إبراهيموفيتش: قميص الميلان هو أجمل قميص ارتديته في حياتي

السويدي يبدأ في توجيه الضربات الموجعة إلى الإنتر قبل استئناف الدوري الإيطالي اليوم

TT

من الطبيعي أن يحسد بقية المدربين في الأندية الإيطالية المدرب الشاب للميلان، ماسيميليانو اليغري، الذي يتوجه مع نجومه البارزين لمواجهة سيسينيا اليوم ضمن المرحلة الثانية من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وبوسع الميلان الذي كانت آخر مرة فاز فيها بالدوري عام 2004 أن يستعين بالرباعي القوي إبراهيموفيتش وروبينهو ورونالدينهو والكسندر باتو في المباراة أمام مضيفه سيسينيا.

وفي الوقت نفسه لا تطيق جماهير إنتر ميلان الانتظار حتى تتأكد بنفسها من أن كل شيء يسير على خير ما يرام داخل معسكر الفريق الذي يلتقي مع ضيفه أودينيزي اليوم في أول مباراة هذا الموسم تقام على ملعب الفريق. وتعرض حامل اللقب إنتر ميلان لتعادل سلبي مخيب للآمال على ملعب بولونيا قبل أسبوعين، في أول مباراة للفريق الفائز بلقب دوري أبطال أوروبا والدوري والكأس المحليين إلى جانب كأس السوبر المحلية.

وإذا كان إبراهيموفيتش قد أقسم عام 2006 إنه كان يشجع الإنتر في طفولته، فقد قبل اللاعب شعار نادي برشلونة في العام الماضي، وبالتالي لا يدعو الأمر إلى الدهشة عندما نسمعه يصرح قائلا: «إن هذا أجمل قميص لعبت به طوال حياتي». وبهذه التصريحات أرضى إبراهيموفيتش جماهير الميلان ومسؤوليه. إن أحد مميزات زلاتان إبراهيموفيتش التي لا تنقص من قدره هي قدرته السريعة على التأقلم. ويوصف اللاعب بأنه شخص منطو لكن الحقيقة هي أنه يجيد التواصل والحديث مع الآخرين. فقد استطاع إبراهيموفيتش، خلال تقديمه رسميا للجماهير بالقرب من ساحة الدوومو الشهيرة في أكبر ميادين مدينة ميلانو، أن يتخطى حاجز العبارات التقليدية ويظهر بطريقة واضحة للغاية العشق الذي عاد يظهر من جديد بين جماهير الميلان وناديها، إلى درجة أن غالياني، نائب رئيس النادي، صرح قائلا: «بفضل إبراهيموفيتش وروبينهو، عاد الحب والوئام بين برلسكوني والنادي والجماهير، وهو الحب الذي بدأ عام 1986 واستمر حتى بيع كاكا. والآن نسيت الجماهير ذلك الأمر وتلك الفترة». وأوضح إبراهيموفيتش قائلا: «لقد تحدثت مع برلسكوني مرتين وقال لي كلمات مهمة، وكان هو أول من أقنعني بالانضمام إلى الميلان».

النادي الأخير.. وصرح غالياني بابتسامة كبيرة وهو يجلس بين اللاعبين الرائعين قائلا: «لقد تغيرت الأجواء وتغير كل شيء». وكشف غالياني عن أن هناك مهمة وتكليفا صعبا ينتظران إبراهيموفيتش مع فريقه الجديد قائلا: «إن أكبر هدافي الميلان في كل العصور هو نوردهال، وهو سويدي مثلك، برصيد 221 هدفا في 268 مباراة. وأتمنى لك أن تحرز 222 هدفا في 269 مباراة». لكن تحقيق ذلك يحتاج إلى وقت طويل. ولعل أفضل شيء بالنسبة إلى إبراهيموفيتش، الذي يتميز بالرغبة في الانطلاق والتجوال، هو أن يأخذ كل ما يضعه الميلان تحت تصرفه. وقد صرح المهاجم السويدي قائلا: «لقد وقعت مع الميلان لمدة 4 سنوات وهدفي هو البقاء مع النادي. إنني عندما أرتبط مع ناد جديد أعتقد دائما أنه النادي الأخير في مسيرتي، ولكن لا أحد يستطيع أن يعرف أبدا ما سيحدث. لقد تركت الإنتر وذهبت إلى فريق أقوى، وتركت فريق برشلونة لأنه كان هناك شخص (المدرب غوارديولا) لا يريدني. أتمنى أن يكون الموسم الحالي هو أفضل مواسمي على الإطلاق، فأنا أشعر أنني بحالة بدنية رائعة».

تعطش أكبر للانتصارات.. باختصار هناك مشروع طويل المدى بين الميلان وإبراهيموفيتش يجب أن يعيشه اللاعب عاما بعد عام. وهي الصيغة المثالية لتجنب النقد وأيضا للظهور بمظهر تلقائي ودون مشكلات. لكن الوقت الحالي على أي حال هو وقت الابتسامات وإثارة حماس الجماهير وأحلامهم وإطلاق التحديات الصعبة. وقد أكد إبراهيموفيتش، قائلا في هذا الصدد: «إنني أعود إلى إيطاليا بتعطش كبير ورغبة في تحقيق إنجازات أكبر مقارنة بالماضي. فنحن أقوى من الإنتر ونحن الفريق المرشح للفوز بلقب الدوري الإيطالي وبطولة دوري أبطال أوروبا. ويجب على جميع الفرق الأخرى أن تخشى الميلان الآن. وستستمتع الجماهير بأداء الفريق». وأكد إبراهيموفيتش أنه عاد إلى إيطاليا ليؤكد تفوق ناديه الجديد على غريمه في مدينة ميلانو.

وروى إبراهيموفيتش أنه تحدث مع موراتي، رئيس نادي الإنتر، هاتفيا «لأمور خاصة»، وبعد ذلك قام برسم صورة لن تروق كثيرا لرئيس ناديه القديم، حيث قال إبراهيموفيتش: «إن اللقاء الذي سألعبه باستمتاع أكبر هو لقاء الإنتر الذي سيكون ديربي رائعا. وأنا واثق بأننا في النهاية سنحتل قمة الدوري وسيأتون هم في المركز الثاني. إنني أعرف أن بعض جماهير الإنتر ستكرهني الآن لكن هذا لا يهمني، فهذا هو الماضي، أما الحاضر والمستقبل بالنسبة إلي فيحملان اسم الميلان».

لا حاجة إلى الدفاع.. بينما أعرب غالياني عن سعادته بشأن ميزانية نادي الميلان (حيث صرح قائلا: «لم تزدد الميزانية سوءا بعد ضم إبراهيموفيتش وروبينهو»)، استمتع إبراهيموفيتش بالتفكير في طريقة اللعب بأربعة رؤوس حربة التي يمتلك لها حلا فوريا قائلا: «إن الهجوم هو خير وسيلة للدفاع. وإذا قمنا نحن الخمسة، بالنظر إلى وجود إنزاغي اللاعب الفذ أيضا معنا، بواجبنا بصورة جيدة، فلن يحتاج فريق الميلان إلى الدفاع». ولعل اليغري مدرب الفريق أقل استمتاعا من إبراهيموفيتش بهذا الأمر. إن رونالدينهو يحظى برفيق جديد في الابتسام يتمثل في روبينهو اللاعب الجديد في صفوف الميلان الذي صرح قائلا: «إنني أرغب في إضفاء الرقصات والاحتفالات إلى فريق الميلان في الملعب. أريد أن أمنحه البهجة». لكن روبينهو سيمنح الميلان أيضا الكثير من الأهداف والتمريرات الحاسمة. وقد أظهرت روح المرح البادية على روبينهو مدى السعادة والروح المعنوية العالية الموجودة حاليا في فريق الميلان. إن روبينهو يعتبر الصفقة الكبرى لنادي الميلان هذا الموسم لأنه انضم على الفريق في يومين فقط بعد أن كانت جعبة الميلان تبدو ممتلئة ومتخمة بالفعل بانضمام إبراهيموفيتش. وتحدث غالياني عن صفقة ضم روبينهو قائلا: «لقد كان مفتاح إتمام الصفقة هو موافقة برلسكوني بغض النظر عن رحيل بوريللو. وقد طلب مني رئيس النادي الاستمرار في الصفقة وكان هذا عنصرا حاسما لولاه لما أسعفنا الوقت لإتمام الأمر».

البرازيليون.. إن روبينهو أكثر خجلا من إبراهيموفيتش. وما زاد من خجله هو المقارنات التي عقدها غالياني عندما صرح قائلا: «لقد فاز فريق الميلان بأول بطولة له في أوروبا عام 1963 بهدفين للبرازيلي ألتافيني. وأتمنى لك أن تحرز 3 أهداف في نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا هذا الموسم». وتحدث المهاجم الفذ عن اللاعبين البرازيليين في صفوف الميلان قائلا: «إن جميع البرازيليين الذين لعبوا للميلان حققوا تاريخا رائعا. وأتمنى أن أحقق الكثير من البطولات بقميص الميلان، فنحن قادرون على الفوز بكل شيء. لقد كنت أرغب دائما في اللعب للميلان». وباستثناء الوافد الجديد إبراهيموفيتش، يعرف روبينهو جميع لاعبي خط هجوم الميلان ويستمتع باللعب معهم. وقد أوضح اللاعب ذلك عندما قال: «إنه خط هجوم رائع يمتلك مواهب كبيرة. ويعتبر رونالدينهو وباتو لاعبين رائعين وأتمنى أن ألعب معهما مباريات كثيرة. هل يعتبر اللعب بـ4 رؤوس حربة مخاطرة كبيرة؟ إذا تعين عليّ الرجوع إلى الخلف للمعاونة وربما تمكين الآخرين من التسجيل فلا توجد مشكلة على الإطلاق». وأنهى روبينهو تصريحاته بكلمات بدت أشبه بوعد يقطعه على نفسه قائلا: «لقد كانت علاقتي بمانشيني جيدة، لكن الكرة الإنجليزية ليست هي المثالية بالنسبة إلى لاعب برازيلي. ولم تشاهد أوروبا بعد روبينهو الحقيقي»، لقد حانت اللحظة إذن.