سوزوكي: احتكار الرعاة «الوحيدين» للفرق يهدد مستقبل الأندية ماليا.. وتعدد الشركات هدفنا

مدير دوري المحترفين الآسيوي قال إن الأندية مطالبة بتنظيم مبارياتها بنفسها بعيدا عن الاتحاد

TT

على الرغم من تحفظ مدير دوري المحترفين الآسيوي، الياباني توكواكي سوزوكي، الشديد وتهربه في أكثر من موقف من الإجابة عن الأسئلة التي وجهتها له «الشرق الأوسط» في حوارها معه على هامش انتهاء الاجتماع الختامي الذي جمع أعضاء لجنة التفتيش الخاصة بدوري المحترفين الآسيوي مع نظيره السعودي في الرياض، فإن الياباني لم يفلح كثيرا في ممارسة الدبلوماسية في إجاباته عن الأسئلة التي كانت تحتاج إلى إجابات موغلة في التفاصيل، وبالذات المتعلقة بجانب كرة القدم السعودية التي أشاد، سوزوكي بتطورها وتميز مستواها الاحترافي، وتحدث الياباني عن أبرز الملاحظات التي نقلها للمسؤولين السعوديين، وعن تفاعلهم معه، إضافة إلى تقييمه لمستوى الملاعب السعودية وموقف الاتحاد الآسيوي من الشعارات السياسية التي ظهرت في بعض الملاعب في دوري المحترفين الآسيوي لهذا العام والجانب المتعلق بالحكام الآسيويين، وغيرها من المواضيع التي تجدونها في ثنايا الحوار التالي:

* دعنا في البداية نسألك عن رحلاتك المكوكية التي طفت بموجبها مناطق السعودية بمختلف جهاتها، هل كانت الرحلات شاقة؟

- بالتأكيد هي شاقة، وشاقة جدا، فالسعودية بلد كبير مترامي الأطراف وقمنا بزيارة كل الأندية والملاعب التي جرى جدولتها في فعاليات زيارتنا.

* وكيف تقيم من جانبك هذه الزيارات، وما أبرز الملاحظات التي نقلتها للمسؤولين الرياضيين هنا في السعودية؟

- الزيارات كانت ناجحة للغاية، ووجدنا تفاعلا كبيرا من طرف مسؤولي الأندية وهيئة دوري المحترفين السعودية، وبالذات من الصديقين محمد النويصر والدكتور حافظ المدلج، فقد قاما بجهود كبيرة في سبيل التنسيق والترتيب لمختلف الزيارات التي قمنا بها، وكانا على درجة كبيرة من الحرص والشفافية في مسألة إطلاعنا على كل التفاصيل الممكنة، ونحن مسرورون وراضون تماما عن مستوى التفاعل من جانب المسؤولين الرياضيين في السعودية.

* قبل أن أسألك عن أبرز ملاحظاتك السلبية والإيجابية التي خرجت بها من رحلة التفتيش التي قمت بها بصحبة فريقك، دعني أستفسر منك عن أبرز ما دار من أحاديث في اجتماعكم الختامي اليوم، وما الذي نقلته لمنسوبي الاتحاد السعودي والهيئة؟

- مضمون الاجتماع سري ولا يمكن البوح له، ولكن هذا لا يمنع من الإشارة إلى أننا قمنا بالتباحث حول أبرز النقاط التي سجلناها في زياراتنا الميدانية، وقام الفريق الآسيوي المرافق معي بمناقشة كل النقاط حسب الاختصاص، وهي التي تهتم بجوانب التسويق والملاعب والإدارة المالية والإعلام والجوانب المتعلقة باللعبة، التي تخص المعايير العشرة المعروفة، وكانت نتائج الاجتماع مثمرة وجيدة مع المسؤولين لديكم عن كرة القدم، وأخبرتهم بأنهم يقومون بعمل جيد للغاية ومميز وقابل للتطور أكثر فأكثر، وأعلمتهم أننا نثق بهم وبإمكانية أن يحدثوا التغيير المطلوب والإيجابي، وهم بدورهم وعدونا بالأفضل في المستقبل.

* وماذا عن الملاحظات الإيجابية والسلبية التي خرجتم بها من زياراتكم الميدانية للأندية وللملاعب؟

- هل تريد أن أبدأ بالملاحظات الإيجابية أو السلبية.

* الأمر يعود لك، ابدأ بما شئت..

- حسنا، في الواقع أبرز النقاط الإيجابية كانت تتعلق بالدعم الحكومي المميز الذي تحظى به الكرة السعودية، من ناحية تقديم المعونات المالية للأندية، وكذلك توفير الصيانة للملاعب وتقديم الخدمات والتسهيلات اللازمة التي تتعلق بمسألة تطوير البنية التحتية للمنشآت الرياضية، وهذا أمر مهم للغاية، وكذلك المستوى الاحترافي الكبير الذي تقوم به الأندية السعودية مقارنة بغيرها من الدول الأخرى في القارة، في حين تتعلق نقاط الضعف بمسألة الشراكة الاستراتيجية من طرف الأندية مع راع رسمي وحيد، وهو ما يهدد مستقبل الأندية المالي، وبالتالي طالبنا بأن يتوافر للنادي الواحد، أكثر من راع، إضافة إلى التباين الواضح في القوة المالية للأندية وافتقاد البعض منها لرعاة يقومون بضخ الأموال اللازمة لتطوير هذه الأندية، ولكننا وجدنا تطمينات من جانب هيئة دوري المحترفين السعودية بأن العمل جارٍ على توفير رعاة لكل الأندية المشاركة في دوري المحترفين السعودي، وهذا جيد، كما أننا شددنا على ضرورة ضمان أن يكون تنظيم المباريات في الدوري المحلي خاضعا للأندية دون أي تدخلات، وأن يكون مستوى التنظيم عالي الاحترافية، وبالذات من الناحية الإعلامية، فالاحترافية الإعلامية في تغطية اللقاءات تحتاج للتطوير.

* وماذا عن مستوى الملاعب التي زرتموها، كيف تقيمونها من ناحية الإمكانيات والتسهيلات والصيانة؟

- لقد قمنا بزيارة أكثر من اثني عشر ملعبا في مختلف مناطق السعودية، ووجدنا أكثر من ثمانية ملاعب على مستوى كبير من الجودة، سواء على صعيد البنية التحتية أو التسهيلات المتوفرة، وفي المقابل وجدنا بعض الملاعب الرياضية في مناطق معينة تشكو من سوء الحالة والخدمات، وظهرت بشكل لا يليق بالمستوى الاحترافي للسعودية، ولا يمكن اللعب فيها على الصعيد الدولي، ولكننا علمنا خلال الاجتماع بأن العمل جارٍ على تطوير الملاعب المتعثرة، إضافة إلى أن هناك وعودا بإطلاق ملاعب جديدة، وهذا مؤشر يعكس الرغبة السعودية في التطوير.

* من خلال زياراتكم الميدانية.. هل لك أن تصنف الأندية التي طبقت المعايير المطلوبة والتي أخفقت في ذلك؟

- نعم يمكنني التأكيد على أن أندية مثل الهلال والأهلي والشباب والنصر والاتحاد ظهرت بثوب جيد من الناحية الاحترافية، وبالذات نادي الاتحاد، فهو الأفضل من وجهة نظري في تطبيق المعايير الاحترافية، ولديه بنية تحتية جيدة ويقوم مسؤولوه بعمل جيد، كما أن الأهلي والنصر لديهم مشاريع واعدة تهتم بالنشء من ناحية إقامة الأكاديميات المميزة وإحضار المدربين المختصين، وهو أمر رائع لمستقبل الكرة السعودية، في حين ظهرت بعض الأندية بصور أقل من الناحية الاحترافية، وهو أمر كان محور نقاش بيننا وبين مسؤولي هيئة دوري المحترفين السعودي.

* بالمقارنة مع الدول الأخرى، كيف تجدون مستوى الاحترافية لدى السعودية في تطبيق معايير لجنة دوري المحترفين الآسيوي؟

- أنا لا أود عقد المقارنة، أرجو أن تعفيني من الإجابة من فضلك.

* حسنا، وعلى الرغم من أنني لم أسمِ دولا بعينها في سؤالي السابق، فإنني سأعيد عليك صيغة السؤال، ليتسنى لك الإجابة، هل مستوى الاحترافية لدى الجانب السعودي في تطبيق المعايير كان مرضيا لكم في الاتحاد الآسيوي؟

- نعم، مُرض وبشكل كبير، ولا تنس أنك تتحدث هنا عن السعودية، التي تمثل أحد أهم أقطاب الكرة الآسيوية، وهي دولة رائدة ومتقدمة للغاية على صعيد كرة القدم القارية بإنجازاتها المتعددة، وبالتالي فمن الطبيعي أن تكون الاحترافية متقدمة عن غيرها من الدول النامية.

* التغيير في النقاط المحتسبة ضمن معايير التقييم في لجنة دوري المحترفين الآسيوية وارتفاع معدل النقاط من خمسمائة إلى نحو ثمانمائة نقطة، إلى ماذا استندتم في ذلك، وما المعايير المستحدثة؟

- لقد قمت أنت بسؤالي عن هذا الأمر في مناسبة سابقة، وأخبرتك بأن الأمر لم يتقرر بعد بصفة رسمية، وأنه خاضع للدراسة، وسيجرى تحديد البت فيه في الاجتماع الذي سيعقد قريبا في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، والمعايير المستحدثة التي جرى تداولها في الإعلام هي ذاتها التي تخضع للدراسة، وأغلبها يتعلق بمدى فعالية مشاركات المنتخبات والأندية على حد سواء في المناسبات القارية التي بدورها ستؤثر بالسلب والإيجاب في التقييم الخاص بكل دولة على حدة، إضافة إلى جوانب تتعلق بالإعلام والتسويق والموازنات المالية وتنظيم المباريات وغيرها من المعايير.

* كنتم دائمي الانتقاد لبعض الملاعب الرياضية في قارة آسيا، وبالذات في الدول النامية التي تعاني من تعثر الصرف المالي على الجانب الرياضي فيها، فما تعليقك على بعض الملاعب في بعض الدول المتقدمة كرويا على صعيد القارة، التي ظهرت بصورة تسيء إلى المنافسات القارية، وأنا هنا أتحدث عن ملعب إيلهوا تشونما الكوري الجنوبي، الذي نالت أرضيته السيئة انتقادات واسعة على صعيد الإعلام القاري؟

- قد يكون جانب التقصير من جانب مسؤولي الملعب الذي تحدثت عنه من ناحية الصيانة الدورية وغيرها من الجوانب الفنية المتعلقة بالملعب نفسه، وهو شأن داخلي محلي يتعلق بالتنظيمات هناك في كوريا لا يمكنني التعليق عليه بصورة مستفيضة، ما لم أكن على اطلاع تام على كل التفاصيل.

* بمناسبة الحديث عن الملاعب الآسيوية.. كيف تقيم مستوى الملاعب في بعض البلدان، ودعنا نكون هنا أكثر تحديدا، أنا هنا أسأل عن الملاعب الإيرانية، التي تعاني من سوء البنية التحتية وقلة مقاعد المتفرجين، كيف تم السماح لها باحتضان لقاءات دوري أبطال آسيا؟ كما أود أن أضيف على تساؤلي مسألة الشعارات الدينية والسياسية التي تظهر في الملاعب نفسها، لماذا لم نر تعليقا رسميا من جانب الاتحاد الآسيوي عليها، سواء بالتنديد بها أو بالعقوبة الإدارية والمالية على من سمح بها؟

- سؤالك طويل جدا، ولكنني لا أود الإجابة عنه إن سمحت لي، فأنا هنا في السعودية في مهمة تتعلق بالتفتيش على الأندية والمنشآت لديكم ولا مجال لدي في الحديث عما ذكرته في سؤالك هذا، وبالذات في مسألة تعليق الشعارات الدينية والسياسية، فهناك من هو أجدر بالحديث عنها مني، ويمكنك توجيه السؤال لرئيس الاتحاد الآسيوي وستجد الإجابة لديه.

* دعني أختم حديثي بنقل المخاوف التي تعتري الأندية المتنافسة حاليا في الأدوار النهائية من البطولة الحالية من مسألة إخفاق الحكام وضعف أدائهم وتأثيرهم بالسلب في النتائج المسجلة، خاصة أن المرحلة لم تعد تحتمل أي أخطاء من أي جانب، فما تعليقك؟

- لا أود الإجابة عن سؤالك هذا، فهناك لجنة تختص بالتحكيم في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ويمكنك أن تتوجه لهم بسؤالك هذا.

* ولكنك أحد المعنيين بدوري أبطال آسيا، وأنا أسأل هنا عن أداء الحكام في هذه المسابقة، هل توجد ضمانات يمكن تقديمها لعدم حدوث أخطاء مؤثرة من جانبهم؟

- حسنا، أداء الحكام الحالي في البطولة الحالية يبعث على الاطمئنان، وهم جيدون، ومن أميز الحكام في القارة، إضافة إلى أن اختيارهم وإسناد المباريات لهم يتم وفق أسس معينة، وبالنسبة للضمانات فهي غير موجودة، لسبب بسيط، لكون الحكم بشرا، وهو معرض للخطأ، سواء كان الخطأ مؤثرا أو بسيطا، ولكن ينبغي على الجميع التفاؤل وعدم إطلاق الأحكام الاستباقية، وسؤالك هذا في عداد الأسئلة الافتراضية، ولا يمكنني الإجابة عن سؤال افتراضي، فأنا لا أود الحديث إلا عن الواقع فحسب.

* سؤال أخير عن نهائي بطولة دوري أبطال آسيا لهذا العام، الذي سيقام في طوكيو؟ ماذا عن الأعوام المقبلة؟

- هذا العام، والعام الذي يليه، سيقام النهائي في اليابان، وبعد ذلك سيتم إسناد مهمة استضافة النهائي لأحد الفريقين المتأهلين للمباراة النهائية.