ميلان يواصل نتائجه المخيبة بتعادل محبط على ملعبه أمام كاتانيا

كابوانو أحرز الهدف الصاروخي والمخضرم إنزاغي اقترب من الرقم القياسي للهدافين

TT

واصل فريق ميلان نتائجه المخيبة وسقط في فخ التعادل أمام ضيفه كاتانيا (1/1)، في الجولة الثالثة لدوري الدرجة الأولى الإيطالي.

تقدم كابوانو لكاتانيا بهدف من تسديدة صاروخية لا تصد في الدقيقة 27 من الشوط الأول، وقبل نهاية الشوط بثوان نجح المهاجم المخضرم فيليبو إنزاغي في إدراك التعادل لأصحاب الأرض. فيما لم يشهد الشوط الثاني أي أهداف لتنتهي المباراة بالتعادل الإيجابي (1/1). وهكذا، فقد غزا إنزاغي ملك الأهداف في بطولات أوروبا الدوري المحلي الإيطالي، وأعطى درسا سيكون مفيدا طوال الموسم، والآن فلتضيفوا مكانا آخر على مأدبة الأربعة الكبار أصحاب الأرقام القياسية لنجم خامس. لقد كان النجم فيليبو إنزاغي نشيطا ومقاتلا أكثر من أي وقت مضى، لكن من سوء حظه أن هدفه لم يكن كافيا لحمل 3 نقاط إلى الميلان ولإخفاء الصعوبات التي واجهها الفريق كي يجد مخرجا حقيقيا يعبر عن قوته الهجومية.

من أجل اقتفاء آخر آثار النجم فيليبو الموجودة في الدوري الإيطالي، لا بد من معرفة أن الهدف الأخير له الموسم الماضي كان في 21 مارس (آذار) الماضي أمام نابولي (1/1)، وآخر هدف له كأساسي كان الأسبوع التالي أمام لاتسيو. وبعدها كانت مرحلة متوالية من الجلوس احتياطيا والمشاركة لفترات من عمر المباراة، من دون شرف التوقيع في جدول الهدافين. وأخيرا، كانت فرصة الركض مجددا في الملعب الذي ركز إنزاغي فيه على التركيز بأكبر قدر على دوري الأبطال، وسجل في مرمى ليتشي في الأسبوع الأول هذه الموسم. البرنامج كان بسيطا، وهو السعي لإحراز هدف ضد فريق أوكسير الفرنسي حتى يتسنى له معادلة رقم جيرد موللر الذي يتصدر قائمة هدافي البطولات الأوروبية على الإطلاق، وربما تحقيق الأفضل بتسجيل ثنائية، بصورة تجعله لا يفكر ثانية في رقم الهداف الألماني. لكن على العكس سارت الأمور بخلاف ما كان يتوقع، فلم يشارك في مباراة أوكسير بينما بدأ أساسيا أمام كاتانيا. تغيير البرنامج لم يمثل مشكلة، فالمهاجم الفذ يقاتل على كل الجبهات، وهدفه في مرمى كاتانيا يعني وصوله لرصيد 123 هدفا بقميص الميلان، والآن بات رقم فان باستن القياسي يعلوه بدرجة واحدة فقط في ترتيب هدافي الميلان على مر التاريخ.

في سن 37 عاما، أظهر فيليبو ما لم يفعله رفاقه في جبهة الهجوم دائما، فقد انطلق ببساطة شديدة في الجهة اليسرى، بينما بدأ رونالدينهو في الظهور في الشوط الثاني فقط، فيما بقي إبراهيموفيتش في الجهة اليمنى خارج اللعب. جدير بالذكر أن اللاعب السويدي قبل توجيهات المدرب أليغري الخاصة بروح التضحية. وحاول ألا يجعل إنزاغي يتقدم عليه، وقدم له تمريرة ذهبية لكن فيليبو وضعها أعلى المرمى بقدمين تقريبا، بينما سارت الكرة التي صنعها له رونالدينهو على خط التسلل بدقة كما يروق لإنزاغي على نحو أفضل، حيث حولها الأخير لهدف التعادل. وقال النجم البرازيلي عقب المباراة «الأمر يكون صعبا دائما حينما تغلق الفرق المساحات هكذا، ونحن ينبغي علينا فقط مواصلة العمل وتحسين الأمور التي لا تسير على ما يرام. خسرنا نقطتين، وحينما تلعب على ملعبك فلا يمكنك تفويت فرصة مثل هذه».

إلى ذلك، فقد مرت ثمانية أيام فقط ما بين الخسارة أمام تشيزينا بهدفين دون رد والتعادل المخيب للآمال على ملعبه في سان سيرو مع كاتانيا، حيث رأى المدرب ماسيميليانو أليغري أمامه أشباحا بعد انتصار دوري الأبطال، ويقول مدرب الميلان «إنني حزين لكنني لست قلقا، ومن أجل الفوز لا بد من القيام بشيء ما أكثر، خصوصا التضحية، إننا نلعب مباراة كل ثلاثة أيام، ولا يمكننا الاعتقاد بأن لدينا دائما إيقاعا كبيرا في الأداء. علينا اكتساب عقلية الفريق الكبير». وبدا هدف كابوانو للمدير الفني وكأنه تنبؤ بأن الأمور ما كنت لتسير كما حدث أمام ليتشي. وربما لهذا السبب، بعد هدف التعادل لإنزاغي، لم يضع أليغري وقتا في الاحتفال بالهدف، فبينما كان الآخرون يحتفلون، استدعى بيرلو وتياغو سيلفا لإعطائهما تعليماته. وتابع «في هذه المباراة أيضا سمحنا بمرور هجمتين عكسيتين، خصوصا بعدما دخل مرمانا هدف. لم يكن ينبغي أن تنفصل صفوفنا، وفي الشوط الأول أخطأنا بتقدم جناحي الوسط كثيرا، وكان بيرلو يظل بمفرده في وسط الملعب، لكن الفريق بحالة بدنية جيدة. كما أنه كان لدينا في الملعب الليلة رأسا حربة، وكان هناك تفاهم قليل».

هذه المرة، لم تنجح التغييرات في قلب المباراة، أيضا بسبب قلة البدائل المتاحة، بسبب غياب باتو وروبينهو للإصابة، ورأس الحربة الوحيد على مقعد البدلاء كان اللاعب الشاب أودامادي. وأشركه أليغري في الدقيقة 40 من الشوط الثاني، لكن لا يمكن أن نطلب معجزات من الفتى النيجيري. وأبدى المدير الفني رضاه عن أداء المهاجمين إبراهيموفيتش وإنزاغي، كما هو الحال مع بواتينغ، وقال «كيفن بواتينغ لديه إمكانات متعددة للعب في أكثر من مركز، أيضا زلاتان وإنزاغي قدما أداء طيبا، ويجب البحث عن إبراهيموفيتش بكرات عرضية، فهو بارع في الاحتفاظ بالكرة وجعل زملائه يتقدمون. في الشوط الثاني، غيرت طريقة اللعب فقد كنت أريد من زملائه أن يمرروا له أكثر، كما ينبغي عليه تحسين حالته البدنية والتفاهم مع الآخرين. والآن علينا جميعا الاجتهاد، فلدينا إصابات كثيرة، وفي وسط الملعب لدينا 4 لاعبين فقط. نتمنى تماثل فلاميني للشفاء والذي من المفترض أن يعود الأسبوع المقبل». وعن روبينهو قال «لا أعرف إذا كانت مشاركته ممكنه الأربعاء المقبل أم لا». يذكر أن أدريانو غادر المقصورة في الدقيقة 48 من الشوط الثاني محبطا، فقد أدرك كيف كانت لتنتهي المباراة.

في المقابل كانت سرعة تسديدة كابوانو التي سجل منها هدف التقدم (110 كم/ساعة ضد الميلان)، لكنها لم تكن كافية لكاتانيا من أجل جلب أول 3 نقاط له خارج ملعبه هذا الموسم. وانتهت المباراة مثل عام مضى بين الفريقين وفي سان سيرو أيضا، ومثل اللقاء الأخير بينهما، حيث تعادلا بهدفين لكل منهما، وفي تلك المرة أيضا كان التقدم لكاتانيا بهدفين (ريكيوتي وماكسي لوبيز).

وفي نهاية الشوط الأول ندم فريق المدرب جامباولو كثيرا بسبب الفرص المهدرة وللهدف الذي دخل مرماه قبل لحظات من نهاية الشوط بسبب مصيدة تسلل لم تتم بشكل جيد. لكن مدرب الفريق كان راضيا عن النتيجة.. ويقول «كان ممكنا استغلال الهجمات العكسية بصورة أفضل، لكنه تعادل يمنحنا معنويات كبيرة، فقد لعبنا مباراة طيبة أمام الميلان». وأضاف «تعين علي طلب تضحية كبيرة من ماسكارا للقيام بمهمة ليست مهمته. كما كان إيزكو بارعا في التغطية وإعاقة الخصم في حالة الاستحواذ على الكرة. وسمح ريكيوتي لنا بالانطلاق مجددا وخلق كرات كثيرة، كما أعجبتني كثيرا الروح التي نزل بها الشوط الثاني كل من ليديسما، ديلفيكيو وألفاريز، الحصول على هذا التفاني من جانب لاعبين شباب كهؤلاء يعد مؤشرا طيبا». وبشأن هدف التعادل، يقول جامباولو «علينا تحسين الشق الدفاعي للحصول على أفضل النتائج».

أما شيرو كابوانو لاعب كاتانيا فهو في غاية السعادة وله الحق في ذلك، حيث قال: «سعيد بهدفي، وقالوا لي إن الكرة كانت تسير بسرعة (110 كم/ساعة)، ولو كنت في الطريق ربما كنت سأتعرض لغرامة مالية. الآن، لدينا مباراتان على ملعبنا أمام تشيزينا وبولونيا ونعلم أن جماهيرنا تنتظر منا أفضل شيء، وسنسعى لإرضائهم». من جهة أخرى، علّق أدريانو غالياني نائب رئيس الميلان قبل المباراة على التصريحات الأخيرة لليوناردو المدير الفني السابق للفريق والتي أكد فيها أنه لا يمانع في تولي تدريب الإنتر، غريم الميلان، في يوم من الأيام، وقال غالياني «ليوناردو في الإنتر.. لا، لن أغفر له ذلك». كما وجه نائب رئيس الميلان رسالة إلى صديقه ليوناردو ودافع عن الرئيس سيلفيو برلسكوني من اتهامات المدرب البرازيلي له بالنرجسية، حيث كان قد قال في حوار مطول أدلى به لصحيفة «لاغازيتا ديلو سبورت»: «لو ذهبت لتدريب الإنتر فإن غالياني سيحترم ذلك، كما احترم من قبل ابتعادي عن الميلان». لكن غالياني لم ير الأمر هكذا بالضبط، وقال لمراسلي شبكة «سكاي» التلفزيونية «اتصلت بليوناردو، فعلاقتنا هي علاقة صداقة استمرت 13 عاما، وتحدثنا معا بعدما قرأت الحوار وقلت له بوضوح شديد إنني لن أسامحه لو ذهب إلى الإنتر، أبدا أبدا». سؤال آخر: هل نستبعد تدريب ليوناردو للإنتر؟ يجيب غالياني «لا، لنستبعد عدم مسامحتي له. إنني أمزح، علينا ألا نهول الأمور». ولا يتفق غالياني مع حكم ليوناردو بشأن رئيس النادي («لا يروق للشخص النرجسي كل ما ليس مرآة له»)، وأضاف «إنني أعمل إلى جانب الرئيس برلسكوني منذ ما يزيد على 30 عاما، وهو يقبل أي نوع من المواجهة معي».