قبل مونديال جنوب أفريقيا ببضعة شهور، سافر دييغو مارادونا المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني في ذلك الحين إلى مدينة برشلونة في إسبانيا للاجتماع بليونيل ميسي وسؤاله، بصفته النقطة المرجعية لراقصي التانغو، وعن أي اللاعبين سيشعر بالراحة إلى جوارهم خلال البطولة. إننا لا نعرف القائمة الطويلة وبالتالي لسنا قادرين على تقييم الثقل الذي منحه مارادونا لهذا اللقاء والذي جرى في أحد أجنحة فندق «الماجستيك»، لكن بالطبع هناك اسمان ممن اقترحهم ميسي استبعدهما مارادونا.
طلب ميسي ضم جابي ميليتو، لأنهما بتدربهما يوميا معا في فريق برشلونة لم يكن لديه شكوك بشأن عودته من إصابته الخطيرة، وطلب استيبان كامبياسو لأن الإمكانات البدنية لفيرون كانت واضحة بالنسبة إليه (وبالتالي تحدث عن ذلك مع كامبياسو رفيقه في المنتخب)، علاوة على أن إمكانية الاعتماد على بديل أكثر حركة، وخصوصا خلال سير المباراة، كانت تبدو أمرا ضروريا بالنسبة إليه.
وجميعنا يعلم كيف سارت الأمور، فقد ترك مارادونا كامبياسو وزانيتي في بيتيهما خلال المونديال، وغيابهما كان ملحوظا أيضا في أفضل لحظات الأرجنتين خلال المونديال وكان متفجرا في يوم الهزيمة أمام ألمانيا، حينما كان الظهير أوتاميندي يكافح في وسط الملعب مع ماسكيرانو وحمل ثلاثة من لاعبي ألمانيا كامبياسو وزانيتي إلى ذهن كل متفرج، والحسرة إلى كل أرجنتيني.
ويشرح كامبياسو: «بالطبع حزين لغيابي عن المونديال، أيضا لأنني كنت قادما من موسم غير عادي، لكنكم لن تسمعوا مني أي كلمات مثيرة للمشكلات تجاه مارادونا لأنه ببساطة قام باختيار كان من شأنه استبعادي، فقد كان له الحق في ذلك. وعلى العكس قرر المدير الفني الجديد ضمي وأنا سعيد بذلك».
كما حرص خافيير زانيتي قائد فريق الإنتر على اتخاذ الموقف ذاته، وقال: «البعض حاول رسمي أنا وكامبياسو كقائدين لمعارضة مارادونا، لكن هذه حماقة حقيقية. قبل وخلال وبعد المونديال لم أقل كلمة واحدة لا تدعم المنتخب الأرجنتيني». الجانب المتناقض في هذه القصة هو أن بعض المقربين من المدير الفني السابق وصفوا استدعاء زانيتي وكامبياسو بأنه إثارة ضد دييغو، وإظهار أنه لا يوجد وسط كروي مجنون و«ممتع» مثل الوسط الأرجنتيني، واعتذر سيرغيو باتيستا المدرب الجديد تقريبا عن ذلك وقال: «إذا كان طاقم مارادونا قد شعر بالإهانة، فهذا يؤسفني حقا. لكنني ما أزال أعتبر زانيتي أفضل ظهير أيمن في كرة القدم الأرجنتينية، وعليه فقد قمت باستدعائه».
وقبل اللقاء الودي المهم أمام إسبانيا، واجه كامبياسو سيلا من الأسئلة بشأن جودة اللعب الإسباني عموما وبرشلونة بصفة خاصة، وقال: «كل لاعب يتمنى اللعب مثلهم قبل مماته، وبالتالي فكرة المدرب باتيستا لزيادة الاستحواذ على الكرة تعجبني كثيرا، وهناك ناد واحد فقط في العالم يمكن مقارنته ببرشلونة من ناحية الاستحواذ على الكرة، وهو أياكس الهولندي. مع الفارق أن النادي الهولندي يبيع نجومه فيما يحتفظ النادي الكتالوني بنجومه لكن لا ينبغي رؤيته في مواجهة الإنتر لأن مقولة أننا ندافع فقط تحمل ظلما كبيرا، فلا أحد يفوز بكل شيء، مثلما فعلنا نحن، وهو ينتظر الخصم. نحن نعلم متى نهاجم ومتى ندافع».