مانشستر يونايتد وليفربول في قمة مبكرة اليوم في الدوري الإنجليزي

الخصمان التقليديان في جولة أخرى من صراع ممتد منذ عقود

TT

هي المباراة التي تتوجه إليها الأنظار اليوم ويعتبرها البعض كأنها دوري في حد ذاتها، إنها المباراة التي تحظى هذه المرة باهتمام بالغ يفوق الاهتمام الذي يصاحب مباريات الفريقين دائما بصفتهما الأكثر نجاحا في تاريخ الدوري الإنجليزي، هي المباراة التي تمتلئ بالدراما الملتهبة التي كتبت فصولها في الحقبة الفيكتورية، والتي أكد السير أليكس فيرغسون المدير الفني لمانشستر يونايتد، وهو يتحدث عن هذا النزاع الذي دار على مدى 115 عاما: «الحدث الرياضي الأبرز دون شك».

ربما لا يعتبر بعض متابعي الدوري الإنجليزي الممتاز مباراة مانشستر يونايتد وليفربول هذه المرة وفي المواسم القليلة الماضية أهم حدث رياضي في الفترة الأخيرة، فمباراة مانشستر يونايتد مع تشيلسي ربما تكون أكثر أهمية منها. وربما كانت مواجهات مانشستر يونايتد مع الآرسنال خلال السنوات الـ12 الماضية على نفس الدرجة من الأهمية.

بيد أن أيا من هذه المواجهات لا يحمل تاريخا يفيض بالإثارة ويشهد إلغاء إجازات جميع أفراد الشرطة، أضف إلى ذلك أن أيا من هذه اللقاءات لها طابع خاص بحلوها ومرها، بحوادثها المؤسفة وغير المؤسفة. الحوادث التي قام فيها المشجعون برشق سيارات الإسعاف التي تحمل المصابين من الفريق المنافس بالحجارة أو شهدت أجواء مشحونة بالاضطرابات عندما يتواجد ظهير مانشستر يونايتد غاري نيفل مثلا بالقرب من مشجعي ليفربول خلال مواجهة الفريقين فتبدأ صيحات الاستفزاز.

على الرغم من كل هذا الضجيج ستحمل المباراة وجبة كروية دسمة، فستكون هذه هي المواجهة الكبرى لفرناندو توريس مع نيمانجا فيديتش من الطرف الآخر، وستيفن جيرارد في مواجهة بول سكولز، وواين روني مقابل جيمي كاراهار. وسوف تجعلنا هذه المباراة نتذكر التاريخ، والبطولات الـ18 التي حصدها مانشستر يونايتد مقابل 18 بطولة أيضا لليفربول.

وقد أكد سير أليكس فيرغسون على هذه الحقيقة بالقول: «مانشستر يونايتد وليفربول فريقان عظيمان، فهما تاريخيا الفريقان الأكثر نجاحا في بريطانيا». إن مواجهة الفريقين تحمل دائما أرقاما قياسية، فضربة بداية المباراة سيتابعها 850 مليون منزل في 211 دولة. وفي الوقت الذي يحمل فيه الفريقان نفس اللون والتاريخ، أكد فيرغسون أنه: «من الناحية التاريخية كانت اللقاءات السابقة تحوي هذا الكم الكبير من الشحن المعنوي، فالمنافسة بين ليفربول ومانشستر يونايتد بدأت منذ أمد طويل».

علاقات الود جمعت فيرغسون بغالبية مدربي ليفربول وعلاقات الود مثلا لم تنقطع بكيني دالغليش مدرب ليفربول السابق. وهناك ترحيب خاص بانتظار روي هودغسون، المدير الفني الجديد لليفربول الذي يبدي فيرغسون إعجابه به مرارا، في الوقت الذي نادرا ما يخفي عدم احترامه لرفاييل بينيتيز آخر مدربي ليفربول.

المدير الفني لمانشستر يونايتد أكد أنه لم يكن هناك عداء شخصي بينه وبين بينيتيز، وقال مؤخرا: «يجب أن أصحح لكم أن الأمر لم يكن أبدا عداء شخصيا. بل يجب عليكم أن تراجعوا بينيتيز لا أنا، فأنا لم أتعامل مع الأمر على أنه عداء شخصي في يوم من الأيام. فقد كنت على الدوام أتمتع بعلاقات طيبة مع المديرين الفنيين لليفربول وكلا الناديين كان دائما ما يتعاملان مع الموقف بصورة لائقة في أعقاب المباريات. لكن كل ذلك تغير مع بينيتيز وهذا لا يمثل أهمية كبيرة بالنسبة لي».

كان لدى فيرغسون ما يقوله أيضا، ليؤكد على العلاقة غير الودية مع بينيتيز، فقال: «خلال الحقبة الأخيرة أنفق ليفربول الكثير من المال على شراء اللاعبين أكثر مما أنفق مانشستر يونايتد، وكان لديهم فريق كبير يضم كثيرين من اللاعبين الموهوبين».

بعد دالغاليش وغريمي سونيس وروي إيفانز وغيرارد هولير وبينيتيز، سيكون هودغسون هو سادس مدير فني لليفربول يواجه فيرغسون خلال السنوات الـ24 التي قضاها في مانشستر يونايتد. وابتسم فيرغسون قائلا: «ما زلت في مكاني صامدا، فقد عرفت روي لفترة طويلة، فقد لعبت ضده للمرة الأولى عام 1987 في مالمو. كان ذلك لقاء أوروبيا ضد فريق أياكس وكان حاضرا المباراة وتناولنا العشاء في أعقاب المباراة. لقد حصل روي على خبرة ثمينة من إيطاليا وسويسرا وفنلندا واسكندنافيا وما قام به في فولهام كان أمرا غير عادي».

اليوم يعيد هودغسون توريس وجيرارد وكاراهار في أعقاب مباراتهم أمام ستيوا بوخاريست الروماني. كان توريس قد أحرز عددا من الأهداف الرائعة في مرمى فريق مانشستر يونايتد، وإذا ما أحرز في مباراة اليوم سيكون ثاني لاعب في ليفربول يحرز أهدافا في مرمى مانشستر يونايتد في 4 مواسم متتالية.

لكن فيرغسون يرى أن توريس لا يشكل تهديدا قويا لدفاعه، فقال: «لا أعتقد أنه يمثل خطورة كبيرة، فإذا ما عدنا إلى تحليل الأهداف التي أحرزها سنجد أننا ارتكبنا بعض الأخطاء التي استفاد منها». ويبدو أن ظهير مانشستر يونايتد فيديتش يبدي قلقا بالغا تجاه توريس. وسوف يحمل الصربي شارة قائد الفريق على الرغم من عودة ريو فرديناند بعد تعافيه من الإصابة التي لحقت به.

وشدد فيرغسون على فيديتش: «منح شارة القائد لأنه لعب المباريات السابقة جميعها»، كما أثنى على فرديناند بالقول: «إذا ما اخترته للعب المباراة المقبلة فذلك لأنه لاعب بارز».

من المؤكد أن ديميتار بيرباتوف سيبدأ المباراة كداعم لواين ورني. واجه اللاعب البلغاري انتقادات بالغة لكنه يبدو الآن أكثر ارتياحا في أولد ترافورد. وقال فيرغسون: «لم يشكك الجميع في قدراته فقد كان له معجبون أيضا، خاصة في هذا النادي. فعندما نشتري لاعبا بقيمة 30 مليون دولار، فلا بد أن يكون هناك تركيز على هذا اللاعب. ربما لا يؤدون على النحو الأمثل في بعض المباريات ويواجهون انتقادات قد لا يواجهها زملاؤهم. لكنه أدى بعض المباريات الرائعة وطلبت منه أن لا يلتفت للصحافة. أعتقد أنه كان قلقا على نفسه كثيرا، لكنه عبر عن نفسه بصورة جيدة هذا الموسم. فهو يلعب كرة رائعة وسيكون ضمن التشكيلة الرئيسة في لقاء اليوم».

في الجهة المقابلة هناك جو كول الذي دخل إلى رادار مانشستر يونايتد هذا الصيف لفترة وجيزة. وقال فيرغسون: «اتصل بنا وكيل أعمال كول في مرحلة ما لكننا لم ندخل في مفاوضات جادة على الإطلاق». يذكر أن كول أحرز هدف فريق تشيلسي الموسم الماضي في أولد ترافورد الذي قضى على آمال مانشستر يونايتد في إحراز لقب الدوري.

ومع تمتع تشيلسي بما وصفه فيرغسون: «بالبداية السهلة للموسم»، لن يستطيع مانشستر يونايتد تحمل المزيد من السقطات، التي أدت به إلى خسارة صدارة جدول الدوري بعد تعادله مع فولهام وإيفرتون. واختتم فيرغسون حديثة بالقول: «يجب علينا معالجة ذلك، لأن ارتكاب الأخطاء الساذجة يمكن أن تكلفنا الكثير. وآمل أن لا يحدث لنا ذلك هذا العام. ربما هذا الدرس الأخير لنا هذا العام فيما يخص تركيز اللاعبين».