الميلان.. فريق يعج بالنجوم بتركيبة غير منسجمة

فوز وهزيمة وتعادل حتى الآن.. نتائج لا تقود إلى درع الدوري

TT

منذ عام مضى، بعد الجولة الثالثة للمباريات في دوري الدرجة الأولى الإيطالي، كان رصيد فيليبو إنزاغي مهاجم فريق الميلان حينذاك يتوقف عند 35 دقيقة وهي مدة مشاركته مع الفريق ومن دون أي أهداف. ويوم السبت الماضي خلال مباراة الميلان مع فريق كاتانيا تمكن إنزاغي من معادلة ما حققه طوال الموسم المنصرم 2009 - 2010 بإحرازه هدف التعادل لفريقه (حيث انتهى اللقاء 1/1). فقد تمكن المهاجم خلال الموسم الحالي من تسجيل هدفين حتى الآن (وكان رصيده من الأهداف خلال الموسم الماضي كله هدفين فقط). وبذلك وصل عدد الأهداف التي سجلها إنزاغي بقميص الميلان إلى 123 هدفا، وهو الرقم الذي يقترب كثيرا من عدد الأهداف التي سجلها الهداف السابق ماركو فان باستن مع الميلان (125 هدفا). ويحتل إنزاغي المرتبة السادسة في ترتيب هدافي نادي الميلان على مر العصور. وكان فريق الميلان في هذا التوقيت نفسه من الموسم الماضي لديه 4 نقاط ويخطو نفس خطوات الموسم الحالي؛ حيث تمكن من إحراز الفوز في بداية الموسم المنصرم على حساب فريق سيينا، ثم تعرض للهزيمة أمام الإنتر وتعادل مع فريق ليفورنو. وكان مدرب الفريق آنذاك هو ليوناردو ولم يكن السويدي إبراهيموفيتش بين صفوف الفريق. إن فريق الميلان هذا الموسم مختلف ولكنه يعاني من مشكلات مشابهة للموسم الماضي ويجب حلها بشكل سريع حتى لا يتعرض الميلان لفقد المزيد من النقاط المهمة، خصوصا مع إعلان النادي أن هدفه هذا الموسم هو درع البطولة. من المؤكد أن الإصابات التي تعرض لها لاعبو الفريق لا تقدم يد العون للفريق في مسيرته، فقد خاض أليغري، مدرب الميلان، مباراة يوم السبت الماضي من دون البرازيلي باتو مهاجم الفريق وأمبروزيني وروبينهو المنتقل حديثا إلى صفوف الميلان وفلاميني، ويذكر أن، الأول والثاني لن يتمكنا من العودة إلى صفوف الفريق قبل شهر.

طريقة اللعب: استطاع الميلان حتى الآن أن يحصد 4 نقاط من 3 مباريات خاضها الفريق إلا أنه فقد في مقابل ذلك 5 نقاط. وقد أكد اللقاء الأخير الذي خاضه فريق أليغري أمام فريق كاتانيا أن مشكلة الميلان تكمن في توازن خطوط الفريق. ومن الممكن أن يعتبر ذلك الأمر متوقعا، إذا ما وضعنا في عين الاعتبار أننا لا نزال في بداية الموسم، وأن زلاتان إبراهيموفيتش وروبينهو، الصفقتين الأخيرتين التي قام بهما النادي، لم ينضما إلى صفوف الفريق إلا منذ أسبوعين فقط. فمدرب الفريق بحوزته الآن مجموعة من اللاعبين المتميزين، ولكن يتعين عليه أيضا إيجاد طريقة اللعب القويمة التي من خلالها يجعل هؤلاء اللاعبين يتعايشون معا وفقا للخصائص التي يتمتعون بها. وفي ظل إصابة باتو وروبينهو فضل أليغري في مباراة السبت الماضي الاستمرار في اللعب بطريقة 3-3-4. إلى ذلك قام بنقل اللاعب السويدي زلاتان إلى الجهة اليمنى من الملعب ودفع بإنزاغي كرأس حربة. غير أن إبراهيموفيتش لم يجد في هذا المركز المكان المثالي للدخول في أجواء اللقاء. وليس من قبيل الصدفة أن الأمور سارت بشكل أفضل في الشوط الثاني من المباراة، عندما قام مدرب الفريق بإعادة رونالدينهو إلى الخلف وجعل المهاجمين يلعبان جنبا إلى جنب. إن زلاتان وإنزاغي متلائمان وبإمكانهما التعايش معا في الملعب في حالة الضرورة. بل إن اللاعب السويدي يروق له اللعب إلى جانب فيليبو لأنه يمكنه من الاختراق ويرفع عنه رقابة أحد المدافعين، ولكن ليس بتلك الطريقة التي لعب بها الفريق يوم السبت الماضي. ومن أجل ذلك يتعين على أليغري التفكير في حل بديل يمكن استغلاله في حال غياب باتو وروبينهو. وبإمكان المدرب أن يلعب بالبرازيلي رونالدينهو خلف رأسي الحربة (ذلك المركز الذي لا يروق للاعب البرازيلي ولا يراه المدرب أيضا مناسبا للاعب) أو أن يدفع بالهولندي سيدورف كصانع ألعاب للفريق.

هدف من هجمة مرتدة: لقد شكا أليغري يوم السبت الماضي من أن الفريق غالبا لا يرتد منه سوى بيرلو لمواجهة الهجمات العكسية للفريق المنافس. وهذا الموقف لا مفر منه في حال تزامن وجود الغاني بواتنغ وسيدورف داخل الملعب، ذلك لأن كلا منهما يميل إلى الاختراق نحو الأمام ويتعين حينها على الظهيرين تغطية الملعب. لقد بات إشراك بواتنغ بالنسبة للفريق مهم. غير أن الميلان أحيانا يبدو مائلا بصورة أكبر ناحية الهجوم. فالفريق في حاجة إلى لاعب وسط آخر في ظل وجود 3 رؤوس حربة قليلا ما يعودون إلى وسط الملعب.

الدفاع: إنه الخط الأكثر عرضة للضغط بين صفوف الفريق، وهو الذي يتعين عليه الصمود للدفاع عن فريق يميل كل لاعبيه للهجوم. وعقب مباراة يوم السبت الماضي خرج أنطونيني وبونيرا، لاعبا فريق الميلان، من الملعب وقد تم استنفاذ طاقتهما تماما. حيث يطلب أليغري من هذين الظهيرين الضغط باستمرار على الأجناب، أيضا لأنه بهذه الطريقة عندما يفقد الميلان الكرة سيكون هناك بطبيعة الحال لاعبون من الفريق مستعدين للضغط في منتصف ملعب الخصم. ويرى أليغري أنه يتعين على الفريق الضغط على الفور لاستعادة الكرة. ولكن إذا لم ينجح الميلان في إيجاد حل لذلك الأمر سيكون الفريق غير متوازن ويعاني من الهجمات العكسية للفرق المنافسة. وهناك مفهوم أساسي لا يتغير وهو أن فريق الميلان في حاجة إلى التوازن بين خطوطه. وعندما سيجد أليغري الطريقة السحرية للعب سيكون بذلك قد حل معضلتها.