إيتو: مع بينيتيز ألعب أفضل مما كنت مع مورينهو

المهاجم الكاميروني يحرز 3 أهداف ويهدي الرابع لشنايدر ليسحق الإنتر فيردر بريمن

TT

سحق فريق الإنتر ضيفه فيردر بريمن بأربعة أهداف نظيفة في اللقاء الذي أقيم بينهما ضمن مباريات المجموعة الأولى بدوري أبطال أوروبا. وحملت أهداف المباراة توقيع المهاجم الكاميروني إيتو، الذي سجل ثلاثية بواقع هدفين في الدقيقتين 21 و27 من الشوط الأول ثم في الدقيقة 32 من الشوط الثاني، وأهدى الرابع لزميله شنايدر في الدقيقة 34 من الشوط الأول.

إن المهاجم الكاميروني الفذ في بعض الأحيان لا يطلب أي شيء بل يحصل عليه دون استئذان. لكنه يتوجه بالشكر بعد ذلك. وظهر إيتو بمستوى مرتفع للغاية هذا الموسم، وهو المستوى الذي يجب أن يظهر عليه دائما. إن إيتو يرقص ويجعل الجميع يرقصون، بدءا بمنافسيه وانتهاء بجماهير الإنتر التي تهتف باسمه. وتتغير الأرقام في سجل رصيده التهديفي بسرعة كبيرة، مثلما يحدث في شاشات المواعيد بالمطارات عندما يتم تحديثها. فقد أحرز إيتو 11 هدفا في 9 مباريات مع فريق الإنتر هذا الموسم، ويصل هذا الرقم إلى 15 هدفا في 11 مباراة، إذا أضفنا المباراتين اللتين لعبهما مع منتخب الكاميرون. وحقق اللاعب في مباراة فيردر بريمن أول ثلاثية له مع الإنتر (وهي الثلاثية السابعة له في مسيرته والثانية في بطولة الدوري الأوروبي)، وخرج من الملعب وهو يحمل الكرة بين يديه مثلما يفعل المهاجمون في بعض الحالات.

إن إيتو ماكينة أهداف لا تكف أبدا عن الدوران. وبالتأكيد يشم إيتو عندما يلعب في الأمام في مركز قلب الهجوم رائحة الأهداف مثلما يروق له. وقد أعرب اللاعب عقب لقاء فيردر بريمن عن عدم اكتراثه لهذا الأمر قائلا: «إن السعادة واحدة بالنسبة لي. لقد كنت ألعب في الموسم الماضي في مركز متراجع تقريبا وحققنا الفوز، وفي هذا الموسم فإنني ألعب كمهاجم وأحرز المزيد من الأهداف ونحقق الفوز أيضا. لقد كان فريق الإنتر تحت قيادة مورينهو أكثر وضوحا للمنافسين فيما يتعلق بشن الهجمات المضادة، بينما يهتم بينيتيز بشكل أكبر بتنظيم الشق الهجومي. وهذا أفضل بالنسبة لنا نحن المهاجمين، لأننا نتلقى الكرة في مكان أقرب لمرمى المنافس». ولهذا السبب يرقص إيتو ويتألق هذا الموسم رغم أن ماتيرازي الذي يستقبله بالأحضان ليس موجودا داخل الملعب، بل هناك كيفو الذي ينتظره بعد كل هدف ليحييه بيده. نعم، كيفو الذي كان ثائرا للغاية في مباراة روما الأخيرة لأن إيتو لا يقوم بالتغطية الدفاعية بالشكل المناسب. وعلق إيتو على ذلك الأمر قائلا: «لقد اعتقدتم أن هناك مشكلة فيما بيننا وأنه كان يصرخ في. لا، لم أسمعه. وقد قلت له فقط إن هناك بعض المشكلات وإننا سنتحدث عنها بعد انتهاء المباراة».

إن إيتو يرقص ويلمس رأسه ويحكها مثلما تفعل القرود لكنه لا يفعل ذلك ليسخر من نفسه بل ليسخر ممن حاول في الماضي الإتيان بحركة حمقاء تتمثل في وصفه بالقرد. فقد حدث ذلك ذات يوم في مدينة سرقسطة وكان إيتو على وشك مغادرة الملعب، ثم تكرر ذلك أيضا في لندن عندما أهانه أحد المضيفين. وقد ألقى إيتو بكل هذه الأحداث خلف ظهره، لكنه لم ينسها، وهو عندما يرقص بهذا الشكل فإنه يرغب في تذكير الجميع بالدم الذي يجري في عروقه. وهناك أيضا دم المنافسين الذي يسيل أمام أهدافه القاتلة، فعندما يتألق إيتو تنهمر الأهداف على منافسيه وتبدو الأهداف الصعبة في غاية السهولة. وعندما أحرز إيتو هدفه الثالث الذي كان سهلا حقا جرى نحو أحد المصورين ليس ليعانقه وإنما اختطف الكاميرا من يده والتقط صورة لشنايدر ليشكره على تمريرة الهدف التي كان شنايدر يدين له بها والتي وصفها إيتو بأنها «مهمة مثل الأهداف التي أحرزتها». وتحدث إيتو في النهاية عن مباراة الإنتر القادمة يوم الأحد مع اليوفي: «إنها مباراة مهمة للغاية، فاليوفي فريق كبير، لكننا سنلعب على أرضنا ولا يمكننا فقد النقاط». ورغم أن إيتو صرح بهذه الكلمات وهو يبتسم فإنها بدت أقرب إلى التهديد منها إلى الوعد.

لقد دفع رافا بينيتيز مدرب الإنتر بغزالتين إلى جانب الأسد، وتمكن بهذه الطريقة من الفوز باللقاء. فقد أشرك بينيتيز كوتينهو وبيبياني وأظهر اللاعبان مهارة كبيرة وكرات رائعة طوال اللقاء. إن بينيتيز يفقد الكثير من لاعبيه. وافتقد الإنتر في مباراة فيردر بريمن اثنين من لاعبيه، تبدو إصابة أولهما خطيرة، وهو لوسيو الذي تم نقله إلى المستشفى لإجراء فحوصات على فخذه اليسرى. وقد صرح بينيتيز بشأن حالة اللاعب: «لقد تعرض لوسيو لتمزق خفيف، وكان الأمر يبدو أكثر خطورة لكنه أكد أنه يتحسن. ورغم أنه كان يعاني في الفترة الأخيرة من بعض المشكلات في الركبة فإنه كان يتحامل على نفسه ويلعب، لكن الإصابة التي تعرض لها بالأمس هي إصابة في العضلات».

غضب مفيد: لقد كان بينيتيز ينظر إلى مقعد البدلاء ويتمنى العودة إلى وقت سوق الانتقالات بسبب غياب عدد كبير من اللاعبين عن الفريق (فهناك 6 مصابين بالإضافة إلى لوسيو وجوليو سيزار اللذين تتحسن حالتهما) لكن اللاعبين الشابين، كوتينهو وبيبياني، يبدو أنهما يتمتعان على الأقل بشجاعة كبيرة. وعندما وصلت النتيجة إلى 0 - 2 استدعى بينيتيز كامبياسو وقال له: «إن قوة أي فريق تتمثل في وجود اللاعبين على استعداد تام عندما يناديهم المدرب». وأكد ستانكوفيتش هذا المفهوم قائلا: «لقد كانت المواجهة التي تمت بيننا بعد مباراة روما مفيدة، فهي ربع ساعة أثرت علينا بشكل إيجابي». لقد عاد الغضب الذي صبه بينيتيز على الفريق بعد مباراة روما بالنفع حيث ظهر فريق الإنتر بشكل جيد. وتحدث بينيتيز نفسه قائلا بهذا الصدد: «هل ظهر فريق الإنتر بأفضل حالاته أمام فيردر بريمن؟ لا، بل كان يروق لي أكثر أمام فريق باري في بولونيا وأمام فريق أودينيزي. إن الفريق يحتاج للمزيد من الكثافة والضغط. إيتو؟ إنه قادر أيضا على إحراز الأهداف عندما يلعب على الأجناب، والأمر هنا لا يتعلق بطريقة اللعب، فإذا لعبنا بكثافة وضغط هجومي فسنحقق الفوز أمام جميع الفرق. وإذا لعبنا بشكل جيد فسيصبح الفوز أيضا أكثر سهولة. هل تشاجرت مع كيفو؟ لا، لقد جاء لي للاتفاق على بعض الجوانب الخططية».

وقبل لقاء اليوفي يغيب ميليتو عن فريق الإنتر ولن يكون بانديف أيضا ضمن تشكيلة الفريق. وصرح المدرب في هذا الشأن: «هل شعر فريق اليوفي بالرعب لرؤيتنا بهذا المستوى؟ لا أعتقد ذلك. إن فريق اليوفي لا يخشى أحدا. إننا سنلعب بنفس الطريقة الخططية تقريبا أمام اليوفي، ويجب أولا أن أنظر إلى اللاعبين المتاحين أمامي بما فيهم إيتو. إنني لا أدري أين أدفع بإيتو. الانتقادات التي وجهت لي بعد مباراة روما؟ لم أسمع شيئا. أجواء ما قبل مباراة اليوفي وتصريحات موراتي؟ إنها أجواء رائعة لكننا نعمل داخل الملعب، ولا يثير مناخ التوتر والمشكلات قلقي، فاللاعبون محترفون». وكان بينيتيز قد تجنب الحديث عن أي أمور قد تثير البلبلة قبل لقاء فيردر بريمن، وكذلك طمأن الجميع على حالة اللاعبين المصابين بالفريق.

وفي ظل غياب عدد كبير من اللاعبين للإصابة يتجه التفكير فورا نحو سوق الانتقالات. واختتم بينيتيز تصريحاته بالحديث عن هذا الأمر قائلا: «يعرف موراتي بالفعل ما نحتاج إليه في المستقبل. إننا الآن نعمل مع اللاعبين الشباب واللاعبين أصحاب الخبرة، وفي شهر يناير (كانون الثاني) سنرى ما ستسفر عنه الأمور». إن بينيتيز يطالب بالدعم في الوقت الحالي من الجهاز الطبي.