهم، فالفريق في أول مباراة تمكن من خطف النتيجة على الرغم من عدم تقديمه لمستوى مميز، وفي المباراة التي تليها أمام الاتفاق تقدم بثلاثة ولكن في النهاية خسر المباراة 4/3 مما ضاعف الضغوط النفسية»، وهاهو في الثالثة يخسر من نجران.

وأضاف المصري: «الأمر الأكثر تأثيرا هو انعدام الثقة بين المدرب واللاعبين، فعندما تصرح الإدارة بأن المدرب كان على خطأ، وتقوم بانتقاده في وسائل الإعلام، هنا تحدث فجوة بين اللاعبين والجهاز الفني وكان من الأفضل في هذه الأمور التفاهم عليها في جلسة بين الجهازين الفني والإداري».

وعن إقالة المدرب قال المصري: «قد تكون هناك أشياء خفية لا نعلمها، ولم تصرح بها الإدارة ولكن إذا كانت الإقالة بسبب النتائج، فهذا قرار متسرع».

واختتم المصري حديثه: «نحن الآن في فترة توقف جيدة، ويجب إسراع الخطى في التعاقد مع مدرب، والأفضل أن يكون له تجربة سابقة في الدوري السعودي؛ لأن التعاقد مع مدرب جديد يحضر لأول مرة في المنطقة سيواجه صعوبة كبيرة، وحتى لو خسر في الجولتين القادمتين سيبرر لنفسه بأنه لا يعرف لاعبيه جيدا، كما حدث مع البرازيلي فارياس الذي انتهى الموسم وهو يقول لا أعرف الفريق».

الحربي: لا تكرموا خالد بدره على حساب الأهلي.. وطرد سوليد قرار صائب

* من جانبه، قال المدرب جاسم الحربي: «للأمانة، لا نستطيع الحكم على الفريق ونحن غير مطلعين على خفاياه، وكذلك لا نعلم ماذا يحدث في البيت الأهلاوي، وهل المشكلة فنية، أم عدم توافق بين الجهاز الفني واللاعبين، فجميع هذه الظروف لا نستطيع الحكم عليها إلا عن قرب، ولكن ما يظهر لنا أن هناك مشكلة فنية، وتخبطا حتى بتكليف التونسي خالد بدره كمدرب للفريق، وهذه من النقاط السلبية، خاصة أن هناك مدربين وطنيين من أبناء الأهلي: كأمين دابو، ويوسف عنبر، فبدره لم ينجح كإداري مع الفريق في الموسم الماضي، وأنا هنا لا ألقي اللوم عليه شخصيا، ولكن هناك مشكلة عامة تبين لنا أن الجهاز الفني لم يستطع توظيف اللاعبين بحسب مراكزهم وإمكاناتهم، والدليل تخبط النرويجي سوليد في بعض المباريات؛ بتغيير مراكز اللاعبين الذين عرفوا بغير هذه المراكز، وبالتالي ساهم بدرجة كبيرة بأن يظهر الفريق في صورة أقل من جيدة فنيا، وكانت النتائج سلبية».

وعن إقالة سوليد قال الحربي: «إقالة النرويجي سوليد كانت قرارا صائبا، خاصة أننا في بداية الدوري، ولكن الأهم لماذا تم اختياره، والجميع يعرف أن النرويج بلد ضعيف كرويا، والخطأ في الاختيار تتحمله الإدارة، ويتطلب منها الآن السرعة في معالجة الأخطاء، والعمل بقدر المستطاع، ولكن خطوة التصحيح الأولى كانت أيضا خاطئة؛ بتكليف خالد بدره».

ويضيف الحربي: «يجب أن يكون الاستقرار حاضرا قبل بداية الموسم، فإذا كانت الإدارة تنوى إلغاء عقد البرازيلي فارياس كان من المفترض جلب مدرب بديل على وجه السرعة، نعم الفترة كانت قصيرة للنرويجي سوليد، ولكن هذا لا يمنعه من معرفة اللاعبين بشكل دقيق، وذلك من خلال متابعة مباريات سابقة الموسم الماضي للأهلي، ولاعبو الفريق دوليون، ويمكن برمجتهم بسرعة، ويجب التعاقد مع مدرب له خبرة في الدوري السعودي، مع عقد اجتماع مصارحة بين المدرب واللاعبين؛ لانتشالهم من الوضع النفسي السيئ، كذلك تطبيق مبدأ الثواب والعقاب للاعبين، ولا ننسى أن الأهلي يملك كوكبة من النجوم، ولكن بانتظار من يوظفهم حسب إمكاناتهم».

ويختم حديثه: «خالد بدره ليس خبيرا أو مدربا سابقا فقط، بل كان لاعبا أهلاويا، ولا ينبغي أن يكون تكريمه على حساب الفريق».

صالح المطلق: الأهلي سيظل يتخبط إذا استمر في مكابرته

* وفي ذات السياق انتقد المدرب صالح المطلق كثرة الأسماء التدريبية التي عرفها الأهلي خلال موسمين وقال في هذا الجانب: «أستغرب أن الأهلي بدأ بسلسلة من التعاقدات مع المدربين، ابتداء من الأرجنتيني الفارو، والبرازيلي فارياس، وأخيرا النرويجي سوليد، وحتى الآن يبحث لحل عن مشكلته التي تعتبر واضحة جدا، ولكن نجد أن الأهلي دائما يبتعد عن طرح مشكلته الأساسية، فالمدرب الصربي نيبوشا عند قدومه للأهلي كان مدربا مغمورا، ووجد مجموعة من اللاعبين الشباب المعدين بشكل جيد من قبل المدرب الوطني يوسف عنبر، الذي عمل كمساعد له وحقق مع الأهلي بطولتي كأس ولي العهد، وكأس الأمير فيصل بن فهد موسم 2007، وبعد ابتعاد عنبر عن الفريق أخفق نيبوشا، ورحل وكان السبب مساعدة يوسف عنبر له لمعرفته باللاعبين، ونقاط القوة والضعف في الفرق التي ستواجه الأهلي، وبعد ذلك قدم الأرجنتيني الفارو ومعه أكثر من خمسة مدربين في الطاقم، ولم يحقق شيئا، ثم وجود فارياس، ولم يوفق في توظيف اللاعبين، فنتذكر هنا المهاجم الشاب ياسر فهمي، الذي أشركه في دقائق محرجة، ولم يقدمه بالشكل الجيد، والحال ذاته ينطبق مع عدد من اللاعبين، وأخيرا رحل ولم يحقق أي شيء، وهذا دليل على أن النادي بحاجة للفقرة المفقودة، التي يكملها المدرب الوطني، الذي يعمل كمساعد للمدرب الأساسي، وأكبر دليل المدرب النرويجي الأخير سوليد، كان بحاجة لمن يساعده، فكان تخبطه واضحا في اختيار اللاعبين، ووضعهم في مراكز غير مناسبة لهم، وأعتقد أن الأهلي سيستمر في هذه الدوامة، ولن يخرج منها ما دامت المكابرة موجودة، فالأفضل وجود أبناء النادي: كأمين دابو، ويوسف عنبر، ويحيى عامر، أسماء كبيرة في التدريب، وسبق أن حققوا نجاحات مع النادي، ونستغرب في ظل هذا الضياع الفني يظل الأهلي بعيدا عن خيارات متاحة أمامه، إضافة لخالد الشنيف، الذي حقق نجاحات من خلال أطروحاته التي يقدمها للشارع الرياضي كمحلل».

ويضيف المطلق: «مساعد المدرب يقدم له معلومات كبيرة عن اللاعبين، وما يحتاجه الفريق والجمهور والإعلام، وهذه جميعها أمور يحتاجها المدرب الأجنبي بدلا من قضائه وقتا طويلا لمعرفتها، في الاتحاد نجد المدرب الوطني حسن خليفة، واللاعب السابق حمزة إدريس، أيضا في الهلال التناغم الحاصل بين النادي ومدربه غيريتس يعود لوجود سامي الجابر، الذي يقوم بهذا الدور على أكمل وجه، كذلك خالد المعجل في الشباب، فمساعد المدرب غير موجود في الشباب والهلال، لكن الأسماء الإدارية تقوم بذلك الدور».

وعن إقالة المدرب قال: «الإقالة جاءت بعد نقاش بينه وبين الإدارة، وعادة المدربين يتقبلون النقاش من شخص فني، ولا يتقبلونه من إداري، فمناقشة المدرب دور مساعد المدرب (الوطني)، وخلاف ذلك سيظل الأهلي في التخبط حتى لو تعاقد مع عشرات المدربين».

وتحدث أخيرا: «عند مشاهدة لاعبي الفريق، نجد أعصابهم مشدودة دائما، أيضا الفريق غير منظم، ونلحظ علاوة على ذلك انخفاض مستوى أعمدة الفريق، ولم نشاهد الأهلي يصعد لاعبا شابا ويقدمه للوسط الرياضي».

بندر الجعيثن: الإدارة عززت الهجوم وتجاهلت الدفاع

* وقال المدرب بندر الجعيثن: «لا بد أن يكون الاستعداد في وقت مبكر، إذا كنت تريد المنافسة في دوري زين السعودي الذي يصنف كأقوى دوري عربي، وتنطلق التحضيرات للموسم المقبل بمجرد انتهاء الموسم الماضي، ولكن المشكلة في الأهلي أن مدربه النرويجي لم يحضر إلا قبل انطلاقة الدوري بأسابيع قليلة، ومن الصعب أن يقوم بإعداد الفريق مدرب غير مؤهل بشكل كامل، وهو التونسي خالد بدره، حتى لو كان لاعبا سابقا أو قائدا للفريق، وبخصوص اللاعبين الأجانب، فالبرازيلي فيكتور لم يلتحق بالفريق إلا في وقت متأخر، كما هو حال العماني عماد الحوسني، الذي تم التعاقد معه في اللحظات الأخيرة من فترة الانتقالات، كذلك البرازيلي مارسينهو لاعب وسط ولكنه ليس مؤثرا في الفريق، فمشكلة الأهلي تركيزه على الهجوم والوسط، وإغفال أبرز مشكلاته وهي الدفاع وبالأخص (عمق الدفاع)، وشاهدنا مباراة الاتفاق، كان الفريق متقدما بثلاثة أهداف، وانتهت بخسارته 4/3، إضافة لخسارة مباراتي الفتح ونجران، وكلها ترجع لمشكلة في خط الدفاع، ولا بد من معالجة اللاعبين من الناحية النفسية والضغوط التي تعرضوا لها، وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب في الفريق».

ويضيف: «المدرب حضر في فترة قصيرة لا يمكن أن نحكم من خلالها على عمله، ولكن بحسب تصريحات المسؤولين كان هناك غضب من طريقته أو توظيفه للعناصر، ونقد للمدرب في وسائل الإعلام، فالنتيجة إقالة المدرب والخسارة من متذيل الدوري نجران».

ويختتم حديثه: «الحل يكمن في عقد اجتماع مصارحة بين اللاعبين والإدارة، والتعاقد مع مدرب وطني مثل: يوسف عنبر، أو غيره من اللاعبين القدامى، الذين عاصروا أكثر من مدرب؛ ليكون قريبا من الجهاز الفني، إضافة لمحاسبة اللاعبين والنظر لفعل اللاعب وليس اسمه».