برانديللي بشعار لا بديل عن الفوز يستهل مشواره الرسمي مع المنتخب الإيطالي

رحلة التصفيات الأوروبية تبدأ اليوم بلقاء أستونيا

TT

يدخل المنتخب الإيطالي اختباره الرسمي الأول تحت قيادة مدربه الجديد برانديللي عندما يلتقي غدا مع منتخب استونيا على أرض الأخير في بداية التصفيات المؤهلة لبطولة الأمم الأوروبية 2012. ومن المؤكد أن يؤدي المنتخب الإيطالي مباراة استونيا بطريقة لعب جديدة. فلن يطبق برانديللي طريقة (1/3/2/4) التي قام بتجربتها في المباراة الودية أمام منتخب كوت ديفوار، بل سيلعب بطريقة (3/3/4). وأهم التغييرات التي ستطرأ على طريقة لعب الفريق إذن هي الدفع بلاعب خط وسط إضافي ومهاجم أقل عن الطريقة السابقة. والسبب في هذا التغيير بسيط، ويتمثل في أن الفريق سيلعب خارج أرضه، وأن مباراة استونيا هي أولى مباريات التصفيات المؤهلة لبطولة الأمم الأوروبية 2012، وبالتالي من الأفضل أن يحمي الآزوري دفاعاته جيدا وألا يخاطر. لكن هذا لا يعني ألا يؤدي الفريق بشكل جيد. فمع تطبيق طريقة (3/3/4)، وبالتالي الزيادة العددية في وسط الملعب، يمكن نظريا تنظيم الهجمات بشكل أكثر انسجاما وسلاسة.

بيرلو يقود الفريق: لقد لعبت حالة الكثير من لاعبي المنتخب الإيطالي دورا مهما في تغيير المدرب برانديللي لطريقة اللعب. ونظرا لأننا ما زلنا في بداية الموسم فإن لياقة اللاعبين البدنية لم تصل إلى قمتها، لذلك لا يمكنهم تطبيق طريقة (1/3/2/4) بأفضل شكل ممكن لأنها تحتاج إلى لياقة بدنية كبيرة. ومع الدفع بثلاثة لاعبين في وسط الملعب سيعهد برانديللي بمفتاح الأداء إلى بيرلو، وعلى جانبيه سيكون هناك مونتوليفو في الجانب الأيمن ودي روسي في الجانب الأيسر. ويتمثل البدلاء في بالومبو ولاتزاري، الذي تمت تجربته في تدريب الأربعاء الصباحي في مركز الجناح الأيسر. لكن دي روسي يبدو أكثر حظوظا من لاتزاري لاعب نادي كالياري، وكذلك مونتوليفو مقارنة ببالومبو، إذا لم يشتك مونتوليفو من آلام عضلية جديدة.

تدريبات خططية: وفي خط الهجوم يبدو أن كاسانو قد تماثل للشفاء من آلام الظهر، ومن المرجح أن يشارك في اللقاء. وسيطلب منه برانديللي أن يبدأ في الجهة اليسرى ليدخل بعد ذلك في منطقة الوسط. وسيلعب بيبي في الجانب الأيمن ليضمن أيضا تغطية جيدة، بينما سيلعب باتزيني في المنتصف.

ويعود أيضا إلى صفوف المنتخب الإيطالي جيلاردينو مهاجم فريق فيورنتينا، وقدم جيلاردينو أداء جيدا في اللقاءات الودية مع فريقه التي أقيمت قبل انطلاق بطولة الدوري الإيطالي، فهو مستعد الآن للمشاركة وتم بالفعل استدعاؤه.

ومن المرجح أن يتكون خط الدفاع من كاساني وبونوتشي وكيلليني ومولينارو. وقد يحظى دي سيلفستري بفرصة المشاركة (على حساب كاساني) «المنتخب هو النادي الحقيقي» تظل هذه هي العبارة الأكثر استخداما وشيوعا من بين العبارات التي تتردد على ألسنة اللاعبين المهملين في صفوف المنتخب الإيطالي والمجبرين على رفع شعارات أقل طموحا من غيرهم. غير أن هذه العبارة لا تنطبق على جورجيو كيلليني مدافع فريق يوفنتوس والمنتخب الإيطالي، فهو لم يفقد مطلقا الطموح والأداء الجيد، منذ صغره وإلى اليوم، فهو دائما يلعب بنفس الروح، سواء لعب لناديه اليوفي أو للآزوري. إنه تاريخ يستحق التدوين وحقبة تستلزم الحديث عنها. انحدار يتعين الوقوف عليه لكنه انحدار للأعلى وليس للأدنى. ويقيم كيلليني ذاته هذه الموازنة بين ناديه والمنتخب الإيطالي عندما يتم توجيه تساؤل إليه عما إذا كان قلقا ومهتما أكثر بشأن اليوفي أم بشأن الآزوري، فيرد قائلا «حقا الموقف متماثل. فكلاهما في حاجة إلى إعادة تشكيل. إنني لست قلقا بشأنهما، لكنني أدرك أن هناك الكثير من العمل يجب القيام به من أجلهما».

وفي مركز حراسة المرمى يبدو فيفيانو الأقرب لحراسة عرين الآزوري من سيريغو. وقد أجرى برانديللي في تدرب الأربعاء المسائي بعض التدريبات على امتلاك الكرة. وظهر بيرلو بمستوى جيد وسيتولى هو خلال اللقاء التغيير المستمر لجبهة اللعب والهجوم حتى لا يعطي لدفاع منتخب استونيا البطيء الفرصة لتوقع بدء هجمات المنتخب الإيطالي.

إن اللاعب الجديد القديم في صفوف المنتخب فتى عجوز يبلغ من العمر 31 عاما، قضى نصف عمره مرتديا قميص المنتخب الإيطالي ولم يشعر بالملل.. «لأنك عندما تواصل ارتداء قميص المنتخب نحو 15 عاما تشعر بأنه جزء منك». إن أندريا بيرلو يحمل قميص المنتخب الإيطالي وأملا كبيرا «أتمنى أن ألعب دورا مهما مع المنتخب لسنوات طويلة قادمة». ويحمل بيرلو أهمية واضحة حتى في تحديد مهمته مع المنتخب، ربما لأنه يلعب دورا لا يسهل تحديده أو لا يحمل تفسيرا تقليديا على أي حال. ويقول بيرلو في هذا الصدد «لا أشعر بأنني مخلوق غريب، ولعلي أكون لاعبا مختلفا عن الآخرين، فأنا أمتلك طريقة خاصة في استغلال بعض الخصائص التي أتميز بها». ويختلف بيرلو عن اللاعبين الآخرين بدرجة تجعل من الصعب استبدال أي لاعب آخر به. ورغم تعاقب المدربين وطرق اللعب المختلفة على منتخب إيطاليا وفريق الميلان، فإن بيرلو موجود دائما في منتصف الملعب ولا يمكن الاستغناء عنه.

الانطلاقة: إن «المهارة» في كرة القدم نادرة، لذلك لا يمكن الاستغناء عنها. ولا تسمح طبيعة اللاعب التي يتمتع بها بإنهاء علاقته مع الماضي والتبرؤ منه، رغم أن أهم قاعدة في هذا الماضي كانت هي الوجود ضمن مجموعة. وقد تحدث بيرلو عن المنتخب الإيطالي ومدربه السابق قائلا «لقد قام ليبي باختياراته، وآتت تلك الاختيارات بثمارها عام 2006 وفشلت في ذلك خلال الصيف الماضي. ويشمل مفهوم المجموعة على أي حال الأداء الجيد، ولم يقل لنا برانديللي قط إننا لا يجب أن نكون مجموعة واحدة». لكن بيرلو عندما يلعب تواتيه أفكار تدفعه للانطلاق في جزء من الثانية «ويجب علينا أن نبدأ من الصفر، لأن الحقبة الماضية قد انتهت. فهناك مدرب جديد ولاعبون جدد وأيضا عقلية جديدة، هي عقلية الأداء الجيد لأنه يؤدي إلى الفوز. لقد منح برانديللي جميع الفرق التي دربها أداء جيدا وسيفعل ذلك أيضا مع المنتخب. لقد كان المونديال هو أخر مَن اثبت أن المنتخب الإيطالي يجب أن يلعب كرة قدم ذات طابع جيد ومختلف، وأن الفرق التي تتطلع للمستوى الجيد هي التي تحقق الفوز».

رقم 10 لكاسانو: إنها خطوة أولى يجب أن تتبعها خطوات أخرى. وقد أوضح بيرلو قائلا في هذا الصدد «إن المجموعة الحالية تحتاج إلى التحسن والنضج، وسيتطلب الأمر 3 أو 4 مباريات لتحقيق ذلك وستكون مباراة استونيا صعبة، لكن الشيء الضروري الآن هو أن يحمل الفريق في ذهنه مفهوم الانتصار». والأفضل أن يحمل لاعبو المنتخب الإيطالي في نفوسهم الرغبة في تحقيق الانتصارات وليس انتصارا واحدا «يجب على الفريق تحقيق انتصارين متتاليين وفوريين إن أمكن ذلك». وبعد أن أصبح قائدا للمنتخب الإيطالي لأول مرة، قام بيرلو مساء يوم الأربعاء بتوزيع أرقام القمصان على لاعبي المنتخب «لقد اخترت لنفسي رقم 21 وقلت للاعبين: فيما يتعلق بباقي الأرقام تولوا أنتم توزيعها». لكن هذا غير صحيح، فقد كان بيرلو هو من أعطى القميص رقم 10 لكاسانو «لقد تركت له القميص رقم 10 بكل سرور»، لأن الرقم 10 يعتبر رمزا، والكفاءة والمهارة أيضا لها رمزهما المميز. إن بيرلو هو من يدفع بكاسانو نحو الملعب في مباراة الغد أمام منتخب استونيا، رغم إصابة الأخير ببعض الآلام في العمود الفقري. وقد صرح بيرلو بشأن كاسانو «لقد تدرب معنا، وأعتقد أنه سيشارك في اللقاء».