خبراء كرويون: أنصفوا اللاعبين والدوري.. وضغوطات كأس الخليج يجب ألا تكون على حساب آسيا

«الشرق الأوسط» ترصد الآراء حول آلية تكوين منتخب سعودي خاص بالبطولة

TT

ليست المرة الأولى التي تظهر فيها بطولات كأس الخليج العربي لكرة القدم بحال غير مستقرة تفتقد للوضوح خاصة فيما يذهب إلى تأكيد إقامتها أو تأجيلها على اعتبار أن العقود الأربعة التي عاشتها هذه البطولة تؤكد أنها لا تزال تحتفظ بخاصيتها في الغموض والمزاجية والمجاملات، والتاريخ الرياضي لهذه البطولة يشهد غير مسألة التأجيل والإلغاء رغبات منتخبات خليجية في عدم إرسال فرقها الأساسية لأسباب متعددة أبرزها منطقية كما فعلت الكويت في النسخة السادسة حينما أرسلت فريقها الرديف بحجة مشاركة منتخبها الأول في مونديال 1982 الذي جرى في إسبانيا وقبل ذلك فعل المنتخب السعودي الذي شارك بمنتخب رمزي في الدوحة عام 1976 احتجاجا على تجنيس دول خليجية بعض اللاعبين قبيل انطلاقة النسخة الرابعة.

بعد كل هذه العقود يعود الجدل مرة أخرى في خليجي 20 المقرر لها أن تكون في اليمن خلال الفترة من 22 نوفمبر (تشرين الثاني) وحتى 5 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين وقبل شهر واحد فقط من انطلاق بطولة كأس أمم آسيا في الدوحة.. إذ لم يكشف الاتحاد السعودي لكرة القدم عن هوية المنتخب الذي سيشارك في البطولة هل هو المنتخب الأول أم رديف هذا المنتخب أم المنتخب الأولمبي ونشير إلى أن هذه التساؤلات ضاعت بين مسؤولي الأخضر فأمين عام اتحاد الكرة السعودي فيصل عبد الهادي أكد في تصريحات لصحف خليجية أن المنتخب السعودي سيشارك بصفه الأساسي فيما أكد بيسيرو أن الرديف هو من سيشارك والإجابة ذاتها قالها مدير المنتخب فهد المصيبيح وسط تأكيدات وسائل إعلام يمنية بأنها تلقت وعودا من اتحاد الكرة السعودي بمشاركة الفريق الأول..؟! «الشرق الأوسط» وبمصادرها الخاصة تؤكد أن الأخضر سيشارك بفريق من رديف المنتخب السعودي الأول لكرة القدم مع رغبة بيسيرو وبالاتفاق مع مسؤولي اتحاد الكرة في إراحة نحو 6 إلى 8 لاعبين أساسيين وللوصول إلى رأي موحد أو مجموعة آراء بخصوص من سيشارك في البطولة المقبلة توجهت «الشرق الأوسط » إلى مجموعة من الخبراء والمختصين في الشأن الكروي بهدف تسجيل رأيهم حيال مشاركة الأخضر في البطولة فكانت الإجابات متفاوتة ومتباينة بين رأي يطالب بالفريق الأساسي ومنح البطولة أهميتها والمنافسة بقوة على اللقب وبين رأي يطالب بمنح العناصر الشابة «المنتخب الأولمبي» فرصة المشاركة كي تنال الخبرة والاحتكاك اللازمين، مما سيعينها في مشوارها المقبل.

البداية كانت مع المدير الفني السابق للمنتخب الأولمبي السعودي بندر الجعيثن إذ قال: من خلال المعسكر الذي أقامه المنتخب في النمسا نجد أن المدرب البرتغالي بيسيرو أخذ مجموعة كبيرة من اللاعبين (ما يقارب الثلاثين لاعبا) ووقف على مستوياتهم ومنحهم فرصة المشاركة في المباريات الإعدادية وأعتقد أن المشاركة في الصف الثاني في هذه البطولة هي الأقرب بحكم أن كأس الخليج كانت منطلقا للعديد من النجوم الكبار وخرجت أجيالا متألقة ولكن في الوقت الحاضر نحن بحاجة لبطولة أقوى من الخليج وبحاجة لمسابقات على مستوى عال ترفع من أداء اللاعب السعودي وأعتقد أن الخليجية ليست بذات الأهمية بقدر أهمية تحقيق البطولة الخليجية ووجهة نظري أن يتم منح اللاعبين الذين لم يتسن لهم الدخول في القائمة الأساسية خلال المسابقات الرسمية السابقة فرصة المشاركة لكي نخرج جيلا من الشباب تكون قدراتهم مقاربة لما لدى نظرائهم الأساسيين، في الوقت الذي نكون فيه قد حافظنا على أصحاب المستويات القوية والأساسيين، نحافظ عليهم لأجل البطولة الآسيوية.

وعن توقف الدوري في توقيت بطولة الخليج قال الجعيثن: لا بد أن يكون الدوري لدينا مستمرا وأحيانا في أوروبا نجد منتخبات تشارك والدوري لديها مستمر ونأخذ أقرب مثال الدوري الإنجليزي لا يتوقف واستمرار الدوري فرصة لمنح اللاعبين الذي لم يأخذوا فرصة المشاركة ليثبتوا أنفسهم وهنا نعطي انطباعا كبيرا للمدرب بوضع لاعبين جدد خاصة أن الموسم طويل ويحتاج لمجموعة من اللاعبين.

ويضيف: حتى لو كانت المشاركة في المنتخب الأول يجب أن يستمر الدوري فالمسابقة الآن ارتفع عدد جولاتها عن الموسم الماضي علاوة على أن الموسم مزدحم بالمباريات وهناك ضغط كبير على الدوري.

ويختم الجعيثن حديثه: بطولة الخليج دائما ما يصاحبها بعض الضغوط النفسية على اللاعبين ومطالبات الفوز بالبطولة مستمرة وضاغطة، وهذا ربما يؤثر على تركيز اللاعب ونحن قريبون من خوض غمار المعترك الآسيوي وهذه مشكلة في الإعلام الرياضي والجمهور السعودي وهي مطالبة المنتخب السعودي بتحقيق أي بطولة يوجد فيها فالتركيز على بطولتين قد يحدث رد فعل عكسيا على اللاعبين وربما على مستوياتهم البدنية.

ومن جانبه، قال عضو مجلس إدارة نادي الهلال واللاعب السابق في النادي عادل البطي إنه ضد المشاركة بالمنتخب الأولمبي في بطولة خليجي 20 فهي بطولة على مستوى المنتخب الأول، والفريق السعودي لديه عناصر بغض النظر عن كونها رديفا أو غير رديف فيستطيع اللعب بعناصر مختلفة ولن يؤثر هذا على مشاركة المنتخب السعودي في هذه البطولة وبشكل آخر أفضل مزج عناصر الخبرة مع الكفاءات الفنية الشابة دون النظر لمن يلعب من الأسماء.

ويضيف البطي: المدة ليست قصيرة بين بطولتي خليجي 20 وبطولة الأمم الآسيوية وفي رأيي الشخصي أعتقد أنها أفضل استعداد لكأس آسيا شريطة أن لا تؤثر فينا كوسط رياضي فالحقيقة أصحبت بطولة الخليج كأنها هاجس للإعلام الرياضي والجمهور السعودي واحتمال أن نخسر البطولة بات مؤلما للجميع، ولكن بعد ذلك نكسب البطولة الآسيوية وحدث هذا الأمر كثيرا في السابق وأعتقد أن الظفر بالبطولة القارية أهم وأفضل ولكن يجب أن ندرك عند لعب بطولة خليجي 20 أهمية عدم تكريس مفهوم منتخب رديف فالمنتخب هو من يمثل اسم الوطن بغض النظر عن الأسماء الموجودة فيه.

وعن رأيه حيال توقف مسابقة دوري زين السعودي للمحترفين في توقيت البطولة الخليجية قال البطي: هو أمر لا بد منه وأنا ضد أن تلعب الفرق في دوري زين واللاعبون الدوليون يتغيبون عن صفوفها فما دامت المشاركة حضرت إذن لا بد من إيقاف الدوري على الرغم من وجود أمور تؤثر على الدوري ولكني مع الإيقاف وليس ذنب الفريق الذي يمد المنتخب بعناصره أن نقوم بحرمانه من المنافسة على دوري زين فلو كانت المباريات خروج مغلوب ليس هناك مشكلة في استمرار المنافسات أما دوري زين فيجب ألا يمس، ويلزم وجود جميع اللاعبين خلال منافساته، فبطولة آسيا تقام كل أربع سنوات ومشاركتنا فيها أمر مفيد للكرة السعودية كونها بطولة قارية وكأس الخليج أصبحت إرثا رياضيا لدينا ولكني أتمنى أن يتم وضع آلية وجدولة مناسبة وحتى لو أقيمت البطولة كل أربع سنوات لكانت أفضل.

ومن جانبه، قال اللاعب الدولي السابق صالح الداوود: في رأيي يجب أن يكون هناك مزج بين العناصر التي ستشارك في البطولة الخليجية المقبلة بحيث تلعب مجموعة في مباراة والأخرى في المباراة الثانية، أما مسألة المشاركة بالبدلاء أو الأولمبي فأنا لا أؤيدها إطلاقا وأعتقد أن هذه البطولة هي أفضل استعداد للمنتخب وفيها مباريات قوية وتنافسية، وفي اعتقادي أن أربع مباريات في هذه البطولة إضافة لخوض مباراة ودية دولية قوية هي خير استعداد لبطولة آسيا 2011 فأنا مع ضم المجموعة كاملة وإشراك مجموعة معينة في كل مباراة فمثلا يزج بأسامة هوساوي وأحمد عطيف وياسر القحطاني كلاعبين خبرة مع لاعبين آخرين، فأنا لا أقول لاعبين شبابا أو لاعبين خبرة ولكن يجب ألا يلعب البرتغالي بيسيرو بالقائمة الأساسية ولكن يجب أن تكون العناصر قريبة من بعضها فبطولة آسيا قريبة وليس هناك وقت لإقامة معسكر أو خوض مباريات ودية كبيرة فهذه وجهة نظري بأن يكون المنتخب مجموعة واحدة ولا فرق بين أساسي واحتياطي ولكن في حساب المدرب يجب أن يشرك اللاعبين الأساسين بصورة موزعة. ويواصل الداوود حديثه: البطولة الخليجية هي خير استعداد لكأس آسيا التي ستقام في منتصف الموسم ولا أعتقد أن هناك إرهاقا سيترتب على ذلك إذا كان الإعداد بشكل جيد، ويضيف الداوود: البعض يتحدث عن الضغوط في حال خسارة المنتخب البطولة ولكن أعتقد أننا نستطيع تجاوز هذه المرحلة بالزج بتشكيلة متنوعة بين الأساسيين والاحتياط.

ويختم حديثه: من مبدأ العدالة لجميع الفرق يجب أن يتوقف الدوري خاصة أن البطولة بنظام النقاط الآن ومن الظلم لأندية الهلال والشباب والاتحاد أو أي ناد يتم أخذ أكثر من ثلاثة لاعبين منه كالأهلي أو النصر أيضا فليس هناك مربع ذهبي ولا توجد فرصة للتعويض فالأندية دفعت وصرفت المبالغ الكبيرة للمنافسة على الدوري.

وفي هذا الجانب قال مدير التحرير في الزميلة صحيفة «الاقتصادية» عيد الثقيل: أعتقد كما سمعنا سابقا عن توجه منتخبات خليجية كثر المشاركة بالفريق الأولمبي في هذه البطولة، وإن حدث هذا سعوديا فهو من مصلحة الدوري السعودي فالآن كثرة المسابقات والبطولات السعودية إضافة لمشاركة فريقي الهلال والشباب في البطولة الآسيوية أعتقد أنها سترهق الأندية كثيرا والبطولة الخليجية هي بطولة ودية وبطولة ترابط ومودة بين أبناء الخليج ولا أعتقد أن الظفر بها مطمح أو هدف نسعى لتحقيقه فلو استفدنا من المشاركة فيها بالزج بمنتخب أولمبي شاب أعتقد أن مكاسبنا ستكون أكبر وأهم من الظفر بالبطولة ذاتها وذلك بإظهار وجوه شابة قادرة على خدمة الكرة السعودية لسنوات طويلة.

ويضيف الثقيل: الآن نشاهد منافسات الدوري أصحبت جيدة وقوية والاستعداد للأندية كذلك قوي جدا من خلال المعسكرات الخارجية وحتى بدايات الدوري السعودي تبشر بموسم جيد وتقديم كرة أفضل وأعتقد أن استمرار الدوري هو أفضل لتجهيز لاعبي المنتخب من بطولة الخليج، فإذا كانت المشاركة على صعيد المنتخب الأولمبي فأنا ضد التوقف والتوقف سيفقد الدوري الكثير من إثارته وسيؤثر على المستويات الفنية للدوري ولكن إذا تمت المشاركة في المنتخب الأول فسيكون التوقف أمر مطلوب.

وأخيرا يرى اللاعب الدولي السابق فيصل أبو اثنين أن البطولة الخليجية هي المجال الوحيد لتحقيق بطولة للأخضر حيث قال: إذا كانت مشاركتنا الخليجية على صعيد المنتخبات الأولمبية قد قدمنا من خلالها نتائج سيئة ولم نحقق أي إنجازات تذكر مع الأولمبي أو الشباب والناشئين ومع ذلك نغامر باسم السعودية رياضيا ونشارك بالمنتخب الأولمبي في بطولة هامة كدورة الخليج، فأتمنى ألا تحدث هذه المغامرة وأنا حقيقة أستغرب ممن يطالب بالمشاركة في المنتخب الأولمبي أو الرديف وأنا أتساءل هنا كيف نضم لاعبا من فريقه ويدفع فيه الملايين ونسميه منتخبا رديفا فأعتقد أن هذا إحباط للاعب وعدم تقدير للمبالغ التي تدفع عليه فهذا تقليل لقيمة اللاعب المعنوية والمادية، ويضيف أبو اثنين: السعودية هي من أوائل من يدعم الترابط الخليجي وأنا لا أعلم لماذا البعض يقلل من البطولة الخليجية ونحن الآن ندخل في البطولة رقم عشرين خليجيا ولم نحقق منها سوى ثلاث بطولات ومع ذلك نتكلم عن مشاركة المنتخب الأولمبي فمثلا لو حققنا خمس عشرة بطولة أو عشرا قد نتكبر على البطولة الخليجية ولكن أن نكون لا نملك الأدوات ومع ذلك لا نرغب في المشاركة! ويواصل أبو اثنين حديثه: مع الأسف هذه الآراء نجد أصحابها يصرون عليها وهذا لا يتماشى مع كرة القدم فالمنتخب السعودي عند مشاركته في أي بطولة يجب أن يشارك وينافس على تحقيقها أما المشاركة لمجرد المشاركة فأتمنى أن لا نشارك بأي مسمى حتى لا نتلاعب باسم السعودية رياضيا.

وعن تقارب البطولتين الخليجية والآسيوية ومدى الإرهاق الذي قد يحدث للاعبي المنتخب قال أبو اثنين: قبل أن تكون البطولة الخليجية مرهقة أتمنى أن ننظر لأنفسنا فنحن مع الأسف نضغط لاعبينا في البطولات المتتالية والكثيرة وبعد ذلك نتكلم عن البطولة الخليجية التي لا تتجاوز خمس مباريات عند الوصول للمباراة النهائية، فنحن في المسابقات السعودية لدينا أربع بطولات علاوة على مباريات المنتخب الودية والتوقف لأجلها، فالمنتخب أقام معسكرا نهاية الموسم الماضي في النمسا وأنا أوجه سؤالي: ما الفوائد التي حققناها من المعسكر الذي جاء في نهاية الموسم حيث يكون اللاعبون في أقصى درجات الإحباط والتعب والإجهاد ومع ذلك تمت إقامة معسكر خارجي.

وتابع: أعتقد أن البطولة الخليجية ليست مرهقة بل هي كاشفة للمدرب قبل بطولة آسيا ولن تؤثر على لاعبي الأخضر بل هي ستقدم لنا الصورة الحقيقة للمدرب البرتغالي بيسيرو وما سيفعله مع المنتخب وحقيقة لا أتفاءل بوجوده وأعرف نتائجنا سلفا في البطولتين الخليجية والآسيوية، فهي محاولة تهرب عن بطولة الخليج من المدرب البرتغالي بيسيرو حتى يستمر عقده للبطولة الآسيوية وإذا كنا نعتذر بأن الخليجية مرهقة وهي خمس أو أربع مباريات ولا تصل لمستوى الإرهاق للمعسكر الذي أقيم في النمسا دون أي فائدة.

ويضيف أبو اثنين: الأخضر السعودي بحاجة لأي إنجاز سواء كان البطولة الخليجية أو غيرها فأنا أتمنى التركيز وتقديم مستويات رائعة بحيث نبعث رسالة للمنتخبات الآسيوية قبل الدخول في المعترك الآسيوي أما من يتهرب من البطولة الخليجية فهو مع احترامي يتهرب من الآسيوية لذلك أنا ضد المشاركة في المنتخب الأولمبي بل لا بد أن نسعى لزيادة عدد البطولات الخليجية للأخضر السعودي فلو كان منتخب الكويت لا يرغب بالمشاركة في المنتخب الأول في هذه البطولة قد نجد العذر لهم لتشبعهم وتحقيقهم العدد الأكبر من البطولات.

وعن توقف الدوري عند المشاركة في البطولة الخليجية قال: الدوري مهم وغياب اللاعبين الدوليين مؤثر ولا أعتقد أن توقف أسبوعين مؤثر فلنعتبرها كمعسكرات المنتخب في أيام الفيفا التي هي أيام (يوم أو يومان) ونحن مع الأسف نجعلها عشرة أيام، وهذا ظلم للأندية بأن نضم لاعبيها والدوري مستمر فهناك بعض الأندية يذهب منها لاعب أو اثنان ولكن هناك أندية يذهب منها ثمانية أو سبعة لاعبين وعموما جميع هؤلاء اللاعبين مؤثرون في أنديتهم سواء كانوا لاعبين أو أكثر فلو كانت بطولة على مستوى المنتخبات الأولمبية لكان من الأفضل استمرار الدوري.