بعد مباراة دراماتيكية ومجنونة, نجح الفريق الكروي الاول بنادي الهلال السعودي في العبور وبشق الأنفس إلى الدور نصف النهائي من دوري المحترفين الآسيوي رغم خسارته 4/2 في المواجهة التي جمعته مع الغرافة القطري على أرض ملعب الشيخ ثاني بن جاسم في العاصمة الدوحة ضمن إياب ربع نهائي البطولة ليلتقي في 6 من اكتوبر المقبل والـ20 من ذات الشهر مع فريق ذوب آهن أصفهان الإيراني الذي تفوق على بوهانج الكوري ذهبا 2/1 وتعادل معه إيابا 1/1.
وبدأ سيناريو المواجهة غريبا بالأداء الباهت الذي كان عليه لاعبو الهلال بسبب النهج الفني المتواضع الذي دخل به المدرب البلجيكي ايريك غيريتس اذ لعب بلاعب ارتكاز واحد رغم انه كان بحاجة للحذر واللعب هادئا في المباراة كونه فائزا ذهابا بثلاثة اهداف نظيفة في الرياض وكان يتعين عليه ان يحافظ ويوزان في طريقته لكنه لم يفعل لينجح فريق الغرافة القطري في تفعيل ذلك باهداف بدت قاتلة في شباك الفريق الازرق.
اهداف الغرافة بدأت تنهمر في مرمى حسن العتيبي في الدقائق 1 و36 و 40 و 101 وسط حسرة هلالية لا مثيل لها من قبل الجماهير التي ملأت مدرجات ثاني بن جاسم وسط غياب للجماهير القطرية التي لم تمنح الثقة لفريقها في تحقيق حلمها بالوصول إلى نصف النهائي من البطولة ووسط حالة التراجع الفني الكبير للهلال ورغبة الفريق القطري في التقدم بأكثر قدر من الاهداف كان غيريتس المدير الفني للفريق الازرق تائها بلا فكرة في إعادة فريقه إلى الواجهة الفنية ليتسيد وسط الميدان وقبل انتهاء اللقاء بثلاثة دقائق كان للقناص السعودي الكبير ياسر القحطاني حضوره الايجابي في آخر الدقائق بعد فرص عدة اتيحت له امام المرمى القطري أضاعها بكل سهولة رغم قدرته على التسجيل في حال كان حاضر الذهن والتركيز وفي الدقيقة 117 ووسط التوقعات بتاهل الغرافة قفز ياسر القحطاني بكل ما أوتي من ارتقاء ومهارة ليسدد كرة طائشة من الدفاع القطري ليسدد في الشباك القطرية مسجلا اول اهداف فريقه ولم يكتف لاعبو الهلال الذين انقذت مهاراتهم وعزائمهم « إفلاس » غيريتس الفني في هذه المواجهة تحديدا .. لم يكتف اللاعبون بذلك بل ساهم فيلهامسون « الغائب الحاضر » في المباراة في التقدم قبالة منطقة الجزاء ليمرر للمحياني الذي أبدع في المراوغة وانسل من بين المدافعين ليقابل حارس المرمى عبد العزيز علي ليسدد بقوة في الشباك القطرية محرزا الهدف الثاني.
هذا التحول الدرامي الفني على مستوى المباراة أخرج مدرب الغرافة القطري البرازيلي جونيور عن طوره ليحاول الاعتداء على طاقم حكام المباراة بقيادة السنغافوري عبد الملك عبد البشير الذي لم يكمل المباراة بسبب حالته الصحية ليكملها بدلا عنه الاردني محمد ابو لوم ورغم هذه المحاولات التي تعددت من جانب كبير من خارج الفريق وبعض اللاعبين والجهازين الفني والاداري قوبلت بحراسة امنية ناجحة ومشددة من قبل الامن القطري وبعض الاداريين في الفريق المستضيف.
الشوط الأول: انطلقت المباراة وسط ضغط هجومي رهيب للغرافة أثمر عن هدف مبكر في الدقيقة الأولى وذلك بعد أن خطف البرازيلي كليمرسون كرة خاطئة من المدافع حسن خيرات حولها بدوره للقادم من خلف الدفاعات الهلالية ميرغني الزين وضعها الأخير على يمين الحارس الهلالي حسن العتيبي معلناً عن هدف أول لفريقه, ولم يهدأ الفريق القطري في هجومه بعد تسجيله الهدف الأول بعد أن استقبل يونس محمود الدقيقة الرابعة كرة داخل منطقة الجزاء سددها بدوره قوية تصدى لها العتيبي بصعوبة على دفعتين, وشهدت العشرين دقيقة الأولى من شوط المباراة الأول هدوء نسبيا بين الفريقين بعد أن كانت الدقائق الخمس الأولى هجومية من قبل فريق الغرافة حيث استمر السجال في وسط الميدان بين الطرفين دون أي محاولات هجومية تذكر وبات دفاع الفريقين الهلال والغرافة يعتمدان على مصيدة التسلل حيث شهد الشوط الأول الإعلان عن حالات تسلل كثيرة من قبل الحكم السنغافوري عبدالملك عبدالبشير وطاقمه المساعد.
وكاد الفريدي أن يحرز الهدف الأول للهلال عند الدقيقة 27 بعد أن استلم كرة خارج منطقة الجزاء توغل بها بدوره داخل منطقة الجزاء ولعبها ساقطة مرت بمحاذاة القائم الأيسر لمرمى الغرافة, وقاد أحمد الفريدي هجمة هلالية «35» تلاعب من خلالها بدفاعات الغرافة حولها بعد ذلك للسويدي فيلهامسون على الطرف الأيسر لعبها الأخير بدوره كرة عرضية مرت دون عنوان, وأضاف العراقي يونس محمود الهدف الثاني للغرافة «37» وذلك بعد أن تحصل فريقه على ضربة زاوية لعبها أنس مبارك عرضية طويلة حولها محمود برأسه داخل مرمى الهلال معلناً عن الهدف الثاني لفريقه, وتحصل الغرافة على خطأ بالقرب من منطقة الجزاء «40» انبرى لها المغربي عثمان العساس ولعبها على يسار الحارس جسن العتيبي لتلج شباك الهلال معلناً عن تسجيل فريقه للهدف الثالث.
وكان الهلال ظهر بمستوى سيء في هذه الحصة, حيث بدت خطوطة متباعدة عن بعضها بشكل ملحوظ, فيما كانت أغلب التمريرات مقطوعة ولم يكن هجومة ذا فاعلية يمكن ان ثمر عن أي هدف وع تقدم الوقت واقتراب الشوط من نهايته بدت الأخطاء تتكاثر شيئا فشيئا وربما يعود ذلك إلى الهدف المبكر الذي أسهم في لخبطة أوراق الفريق كليا, ولم يقم بعض اللاعبين بأدوارهم على أكمل وجه ومنهم الكوري لي يونغ لاعب مركز الظهير الأيمن, إذ ترك زملائه في الدفاع دون أي مساندة تذكر. الشوط الثاني: وفي الشوط الثاني رمى البلجيكي غيريتس مدرب الهلال بأول أوراقه بعد أن زج بنواف العابد بديلاً لأحمد الفريدي بغية تنشيط الأدوار الهجومية لفريقه ومحاولة تعديل النتيجة, وكاد المدافع حسن خيرات في انطلاقة شوط المباراة الثاني أن يحرج فريقه مجدداً وذلك بعد أن تأخر في إبعاد كرة عن منطقة الجزاء لفريقه ليخطفها البرازيلي كليمرسون ويسددها قوية سكنت في الشباك الجانبية لفريق الهلال, وبدأت هوية الهلال الدفاعية تائهة في مجريات المباراة حيث توالت الأخطاء الدفاعية بشكل كبير مطلع الشوط الثاني, وتحصل الهلال على ضربة زاوية «61» نفذها البرازيلي نيفيز وحولها السويدي فيلهامسون للمدافع أسامة هوساوي الذي لدغها بدوره مرت بمحاذاة العارضة الغرفاوية.
واستقبل السويدي فيلهامسون كرة من ياسر القحطاني «64» توغل بها بدوره داخل منطقة الجزاء وسددها سهلة دون عنوان, وأضاع عبداللطيف الغنام هدفاً محققاً لفريقه الهلال بعد أن عادت له كرة من حارس الغرافة عبدالعزيز أرسلها الغنام ساقطة منعها أنس مبارك من ولوج شباك فريقه ليغادر الملعب بعد ذلك مصاباً ويزج المدرب غيريتس بسلطان البرقان بديلاً له.
وعاد ياسر القحطاني ليضيع هدفاً هلالياً محققاً «74» بعد أن استقبل كرة من البرازيلي نيفيز وكان يقف في وضع شبه انفراد بمواجهة مرمى الغرافة لعبها بشكل خاطئ لتمر بجوار قائم الغرافة, وأرسل السويدي فيلهامسون كرة عرضية لدغها القحطاني بقدمه مرت بالقرب من شباك الغرافة. وغادر البرازيلي نيفيز ملعب المباراة متأثراً بإصابته عند الدقيقة «80» ليدخل مكانه عيسى المحياني.
الشوط الإضافي الأول : بدأ الفريق الهلالي في أفضلية خلال مجريات شوط المباراة الإضافي الأول حيث حاول الوصول لمرمى الغرافة في أكثر من هجمة,ويبدو أن الحدث الأبرز في مجريات هذا الشوط هو خروج الحكم السنغافوري عبدالملك عبدالبشير متأثراً بإصابته ليستلم زمام الأمور الأردني محمد خلف,وانطلق فهيد الشمري بكرة مرتدة عند الدقيقة»11» من الشوط الإضافي الأول أرسلها بعد ذلك كرة عرضية حولها العراقي يونس محمود برأسه داخل الشباك الهلالية معلناً تقدم فريقه بالهدف الرابع.
الشوط الاضافي الثاني : بدا سريعا وظهرت عزيمة الهلال حاضرة في مطلعه رغم الارتباك في خطوطه سيما الدفاعية منها وبدت الهجمات الزرقاء في أولى دقائق المباراة حيث أضاع ياسر القحطاني هدفاً هلالياً مطلع شوط المباراة الإضافي الثاني بعد أن أرسل العابد كرة ساقطة لم يتابعها القحطاني بشكل جيد, وتحصل الهلال على خطأ بالقرب من منطقة الجزاء «109» انبرى لها الشلهوب ولعبها طويلة دون عنوان, وكاد يونس محمود أن يحرز الهدف الخامس للغرافة «112» بعد أن انفرد بكرة توغل بها داخل منطقة الجزاء ولعبها قوية لكنها كانت بعيدة عن المرمى الهلالي, ومنح ياسر القحطاني فريقه بطاقة العبور للمباراة نصف النهائية بعد أن حول الكرة برأسه داخل شباك الغرافة عند «117» بعد ارتقاء عال منه وسط المدافعين القطريين.
هذا الهدف أضاع الغرافة وأربك خطوط الفريق المستضيف ليبدأ الهلال بشن هجمات على مرمها ليتوج عيسى المحياني نجوميته «118» بالمباراة بعد أن استقبل كرة داخل منطقة الجزاء تقدم بها ووضعها على يمين الحارس عبدالعزيز علي معلنا الهدف الثاني لفريقه, وأضاع نواف العابد الهدف الثالث لفريقه في هذه المباراة بعد أن انطلق الشلهوب بكرة مرتدة حولها للعابد المتمركز في الجهة اليسرى لعبها بدوره عالية دون تركيز.