ديل نيري يعتمد على خططه الدفاعية للنهوض بهجوم اليوفي

يحاول إعادة الفريق إلى مصاف الكبار من جديد

TT

صرح ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم من قبل بأن المدرب لا يمثل أكثر من 20% من نتائج الفريق. إن تحديد النسبة أمر مستحيل ولكن إذا أردنا التوافق مع آراء بلاتيني فسيكون هناك انطباع بأن فريق يوفنتوس قد يكون استثناء تقليديا لهذه القاعدة.

لقد تم غلق سوق الانتقالات وتم « تدعيم» الفريق والآن يعلم مدرب اليوفي ديل نيري تماما أن الجميع ينتظر منه (يتوقعون؟) معجزة تحويل مجموعة هزيلة إلى فريق قادر على المنافسة. إن حجم المسؤوليات لا يقلق ديل نيري بل إنه يزيده حماسة، والتدريبات التي يجريها الفريق في معسكر فينوفو تظهر ذلك، فمدرب اليوفي مدرك للصعاب التي تنتظره ولكنه متحمس للفرصة التي أتيحت له لتطبيق مبادئه في أحد الأندية الكبيرة.

إن حدود مهمة ديل نيري لا تتوقف عند حد تدريب الفريق بل إنه يقوم بتوجيه التعليمات للفريق وشرح واجبات كل لاعب في كل مركز داخل الملعب ويجعل الجانب الخططي هو أساس أداء فريقه. إنه عمل صبور ودائب. إن الارتباك الذي تعرض له نادي اليوفي في العام الماضي كان قد انعكس حتما على الفريق في الملعب. والآن أصبح كلمة السر ومفتاح هذا الفريق هو التوازن والنظام. ومن أجل تصحيح الأخطاء الخططية يقوم المدرب بالحديث كثيرا مع اللاعبين ويؤكد ذلك أيضا من خلال أجهزة دي في دي التي تعتبر أداة ثمنية خاصة لمدافعي الفريق. فليس هناك شيء متروك للصدفة لأن التوازن والنظام فضلا عن المنافسة بإمكانها تقليص الفجوة الفنية التي جعلت نادي اليوفي بعيدا عن مصف الفرق الكبرى في الدوري الإيطالي.

يعد ديل نيري من الناحية النظرية عاشقا للطريقة الدفاعية. فهو يطلب من اللاعبين حفظ تحركات ومواقف اللعب في الكرات الثابتة والمتحركة. وفي الكرات الثابتة يفضل ديل نيري اللعب بأربعة مدافعين في منطقة الجزاء أمام ستوراري حارس المرمى وبثلاثة لاعبين آخرين خارج منطقة الجزاء. وعادة يكون خط الدفاع بأربعة لاعبين مكونا من لاعبين يلعبون في مركز الدفاع ويتم الدفع بأماوري وسيسكو في خط الهجوم حيث يمكنهم استغلال طول قامتهم في منطقة الجزاء. وفي معسكر فينوفو يقوم ديل نيري بتدريب الفريق على القيام بذلك حتى في حال وجود نقص عددي كبير للفريق، الأمر الذي قد يتعرض إليه فريق اليوفي خلال المباريات والذي سيتمكن الفريق من تجاوزه. وعندما تقوم الفرق المنافسة بالهجوم فسيقوم جميع لاعبي فريق اليوفي بما يتعين عليهم القيام به من أجل تضييق المساحات وامتلاك الكرة والارتداد سريعا، مع عودة أحد لاعبي الأجناب إلى خط الدفاع ليسمح للمدافع التقدم إلى الوسط. ويرتد أحد لاعبي ارتكاز خط الوسط نحو مرماه فيما يظل الآخر متأهبا للهجوم على مرمى الخصم. وقد أصبح ذا قيمة بالغة دور التواصل الذي يقوم به ديل بييرو حيث يلتقي زملاءه ويتحاور معهم ويوضح لهم طريقة اللعب.

وفيما يتعلق بهجمات الفريق فديل نيري ينتظر الكثير من لاعبيه حتى وإن أتاح لرأسي الحرابة حرية التصرف والتحرك. فالهجمة يجب أن تتسم بالسرعة. لقد نشأ فريق اليوفي على إرهاق الخصوم دائما في جبهتي الدفاع والهجوم، ويطلب المدرب من لاعبي الأجناب الاستمرار في التحرك داخل الملعب لتوسيع المساحات وفتح دفاع الخصم. أما بالنسبة للاعبي الارتكاز في وسط الملعب فيطلب ديل نيري منهما الاستحواذ على الكرة حتى تتبين لهم اللحظة المناسبة لتمريرها لجانبي الملعب وربما من خلال لمسة أو لمستين للكرة. وقد يشارك أحد لاعبي الأجناب من بداية الهجمة ولكن بعد ذلك مع التغيير المفاجئ للملعب تأتي الهجمة من الجانب المعاكس. وأحيانا يصل الجناح إلى عمق الملعب وفي هذه الحالة يكون لديه على الأقل ثلاثة حلول ممكنة؛ فرأسا الحربة يلتقيان معا في منطقة جزاء الخصم أو أن الظهير الأخر يصل سريعا إلى أحد لاعبي الارتكاز في خط الوسط.

إذن، ما ينتظره ديل نيري من الفريق هو التوازن. إن فريق اليوفي بإمكانه أن يهاجم بستة لاعبين ولكن يتعين عليه أيضا أن يحافظ على المساحات بين قطاعات الملعب مقارنة بالاستحواذ على الكرة. وإذا امتد الفريق سيحدث ما وقع في مباراته أمام فريق شتورم غراس النمساوي عندما تمكن زايبيكس لاعب الفريق النمساوي من تجاوز بونوتشي أولا ثم كيلليني وذلك لأنه كان هناك مساحات واسعة بين قلبي الدفاع. الخطأ الذي لا يريد ديل نيري رؤيته مرة ثانية.