تشيزينا الصاعد يفجر مفاجأة ويهزم ميلان بنجومه الكبار

ثلاثي هجوم فريق أليغري فشل في الاختبار الأول.. وإبراهيموفيتش أهدر ركلة جزاء

TT

في مفاجأة من العيار الثقيل، خسر فريق ميلان مباراته أمام فريق تشيزينا الصاعد هذا الموسم، ضمن منافسات الجولة الثانية للدوري الإيطالي بهدفين نظيفين سجلهما الألباني اريون بوغداني بكرة رأسية وإيمانويل جاكيريني في مباراة شارك خلالها جميع نجوم ميلان وبينهم البرازيلي روبينهو الذي دخل في الشوط الثاني بدلا من مواطنه رونالدينهو من دون أن يتمكن من تغيير النتيجة بالنسبة لفريقه الجديد الذي كان استهل الموسم بقوة بفوزه على ليتشي 4/صفر.

تقدم بوغداني لأصحاب الأرض في الدقيقة 31 من الشوط الأول، وعزز زميله جاكيريني تقدم تشيزينا بهدف آخر في الدقيقة 44 من الشوط ذاته.

وحصل ميلان على ركلة جزاء في الدقيقة 86 بعد خطأ على المخضرم فيليبو إنزاغي لكن النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش القادم من برشلونة الإسباني فشل في وضع الكرة بعيدا عن متناول حارس تشيزينا.

إن كرة القدم، مثل الحكمة القديمة، لديها دائما ما تعلّمه، ودرس هذه المباراة كان بسيطا قدر ما هو عنيف، وهو أن وضع عدد كبير من الأبطال القادرين على تسجيل مائة هدف ووضع صفقات سوبر تم إبرامها لا يعني الفوز ولا حتى التسجيل المؤكد. وليس مهما أيضا عدد المهاجمين في الملعب، ولا بد من إيجاد الطريقة التي من خلالها يمكن الاقتراب قدر الإمكان أكثر من المرمى، والميلان لم ينجح في ذلك. إبراهيموفيتش لم يفتح دفاع تشيزينا، ورونالدينهو لم يقم سوى بتسديدتين فقط، كما لم ينجح روبينهو في تجاوز لاعبي الخصم ولو مرة واحدة، أما باتو فقد كان أداؤه طيبا إلا أنه كثيرا ما وضعنا داخل تصرفات طائشة عدة، وهو عيب قديم. والنتيجة: أول مباراة لإبراهيموفيتش أشبه بالمغني التينور الذي يفقد صوته بمجرد ظهوره على المسرح، كما أن الهدف الأول لتشيزينا جاء من تمريرة عرضية خاطئة لزلاتان في وسط الملعب.

تمثلت مشكلة الميلان الأولى في الفراغ في منطقة الجزاء، فاللاعب السويدي يعشق التمويه بالتحركات الأفقية وكذلك أيضا الذهاب لتسلم الكرة خارج منطقة جزاء الخصم. لكن من المفترض أن يكون هو ذاته أمام المرمى، ليمثل النقطة المرجعية للهجوم، وانتهت به الحال مع أمبروزيني وغاتوزو في وسط الملعب تاركا قلب منقطة الجزاء شاغرا. وهذه هي المشكلة الثانية، فبحسب خطط أليغري، في هذا المكان في غياب إبراهيموفيتش من المفترض أن يوجد باتو، لكن اللاعب البرازيلي احترم التعليمات لنصف ساعة وبعدها انطلق في الجهة اليمنى.

وبدأ اليوم سيئا بالنسبة لإبراهيموفيتش على الطريق السريع، وفي المنطقة المؤدية إلى الاستاد ظهرت لافتتا «ترحيب» وبعدها ببضعة كيلومترات لافتة كتب عليها: «زلاتان الغجري» و«إبرا الغجري». وهو المعنى ذاته الذي تردد في هتافات جماهير تشيزينا. لم يكن زلاتان عند حسن ظن الجماهير، فقد أهدر ركلة جزاء في الدقائق الأخيرة من المباراة حيث اصطدمت الكرة بالقائم. وما ينبغي العمل أكثر بشأنه هو صياحه مع باتو في الشوط الأول، ويلخص «إبرا» أحداث اللقاء بقوله: «جاءت فرصتان لتشيزينا ونجح في استغلالهما، ونحن سجلنا هدفا لكن الحكم رأى شيئا آخر». من جهة أخرى، فإن المختصين في إمكانهم أن يخفقوا ولم يكن موفقا في الاستاد الذي بدأ فيه كاكا أيضا مسيرته مع الميلان. «البساط الأحمر» لزلاتان، الذي يحمل ضمانا بفرص عدة، ظل مفروشا في سان سيرو، حيث سيلعب اللاعب السويدي المباراتين المقبلتين.

كان الوجه الآخر للعملة ليلة جديرة بالنسيان، وفي أسبوعين انتقل المدرب ماسيميليانو أليغري من جنة الفوز في سان سيرو برباعية على فريق ليتشي إلى جحيم تشيزينا الصاعد والخسارة القاسية بهدفين من دون رد. لكن الهزائم أحيانا تساعد على التطور وإعادة اكتشاف الذات أكثر قوة من ذي قبل.

وعلق المدير الفني لفريق الميلان على النتيجة قائلا: «هذه الهزيمة ستفعل بنا خيرا، لأنها تعلمنا أن الفوز في المباريات لا بد من أن يكون داخل الملعب ومن خلال الأداء الجماعي. من أجل الفوز في إيطاليا وأوروبا فنحن في حاجة إلى تصرف مغاير تماما لما رأيناه هذا المساء. لا بد من التضحية والتركيز، خاصة حينما يكون الفريق متأخرا، وليس بإمكان اللاعبين دائما توقع الفوز المؤكد».

التركيز والتضحية، إذن، هما المفهومان اللذان أكد عليهما أليغري أكثر، وكان المدير الفني قد توقع كل شيء، وقال عشية اللقاء: «فريق تشيزينا سريع وبإمكانه أن يشكل خطرا علينا من خلال الهجمة المرتدة». وهو ما حدث، وبين شوطي المباراة كان متأخرا بهدفين جاءا من هجمتين مرتدتين، وقد غضب المدرب لذلك، خاصة بعد الهدف الثاني، وتابع: «كنا نعلم أنهم سيقومون بالانطلاقات السريعة والهجمات المرتدة، ولا يمكن السماح بدخول هدف هكذا. إنه شعور كبير بالحسرة، لأنه إذا سارت النتيجة 1/0 ربما كان الأمر سيختلف مع بداية الشوط الثاني».

كانت ليلة غريبة، كل شيء لم يعمل فيها، لكن المدير الفني لا يشعر بإلغاء كل شيء، وقال: «كانت لدينا مساحات قليلة ورضينا بالتحرك في أنحاء الملعب كافة، وكان لدينا أيضا لاعبان جديدان وصلا الخميس الماضي ويوم واحد من أجل الإعداد للمباراة، لكن لا يمكن أن يكون هذا عذرا، إننا في حاجة لضراوة أكثر. لكننا أحرزنا هدفين وأخطأنا ركلة جزاء، ولا يمكن إلقاء كل هذا أدراج الرياح». هدفان تم إلغاؤهما أثارا حفيظة أدريانو غالياني نائب رئيس الميلان الذي كان حاضرا في المقصورة، واشتكى لبراسكي المسؤول عن تعيين الحكام لإدارة مباريات الدرجة الأولى، وكان تعليق أليغري «لم أرهما ثانية لكنهم قالوا لي إنهما صحيحان».

إلى ذلك، كانت هناك إصابة تياغو سيلفا، الذي نزل إلى الملعب بين الشوطين وقال إنه يشعر بألم في الفخذ الأيمن وفضل عدم المجازفة، وشرح أليغري: «إنه يعاني من ألم عضلي، وسيتم تقييم حالته». في حين ترك اللاعب الاستاد متألما وقال: «كيف حالي؟ سنرى، إنني قلق ومنذ فترة طويلة وأنا لا أشعر بألم كهذا». إذن، في الوقت الحالي هناك خطر في الدفاع لمباراة دوري الأبطال المقبلة أمام أوكسير يوم الأربعاء المقبل وستكون استعادة خدمات نيستا ضرورية.

وعلى الجانب الآخر، ظهرت علامات الفرحة واضحة على إيغور كامبيديللي رئيس نادي تشيزينا الذي قال: «إننا في غاية السعادة، ومن السليم الاستمتاع بها، لكننا نعلم أننا سينبغي علينا العودة للعمل بعد ذلك. ما سعر فريق تشيزينا؟ الفريق لا يتشكل من أسعار لاعبيه فحسب، لكن أيضا من الدوافع، ونحن نركز عليها. الفريق دافع جيدا ونجح في الصمود أمام كتيبة قوية مثل الميلان». وأضاف: «فريق الميلان جعلنا نركض كثيرا، وبعد هذه المباراة سيكون بطل الدوري. الفوز يمنحنا ثقة لكن علينا ألا نتوقف عندها كثيرا».

من بين أفضل لاعبي المباراة، هناك إيمانويل جاكيريني الذي سجل هدفا لامعا أمام أعين كابريني الذي سيسلم شيزاري برانديللي المدير الفني للأزوري تقريرا ممتازا. وقال اللاعب صاحب الهدف الثاني: «إنها لحظة رائعة للغاية. ولو قال أحدهم لنا قبل بداية الموسم إننا بعد مباراتين سيكون رصيدنا 4 نقاط فما كنا لنصدقه. بهذه الإرادة وهذا الحماس بإمكاننا اللعب أمام الجميع على الفوز. إنني أنتظر ضمان البقاء الذي يظل هو هدفنا». لكن من الصعب أن يفكر فريق تشيزينا في ذلك فقط بعدما أوقف روما بالتعادل 0/0 وهزم الميلان 2/0.