يوفنتوس يتعثر بتعادل مع سمبدوريا ومدربه يعترف بالحاجة إلى التطور

ديل بييرو احتفل بمولوده الثالث مؤكدا عزمه على التحسن

TT

فشل فريق يوفنتوس مرة أخرى في استعادة ذاكرة الانتصارات في ثاني مبارياته ضمن منافسات دوري الدرجة الأولى الإيطالي للموسم الجديد، وذلك بعدما تعادل على ملعبه ووسط جمهوره مع فريق سمبدوريا العنيد في المباراة التي جمعت بينهما في الاستاد الأولمبي بتورينو.

في الشوط الأول، افتتح بوتزي لاعب سمبدوريا مهرجان الأهداف في الدقيقة 36، وسرعان ما أدرك ماركيزيو التعادل في الدقيقة 43، وفي شوط المباراة الثاني، تقدم بيبي ليوفنتوس لأول مرة في الدقيقة 5، ثم تعادل كاسانو في الدقيقة 19، وتقدم كوالياريللا للسيدة العجوز مرة أخرى في الدقيقة 22، وبعدها بست دقائق تعادل بوتزي للضيوف لتنتهي المباراة 3/3. وبذلك، حصد يوفنتوس نقطة واحدة خلال أول مباراتين له في الدوري، من خسارة في الأولى أمام باري وتعادل أمام سمبدوريا، وهو شيء قليل جدا بالنسبة لتاريخ فريق السيدة العجوز.

17 عاما، أو، إذا كنتم تفضلون، 204 أشهر، أو بالأحرى 6209 أيام، تلك هي الفترة التي قضاها أليساندرو ديل بييرو لاعب يوفنتوس في دوري الدرجة الأولى منذ بدايته في 12 سبتمبر (أيلول) 1993 وحتى عصر أول من أمس. إنه أمر ذو معنى أن يشعر قائد الفريق، في سن 36 عاما، وبعدما فاز بكل شيء بقميص يوفنتوس، بحاجته أيضا إلى «العمل والتحسن يوما بعد يوم». أظهرت مباراة سمبدوريا أن يوفنتوس لا يزال يبحث عن ذاته، لكنه، مقارنة بالعام الماضي، مقتنع بوجوده من جديد.

التصريحات هي التي تقول ذلك وخصوصا نظرات ديل بييرو، ويقول ذلك أيضا جمهور متحمس وكريم ملأ جنبات الاستاد الأولمبي وشجع حتى الثانية الأخيرة وغفر للاعبي فريقه أي خطأ مهما كان، فالجميع يركضون، ويلتزمون، ويحاولون. وربما، بالنظر إلى النتائج، يمثل هذا إظهارا غير صريح للإمكانات الفنية للاعبي الفريق، لكن ما يحزن كافة أوساط السيدة العجوز هو الترتيب المتأخر وبالتالي فمن الأفضل التفكير بشكل إيجابي والتركيز على التطور. ويحاول ديل بييرو وهو قائد كبير فعل ذلك، حيث قال عقب المباراة: «لقد تحسنا كثيرا مقارنة بمباراة باري، وكان بإمكاننا الفوز، سمبدوريا فريق كبير من حيث الإمكانات الفردية والشخصية ولهذا أيضا لا يمكننا نقد أنفسنا». ويفضل ديل بييرو التركيز على العمل من دون التوقف عن الترتيب الحالي للفريق، حيث أضاف: «من غير المجدي التحدث في أمور بعيدة الأمد، علينا أن نعيش كل يوم على حدة. كما أنه من الإيجابي أننا قمنا بصحوة، وتقدمنا مرتين. كان بإمكاننا إدارة المباراة عند 2/1 و3/2 أفضل، سواء في الشق الهجومي أو الدفاعي وعلينا تعلم القيام بذلك كما كانت الحال من قبل».

كان الفوز سيجعل يومه أكثر جمالا، فكان أليساندرو قد أعلن، على موقع الإنترنت الخاص به أنه وزوجته سونيا في انتظار ولده الثالث الذي سيوسع عدد العائلة إضافة إلى توبياس ودوروتيا. وبعدها تم استقباله في الاستاد بكل ترحيب في ذكرى بدايته في دوري الدرجة الأولى الإيطالي والإعلان على شاشة الاستاد الكبيرة عن السبعة عشر سببا التي أشار إليها اللاعب للاحتفال. وانتزع بوتزي درة التاج بهدف التعادل الذي أحرزه، لكن البسمة تظل على وجه أليساندرو الذي لا يفكر في المستقبل (قال: «هناك وقت للعقد»)، وشكر جماهيره قائلا: «الجماهير قريبة من الفريق ووقفوا إلى جانبنا طوال المباراة ويعرفون أننا ملتزمون وأنه بإمكاننا التحسن. إننا نشعر بواجب القيام بأفضل من ذلك، فلسنا راضين لكن الأمر يتطلب منا صبرا. وبشأن لقب الدوري، أنا متفق مع ديل نيري، فإننا لا نفكر في شيء سوى العمل والتحسن يوما بعد يوم». إنها كلمة أحد الأبطال الذي يحاول القيام بذلك منذ 6209 أيام.

إلى ذلك، لا يزال جمهور اليوفي ملتفا حول الفريق رغم تعادل أمس الغريب والخسارة في اللقاء الأسبق، حيث هطل التصفيق للفريق ولديل بييرو وللمدرب ديل نيري من جانب الجماهير الناضجة التي تدرك أننا ما زلنا في بداية الموسم ومرحلة البناء. وعقب المباراة صرح لويجي ديل نيري قائلا: «لتنافس على لقب الدوري فرق أخرى، فنحن فريق ينبغي عليه العمل، ولا نضع حدودا لنا لكن لا بد من العمل والتطور كثيرا من كافة النواحي». ويتابع بيبي ماروتا المدير العام للنادي موضحا: «هدفنا الذي صرحنا به هو التأهل لدوري الأبطال، ولا ينبغي اللعب على الجماهير. ومن السليم عدم إغفال قيمة خصوم مثل الإنتر والميلان وروما. ونحن ليس لدينا أبطال كبار، فهنا يوجد لاعبون ممتازون في حاجة إلى الوقت كي يصبحوا فريقا حقيقيا. لا توجد العصا السحرية، وأمام سمبدوريا ستة من أحد عشر لاعبا كانوا جديدين مقارنة بالموسم الماضي». إنها أعذار يمكن قبولها، لكن المسؤولين في النادي يعلمون جيدا أن «هدنا» بعينها مع الجماهير ليس لها أساس صلب.

عموما، يركز ديل نيري على النصف المملوء من الكوب ويوضح أن «هناك خطوة واضحة إلى الإمام مقارنة بمباراة باري. إننا أفضل من الناحية البدنية، وكان رد الفعل رائعا مع الهدف الأول لبوتزي وهدف 2/2 لكاسانو. إننا نعيش لحظة تطور كبيرة ولا يمكن تجنب أخطاء كبيرة، علينا أن نصير أكثر ضراوة في مناطق بعينها من الملعب وأن نمتلك قراءة أفضل للعب. وفي الشوط الأول، مثلا، في وسط الملعب كنا أنانيين، ولم تصل أي كرة طيبة قط على الأطراف. بينما كنا أفضل في الشوط الثاني، وتحديدا حينما وضعنا في حركة وباستمرارية أكثر كلا من كرازيتش وبيبي». وبعد الأداء المقنع للصربي كرازيتش، يقول ماروتا: «إنه فقط في 60% من مستواه». فيما يتنبأ المدير الفني بـ«مسيرة كبيرة للاعب»، ويعلن أن الأيام المقبلة ستشهد عملا قاسيا بالنسبة لفريق «ينبغي عليه أن يكون أكثر انتباها وتركيزا خلال المباراة. أهداف سمبدوريا جاءت جميعها من أخطاء كان يمكن تفاديها». ويختتم ديل نيري حديثه قائلا: «من الممكن أيضا أن نرى كوالياريللا يلعب على الأطراف بمرور الوقت، كما هو الحال مع ياكوينتا»، وكي يلعب أكويلاني أساسيا «فالأمر يتطلب بضعة أسابيع أخرى فهو عائد من إصابات خطيرة ومعنا منذ فترة وجيزة».

على الجانب الآخر، ظهر كاسانو متألقا ولا غبار على نضجه الذي أسهم فيه بشكل كبير برانديللي مدرب المنتخب الإيطالي، وهو ما يظهر الفارق «بين عازف منفرد قادر على إهداء كرات مدهشة، وبطل كبير قادر على وضع موهبته في خدمة الفريق»، هكذا قال سيرجيو غاسبارين مدير عام نادي سمبدوريا.

إنه فريق سمبدوريا ذو الألف مورد، حيث سمح بوتزي، الذي تم استدعاؤه في اللحظات الأخيرة ليحل محل باتزيني، لنفسه بأن يعيش ليلة غير عادية بثنائية أهداها إلى صغيرته تياري نيكول، والتي رزق بها منذ أربعة أيام، وإلى أمه، ويقول عن ذلك «كان يوما مدهشا، كان ينقصنا الفوز فقط». حسنا هكذا، مع نزول ماريلونغو إلى الملعب بشجاعة كبيرة والقائد بالومبو والذي يقول عنه غاسبارين: « صنع كرة حاسمة على طريقة كاسانو إلى أنطونيو». ويقولون في سمبدوريا إن القوة تكمن في مجموعة اللاعبين، بعدما تم اختيار استعادة بعض اللاعبين الشباب المعارين، والحصول نهائيا على بوتزي من إمبولي (مقابل 5.3 مليون إضافة إلى إعارة سوريانو). ويؤكد المدرب دي كارلو: «لدينا فريق كبير، ونعمل كي نصير فريقا كبيرا مثل اليوفي، والميلان، والإنتر وروما». إنه الطريق السليم، حتى وإن كان هناك هدفان ليوفنتوس من ثلاثة جاءوا من تسلل، وعن ذلك يقول غاسبارين: «الأخطاء تمثل جزءا من كرة القدم».

يذكر أن هدف كاسانو أمس هو السابع له في مرمى يوفنتوس خلال لقاءات الدوري الإيطالي، ففريق السيدة العجوز هو الضحية المفضلة لأنطونيو، وهو الهدف الثاني له في مرمى ستوراري.